طبيعة المذبحة تفضح مرتكبيها فهل ينفع الجزارين الدجل والتضليل

 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

المجرمون من جزاري مذبحة بغداد الأربعاء الماضي وفي محاولة للملمة ما وقع والتغطية على العناصر التي أدارت العمليات ونفذت صفحاتها وقبل هذا أمنت سلامة مرور الشاحنات المليئة بألمتفجرات الى حيث مواقع التفجيرات بالرغم من أكتظاظها بالعناصر الأمنية وما يتوفر لهم فيها من أجهزة تقنية حساسة وقادرة على كشف أدق معدات التفجير .


فبعد أن أخرستهم صيحات الغضب التي عبر عنها المواطنون في الشارع العراقي أستنكارا لجريمة الأربعاء الدامية ألتي كشفت طبيعتها , من نفذها ووفر لها أسباب النجاح قبل غيرهم , فقد عَبرَ الجناة وهم من ( أهل الدولة ) بيسر وسهولة الى أرض المجزرة , فلو لم يكن هناك _ حسب تعليق العراقين _ من تواطأ معهم لما استطاعوا تنفيذ فعلتهم المستهينة بالدم العراقي !!


فقد قام هؤلاء المفلسون بحركة بهلوانية تولاها أحد معمميهم عندما أستولى على رئاسة البرلمان لمدة ساعتين ليحاول ألتغطية علي صمت الحكومة و ألأحزاب الدينية ألطائفية و بهدف أحتواء ردود أفعال العراقيين التي كانت واضحة وصريحة في توجيه أصابع ألأتهام لرؤوسهم النتنة.


وألبهلوان هو المعمم خالد العطية نائب مجلس نواب بريمبر الذي _ ضبط متلبساً _ بعقد أجتماع بين وزراء المالكي الأمنيين وبعض أعضاء ما سمي بلجنة الأمن والدفاع في المجلس بقيادة كبير مجرمي منظمة غدر هادي العامري وحضره أقل من ربع المجلس من بينهم رئيسه الذي قيل أنه وصف الاجتماع بغير الدستوري ولكنه تهرب من ممارس دوره بالحضور لفضح ألأهداف من وراء عقده , وأكتفى بالهروب مع أن عدد الحضور لم يتجاوز الستين متحاصصا !


ويكاد المريب ان يقول خذوني في تبرير اللعبة وأن بدأها بطرد الصحفيين من القاعة وأمره لعناصر أمنه بضربهم , فلم يحسن ذلك , فقد أحرجه الصحفيون خارج القاعة فأعترف وهو يحاول تبرير عدم حصول النصاب بأدعاء أنه أنعقد على عجل, الا أنه وقع في فخ التدخل للأجابة نيابة عن الوزاء كلما كانت الأسئلة محرجة .


وأنفضح أكثر عندما أندفع وبكل وقاحة لأطراء الأجهزة الأمنية التي أجمع العراقيون على تحميلهم مسؤولية أغماض العين عن المجرمين من منطقة التسلل من الحدود الشرقية الى حيث نفذت المذبحة أمام أعينهم , وبأستهانة مفضوحة بمشاعر أهلنا وكأن شيئا لم يكن ؟!


ومما أثار أستغراب رجال الصحافة أن هذا الدجال قرأ عليهم قرارات لقائه بالأمنيين التي كشفت هي الأخرى الهدف من عقده ؟؟


فقد بدا واضحا ان العجالة في تنظيمه استهدفت:
أولا > تحويل أنظار المواطنين التي تركزت على أدانة حكومة المالكي وأجهزتها المختلفة والأحزاب الطائفية وتحميلها وبصوت عال هذه المرة مسؤولية وقوع المذبحة لا بل المذابح وما لحق بأبناء شعبنا وببغداد من ذبح وتدمير .


فقد أرتفعت ألأصوات ليس بأدانة هؤلاء وحسب بل بالمطالبة بطرد ألمتحاصصين من البلاد لأنهم أصل البلاء ,وقد بدأوا بجريمتهم أللئيمة هذه مرحلة القتل الجماعي لأبناء شعبنا بعد أن فشلوا في قهر أرادته بما أرتكبوه من عمليات أغتيال لخيرة نسائه ورجاله وحتى أطفاله ودمروا مع الغزاة ألأميركيين شواخصه الحضارية .


فلم يخجل العطية من الأعلان أن الزمرة المجتمعة وفي اطار صفقة أتفق عليها المعممون كما يبدو لاطراء الحكومة وأجهزتها الأمنية وجلها يضم عناصر من ميليشياتهم , محاولا تبرئتها من جريمة زهق أرواح بريئة تمريرا للعب سياسية مكشوفة يراد بها تلميع سمعة القتلة والسراق والمسبحين بحمد النظام الأيراني بعد سقوط القناع عن عمالتهم للأجانب وأصطفافهم مع اعداء شعب العراق في بث الفتنة الطائفية وتمزيق وحدته .


فهل يصلح عطارو المجلس الأوطأ ما أوقعه حكيمهم ألمقيم في طهران من جرم مشهود ودامِ بين اهلنا العراقيين , وهل تنطلي على المعذبين والمجروحين لعبهم الغبية ؟!!


ثانيا\ حاول _ عطيتهم _ ألأيحاء بأن مناقشتهم أظهرت ووفق تقارير المسؤولين الأمنيين أن الذين تسببوا في الأختراقات الأمنية هم من أطلق سراحهم من المعتقلين بأدعاء تراخي السلطات المسؤولة في التعامل مع المعتقلين لذلك فقد أوصوا بأعادة النظر في القوانين السارية بتشديد العقوبات على المعتقلين او المشتبه بهم بعدهم مدانين وأن كانوا ابرياء _و طز بحقوق الأنسان _ الذي سخر أبو عمة من القائلين بها بعلانية ومن دون حياء وأمام الصحفيين وأمام المشاهدين بالصورة والصوت والمثل المصري يقول _ أللي أختشوا ماتوا _ !!!


ثالثا \ كشف داعية الباطل عن هدف سفيه أخر أسفر عنه اجتماعهم المفبرك , تمثل بالدعوة الى تنفيذ الأحكام الأجرامية التي صدرت عن المحكمة الجنائية المهزلة لأن هلوسة المجتمعين أوحت لهم بأن المناضلين والأبرياء التي لصقت بهم التهم الباطلة كانوا سببا في حصول ما أسفر عن جرمهم الجديد ,في حين أن المعممين هم أبطال المذبحة كما يكشف منطق الأحداث هذه الحقيقة .


والواضح ان العطية اراد من جماعة الستين الدعوة للمضي في منهجهم الذي بدأوه منذ أن وطأت اقدامهم الوسخة ارض العراق الطاهرة , القاضي بأدامة أراقة دماء العراقيين كما هو مرسوم في العرف الصفوي وهم أتباعه ولهذا جاءوا ؟؟


وهذا ما أكدته الاستمارة التي وزعتها منظمة بدر بعد ارتكاب المجزرة وتطلب فيها من المختارين في انحاء عديدة من القطر تتضمن ابلاغها بمعلومات دقيقة عن من يعتقدون بأنهم من المناضلين البعثين او من يسمونهم بالارهابين .


والمعلومات المطلوبة من الدقة الاستخبارية بحيث لم تشابهها أي استمارة امنية شهدها العراق بما يتوافق مع توجهات الدوائر الامنية الايرانية التي تعد منظمة بدر جزءاً منها , فقد تضمنت الاستمارة معلومات عن الطول والعلامات الفارقة في الوجه ولون الشعر و الاهم من هذا لأي طائفة ينتمي لها المواطن .


رابعا \ الدعوة الى لملوم طائفي جديد يفرض نفسه على أساس المحاصصة لتكون حصته الأكثرية في نتائج _ الأنتخابات _ بعد ترميم صفهم الواهن أمام حجم طلاب الحصة الذي يتجمعون الان بعد أن فاتهم _ريل_ بريمر في المرة الأولى حيث يسود منطق العشيرة والعائلة والمناطقية الأن .


وهكذا تكون صفقة مجلسهم المهزوم واضحة المعالم , اطراء المالكي وتبرئته من ذنب ازهاق أرواح الأبرياء مقابل قبوله الأنضواء تحت لواء الشراكة في تقاسم السلطة الطائفية المسندة من الأنفصاليين الكرد الذين يهللون لبقاء الحال على هذا الموال حتى تؤمن لهم فرصة القفز على كركوك وباقي ما ادعوا هم بأنها متنازع عليها مع من .. لا احد يدري هل هي بين السلطات العراقية وبين أحزابِ كردية تفرط بوحدة الوطن , أم بين الكرد وأشقائهم العراقيين أصحاب الوطن بأسره ؟؟ وهم أهله ولهم يعود قرار البت في تحديد حدود الأقاليم والمحافظات , ولا يقرره امساك طارئ لأحزاب عنصرية بشمال الوطن في غياب السلطة الوطنية الشرعية عنها , و بحكم وجود استثنائي عدواني أميركي باطل فيها وبحماية سلاحه .


وطبيعي ما قام خارج ارادة العراقيين الحقيقية باطل , باطل مهما طال الزمان .


خامسا \ سَربَ وبتركيز , معلومة تعلن عن دعوة الستين الحكومة لتعويض المفجوعين في محاولة لأمتصاص ردود أفعالهم وهي تشير بالأسماء والجهات لصياغ التفجيرات , ومن أين أتت شاحناتها ولأي مرجعية تعود ملكيتها , ومن قادها وحدد أماكن أنفلاقها .


فمن لديه الأستعداد لقبول كلام مليئ بالكذب والمغالطات , و الا يدرك العطية بأن الشعب يعرف حال خزينة الدولة , وقد تعرضت لسلسلة من الهزات وهي تشكو من عجز دائم ومتعاظم على يد عبقري ألأقتصاد العراقي الجهبذ _ صولاغ _ الذي أجهز على وزارة الداخلية وقبلها الأسكان , ومن بعدهما أشرف عتى تصفية خزينة الدولة وهو يتولى حقيبة المالية ؟!


فمن أين تأتي التعويضات , وكيف وألخواء يمسك بتلابيب خزينتكم المبجلة , وهي مهمومة ومشغولة بتدبير صرف رواتبكم _ نواب أخر زمان_ وأنتم تقضون جل أوقاتكم في دول ألجوار ولا تزورون _بلدكم الثاني _ العراق الا بالمناسبات أو أذا ما أقتضت حاجتكم لذلك من باب رفع العتب !


ولا ننسى رواتب المسؤولين _ المظلومين _ بعشق الدولة ودولاراتها ورواتب أعوانهم من الأقرباء وأتباعهم من عناصر الميليشبات القتلة وهم والحمد لله كثر ويشكلون حماياتكم , وجميعكم تمثلون العمود المستنزف لملايين الدولارات التي تأتي من عائدات بيع النفط العراقي بسعر بخس .


فمن أين تأتي الأموال التي وعد بها العطية نيابة عن المالكي وبسرعة , لتعويض من تعرضوا للمذبحة هل من جيب مجلسهم الملعون الممتليء بالمال , حرامه منهوب من الدولة ومن قوت أهلنا وغيره يحللونه هم من رشاو تفرض على طالبي العمل في دولة القانون والديمقراطية _ المكشرة بحسب الطلب _ و ثمنا لتزكيات تحدد أثمانها بحجم الوظيفة ومقدار ما تدر على طالبيها من فائدة ؟؟


ويبقى ان نسلرجع شريط الأحداث التي سبقت وقوع المجزرة بأيام محدودة وأبرز ما يستوقفنا الأعلان عن لقاء بين خليفة خميني وخليفة باقر في طهران .


أقصد بين التابع عزيز وبين المتبوع خامنئي تمت فيه مناقشة تطورات الموقف السياسي في العراق والبيت واحد !! , وهما كما تقتضي مسؤوليات أهل البيت خاضعة للتداول بينهما على الدوام لأتخاذ ما يتطلبه الواجب من تدابير وأجراءات تضمن لهم _ كما يظنون خطأ _ المضي في مخططهم لتوسيع نفوذهم شرقا , بفرض ولايتهم على بلاد الرافدين أستغلالا لكبوة العراق الطارئة.


واحسبهم في هذا التصرف يرتكبون نفس الخطأ الذي وقعوا فيه في الثمانينات , لأنهم لم يتعضوا من دروس الماضي ليركبوا من جديد مركب الغطرسة مراهنين على مغامرة لا تقوى على الصمود أمام أصرار العراقيين على التصدي لمن يريد التجاوز على أرادتهم الحرة والنيل من سيادتهم الوطنية والمس بجذرهم العربي .


الم يدركوا العبر التي أفرزتها تجربة حرب الأعوام الثمانية , وكيف ذاد العراقيون وببسالة مشهودة عن الأرض والعرض حتى أسقطوا تلك المغامرة المشبوهة , ولم يهدأ لهم بال حتى أنحنى خميني أمام تضحياتهم وتجرع السم أعترافا بان العراق عصي على المستهترين بأرادة الشعوب والمتجاوزين على أرادتها ؟


وحتما أن جيراننا_ جماعة الفقيه_ لم يستوعبوا الدروس بعد , ويحتاج وريث ولايتهم الى خوض تجربة تركيع مضافة , كأس السم العراقي لها بالمرصاد وهي حاضرة لان تسقي السم لمن يريد أرتشافه .


وعوافي للذين يضعون انفسهم في الضد من منطق التأريخ النضالي العراقي , فكؤوس السم كثيرة بأنتظارهم, ومجانا !!

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاحد  / ٠٢ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٣ / أب / ٢٠٠٩ م