ألأربعاء الدامي ..  فلم هندي جديد , من سيضع خاتمته ؟

 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

لم أكن أدري أن جماعة ألمالكي تضم كفاءات على مستوى عال ومتنوع من الخبرة في عالم الفن وخصوصا في العمل الدرامي السينمائي وبالدقة , على الطريقة الهندية المليئة بالهيام والغرام والانتقام والسباحة في الخيال والأوهام !!


ولكن الأحداث ألأخيرةالتي شهدتها بغداد وأستميحكم عذرا ان قفزت على جراحات بقية مدن محافظاتنا فقد عمها الأمن , وما عادت تشكو من عطش اوجوع وعطالة التي لا يلمسها ألا _ المغرضون _أمثالي لأننا نحقد(!)على( المجد ) الذي أشاعه المؤتلفون الطائفيون بين اهلنا في محافظات الشمال قبل الجنوب , والغربية بأصطفاف شفاف للموت مع الشرقية .


و يظهر أن حقدنا لم يدلنا على مواقع _ الخير الطاغية _ التي أسسها المعممون وأتباعهم الأفندية الصغارالمنتشرون في مفاصل ( دولة القانون ) وتظهر جلية في فلم ألموسم _ التحسن الأمني _ المنتج بأيحاء أميركي , والممول من خزينة العراق بطعم الاثارة , وعلى وفق سيناريو هندي رسم خطوطه بعناية فائقة الفريق راج قنبر و اللواء شامي عطا !! والملاحظ أن بغداد كانت تحتل الأولوية في فرشتهما الأمنية ,فأستجابا بكرم ملحوظ لأوامرتأتي عادة من أتجاه الشرق , ولا تكلفهما سوى الأغماض على مرور شاحنات قليلة ولكنها تحمل _ نفثات _ من (خيرصفوي !! ) من نوع مفخخ , أريد تعميمه على أهل بغداد المتمردين العاصين على وصايا المعممين _أكراما _ للبغداديين في مستهل شهر رمضان الفضيل !!


وهكذا يكون التكريم وألا فلا ؟!
وحبكا لتراجيديا ألسيناريو المرسوم لأستكمال مشاهد تدمير بغداد كما هو مقرر في اجندات عصابة بوش المنسق بشأنها مع نظام ولاية قاصر الفقه والعنصريين الحاقدين على وحدة العراق وعلى جذره العرب,فقد أغمض قمبر وعطا ومعهما أستخباريودولة الأمن والقانون المالكية , ليمرمن امامهم ألذباحوة ومعهم مئات أطنان المتفجرات الى الهدف المحدد بعلم وخبر ألثلة أياها !


ونحن لا نتهم أحدا بالغيب بل جاء الأتهام على لسان الزيباري وزير خارجيتهم المرعوب , شريكهم في طبخة السوء السياسية .


فقد كان بكامل قواه العقلية وهو يتحدث في مؤتمر صحفي عقده للتعليق على المذبحة , بلسان عربي فصيح , وليس بلسان كردي قد يحتاج الى ترجمة , تكون عرضة للتحريف عندما أعترف صراحة ب> وجود تعاون بين قوات الأمن والقتلة . وكلام الوزير واضح وهو سيد الأدلة , ولايقبل ألتأويل ولم يأت من( بعثي ظلامي !! ) مثلي , كما قضى فلمهم الهنيدي سرده , وحشد للمشاركة فيه جميع المتورطين بصحبة المحتلين , معممين ومحتسرين ,طائفيين وماركسيين , في لملوم مشبوه جمعهم الحقد على العراق وعلى ألأنجازات التي تحققت لأهلنا العراقيين وكانت مصدر قلق لاعداء ألشعب والأمة .


وجاءت الجريمة المذبحة الأخيرة كما خططت طهران لتجهز على ما تبقى من وجه بغداد الجميل , وخسئوا لأنهم لم يتمكنوا من عمقها وجذرها الحضا ري الأنساني , الذي سيظل يطاردهم , ويثيرالرعب في صفوفهم وفي صفوف أسيادهم المحتلين حتى الأندحار النهائي , وهو لا شك قريب .


والأن لنذهب الى فلمهم _ الكابوري _المنتج حديثا بهدف تبرير فعلتهم الأخيرة التي عرتهم وفضحت مراميهم الساقطة. فهم يدعون أن أحدى الشاحنات جاءت من المقدادية لتفجر وزارة ( مدلل المجلس الأوطأ البار ) صولاغ صاحب الجولات التخريبة بالجملة لوزارات الأسكان والداخلية وأخيرا المالية وجعلها مرتعا للطائفيين .


ووصول هذه الشاحنة المثقلة بحجم كبير من براميل المتفجرات كما بدت مثيلتها التي تركت في منطقة الصالحية دون أن تفجر ,كما عرضت ذلك قناتهم الرسمية وبدا صغار أمنييهم وهم يرقصون حولها على الطريقة الهندية طبعا !! .


ومن حجم الشاحنة بحسب وصف السادة _ ربع الثنائي المرح _ قنبروعطا وحجم البراميل المنقول عليها يستدل على الأتي:


أولا : أستحالة أن تمر هذه الشاحنة أو غيرها بغفلة من عشرات السيطرات الأمنية الممتدة عبر الطريق الممتدة بين القادسية وبغداد و لمسافة تزيد على المائة كيلو متروتقع بمحاذاة منطقة حدودية ملتهبة , تصول وتجول فيها القوات الأميركية والعراقية _جيش مبتدئ وأمن خرب وطائفي مهزوز _ سواء في غارات مشتركة على أهلها , أوبعمليات دهم وأعتقال , تكاد يومية !.


ومصدر معلوماتنا ليس ( ظلاميا ) مغرضا, بل يستند الى بيانات رسمية اميركية وعراقية تذاع كل يوم تقريبا , وتحمل مفاخرة بألقاء القبض على مزيد من المواطنين بتهمة التورط بأعمال أرهابية ولو توفرت جهة دولية محايدة توجهت ميدانيا لأحصاء الأرقام الحقيقة للمعتقلين لوجدت أن أصابع ألأتهام مشهرة دائما بأتجاه مواطني محافظة ديالى , والمقدادية منها بعد بعقوبة وهما الأكثر أحتداما امنيا , لأنهما تشهدان أوسع الضربات الموجعة التي توجهها قوى المقاومة الوطنية للقوات المحتلة المنتشرة قواعدها العسكرية واللوجستية في هذه المنطقة الحساسة أمتدادا الى بغداد ألعاصمة.


فكيف مرت هذه الشاحنة عبرطريق مشحون بأجراءات مشددة وصفتها أحدى المواطنات العراقيات بألدقيقة جدا , كلما أقتربت من العاصمة المدججة بالتقنية الحديثة , و التى أكتشفت حشوة سنها قبل أيام من التفجيرات , عندما مرت بجوار أحدى حواجز الصالحية المنكوبة ؟! .


نعم كيف مر – فيل - الشحنات من خرم الحواجز أن لم يحمل سائقها جواز مرور متفق عليه , أو كلمة سر تفتح أمامه السيطرات المغلقة على وفق تعاون مسبق , أكده الوزير زيباري  ,وهو من أهل البيت , وأدرى بشعاب مواخيرها الضيقة ؟؟


ثانيا : لو أفترضنا أن سيناريو الفلم الهندي صحيح , وأن لم يكن معقولا ولا يصدقه عاقل , وأغفلنا أعتراف الوزير وهو سيد الأدلة , وتمنطقنا برواية وتفسيرات حماتها وهم بحق من سلطوا ليكونوا مخربيها.


نقول لو صدقنا الرواية أفتراضا معوجا , فهل لنا أن نتصور رحلة ألشاحنة من منطقة المنشأ في الغرب حسب أشلرة صاحب (دولة القانون) الى المقدادية شرقا ,التي سكت ألعباقرة منتجو الفلم الهندي وراسمو مشاهد ه عن أيراد تفاصيلها دون تعتيم على بداياتها ؟.


نقصد أي طرق سلكت , ومن أي منافذ ولجت الينا ,فجميع المناطق الحدودية الغربية متخمة بالقواعد العسكرية الأميركية وتغص بدورياتها المتحركة أرضا ومياها وهليكوبترا , و هي محفوفة ببركات عناصر وأجهزة مخابراتهم ألمركزية على وفق الصلاحيات التي منحتها لهم اتفاقية المالكي-بوش لحماية نظامه _ المستتب أمنيا _ !! .


أذن الأشكال لا ينحصر في صعوبة أستيعاب كيفية التحليق  بأسلحة الدمار من المقدادية الى بغداد , أن صدق رواة الفضيحة أنها جاءت من نقطة الأنطلاق التي أفترضتها جوقة الفلم الهندي وهي أقرب للحدود الأيرانية وفي متناول عناصر مخابرات نظام الملالي , و من محيطها المقابل للمقدادية تتسلل جماعات الأرهاب الطائفية التابعة لجيش خامنئي , بل الأشكال يكمن في أستيعاب كيفية أنتقالها من حدودنا الغربية الى بغداد دون أن يلحظها الحراس الأميركيون وأتباعهم المحليون ؟!.


والأشكال يحرر سؤالا رديفا عن موقع انطلاق الشاحنة الثانية ,و الشاحنات أكثر من واحدة تبعا لساحات الموت وهي متعددة كما شاهدنا ذلك واقعيا.


فمن أين كان الأنطلاق ؟؟
وهل نأخذ بما سربه مديرمخابراتكم من أن أولياءأموركم الأيرانيين هم وراء ماحدث و وثائق جهازه تثبت ذلك من دون لبس ؟؟.


وهنا تسكن العبرات التي تقصد سيناريو الفلم الهندي تجاهلها على الرغم من أنها تعد من أساسيات حبكته التراجيدية؟!.


ولكن ما العمل وللمخرجين مذاهب , تتصور غباء بأن كل ما تسوقه نفوسهم المريضة قابل للتصديق حتى وأن سيق بأطار تشويق هندي مفضوح ؟!


فالحقائق واضحة وهي وحدها تسلط الضوء علي ما حدث وهو من تدبير دولة وليس أشخاصا , والدولة مشخصة وهي أقرب للمقدادية من دول الجوار عربية وغير عربية ولا تبعدها عنها سوى شمرة عصى .


والمنفذون متواجدون في محيط المكان ويحملون بطاقات رسمية تمنحهم حق التواجد في الأمكنة العامة والخاصة , والمرور عبر السيطرات مع تلقي التحية من وضع الأستعداد واليس بينهم من هم مسؤولو المليشيات التي لم تنقطع هرولتهم المكوكية الى طهران ,لتقبيل الأيادي وتلقي التوجيهات.


وكان اخرها وليس الأخير, تلقيهم أمرتنفيذ مذبحة الأربعاء وتوفير ألغطاء لمنفذيها من عناصر جيش القدس الأيراني بحسب ما أعلنه الشهواني مدير مخابراتهم وليس (الظلاميين) !!


وبعد ليس غريبا أن يعيد المعممون ادارة أسطوانتهم المشروخة باتهام الرفاق البعثيين و المقاومين الأبطال بأنهم وراء ما حدث في الأربعاء الماضي الدامي !! .


ولا نلومهم فظل البعث يطاردهم في اليقظة والمنام . والبعثيون يتراءون لهم في كل مكان , أمام مكاتبهم , ويرعبونهم حتى في خلواتهم في المنطقة الخضراء المغلقة !!!.


وهم يدركون بأن البعث عصي على الأجتثاث , وهو باق وقادم بتلاحم وطني عريض ووثيق مع قوى الشعب المقاوم للأحتلال .


وهم راحلون بالجملة أو التقسيط المريح .
و_هنيئا مريئا_ لمن باعوا شرفهم , وفرطوا بوطنهم , وتحالفوا مع الشيطان سيدهم .

 
 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الخميس  / ٠٦ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٧ / أب / ٢٠٠٩ م