الــفــضاء النـظيـــــف .. والـــدعـــاء المستجـــاب بعيداً عن السياسة

 
 

شبكة المنصور

الـــــــوعــــي العــــــربي
لم أجد أخي وصديقي مهموما وحزينا من قبل كما رأيته هذه المرة وبالتحديد في هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر القرآن والرحمات فقد قابلته يضرب كفاً علي كف ويدعو الله بان يتقبل دعوته في هذا الشهر الكريم ويسقط ويتحطم القمر العربي النايل سات والعرب سات وآي سات موجود في الفضاء ويدمره ويحوله إلي قطعا صغيرة بما يحمله من إسفاف وإبتذال وخلاعة وما يقدمه من فسق وفجور وأن يتحول إلي قطعاً صغيرة حتي لا نجد له أثراً ، وقد بادرني أخي وصديقي وهو متعجبا بقوله ما هذا الذي يحدث لنا من هذا الغزوالتتاري الرهيب والمُخيف ليس فقط في رمضان بل خطره أمتد الي كل شهور السنة فيما يقدمة الينا من مسلسلات أو مهلهلات وبرامج وإعلانات تهجم علينا كأسراب الجراد لتقضي علي الأخضر واليابس وتطل علينا برأسها من كل مكان وتطاردنا أينما حللنا ، لا تعرف ماذا تشاهد وماذا تترك ومتي تختلي مع نفسك لأداء فرض الله ،

 

لقد طفح إناء الإعلام الفضائي من نايل سات وعرب سات من تقديم السخافات والهيافات والإبتزالات من كل نوع وصنف ، فقلت لأخي وصديقي هدي من روعك يا أخي ولا تكن رجعيا فنحن في زمن العولمة والفكر المفتوح ، قاطعني قائلا إنَّها حالة محمومة يتسابق فيها المفسدون بشتَّى أجناسهم وطبقاتهم لتوظيف الناس وإشغالهم في هذا الشهر الكريم لمتابعة برامجهم الساقطة مع دسِّ السمِّ في العسل حينا بحجة أنَّ تلك البرامج اجتماعيَّة أو ترفيهيَّة أو تعرض فيها المسابقات والفوازير الرمضانيَّة ، وقال لي شارحا وجهة نظره لقد كان من أدبيات الزمن الجميل للبث التلفزيوني منذ إنشائه أن ما تقدمه الشاشة الصغيرة يجب أن يكون ملائما ومناسبا لجموع المشاهدين بمختلف نوعياتهم وجنسهم وجنسياتهم وثقافاتهم ،

 

أن هؤلاء يريدون من رمضان أن يكون موسم ومناسبة أشبه بالكريسماس والتحول إلى موسم للتبضع وحفلات اللهو واللغو وإختفاء كل ما هو ديني وهيمنة كل ماهو دنيوي فهم علمنوا مناسبة شهر الصيام ويريدون المضي من المسلمين على هذا النحو ذاته ليكون تراجع تدريجي للعقيدة والإيمان في هذا الشهر وتصاعد مقابل لكل ما هو مسل وعبثي ودنيوي من خلال الإعلام العربي الموجه والمنظم، أن ما يتم عرضه علي شاشات التلفاز أصبح اليوم عفواً هو نوع من العهر الإعلامي والثقافي والفني فالناس في هذا الزمن على دين إعلامهم ، وما يبثّه الإعلام هو الشيء الذي ستجده مكرّساً في أخلاق الناس وقيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وعبر الفضائيات الفاسدة التي يمرّر من خلالها هذا العفن الفنِّي ، والتي تخلط في كثير من الأحيان العهربالسياسة و الثقافة وعلينا أن نعترف نحن جمهور المشاهدين بأنَّ هذه البرامج إستقطبت وأجتذبت الكثير والكثير من المشاهدين وعليه فما أجدرنا نحن المشاهدين أن يكون لنا دور قوي واضح وحيوي ومثير في زمن تصارع القوى الإعلاميَّة ، بتقديم البديل الجيد والجديد والمفيد في ساحات القوى الإعلاميَّة ، فنحن في عصر التأثير الثقافي والإعلامي ولا شك ،

 

والمهم أن يكون لدى جمهور المشاهدين دور فعَّال في إدارة هذه الحقبة الزمنية الرمضانية بنوع من الرؤى والتصورات الإعلاميَّة الرشيدة الفاعلة والفعَّالة في عصر التواصل المعلوماتي والتأثير الفكري إلي أن تحولت هذه الفضائيات إلي دكاكين ومواخير تحت مسميات كثيرة وعن طريق أشخاص تطل علينا كالسلع المغشوشة التي تخدع المشاهدين بالترويج لسلع ضارة أو بضائع مزيفة تضر ولا تنفع تحت شعار الدين تارة وشعار السياسة او الترفيه تارة أخري، وبدخولنا عصر العولمة والبث الفضائي المفتوح تحت شعار الحرية الإعلامية أصبحت البرامج والمسلسلات التلفزيونية في رمضان تعبر عن حالة من التسيب الغير مسئول أو المهتم بما ينفع الناس أو يضرهم أن التحول الذي جري تحت شمس تكنولوجيا الإعلام أو صناعة الإعلام من منطلق الحرية والديمقراطية أصبح صادما جارحا في الكثير مما يقدم تحت دعاوى الحرية وزمن العولمة والدنيا المفتوحة إذن لابد من وقفة ومراجعة لهذه المواخير المسماة فضائيات ولك أن تعلم يا صديقي بان هذا ليس نوعا من التشدد او التزمت وإنما هناك فضائيات غربية ربما تكون أكثر إنضباطا وإحتراما لعقلية مشاهديها أكثر من عقلية المجتمع العربي والإسلامي،

 

لقد زاد الكيل وطفح الي الدرجة التي تحول فيها شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن الي شهر رمضان الذي أنُزلت فيه البرامج والمسلسلات والتحرشات ، لقد أصبح التعارض واضحا في كثير مما تعرضه الفضائيات مع قيمنا الدينية والأخلاقية وآدابنا التي يجب مراعاتها وعدم الإستسلام لهذا الوحش الكاسر وعلينا أحترام العقل وأحترام الفكر والعقيدة نحن في حاجة إلي وقفه حقيقية مع سلوكياتنا في شهر رمضان تتناسب مع القيم الدينية والإسلامية لهذا الشهر الكريم شهر القيام والقرأن ولم يكن أبدا شهر الفوازير والمسلسلات والإعلانات ولا نجد أمامنا من بد إلا أن نعود إلي الأصل وأن نحقق بهذا الشهر الكريم وفقا لمبادئ الإسلام دون تزيد او نقصان ، وعلي كل عاقل ألا يترك نفسه وعقله ووقته فريسة لهذا السيرك الذي يطل علينا في هذا الشهر الكريم وعلينا مواجهة الطابور الخامس صناعة أنظمتنا العربية وهم من بني جلدتنا الذين يطلوا علينا ليل نهار في وسائل الإعلام المقروء والمرئي لتشويه وتزييف الحقائق تحت مسميات كثيرة ومنها العولمة والليبرالية السياسية والمواطنة وصراع الحضارات وصراع الثقافات وغيرها من مسميات ما أنزل الله بها من سلطان ،

 

وهكذا يتضح أن الغزو الفضائي هو آثر من آثار العولمة الثقافية لطمس الهوية للدول العربية والإسلامية وتشكيل وجدان الأجيال القادمة لكي تنشأ وتشب علي ثقافة غربية غريبة عن الأمة والوطن والقومية فاقدة للقيم الدينية والاجتماعية تؤدي إلي تسطيح الفكر ونشر الرزيلة بين فئات وأفراد المجتمع وما يستتبعه من انتشار جرائم العنف والفساد والقتل والإغتصاب والشذوذ الجنسي بين المحارم وهو الذي يجرد الأمة من سلاحها العقائدي والفكري والثقافي فيسهل القضاء عليها ولنا في الأندلس خير مثال علي تفريغ الأمة من ثقافتها وعقيدتها عندما أرادوا الاستيلاء عليها ، وهو ما تم عمله في العراق علي أيدي الشيطان الأكبر أمريكا قبل وبعد الغزو من إطلاق العديد من الفضائيات العراقية التي تكرس الطائفية والمذهبية وتحييد الشرفاء والمثقفين العراقيين بقتلهم واغتيالهم وإجبارهم علي الخروج من البلاد فهل نعي ما نشاهده اليوم من هذا الغزو الفكري والثقافي من بني جلدتنا الذي لا يقل خطورة عن الغزو العسكري الذي يدمرنا كل يوم ولهذا ارفع يدي وصوتي مع أخي وصديقي إلي الله عز وجل بان يتقبل منا الدعاء ويسقط النايل سات والعرب سات واي سات ويعود بنا الزمن إلي الفضاء النظيف.

 
 
كيفية طباعة المقال
 
 

شبكة المنصور

الاربعاء  / ٠٥ رمضان ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق ٢٦ / أب / ٢٠٠٩ م