أسس وثوابت التحالفات

 
 

شبكة المنصور

زامــل عـبـــد

البديهيات التي تحكم أي تحالف سياسي أو غيره القواسم المشتركة التي تربط فيما بين المتحالفين أن كانت  أهداف إستراتيجية أو مرحلية أو توافق في الرؤى وصولا إلى  الهدف أو الأهداف السامية التي تصب في مصلحة الجماعة  أو بتعبير أوسع  وأشمل المجتمع ، لكن الذي يحصل على الساحة العراقية النقيض التام والشامل كون الأطراف المتحالفة  التقت إرادتها على شيء غير مؤمنين به بل متناقضين فيه وهنا يظهر إلى العيان الخفي أو المستور وتتساقط بالسرعة كافة الدعوات والادعاءات التي ترفع بين الفينة والأخرى باسم  المصلحة الوطنية وغيرها من الأباطيل والتضليل ونحمد الله ونشكره بان من كنا نؤشر عليهم عدم المصداقية والوضوح بل  عدم نظافة الأفكار والتوجهات وصدق التوصيف الذي تم وصفهم به في لحظة من لحظات التعاطي لمواقفهم ، وهذا غير مستغرب على من ارتضى أن يجند كل إرادته لخدمة مصالح الغير حتى وان كان  الغريم الحقيقي للأمة والوطن ويصبح الأداة المروجة لمشاريع العدو ومن تحالف معه حتى وان كانت تؤدي إلى قتله وان كان حيا" أي إسقاطه سياسيا أمام  الحيز الاجتماعي الذي تعاطا معه في يوم من الأيام أو وجد فيه ما يوصله إلى بصيص الأمل والضياء في نهاية النفق المظلم  الذي زج فيه الشعب الجريح انتقاما من دوره عبر التأريخ والدور البطولي الذي تمكنت الأمة العربية من خلاله رد الريح الصفراء  ريح الحقد والكراهية القادمة من قم وطهران لإحياء أو انبعاث الإمبراطورية الفارسية الصفوية من جديد بصبغتها الإسلامية التي يدعون وللإخفاق المتواصل لدى بعض الأطراف لعدم تمكنهم من العرض الصادق لبرنامجهم وان كان بالحد الأدنى نراهم أصبحوا بمكان من عدم التوازن بل حدا بهم الأمر إلى الاتجاه اتجاها" معاكسا" لكل الأمل الذي كان يراود الشعب المغلوب المثخن بالجراح المنهوش من الكلاب المسعورة  بقساوة لا تطاق من اجل تركيعه أمام كل الأفكار الشعوبية الظلامية التي يراد منها قتل أمه


هنا أشير إلى ما  تناقلته وكالات الأنباء المحلية والعالمية وما تفوه به بعض أطراف مايسمى بالائتلاف الوطني العراقي بقرب إعلان انضمام الدكتور أياد علاوي إلى هذا الكيان وأقول ما ورد في البرنامج السياسي للدكتور أياد علاوي منذ لحظة وقوع الاحتلال ومشاركته في مايسمى بالعملية السياسية وإعادة كتابة الدستور المعد سلفا من التحالف الامبريا صهيوني فارسي والانتخابات حيث  كان يؤكد  بأحاديثه ولقاءاته على نبذ الطائفية وتدخل دول إقليمية مجاورة للعراق في شأنه الداخلي لمصالح وأطماع هي تعمل لتحقيقها مما جعله أمام حملة إعلامية غير اعتيادية وتعرض إلى نعوت ومسميات وحتى رسوم لا تدلل على قيم وخلق القائمين بها لماذا لان خلفيته كانت بعثية وعليه لابد من اجتثاثه وتعرض إلى عدت محاولات التصفية الجسدية ناهيك عن الفعل الأرعن الذي قام به نفر ضال في النجف الاشرف الغرض منه الانتقاص من شخصيته والتأثير على الرأي العام في أجواء انتخابية وتحقق ذلك في الانتخابات الخاصة بمجلس النواب حيث انخفضت المقاعد فيه من 40 إلى 24 مقعد إضافة إلى التأثير الغير اعتيادي على  عناصر كيانه ودفعهم إلى الخروج منه بدعاوى الدكتاتورية التي يمارسها  في قيادة الكيان وانضمامهم إلى صفوف الغرماء ، مما كون الانطباع لدى المواطن بان  الهوة واسعة فيما بين الطرفين لأنهما متناقضين في الرؤى والاتجاه هو يريد  ( أي الدكتور أياد علاوي ) العراق الواحد الموحد  المستقل ذا السيادة الكاملة وبعلاقات متوازنة  مع الجيران والآخرين بما فيهم أمريكا وهم يريدون العراق المقسم المفتت  الضعيف  اللائذ بإيران من خلال الإقليم الذي يطمحون والفدرالية التي يرسـخون متخذين الطائفية الفتنة و النهب والسلب وانتهاك الحرمات الأسلوب الذي يديم الحياة عندهم ناهيك عن الولاء المطلق للكافر واتخاذه ولي أمر لأنهم لا قاعدة شعبية عندهم وما يظهر من حشود ما هم إلا مثارين بهوس الطائفية والانخداع استغلالا" لمناسبات دينية تثار العواطف فيها  وعند الهدوء والاستقرار تعود كما يقال المياه إلى مجاريها  ولخير دليل تجربة الانتخابات الخاصة بالمجالس المحلية  وما رافقها من تزوير غير اعتيادي كي يحفظوا ماء وجوههم وها اليوم مايسمى بمجلس النواب تتعالى فيه الأصوات للتحقيق بذلك والفساد الذي تتسم به المفوضية الغير مستقلة والمسيطر عليها من قبل المجلس الأدنى اللااسلامي  وحزب الدعوة العميل ، فان كانت الأخبار صحيحة فيا للهول  ولدليل قاطع على  الاستفلاس والانتحار السياسي واليقين برفض الشارع له لأنه تحقق من عدم صفاء النوايا وصدق الأقوال  وأصبح الأمر مطلوبا لكشف الأجندة  وان كان العكس  كان الواجب أن يظهر الدكتور على الفضائيات مفندا" ما يشاع ويرمي بحجره في ساحة الذين هم أمامه أكثر انكشافا" لما سمع منهم في المؤتمرات التي عقدت لبيع العراق وتفتيت بنائه الوطني وإعطاء نصارى يهود الفرصة لغزو العراق واحتلال تحت يافطة التحرير وإقامة النظام الديمقراطي ألتعددي فيه كما يدعون  وترسيخ النهج الطائفي ألاثني المحاصصاتي في مناحي العملية السياسية التي هم  مجتمعا أدواتها ، وان كان هناك دفاع عن الفكرة التي لم تنفذ لحد ألان ماهي الضمانات التي تحفظ الكيان العراقي والنسيج الاجتماعي  ؟

 

وهل يؤتمن من هم أكثر من الفرس شوقا" لإلغاء العراق من الخارطة عند تحويله إلى  أقاليم وفدراليات لم يتمكن المرحوم الحكيم من تحقيقها  بالرغم من الجهد والجهيد الذي مورس وصولا إلى تفجير الإمامين العسكريين وإثارة الفتنة العمياء التي راح ضحيتها المئات من العراقيين وهجر من هجر وهنا الفت انتباهه إلى المخطط الذي تبناه المدعين بأنهم  تيار التوحيد والوطنية  الذي أريد به تشيع بغداد وجعلها لقمة  بيد الفرس المجوس الصفو يون وهذا السلوك  والفعل يقينا هو نقيض فكر أل بيت النبوة وسلوك العقلاء المؤمنين الصادقين الموحدين حقيقة"


أما الأمر الأخر الذي كشف الزيف فيه والادعاء  اتجاه جماعة علماء ومثقفي العراق الذين ببرنامجهم السياسي يكفرون بكل المفاهيم الطائفية واللاوطنية ويشهرون هواهم العراق ولا غير العراق لكن الذي حصل وكان النقيض وما شر البلية مايضحك الشيخ عبد اللطيف هميم يثني على خالد الملا لا نظمامه إلى الائتلاف الوطني العراقي الذي يدعون ولا ادري أي وطنية هم يفهمون ويدركون ومن هم الوطنيون حاملي الجنسية الفارسية وهواهم فارسي  للنخاع أم  الأخذ بمعيار خالف تعرف والدليل البراءة التي  أعلنها هذا المنافق الدعي أمام من استذل بهم باحثا" عن الوجاهة والمكان في هذه الدنيا الفانية والباقي هو الفعل الحسن ، وأقول له لم ولن يرد في تفكير ابسط البعثيين تكوينا" وثقافة وحتى الأمي منهم يوما بان فكره يرتقي إلى النبوة أو الإمامة أو العبودية بل هو فكر دنيوي أنساني  رحوم يرفض كل المنافقين الأفاقين ويكشفهم إلى ألامه ليلعنوهم لما هم قائمين به من إساءة إلى الدين مؤكدا" على صفاء الدين من البدع والشبهات  وان الإيمان هو المحور الأساس في كل رؤى الحياة على أن يكون الفعل والسلوك جمعيا" لا فئويا ، ولا ادري إن كان هذا التصرف والقرار بالدخول إلى الائتلاف ينبع من مفهوم الوحدة الإسلامية بطوائفها ومذاهبها أم هو نتاج ما أعلنته الجماعة المستقيلة  ببيانها وما شخصوه وأوضحوه وهنا الحزن يكون اشمل واعنف


المثليين أعلاه لا توجد فيهما التوافقات الفكرية والسلوكية وأسس التحالف مع الائتلاف القديم الجديد الذي يراد من الإعلان عنه تجميل وجهه الكالح الذي سئم منه المواطن العراقي لما لحق به من كوارث وحرمان وابتزاز ونهب وسلب للمال العام ودمار للبنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للتناحر الحاصل فيما بين أطرافه الخارجين منه لرفضهم كما يدعون سياساته العائدون إليه لأنه الملاذ الطائفي الذي يؤمرون به من قبل سيدهم وموجههم الأغبر  ( بالفارسية ) الخامنئي ، ومن هنا فإنها تحالفات ميتة لا يكسب منها إلا الضرر والإيذاء


 
الله أكبر               ألله أكبر                  ألله أكبر
ولتتحطم على صخرة العراق كل المشاريع والنوايا الواردة أفكارها وإراداتها من خارج الحدود

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الاثنين / ٠٢ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / أيلول / ٢٠٠٩ م