ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية

 
 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

حال انتهاء الحرب الكونية الثانية ومن اكتوت أجسادهم بنيرانها رفعوا شـــــعار انصرونا  من الطغيان الأتي  لكن لا مجيب لهم واستمر  الأمر  فكانت هنا وهناك فعاليات إبراز العضلات والاستحواذ على حقوق الأمم والشعوب وتقسيم كياناتها أو سلب ثرواتها أو زرع كيانات غريبة بين جنباتها كي تمنع وحدتها ويستمر الصراع المصطنع بين أبنائها  وهكذا الحال  استمر ويستمر إلى أن  أنجبت الأمم وليدها المعبر عن ذاتها الهادف لبنائها  وتكوين قوتها من ذاتها  وتحالف الخير فيها وطرد الشر من جنباتها فكانت  منضمات إقليمية  كعدم الانحياز والحياد الايجابي والمؤتمر الافرو أسيوي والمؤتمر الإسلامي وقبلها جامعة الدول العربية بالرغم من رأي الشعب العربي فيها والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوربي وغيرها  من الهياكل والمسميات  

 

إن وقف المتصفح القارئ لأسبابها ومسبباتها نجده يقف أمام شيء يظهر  ضمن عاصفة ضبابيه هائج يريد التفرد بالعالم كونه  قوة أحادية الاتجاه تتناغم وأهدافه ومراميه هو الثور الأمريكي المفترس  الذي أخافه نسبيا الدب القطبي  المتيقظ وعليه لابد من قتل هذا الدب أو رمي الشرك عليه لتقيده من اجل  الانفلات وهنا  استذكر الخطاب الاممي المنبه الذي ألقاه القائد الشهيد صدام حسين رحمة الله عليه وأرضاه في عليين في اجتماع مجلس التعاون العربي المنعقد في الأردن يوم 19 شباط 1989 عندما حذر فيه من التفرد الأمريكي  والانفلات الذي سوف تشهده العلاقات الدولية لمصلحة التطلعات الأمريكية وهنا ردد عبارته التي هزت مضاجع كل الطامعين العدوانيين ( وارى أنوار القدس بخط مستقيم لبغداد ) حيث حذر من التفرد بعد تفكك الاتحاد السوفيتي القوة التي كانت توجد التوازن الدولي وتمنع الثور الهائج من  الانفلات والهياج الذي يقتل أحلام الأمم والشعوب ، وكانت توقعاته مصيبة صادقة ومن هنا اشتد التأمر من اجل إنهاء القيادة العراقية كونها قومية الاتجاه وطنية الإرادة رائدة للمشروع القومي النهضوي الذي يجعل من الأمة العربية بقدراتها وإمكانياتها القوة التي تعوض الخلل الذي أوجده تفكك الاتحاد السوفيتي بالشراكة الايجابية مع القوى التي تعمل من اجل السلام العالمي  والحياة الإنسانية  ، ونذكر كل الخيرين  بما نبهت عنه القيادة العراقية الوطنية حال انتهاء الحرب المفروضة على العراق من ملالي النظام الإيراني القديم الجديد وبسلوك حكام الكويت على أعقاب النصر المؤزر الذي حققه العراقيون وهو مفتاح الأمل الأتي والانعتاق العربي لامتلاك مقومات القوة العربية الدفاعية التي يسترد بها كل شبر من الأرض العربية سلب أو اغتصب وهي ذاتها الإجابة الصادقة على التساؤلات التي تفضل بها السيد الرئيس ألقذافي بخطابه  الوثيقة أمام  الجمعية العامة للأمم المتحدة ومطالبته بالتحقيق الدولي بما ارتكب من حروب وفي جريمة إعدام الشهيد صدام حسين وهو بموجب ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي أسير حرب هو والقيادة العراقية يلزم إطلاق سراحهم  حال انتهاء العمليات العسكرية ، ومن هم القائمين بالجريمة النكراء لأنهم ملثمون مجهولين وهنا الخفايا التي تفضح كل الأمور والأشياء التي  تعطي الجواب على السؤال الكبير لماذا تم غزو العراق واحتلاله وإسقاط دولة حديثة  عمرها أكثر من ثمانون عام بمؤسساتها  وقيمها ونسيجها الوطني  ولماذا تمت عملية الإعدام في أجواء تتنافى والقيم الإسلامية والشرائع السماوية والوضعية

 

فان مزق السيد الرئيس ألقذافي الميثاق فهو محق لأنه ممزق قبل هذا التاريخ بسنين طوال ، منذ العدوان الثلاثي على مصر العروبة عام 1956 لتأميمها قناة الســـــــــــويس لتعود قناة وطنية مواردها ينعم بها أبناء مصر ، ونزول القوات الأمريكية في لـبنان عام 1958 على اثـر الثـورة العـراقية في 14 تموز  وقبلها من مواقف شهدتها الساحة الدولية في حرب الكوريتين والحروب في أفريقيا ، والتدخل الفاضح في شؤون الدول المسالمة والاعتراف بكيان استيطاني على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين فلسطين  تتويجا لوعد وهب فيه من لا يملك  الأرض لمن هم مفســــــــدون في أراضيهم وكي يتخلصوا منهم ( أي لتنظف أوربا منهم  ) وغيرها من الأفعال  والسلوكيات التي وقعت تحت مرأى ومسمع الأمم المتحدة ومجلسها الذي يقال انه مجلس الأمن الدولي الذي توجب عليه الأخلاقيات الدولية ببنوده الانتصار إلى من ظلم واستلبت حقوقه وتجاوزت قوى غاشمة عليه لا أن يشرع لها  احقية العدوان والاحتلال والغزو  ومن هنا  ألم يكن التصرف الذي تصرفه السيد العقيد ألقذافي  حقا كان الواجب الأخلاقي  أن يحصل بانتفاضة أممية من رؤساء الدول الذين تجاوزت عليهم القوى الغاشمة واستلبت حقوقهم

 

هنا يركن الدور ألان للمنظمات الدولية والشعبية والرؤساء الذين عندهم ذات الجرأة الاستمرار بالمطالبة بالمحاكمة الجنائية لكل من اخترق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والمناشدة بضرورة التغيير الجذري في ميثاق المنظمة الدولية وبما يحفظ الحقوق المشروعة للشعوب والأمم من خلال إعادة تركيبة مجلس الأمن  والحقوق المتساوية لأعضائه في التصويت وان تنحوا المنظمة بنفسها عن هيمنة قوة  أو قوى  من خلال تفعيل قانونها وميثاقها والاستقلالية المطلقة لقراراتها التي لابد وان تكون ملزمة للجميع على أن يكون لدول العالم الثالث الدور الفاعل في حركة  المنظمة وقراراتها لأنهم  الحيز الذي شهد ويشهد العدوان المسامر عليه والاحتواء  من اجل تحقيق الأهداف والغايات الغير سامية من القوى الفاعلة في المحيط الدولي و يحتاج أساسا إلى الإسناد والدعم الدولي ليرتقي إلى مصاف البلدان والدول المتقدمة

 

المحاجة التي تضمنها خطاب الرئيس معمر ألقذافي كانت بحقيقتها جملة الأسئلة والاستفسارات التي أثارها المعذبون المحرومين في الأرض الذين كوتهم نيران الازدواجية في القرار والسلوك والعدوان الغير مبرر الذي طال بلدان العالم الثالث والذي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء ومزقت دول ودمرت بني تحتية لها كانت شعوبها تنعم بنوع من الاستقرار ولاطمأن على مستقبلها الذي أصبح في المجهول لما حل ببلدانها ، وان كانت لغته غير مألوفة لدى الحكام بل الشعب  يتحدث بها ويرفع الشعارات المطالبة بالأخذ بها منذ أول عدوان وقع تحت مظلة الأمم المتحدة وهنا من حقنا القول بان  الميثاق معطل بل مسوف لمصلحة العدوانيين والشرعية الدولية التي يتبجح بها المتبجحون ماهي إلا وسيلة من وسائل  شريعة الغاب التي يؤكل فيها الضعيف من قبل الأقوياء ظلما وعدوانا" وعلية لابد من الثورة الأممية التي تطيح بكل معالم القوة الغاشمة والهيمنة التي أبخست حقوق الآخرين وإعادة القراءة للأحداث التي حصلت لإعادة الحق إلى أهله والتكفير عن الخطيئة الدولية بالإنصاف الواجب القيام به وهذا لايمكن أن يتم إلا من خلال الإصلاح الحقيقي في بناء المؤسسة الأمية وتركيبتها التي يخولها المجتمع الدولي بالحديث باسمها ، واني أتقدم للسيد الرئيس ألقذافي  بالامتنان على ما وثقه بخطابه مطالب سيادته أن يستمر بالمطالبة من خلال  الهيئات والمنظمات الدولية  وبفاعلية الدبلوماسية الليبية ليترجم  الخطاب الوثيقة إلى فعل ملموس ينصف فيه كل من  اغرورقن عيونه بدموع  الفرح لما سمع لأول مره من قول و ادانه غير اعتيادية لرموز الجريمة والعدوان الذي اكتوت به ليبيا بالعدوان الغير مبرر على مسكن السيد العقيد وغيرها وشعوب وأمم أخرى ، وان قلوب وأحاسيس ودعوات كل ألبشرية المعذبة معكم

 

ألله أكبر               ألله أكبر              ألله أكبر

وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

 
 

شبكة المنصور

الجمعة / ٠٦ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٥ / أيلول / ٢٠٠٩ م