مرحباُ شهر الرحمة والغفران ، والمعاني الكبيرة ، والإنتصارات المباركة
، فلرمضان النصيب الأوفر في الإعداد لنقل أمة من محيطها الضيق إلى رحاب
الإنسانية جمعاء ، فمعركتنا حضارية في مقامها الأول والأخير ويجب أن
تأخذ بهذا الشمول ، بين قوى الخير والشر ، بين قوى الإستغلال والتبعية
، وبين قوى التقدم والتأخر ، وبين قوى الوحدة والتجزئة ، ففيه إبتداءت
حركة تغيير الإنسان العربي ، عبر إكمال مكارم الأخلاق والتربية وغرس
معامل الصبر والمطاولة ومغالبة الشدائد والإثار وبذلك العطاء والمشاركة
وحب الخير للأخرين فهذه ، القيم تعد البذرة الصالحة التي غيرت الإنسان
العربي ومكنت أمتنا العربية والإسلامية من تقديم مساهمتها الإنسانية
الحضارية .
أرتبط شهر رمضان بالإنتصارات الرائعة والمحاولات الجسورة والجريئة
لتغيير واقعنا القومي والوطني ، ففي 14/ رمضان كانت عروس الثورات في
قطرنا العراقي ، وفي 10 رمضان كان العبور وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا
يهزم ، وإدماء الأنف الصهيونية المتغطرسة في ملحمة الإنتصار الذي حققته
القوات العربية على جبهتين مصر وسوريا ، وفي 28 رمضان سجلت ذاكرة شعبنا
في السودان بمداد الدم الطهور ، والتحليق في سموات الشهادة ، أشجع
المحاولات جسارة وجراءة من أجل الوطن وإيقاف تدهوره والخروج من أزمته
الوطنية الشاملة ، والعودة ه إلى رحم السيادة والإستقلال والوحدة
الوطنية وإستدامة الديمقراطية المرتبطة بالإنجاز .
بإسم مكتب الطلاب لحزب البعث العربي الإشتراكي نتقدم صادقيين بكل
التهاني والتبريكات بمناسبة الشهر الكريم ، ونجد العزم بأن نتمثل القيم
الفضلة ، عازمين على إستحضار روح وفعل شهدائنا الأكرم منا جميعاً ،
ونرفع الأكف بالتضرع والدعاء لنصرة مقاومتنا الباسلة في عراق البعث
وفلسطين العروبة ، ونقسم أن يكون البعثي مشروع إستشهاد دائم ومتمثل
لروح الأمة في المقاومة ونتمثل أخلاقنا الأصيلة وأن نكون القدوة
والنموذج خدمةً لقضايا شعبنا وأمتنا ، أقوياء بلا غرور متواضعين بلا
ضعف ، متمثلين لتراثنا الخالد العظيم ، فالبعث حركة المستقبل بضمان
الأصالة ، لنا النصر والغد أو الشهادة . |