وان حكمتم بين الناس فاحكموا بالعدل

صدق الله العظيم

 

مفارقات من قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
استجابت قمة الجمعية العامة للاعتراض على شرعية القاء ممثل حكومة هندوراس الذي استلم السلطة اثر الانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي زيلايا، وهذا عمل يحسب ايجابيا لها في دعم الشرعية، ورد للذين يسلكوا سلوكيات ووسائل لا شرعية في مستقبل الشعوب، ولكن كيف سمح لجلال طالباني الذي سماه المحتلون رئيسا لجمهورية العراق بعد احتلاله، بالقاء كلمة العراق وهو الذي جاء للحكم اثر عدوان باغ ولا شرعي يمثل اكبر استهتارا بالقانون الدولي واستباحة للمعاهدات الدولية وجريمة بحق البشرية وتاريخها وحضارتها، أ لان امريكا زعيمة الارهاب العالمي هي التي ارتكبت الجريمة؟


على هامش القمة عقد الرئيس الامريكي باراك اوباما اجتماع قمة ضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو لبحث امكانية المباشرة بمفاوضات السلام كما يسموها، وطرح في معظم الخطابات التي القيت في القمة كذلك قضية الصراع العربي الصهيوني والذي سببه الاغتصاب الصهيوني لفلسطين، والعدوان المستمر من ذلك الكيان العنصري على العرب عموما والفلسطينيين خصوصا، وانا وكثير غيري نتسائل عن أي سلام يتحدث هؤلاء السياسيون؟ أهم يتوهموا ويغفلوا طبيعة الكيان الصهيوني واسس تكوينه ومنهجه وإستراتيجيته وممارساته وتصريحات اداراته واعلامه؟ أم انهم يتصوروا العالم والعرب خاصة اغبياء الى الحد الذي يمكن تضليلهم حتى بقتلهم اليومي واستباحة كل شيء بدءا من المقدسات والارض وصولا الى القتل الجماعي لهم؟ ثم عن أي سلام يبحثوا والامبريالية وزعيمتها امريكا ينحنوا ويدعموا الغطرسة والارهاب والبغي الذي تمارسه الصهيونية في فلسطين؟ وهل هناك من يفرض السلام في فلسطين؟ وهل يمكن ان يواجه الرفض الصهيوني والصلف تجاه قرارات مجلس الامن والمنظمات الدولية وفق القوانين الدولية برغم استباحته للقانون الدولي ومعاهداته ووفق البند السابع الذي تستخدمه الدول الامبريالية ضد الدول التي ترفض هيمنتها؟ فان كنتم عاجزين عن كل ذلك لا بل انتم مشاركون فيه وحاميه ومموليه فلكفانا كذبا واتركونا نعمل ما نراه مجديا لمواجهة ارهاب الصهاينة او ارهابكم مجتمعين، ولا تسببوا فرقتنا وتمزقنا بين مضلل ومخدوع وخائن استطعتم تجنيده لكم وضد نفسه واخرين يجاهدون ويقتلون باسلحة امريكا والصهيونية وتمويلهما، او شعب يذبح ويجوع ويشرد عن ارضه ويحجب عن دخول الى مقدساته كما يجري في القدس، او يقتل بجريمة ضد الانسانية وضد حقوق الانسان عبر الابادة الجماعية كما يجري في غزة، هل كل بغي وغطرسة وارهاب الكيان الصهيوني يمكن إنهائه عبر التوسل بنتنياهو وغيره من المجرمين والمتطرفين لتجميد الاستيطان والقتل اليومي؟ واستمرار غلق المعابر ومنع كل اسباب الحياة الماء والدواء والغذاء عن الشعب الفلسطيني وبشراكة وتواطيء وصمت عربي ودعوات للتطبيع والاستسلام من اجل تشجيع القتلة على التفاوض.


رغم معارضتي بشدة لانتشار السلاح النووي واتمنى ان ارى عالما خاليا من الاسلحة النووية، ولكني مثل الكثيرين استغرب واستنكر التعامل غير المتوازن وغير العادل تجاه دول العالم، فلماذا المناشدة والرجاء من الكيان الصهيوني للموافقة على التوقيع على معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية في حين تتخذ اجراءات وعقوبات وتستباح دول وتقتل شعوب كما جرى للعراق والان ضد كوريا وايران، وما يجري من تسبب فتنة كبرى بقيام حرب اهلية في باكستان واستباحة لاستقلالها عبر الخروقات العسكرية للقوات الامريكية والطيران الامريكي خصوصا الطائرات بدون طيار التي تقوم بقتل المواطنين الباكستانيين في دورهم ومدارسهم بحجة متابعة قادة طالبان والقاعدة، وكان حياة اولئك لاقيمة لها؟


واحدة من اغرب الغرائب ان يكلف المجرم الدولي بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق وهو احد اركان الغزو الارهابي الفاشي اللاشرعي على العراق،وهو المعروف بانحيازه الكامل للكيان الصهيوني، بتمثيل اللجنة الرباعية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بالحل السلمي للصراع العربي الصهيوني وقيام دولة فلسطينية على الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 فاي عدالة واي نزاهة وحيادية هذه التي يتحدثوا عنها؟


هذا وغيره الكثير من التناقضات، فهل العالم فعلا يريد تغيير في السياسة الدولية والتعامل بين الدول؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٢ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور