خلالات العبد إسعيد ونجاسات الاحتلال

كلما راقبت الاصطفافات الجارية في صفوف وأقسام وتصنيفات وعناوين عملاء العملية السياسية الجارية في العراق تحت مظلة الاحتلال تذكرت قصة " إسعيد "، وإسعيد هذا كان عبدا من عبيد الاقطاعي المعروف مجيد الخليفة. وحكاية العبد إسعيد تتلخص بأنه كان أنانيا وغليظ الطبع ويعتقد بذكائه، ويحظى برعاية الشيخ .

في احد الايام أكرمه الشيخ بعرجون تمر جيئَ به من نخلة البستان. كان العرجون خليطا من الرطب الناضج والخلال، [يطلق العراقيون على التمر والبلح غير الناضج بعد بالخَلال]. بدأ إسعيد يأكل رطب العرجون الناضج بانتقاء ويترك الخَلال لمرارته ولعدم نضجه بعد. ولما أتم العبد أكل التمر الناضج رمى الباقي من الخلال جانبا. ولكنه فكر بطريقة أنانية انه ربما سيأتي عبد آخر ويأكل ذلك الخلال. فلم تطاوعه نفسه ترك التمر لجائع آخر فقرر، حاشاكم الله، ان يبول على ما تبقى من تمر ذلك العرجون، نكاية بالجياع المحتملين القادمين بعده لأكل بقية العرجون.

فعل إسعيد فعلته ومضى ، لكنه ما لبث أن عاد في اليوم التالي، وقد تحسس شيئا من جوعه، ليجد العرجون في مكانه، ناشفا من ذلك البول الدنس، ومن دون ان يمسه أو يمر به أحد.

برر لنفسه أولا أكل تمرات من أطراف العرجون، قائلا مع نفسه، وموهما إياها، إنها طاهرة ولم تتنجس بالأمس من فعلته الخبيثة، فأكلها تباعا، ثم انتقل الى المحيط الاقرب من قلب العرجون فأكله تباعا حبة، حبة، موهما نفسه ان تمراته لم تتنجس بعد.... وهكذا أكل العبد إسعيد كل العرجون دون ان يترك منه حبة تمر واحدة.

العبيد من أمثال إسعيد كثيرون في الخدمة في بستان العملية السياسية الجارية في المنطقة الخضراء فعلوا فعلتهم النجسة بكل خيرات العراق . أخذوا وأكلوا لهم ماطاب لهم ظانين إنهم سيشبعون، ولكنهم اكتشفوا انهم لم يشبعوا بعد، فعادوا يأكلون إنتقالا من العرجون "الطائفي" المغلق الى العرجون "الوطني" المفتوح من جديد.

نسوا نجاساتهم وخبثهم وأنانياتهم في العهدة الأولى للبرلمان، فتنابزوا بكل القاب ومسميات الفساد الاداري والمالي والطائفي، ولكنهم يريدون اليوم ان يظهروا طهرهم وزهدهم حول عرجون مجلس النواب القادم، متجاهلين أفعالهم، وهم يعرفون ما فعلوا به . فأية نخاسة تلك، وأي عبيد هم من أمثال إسعيد وظفهم عمى الادارة الامريكية في العراق.

فهل هناك أكثر من هذا الغباء؟ .

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال