مواقف الرجال .. في زمن الاحتلال

﴿ الحلقة السادسة ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الكريم الشمري

تبقى المواقف الشجاعة للرجال الشجعان على مر العصور والأزمان  سطور لامعه في سفر التاريخ لاتنطفي أبدا ولايمكن لأحد أن يحجبها أو يتستر عليها لعظمتها وثقل وزنها وسمو قيميها ولذلك تبقى مدهشه يهابها العدو قبل الصديق لكونها تنبع من نفوس إيمانيه تؤمن إيمانا عميقا بان المؤمن الصادق مع الله والثابت على الحق قولا وعملا والواثق من نصر الله لايمكن للعدو مهما كانت قدراته التدميريه أن يرهبه أو يذهله أو ينال منه كونه قوي لاينهار جزعا أمام الشدائد .. لذا تجده  مصر على مواصلة الجهاد بمواجهة اعتي قوه على ظهر الأرض عاشقا للشهادة ويتمناه في أي وقت وحين..!!

 

نعم موضوعنا هو ذلك الموقف الشجاع لأحد الرجال الشجعان الذي لايخاف ولا يهاب أحدا أن يشير عليه بالبنان .. انه إرهابي.. وهذه ابسط تهمه يتهم به المرء في هذا الزمان  ..!!

 

حضر الرجل الشيخ الشجاع والذي حضر للمرة الأولى والاخيره اجتماعا  ( لمجلس شيوخ قضاء....!! )التابع لمحافظة بغداد والمنعقد بطلب من أمر اللواء ....!! كونه استلم قيادة اللواء حديثا ويريد هذا العميل أن يتعرف على علية القوم وشيوخ عشائرها { وهذا الأمر حدث قبل أن يكرم ويترفع بعض من هؤلاء الشيوخ  الأذلاء من منصب ( شيوخ ) إلى منصب ( أمراء ) بمباركة السفير الأمريكي والسفير البريطاني وبمباركة حكومة الاحتلال الرابعة العميلة } جلس الجميع .. حضر أمر اللواء ...!! رحب به رئيس مجلس الشيوخ باسم أهالي القضاء وعشائرها وباسم الشيوخ الحاضرين.. مبديا استعداده بالتعاون معه لفرض الأمن ولغرض نشر الطمأنينة في نفوس أهالي المنطقة ....!! بعدها .. علق الشيخ فلان ..!! واستطرد الشيخ علان..!!

 

وبالتالي تحدث أمر اللواء قائلا..

وددنا اللقاء بكم .. انتم علية القوم وشيوخها ووجهائها وسادتها .. لغرض التعاون المشترك معكم للقضاء على الإرهاب المؤذي لكم ولنا ..وما نريده منكم هو التثقيف والتوصية بل ومنع أولادكم من ضرب قواتنا والقوات الصديقة .. وأي منطقة تنطلق منها طلقة واحده يصبح الشيخ مسؤول مسؤولية مباشره أمامنا وأمام القانون ونحمله كافة المسؤولية على ماجرى.. وإلا ليش صاير شيخ ..!! 

 

اطرق الجميع رؤوسهم سكتوا صامتين  لان الموضوع ليس كما يتوقعون فاليوم الامرمختلف فهو لايتعلق .. بمقاولات .. ولا بهبات .. ولا بمجاملات .. الموضوع به اهانات ..!! هنا تبرز الرجولة .. وهنا يبرز الرد الصائب وتبرز مواقف الرجال الشجعان الذين لايخافون ولا يهابون أحدا إلا الله ..

 

تحدث الرجل الشيخ الشجاع.. الذي كان احد منتسبي  ضباط الجيش السابق .. والذي قد تربى في مدرسة البعث المجاهد .. مدرسة الفوارس الشجعان ..!! تحدث بثبات وبثقة عاليه وطمأنينة واعتدال .. فقال ..أرجو أن تسمح لي لتوضيح بعض الأمور المهمة والمفيدة .. أجاب أمر اللواء تفضل .. تفضل..!!  

 

فبعد أن قدم نفسه الرجل الشجاع بأنه الشيخ ..  فلان بن فلان .. شيخ العشيرة  الفلانيه ..!!

قال .. انتم الآن حملتمونا مسؤولية نحن لانطيقها ولسنا أهلا لها فلا المتحدث ولا احد من هؤلاء الحاضرين يستطيع أو بإمكانه أن يمنع مجاهد واحد حتى ولو كان ابنه أو يمنع الجهاد والمجاهدين  ويقف حائل بوجه شرع الله الذي ينص على جهاد العدو المحتل وضرب القوات الامريكيه الذي جنابك تسميها بالقوات الصديقة .. التفت الشيخ الشجاع على الشيوخ الحضور وبنبرة شجاعة قال إن كان منكم أحدا يستطيع ذلك  ليقول لآمر اللواء الآن نعم استطيع  .. البعض سكت وقليل منهم  قالوا بصوت خافت .. لا.. أكمل حديثه البطل الشجاع قائلا .. أما جنودك فانا أؤكد لك إذا ابتعدوا عن الاحتلال وجندوه .. ومدوا جسور الثقة  والمحبة بينهم وبين أهالي المنطقة  فلا احد يضربهم أو يستهدفهم .. أما إذا استهدفوا المجاهدين أو آذوا الجهاد وساروا  أمام جنود الاحتلال متحالفين معهم ومتعاونين ..هنا الأمر مختلف .. فلا احد يضمن عدم استهدافهم .. !! أنا لست قائد للمقاومة ولكن هذا هو المنطق ..!!

 

أجاب أمر اللواء قائلا يااخي أحنا لانتدخل بالأمريكان  عملياتهم العسكرية أحنا مالنا فيها دخل أحنا نريد نتعاون معكم .. أحنا منكم ولخدمتكم ..!!

 

واصل الحديث الشيخ الشجاع قائلا .. إذا تريد تمد جسور الثقة مع الناس ..أود أن أشير إلى نقطه أرجو الانتباه لها .. قيادة اللواء السابقة اعتقلت ناس أبرياء لم تثبت إدانتهم لحد الآن  وسياراتهم الآن محجوزة أمام مقر اللواء وبحدود 200 سيارة على مختلف الأنواع  وهناك أدله ثابتة لدينا أن البعض منها جرى سرقتها بالكامل من قبل جنودكم وتم بيعها في محافظات الديوانية وبابل والناصرية أثناء فترة اعتقال الأشخاص المتهمين  .. علما إن هذه السيارات لم ترتكب جرائم بحق احد وهي مثبته بدوائر المرور بشكل أصولي وليست عليها إشارات حجز من القضاء ماذنب هذه العوائل التي تقتات عليها لقمة العيش وخاصة البعض منها جاثم لديكم مدة سنتين وثلاث ..؟؟ أرجو إطلاق سراح السيارات ..!!

 

أسرع آمر اللواء بالا جابه قائلا ..أخي أي واحد محجوزة سيارته بس اكتبوا لي تأيد من قبل مجلس شيوخكم الموقر.. مستعد أنطي السيارة لذويه حتى وان كان صاحبها معتقل .. (وفعلا خلال ثلاث أيام الناس استلموا سياراتهم )     

 

جلس الشيخ الشجاع منتصرا محرجا آمر اللواء .. البقية ساكتين وجلين خائفين.. بعد انتهاء اللقاء أسرع آمر اللواء إلى مصافحة الشيخ الشجاع عارفا لقدره مهتما بأمره وبعد المجاملة عرف من غيره أن هذا الرجل كان ضابطا لكن لم يعرف عنه الكثير بينما كان متجاهلا بقية الشيوخ لسوء موقفهم وضعف ثباتهم  ودناءة نفوسهم ..

 

فهل يستوي هذا الرجل الشجاع الذي لم يتردد في قول الحق والسكوت على الباطل .. مع هؤلاء الإمعات التي تردد مايقول المبطلون  والتي ألجمها الله بلجام من نار واخزاها في الدنيا بسكوتها عن الحق فأصبحت شياطين خرسى .. مثلما سكت الشيوخ الحاضرين  (شيوخ الاحتلال والدولار) في حفل تكريمهم  من قبل الاحتلال وحكومته العميلة لمنصب ( أمراء القوم ) .. لم يرد احد من هؤلاء العارات بما ينزهه ويطهر نفسه من هذا العار ومن هذه المهزلة التي أخزاها بهم الاحتلال وألبسهم فيها ثوب الذل والخيانة إلى يوم يبعثون ..!!

 

نعم هكذا هي مواقف الرجال في زمن الاحتلال  .. ستسجل ويكتبها التاريخ بأحرف من نور ولن تموت وتندثر على مر السنين والايام .. أعزكم الله ونصركم على أعدائكم .. والله اكبر وليخسا الخاسئون ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور