منح جائزة نوبل للسلام لاوباما ؟؟ هل هو حكم هيئة الجائزة على النوايا والخطاب أم هو محاولة لتجميل الصورة البشعة لزعيمة الامبريالية والإرهاب ؟؟

﴿ الجزء الثاني ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

إن أي متتبع يستهجن ويستغرب قرار اللجنة ويضع كثير من علامات الاستفهام عن الأسس التي اعتمدتها اللجنة في ترشيح وفوز السيد اوباما للجائزة، وكثير من البشر سيؤول الموضوع إلى جانب سياسي أو فرض خارجي في محاولة لإظهار أمريكا إنها إمبراطورية السلام والعلم والمعرفة، حيث إن جائزة نوبل للعلوم منحت لثلاث علماء احدهم أمريكي وجائزة أخرى في العلوم الطبية أيضا لأمريكي، كل المؤشرات تدل على إن هيئة جائزة نوبل لأسباب غير مهنية وغير علمية منحت السيد اوباما جائزة نوبل للسلام، وليس فقط نحن استغربنا بل إن السيد اوباما نفسه تفاجئ بالجائزة وقال انه لا يستحق أن يضاف إلى تلك المجموعة من الذين قدموا خدمات للسلام، ولو إني اثبت على اللجنة عدم مهنيتها وعلميتها وعدم وجود أسس واضحة لمنح الجائزة وإلا كيف منحت لقتلة ومجرمي حروب وعنصريين مثل هل لأسباب ومعايير سياسية ليس لها بالسلام ومدى تقديم الشخص أعمال وأفعال أو مؤلفات خدمت السلام العالمي ولها أثار متميزة في خدمة البشرية، فما الذي فعله السيد اوباما؟

 

·   مازال سجن كواتينامو لم يغلق وهناك العديد من التصريحات الأمريكية بعدم إمكانية غلقه ضمن الفترة المحددة من قبل الرئيس الأمريكي.

 

·   لازالت جيوش أمريكا ترتكب الجرائم والقتل بلا أي مبرر قانوني أو سبب في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والسودان وغيرها من البلدان. فماذا فعل ابوما لتصحيح أخطاء أمريكا ومعالجة الجرائم التي ارتكبها رؤسائها وجنودها ومرتزقتها الذين ما زالوا يرتكبون الجرائم ، ماذا فعل السيد اوباما ؟ كأن أجرى تفاوضا مع تلك الجهات المقاومة والتي هي الممثل الشرعي لشعوبها واعترف بخطأ وجريمة الغزو والعدوان.

 

·   لازالت الإدارة الأمريكية تدعم وبلا حياء الإرهاب الصهيوني في فلسطين المحتلة سياسيا وعسكريا وماديا، وتستخدم نفوذها السياسي وحق الفيتو في رفض أي قرار يدين عدوانه وعنصريته.

 

·   لا زالت أمريكا راعية وحامية لأنظمة متخلفة وتمارس سياسات داخلية مع مواطنيها تمثل قمة الاستهانة بحقوق وحريات تلك الشعوب.

 

·        لازالت أمريكا تمارس الإرهاب في العالم والتهديد والوعيد للدول التي تعارض نهجها.

 

·   لازالت مؤسسات وهيئات أمريكية تتعامل مع العالم الأخر على انه تابع لها خصوصا في مسالة تقويم إدارات تلك الدول في جوانب حقوق الإنسان والحريات لشعوبها في حين أمريكا تعتمد مرتزقة وخونة وإدلاء حاربوا أوطانهم وشعوبهم كحكام وتحميهم كما هو في العراق وأفغانستان.

 

·   كم من الجياع في العالم وكم من البشر يموت يوميا بسبب الجوع وعدم الحصول على الغذاء في حين إن الدول الكبرى؟ تصرف المليارات وأولها أمريكا في شؤون الحرب والعدوان وتجنيد المرتزقة وتسيير الأساطيل في المحيطات، هل تلك الدول وأولها أمريكا مهددة خارجيا؟

 

·   أين هي الاجرءات والمعاهدات الدولية التي ساهمت الإدارة الأمريكية في إصدارها من مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي جعلت الهيئة المشرفة على منح جائزة نوبل تعتبرها لصالح الرئيس أو أمريكا كلها فمنحته الجائزة ؟ حيث ان مكافحة الجوع والفقر واحد من أهم عوامل محاربة الإرهاب ودعم وتعزيز السلام العالمي.

 

·   لا زالت جيوش أمريكا تقتل المقاومين وشعوبهم في العراق وأفغانستان وباكستان ولازالت أنظمة وحكومات تقوم بذات الدور بقرار الإدارة الأمريكية التي يرأسها السيد اوباما.

 

إما إن كان منح الجائزة محاولة مضافة لتجميل صورة أمريكا التي عرفها العالم إمبراطورية للشر والعدوان والجريمة والبغي من خلال سياساتها وعدوانيتها عبر حروبها الممتدة منذ منتصف القرن الماضي ولغاية اليوم ابتداء من قنبلتي هورشيما وناكزاكي وأخرها استباحة قوانين الله سبحانه والبشر ومعاهداتهم بغزو العراق وأفغانستان وما ارتكبوا من جرائم، ولو شاء كاتب أن يدرجها لاحتاج لموسوعة  ليدون حروبها وجرائمها والسيد اوباما ما زال على خطى سابقيه لم يتخذ إجراءا واحدا يدل على نواياه المناهضة للحرب والعدوان، ليراها العالم قد انتقلت إلى إمبراطورية للسلام والعلوم من خلال الإعلام المضلل والذي تم توظيفه لذلك، والجوائز خاصة جائزة نوبل.

 

إما هذا الهدف فهو محاولة قذرة تضاف إلى مجموعة الوسائل القذرة والدنيئة التي اعتمدتها أمريكا في تضليل الرأي العام العالمي والكذب على الأمريكان، فأمريكا إمبراطورية البغي والإرهاب والقتل والعنصرية واستخدام القوى الغاشمة وأسلحة الإبادة الجماعية وتوظيف الدين والاثنيات والطائفية وتسعير الحروب الداخلية ودعمها وتمويلها وتهيئة السلاح اللازم لها لأجل الاستفادة من كل ذلك في برنامجها الاستعماري الباغي والمبني على كل ذلك من اجل المال والثروة، وما جرى من توظيف لكل ذلك في العراق بل بعد إن تركز وسائل الإعلام الأمريكية والغربية والحليفة والمأجورة والممولة من قبل أمريكا وحلفائها بالتركيز على حدث ما وإظهاره على انه نتيجة للنزاعات المتعلقة بتلك التعددية الدينية أو الطائفية وقيام قوات الغزو والاحتلال مباشرة كما هو فعل أولئك الجنود البريطانيين في البصرة الذين كانا يتنكران بزي عراقي وهما يزرعان متفجرات في مسجدين في مدينة المدن واللذان ألقى أبناء البصرة القبض عليهما وتم تسليمهما إلى مديرية شرطة البصرة، فما كان من قوات الاحتلال الى مهاجمة مديرية شرطة البصرة واخذ الجنديين وإطلاق سراحهما، هذا كان لأجل تفجير المسجدين وإظهارهما إعلاميا على انه عنف طائفي، وغيره وما تفجير مرقد الإمام علي الهادي عليه السلام والذي تسبب في الفتنة الكبرى التي راح جرائها ألافا من أبناء الشعب العراقي وتهجيره داخل البلد والى دول العالم ودول الجوار بالأخص، إن استخدام أمريكا وحلفائها لأسلحة الفتن والتمزيق الديني والاثني للشعوب المحتلة يظل دليلا دامغا للإدارات الأمريكية ومنها إدارة اوباما ووصمة عار في التاريخ البشري يدل على بشاعة أمريكا وجرائمها، ويجب على العالم أن لا ينسى جرائم أمريكا هنا في العراق وأفغانستان وباكستان والمغرب العربي ويوغسلافيا السابقة ولبنان والصومال والسودان ومشاركتها الكيان العنصري الصهيوني المجرم في فلسطين.

 

إن دور أمريكا ومخابراتها في تبني وتعميق المشكلات الداخلية وتمويل المشكلات والخلافات الداخلية في البلدان التي تعارض سياستها الخارجية وتناهض برنامجها الاستعماري العدواني خصوصا تلك التي المتعددة الأديان أو القوميات والطوائف بات معروف في العالم، وصار واحدا من مناهج ووسائل وأسلحة أمريكا في حروبها العدوانية، تلك الوسائل القذرة والمنحطة في العمل السياسي والعسكري، والتي تؤدي إلى البغضاء والكراهية والعداء بين البشر ليس في تلك البلدان بل تتعداها على امتداد المجتمع البشري عموما، فهذا يعني إن أمريكا تنمي وتوجد الحقد والعدوان وتدعمه وتموله وترعاه وهو أول خطوات الإرهاب العام وقاعدته، بدلا من إن تكون راعية للسلام العالمي ومساندة لنشر قيم التعايش والتعاون والتفاعل بين دول العالم، فهي اكبر قوة تعمل على تدمير الجانب الأخلاقي في العلاقات الدولية كلها وذلك هو اكبر واخطر الجرائم ضد الإنسانية والجنس البشري عموما، فماذا تفسر لجنة نوبل تسرعها واجتهادها في منح الجائزة للسيد اوباما الذي لم يتخذ أي خطوة بالتخلي أو إلغاء تلك الأساليب واستهجانها؟

 

إن ضلوع المخابرات ودوائر العدوان الأمريكية عسكرية وغيرها ليست بعيدة إن لم تكن ممولة ومشاركة لمافيا الأعمال المعادية للبشر والإنسانية مثل مافيا السلاح والمخدرات والتجارة بالبشر سواء عبر الرذيلة والجنس أو عبر أعضاء البشر وكذلك مافيا الدواء ونشر أمراض وأوبئة مثل انفلاونزا الطيور والخنازير والايدز وغيرها والتي ترتفع أصوات الكثير من العلماء بان ورائها دولا ومؤسسات منها دولية، والتي يفترض بأمريكا كدولة عظمى تعتبر نفسها زعيمة العالم أن تتابع ما يؤكده كثير من العلماء والوقائع وتتخذ الإجراءات من خلال التعاون مع دول العالم بحقها، حيث إن ذلك سيظل يفتك بالبشرية لأمد طويل تماما كما هي الآثار الخطيرة على كل كائن حي ضمن منطقة العدوانيين الأمريكيين على العراق نتيجة الاستخدام لأسلحة الدمار الشامل والاكثرها خطرا وأطولها أثرا اليورانيوم المنضب والذي رفع مستوى الإشعاع النووي في المنطقة ونتيجة لذلك فقد تضاعفت احتمالية الإصابة بالأورام السرطانية عشرات المرات كما انتشرت ظاهرة الولادات المشوهة بين كل الكائنات الحية بشرية وحيوانية هناك، وهذا عمل عدواني ضد البشرية وجريمة ضد الإنسانية، فماذا فعل السيد اوباما لأجل الحد من أثارها كي يستحق جائزة نوبل للسلام ؟

 

هذه هي أمريكا من خلال سياستها الخارجية وأعمالها العدوانية الفاشية المعادية للبشرية، فهل ينفع الترقيع والجوائز والتضليل في تجميل صورتها البشعة من خلال فعلها وسلوكها اللاأخلاقي وسجلها الحافل بالجريمة والعدوان؟

 

اما محاولة تبرير منح الجائزة إنها محاولة استباقية من الهيئة لتعزيز توجهات ونوايا اوباما نحو السلام فهو أيضا تبرير واهي لا لان اوباما بدأ يرضخ لضغط اللوبيات ومراكز الضغط السياسي في داخل أمريكا وكان أول دليل ساطع على ذلك تغيير موقف أمريكا من مسألة الاستيطان الصهيوني في الضفة الغربية من فلسطين المحتلة وموقف أمريكا من تقرير كولد أستون، إن هناك أمور معادية للسلام العالمي ومهددة له صارت شبه ثوابت في السياسة الأمريكية لا أتصور إن السيد اوباما يمتلك الشجاعة والجرأة بالقدرة على اتخاذ قرارات بشان التخلص منها كي يستحق بحق ليس جائزة نوبل فقط بل جائزة السلام العالمي والامتنان له، لكني متأكد ان الصهيونية والقوى الخفية في أمريكا ستكون قد اتخذت قرارا في التخلص من اوباما او تسقيطه سياسيا اذا ما أقدم على ذلك، لذا فان تبرير هيئة جائزة نوبل مرفوض أيضا ولا مبرر له.

 

ان تغيير صورة أمريكا البشعة مسؤولية الشعوب الأمريكية ومفكريها الشرفاء ونخبها السياسية المحبة للسلام والمناهضة للحرب والعدوان.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٧ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور