منح جائزة نوبل للسلام لاوباما ؟؟ هل هو حكم هيئة الجائزة على النوايا والخطاب
ام هو محاولة لتجميل الصورة البشعة لزعيمة الامبريالية والارهاب ؟؟

﴿ الجزء الاول ﴾

كم حاولت ان اجد مبررا واحدا لقرار الهيئة القائمة على منح جائزة نوبل للسلام هذا العام لم اجد ما يقنعني، وكان القرار مفاجئا لي كما جاء مفاجئا لكثيرين ومنهم الرئيس الامريكي اوباما نفسه، طرحت مع نفسي اسئلة كثيرة كلها تدور في : ماذا فعل اوباما للسلام العالمي كي يمنح جائزة نوبل للسلام، خصوصا اذا وضعنا في حسابنا ان ترشيح الشخصيات المتنافسة على الجائزة بحكم اعمالها وعطائها الذي ينعكس تاثيره على السلام العالمي بحيث تدقق الافعال والاعمال ايا كانت بشكل دقيق وعادل وحيادية وشفافية متناهية كي ينتخب الاكثر اترا من خلال جملة ما ادى من خدمات للسلام العالمي؟ نعم انا واحد من شعب تعرض للارهاب والغزو والعدوان والجرائم التي ارتكبتها امريكا، وكم بودي ان يكون السيد اوباما وقد كتبت في مقال لي في بداية انتخابه ان يكون فعلا بطل امريكا اولا والسلام العالمي ثانيا ويغير المنهج الامريكي القائم على كل ما ينافي ويهدد السلام العالمي، وما زلت أأمل ذلك ولكن ليس كل مل يتمناه المرء يدركه، وكانسان أأمل ان تكون العلاقة بين الامم والشعوب مبنية على اسس السلام والتعاون والتكامل والتفاعل والاخاء، واؤكد انها ليست امنية شخصية بل على الاقل اجزم انها امنية كل العرب والمسلمين والاحرار في العالم، لكني لم اجد ما يقنعني وتابعت تبريرات الهيئة المعنية ولم اقتنع وسمعت عدد من الحوارات من مثقفين مؤيدين او معارضين لمنح الجائزة للرئيس اوباما.

لذا كتبت هذا المقال لتحليل الموضوع وفق اجتهادي ورؤيتي للموضوع.

نعم حقا لقد غير الرئيس الامريكي اوباما لغة الخطاب السياسي، ووعد كثيرا خلال خطبه العديدة بدءا من برنامجه كمرشح للرئاسة الامريكية.. وخطاب استلام المنصب.. وما تبعه من خطابات .. ومنها ذلك الخطاب الذي القاه الرئيس الامريكي السيد اوباما من مصر وقال انه موجه للمسلمين، نعم وعد باغلاق سجن كواتينامو وحل القضية الفلسطينية وسحب قوات الغزو من العراق وتغيير في السياسة الامريكية وتحدث عن السلم والعدالة والشراكة مع دول العالم خصوصا الكبرى والتخلي عن منهج الهيمنة الامريكية على القرار العالمي واستباخة القانون والمعاهدات الدولية، وتحدث كذلك عن احترام حقوق الانسان والمجاعة في الدول الفقيرة التي ورث من اسلافه خصوصا في العقود الثلاث الاخيرة أي عهدي بوش الاب والابن وانجرار كلنتون مع منهجها المعتمد على القوة الغاشمة واستباحة القانون الدولي ومعاهدات جنيف والشرعية الدولية، بحيث صارت امريكا في نظر العالم كله امبراطورية الشر والارهاب والقتل والجريمة والاستهتار بالعالم قوانينا ومعاهدات وحتى وجودا ورأي، وانا واحد من ملايين اذا لم اكن واحدا من مليارات البشر وصلت الى حد اعتبار امريكا نموذجا بشعا للدول الكبرى وشكلا مجسدا للارهاب والجريمة والبغي وراعية وداعمة له نتيجة ما نتج عن تلك السياسة الفاشية، واعتبر ان مجيء اوباما هو محاولة من القوى الخفية التي تدير امريكا لمحاولة تجميل صورة امريكا التي وصلت الى حالة مفزعة لكل امريكي وصارت تعني كل باطل وقبيح ومنكر بنظر البشرية عموما، فما الذي فعله اوباما غير تغيير لهجة الخطاب والوعود فهل هذا يكفي لمنحه جائزة نوبل للسلام؟؟؟ حيث لم نلمس شيئا عمليا مما وعد به  فاما ان اللجنة مخطئة او الجائزة صارت مسيسة ايضا ولذلك القرار المتسرع اهدافا ورائها تلك القوى؟؟؟

لم يغيير اوباما شيئا في ما ورثه من سابقيه الذين ارتكبوا جرائم بحق البشرية وضد الانسانية، عبر ماجرى ويجري في العراق وفلسطين وافغانستان وباكستان وغيرها من دول العالم، فما زالت جيوش امريكا تقتل أبناء تلك البلدان عسكرين ومدنيين وتستبيح حقوق وحريات وحرمات ومقدسات تلك الشعوب وتنهب خيراتها وثرواتها، وما زالت تمارس كل انواع الجريمة باحتلال تلك البلدان، وهو وحده أي الاحتلال جريمة قانونية وانتهاك للشرعية الدولية وقوانيها واستهتار به وبالمعاهدات والاعراف الدولية كيف لو اضفنا لها قتل المقاوميين للاحتلال ومرتزقته وعملائه وهو حق شرعي وقانوني للشعوب، وتنصيب الخونة والعملاء حكاما على تلك الشعوب وحمايتهم، وما زالت امريكا داعمة وراعية للارهاب المتمثل باوضح صوره بالكيان العنصري الارهابي العدواني القائم على الجريمة والاغتصاب في فلسطين المحتلة، ولازالت الادارة الامريكية حامية ومساندة للانظمة ليست الدكتانورية فقط بل المتخلفة والتي تحكم شعوبها بعقلية ومنهج القرون الوسطى وحتى تلك العقلية أي عقلية القرون الوسطى اكثر تطورا من تلك الانظمة، لانها تتحالف مع امريكا وتنفذ سياستها وتمول وتشارك في حملاتها لغزو العالم والدول التي ترفض المنهج الامبريالي ومنهج الهيمنة الامريكية على العالم.

فما هي الاعمال والافعال التي قام بها اوباما وادارته التي استحق عليها جائزة نوبل للسلام ؟؟؟!!!!

ان المتتبع لجوائز هذا العالم يجد انها كانت مخصصة للامريكان او يكون الامريكان فيها شركاء فهل ما يجري محاولة هو انعكاس للهيمنة الامريكية في محاولة لاظهار امريكا امبراطورية للسلام والعلوم بدلا من صورتها الحقيقية امبراطورية الشر والارهاب والجريمة والقتل والابادة الجماعية والعدوان واستخدام القوة الغاشمةواسلحة الدمار الشامل والفتن والاساليب القذرة في الحروب كالفتن وتوظيف الدين والطائفية والاثنيات وغيرها ؟

هذا سيكون موضوع الجزء الثاني من موضوعنا انشاء الله

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال