طلب تدويل المشكلات الداخلية والعربية الأهداف والدلالات ؟؟؟

﴿ الجزء الاول ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الذين كفروا سواء عليهم أء نذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون

 

 

أتناول هذا الموضوع لا دفاعا عن سورية لان فيها الكثير من المحللين والمفكرين والسياسيين القادرين على رد كل آثم وعميل يحاول إن يشوه صورة سورية القومية ودورها القومي والإنساني في رؤيتها لشعب العراق خاصة والشعب العربي عموما،كما إن اتهام زمر العمالة وحثالات خلق الله لا تقنع الجاهل والمخدوع من أبناء العراق كونها معروفة وخاصة الموقف الجهادي والأخوي لسورية شعبا ونظاما في استقبال العراقيين بعد الغزو، والجرائم التي ارتكبها بحقهم من الفتن والقتل والاستباحة لكل شيء المقدسات والكرامة وحقوق الإنسان والحريات الفردية والجماعية، مستهترا بقيم الأرض والسماء ومستبيحا للقانون والمعاهدات الدولية، لكني ابحث فيه لأني اطلعت على كثير مما كتب فيه واستمعت لحوارات عديدة دارت حوله ولكنها لم تغني الموضوع وتكشف أبعاده الاستعمارية والعدوانية الخطيرة.

 

كم عام دام سبق الأربعاء الدامي .. وكم بعده أيها المرتزقة مر علينا كشعب مجاهد بين 9/4/2003وحتى يتحرر العراق ويتم طرد أخر فلول القوات الغازية؟  ما حرككم وما كفاكم دماء، ألم تشبعوا دماء ولم تنطفئ نار حقدكم على شعب العراق، شعب الإيمان والحضارة والتاريخ والإخاء القومي والتعايش الاتساقي وصاحب المثل والقيم العليا والكرامة والاعتزاز، لم يشبعكم مستنقع الدم والجريمة والاغتصاب في العراق؟ فدفعوكم مستأجريكم لنقل الأزمات إلى سوريا!! يبدوا إنهم اشتروكم أو استاجروكم لأمد طويل وهدف كبير هو التآمر على كل الوطن العربي والأمة العربية والإسلام؟ وليس على العراق فقط؟ فيالكم من خونة أنجاس، إن شعبنا يعرفكم تماما وكذلك كل العرب والمسلمين يعرفونكم خونة مجندون للاحتلال وخدمة مخططاته، اتتصوروا إنكم تستطيعوا خداع الناس وتضليلهم ألا ساء ما تفعلون لا أقول فيكم أكثر مما ورد في قول الله وهو القول الفصل (إن الذين كفروا سواء عليهم أء نذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون* ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة و لهم عذاب عظيم* ومن الناس من يقولوا آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم و ما يشعرون*).

 

إن تحرير العراق سينهي الوجود الإجرامي لقوى الإرهاب في العراق، لكن ذلك لا ينهي الآثار السلبية الكبيرة والخطيرة التي خلفها الإرهابيون من أمريكان وصهاينة ومليشيات طائفية سنحتاج إلى وقت طويل وجهد فعال للقضاء عليها وعلى أثارها في التكوين النفسي والوطني للعراقي كفرد وللعراق كشعب.

 

إن طلب حكومة الاحتلال تشكيل محكمة دولية للتحقيق بجريمة الأربعاء الدامي كلام حق يراد به باطل، نحن كشعب عانى من عدوان إرهابي إجرامي وغزو عنصري فاشي التأم فيه كل أشرار الأرض، حكومات الغزو والعدوان وتلك التي ساندته ومولته وأخرى قدمت التسهيلات اللوجستية ومحترفي جريمة ممن اتخذوا الارتزاق عبر القتل والاستعداد لارتكاب كل أنواع البشاعة والنهب والاتجار بالبشر وما يدمره من بضائع، من المرتزقة الذين أمسوا احد جيوش العدوان القذر على الشعوب وتشكلت لهم دولة وهمية معترف بها هي دولة مالطا التي تضم كثير من رؤساء الدول الغازية للعراق مثل بوش الأب والابن وبلير ومجرمي العالم الآخرين، وتجنيد مرتزقة من أبناء البلدان المستهدفة ممن أغواهم الشيطان فصاروا من جنده والتحقوا بقوى الإرهاب والبغي أمثال الذين يحكموا العراق اليوم، نطالب بإجراء تحقيق دولي بشكل مهني قانوني وعلني شفاف بكل الجرائم بدءا من العدوان ومقدماته وكل جرائمه وتحميل الجناة مسؤولية جرائمهم بحق الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبوها وإدانتهم وإنصاف الشعب العراقي، لكن مرتزقة الغزاة لا يريدوا ذلك ولا يدركوا ما هو المراد من أمر أسيادهم بان يقوموا بهذا الفعل والطلب، ولا ما هي أبعاده وأهدافه لأنهم جهلة أولا وإجراء لا يعنيهم الهدف بقدر ما يعنيهم المكسب المادي الذي سيحصلوا عليه. 

 

منذ جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم فاروق الحريري، بأيدي مجرمين محترفين يرتبطون بقوى الإرهاب العالمي والصهيونية العنصرية، بدأ منهج جديد في أسلوب معالجة أي خلاف داخلي قطري أو قومي عند كثير من الحكومات وحتى بعض المجندين لدوائر المخابرات العالمية أو المغفلين والمضللين بالمناداة بنقل تلك الخلافات والمشكلات للتحكيم الدولي، فهل الموضوع عادي أم له أهداف وغايات؟ وسأتناول حكومة الاحتلال الرابعة في العراق نموذجا لأبين ما هي الأهداف والغايات والدلالات في ذلك.

 

كان المجند الأمريكي نوري المالكي الذي سماه الاحتلال رئيسا لحكومتهم الرابعة بعد احتلال العراق في زيارة للقطر السوري الشقيق قبل جريمة الأربعاء الدامي، وقد جرت مباحثات بين الطرفين قالت التصريحات إنها ناجحة بل وصفها المالكي بأنها إستراتيجية، وعاد المالكي إلى العراق أتصور يوم الثلاثاء وحدثت الجريمة يوم الأربعاء، وبعد ساعات وربما اقل خرج علينا الناطقون باسم دولة القانون!! والديمقراطية بتوجيه الاتهام إلى البعثيين والصداميين والتكفيريين في محاولة لخلط الأوراق وتشويه الحقائق بين المقاومة والإرهاب،وتبرئة أنفسهم وأمثالهم من العملاء وسادتهم الفرس في حكومة إيران اللا إسلامية المتحالفة مع الصهاينة والأمريكان في استهداف العراق.

 

إن الاحتكام للأجنبي ليس منهج جديد على العملاء ولا هو طارئ في النهج الامبريالي الأمريكي، فان أردنا أن نتابع متى بدأ ومن الذي بدأه ؟ نجد انه بدأ عند دخول العراق للكويت لأسباب معروفة في حينها واليوم، في ذلك الزمن سعت أنظمة عربية أولها نظام آل سعود وتبعها نظام مبارك ومن خلال توجيه بل ضغط أمريكي تم تغييب الدور العربي في النزاعات او المشكلات العربية سواء الداخلية في القطر الواحد والبينية بين الأقطار العربية التي هي في حقيقتها أجزاء من بلد جزء وشعب مزقت أوصاله لأسباب معروفة أيضا عبر الاحتلال السابق عام 1918بعد الحرب العالمية الأولى، عبر معاهدة امبريالية استعمارية سميت في وقتها معاهدة سايكس بيكو، وما تبعها من تصرف لا قانوني ولا مشروع من قبل بريطانيا في ما جاء بوعد بلفور المشؤوم بإنشاء كيان عنصري استيطاني عدواني إرهابي في فلسطين العربية على أساس إعطاء وطن لليهود، فكانت بريطانيا زعيمة الامبريالية في حينها صاحبة اكبر جريمة بحق الإنسانية في القرن الماضي، ولم تندم بل كانت الشريكة لأمريكا في ارتكاب الجريمة العظمى في القرن الحادي والعشرين والتي تمثل قمة الاستهتار والاستباحة للقانون الدولي والشرعية الدولية، ولتستخدما أقذر الوسائل وأحط أنواع السلوك البشري في غزو وتدمير العراق وقتل أبنائه وقادته وعلمائه واعتماد أرذل الوسائل لتفتيت وحدة الشعب ومحاولة إبادته بإشعال الحرب والفتن بين مكوناته، ذلك المنهج الطائفي الفاشي المجرم الإرهابي الذي يمثل بحق أخلاق وسلوك الامبريالية ورموزها بعد أن أدعو إنهم غزو العراق لأهداف محددة هي تدمير أسلحة الدمار الشامل ومحاربة الإرهاب وتأسيس للديمقراطية وكلها مبنية على الخداع والتضليل والكذب.

 

إن ما جرى يوم الأربعاء 19/8/2009 في بغداد هو رسائل سياسية من أمريكا وحكومة إيران الى سوريا وتركيا والعراق والعرب والعراق ذاته، نفذها أناس لهم مظلة من قوى الغزو والاحتلال وحكومة إيران اللا إسلامية التي لا تريد للعراق أن يتصرف كدولة مستقلة ممكن ان ترتبط بمعاهدات وعلاقات إقليمية وعربية قادرة على نقله وتخليصه من هيمنة دول الاحتلال أمريكا والكيان الصهيوني وإيران لذلك جاء مباشرا وموجها إلى مؤسسات حكومة الاحتلال بعد زيارة العميل المالكي إلى سوريا وتوقيع مذكرات ومعاهدات ثنائية كان يمكن أن تتحول إلى ثلاثية أو أكثر مع تركيا وغيرها، هذا تحليلي الأولي لجريمة الأربعاء الدامي كما شاءوا أن يسموها، وللموضوع بقية ستأتي إنشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٧ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور