قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

ما يجري في البرلمان العراقي مؤامرة أمريكية صهيونية فارسية تنفذها الأحزاب والكتل التي انشئتها تلك الإطراف ودعمتها ورسمت لها برامجها ومولتها وجندتها  وربطتها بمخابراتها، لهذا لا يصدروا قانون للانتخابات ولا للأحزاب وخلافاتهم ليست على كركوك كما يدعون فهم باعوا العراق فهل كركوك إلا جزء من العراق، هم يعرفوا إن شعب العراق بكل مكوناته عربا وأكرادا وتركمان سيلفظهم عاجلا وآجلا لخيانتهم وارتمائهم بحضن الاحتلال وقتلهم العراقيين وتدمير البلد.

 

فالكتلة الكردية المتصهينة برآسة برزاني وطالباني والتي تنفذ مخططا عنصريا انفصاليا مدعوما من الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية والإدارات والدوائر والمراكز المرتبطة بالصهيونية العالمية، والرامي لخلق نظام عنصري جديد في المنطقة يكون حليفا استراتيجيا للكيان الصهيوني بل مرتبطا به ارتباط فكري وسياسي واستخباراتي وقد يتطور إلى اقتصادي، ومن يدري لعل بعض من عقود الاستثمار والاستخراج للثروات فيها كثير من المشاركة أو المساهمة الصهيونية؟ ويدعمه تكتل لا يقل عداءا للأمة العربية ولا قربا من الإستراتيجية الصهيونية ألا وهو تكتل الأحزاب المرتبطة بحكومة إيران اللااسلامية، المتمثل بالمجلس الإسلامي  ومنظمة بدر سواء علم الذين يأتلفون معهم أو لم يعلموا من الكيانات التي دخلت هذا التحالف المشبوه، وما تصريحات عمار الحكيم وهادي العامري عن كردية كركوك إلا دليلا على موقف الأخيرين ضمن المؤامرة، وقد يكونوا قد تلقوا وعودا سرية من دوائر ومنظمات لها دور وتأثير كبير في السياسة الأمريكية والامبريالية.

 

ما يجري ببرلمان العراق أهو تضليل للشعب وتمثيل أم صراع بين قوى حريصة على  الوحدة العراقية وبين القوى النازعة للتقسيم وإلغاء الهوية العراقية والعربية له؟ وهل الكتل المتصارعة في الأمر سيصل بها المطاف إلى الاصطفاف النهائي وأن تكون العملية الماروثونية الجارية باتجاه الموقف من كركوك إلى أن ينحاز كل الخيرين عربا وأكرادا وتركمان وغيرهم من مكونات الطيف العراقي في كل الكتل المنضوية بالعملية السياسية إلا صحوة وطنية ولو متأخرة بان احد أهداف الاحتلال وتحالفاته هو القضاء على الهوية العراقية والعراق كوجود وقوة عربية وإقليمية فاعلة، وتؤدي بها إلى القناعة التامة بان العملية السياسية ما هي إلا احد أساليب المحتل لتحقيق أهدافها لا تختلف عن ما أسموه الصحوة، التي حاولوا من خلالها تجنيد بعض من شعبنا لمواجهة المقاومة، ولا تختلف عن التجنيد السري لعناصر مرتبطة بالاحتلال وممولة منه ليدعوا إنها تنظيم القاعدة، وان الطريق الصحيح لإعادة بناء العراق وتحريره هو المقاومة الشعبية العامة المسلحة ضد الاحتلال وأعوانه.

 

فما يجري في البرلمان هو صراع بين كتل متباينة الأفكار والمناهج والاستراتيجيات والولاءات والمصالح والثقافات ولا علاقة لها بما يخطط له الاحتلال وشركائه لأنهم لملوم غير متجانس منهم من هو مرتبط بالأجندات المعادية بشكل كامل ومنهم من كان يتصور أن أمريكا وبرغم ما لها من مصالح جادة وصادقة في شعاراتها ورؤيتها المعلنة ببناء نظام ديمقراطي بالعراق ووافقوا على ذلك لأنهم اعتبروها مقايضة مقبولة استفادة أمريكا وتحقيق مصالحها مقابل ما كانوا يحلموا به من أوهام. ولأجل الدخول بتحليل حقيقة ما يجري في البرلمان لابد من استعراض الكتل المنضوية في العملية السياسية وكالاتي :

 

1.  الكتلة الكردية كما يسموها، وتضم الكيانان الكرديان الانفصاليان المرتبطان علانية بكل أطراف الغزو والاحتلال أمريكا إيران والصهيونية متمثلة بالكيان العنصري الاستيطاني الإرهابي (إسرائيل)،الاتحاد الكردستاني برئاسة جلال طالباني والوطني الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني، وهي قد تكون ملتقية في منهج التآمر ولكنها مختلفة في كل شيء بل متصارعة في الرغبة في الهيمنة على أبناء شعبنا الكردي والاستحواذ على شمال العراق الحبيب، والصراع بين العميلين وعصاباتهم معروف لكل العراقيين عربا واكرادا وتركمان والذي كان أخرها الاجتياح عصابات طلباني لاربيل حتى ألجئت بارزاني لطلب تدخل الدولة المركزية، وقد تدخل الجيش في حينه وأعاد عصابات طالباني إلى رشدها وكشف أوكار المخابرات الأمريكية والموساد وتم القبض على يعظهم وتم إعدامهم، جرى هذا رغم أنهم كانوا شبه منفصلين وتحت الحماية الأمريكية كما يدعون (حقيقة الأمر هم كانوا مع أمريكا يجندوا إخواننا من الأكراد والعرب الذين يذهبوا للشمال للعمل أو السياحة أو المطلوبين امنيا أو قضائيا بعد إن صار شمال العراق تحت السيطرة الأمريكية وفتحت المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد دوائر رسمية هناك لتجنيد المرتزقة وتخريب الشعب بوساطة وسمسرة العميلين طالباني وبرزاني ومن ثم التحق الكثير من المرتزقة هناك أمثال الجلبي وباقي جوق العملاء، وهذا يعني انه لا وجود لأي شكل من أشكال الالتقاء بين المكونين إلا العمالة.وسيكون هناك جزء خاص بتفاصيل المخطط الصهيوني الذي وضعوه للمنطقة الكردية بعد تجنيد طالباني وبرزاني في الموساد، والذي يعني دول المنطقة كلها.

 

2.  الإسلاميون من الطائفيين بجناحيهم: فهما الطرفان نتاج وتكوين أجندات متطرفة معادية للعروبة بذريعة الاسلاموية وكأنهم لم يفقهوا من القرآن شيئا، وأتوقعهم كذلك لأنهم خرجوا من الدين مذ حالفوا الغازي الكافر وساندوا قوات الاحتلال، فهم قد خرجوا من الدين كله وما عادوا مسلمين بنص القرآن،  في قول الله العليم الخبير ("لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء"

 

 وقوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً ودُّوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم* وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون".

 

فمن يخرج من الملة لا يحق له الادعاء بمذاهبها التي لا تعني اختلاف في الأمر بل اختلاف بالأحكام لا غير، هؤلاء جميعا من يدعوا إنهم شيعة أو سنة هم مجندين للشيطان ولا علاقة لهم بنا أو بدين الإسلام، وينفذوا منهج معادي للدين بجعل المذاهب بديلا للدين، فقوى الطاغوت من أمريكان وصهاينة يريدوا أن يجعلونا سنة وشيعة متناحرين مختلفين تاركي للدين كما فعلوا بالمسيحية كاثوليك وبروتستانت.

 

· كتلة التحالف العراقي الموحد  وقائمة دولة القانون والآخرين ممن يطابقوهم في المنهج والبرنامج فالكل مكونات مرتبطة بحكومة إيران القاسم المشترك لارتباطها إنها معادية لعروبة العراق وساعية لربطه بمنهج الحكومة الإيرانية اللااسلامية ومنهج البدعة في الدين والمذهب الجعفري وإتباع ولاية الفقيه الذي أسسه خميني، التي تدعي إنها شيعية والشيعة منهم براء، فهي تكتلات سياسية لا علاقة لها بالدين ولائها وارتباطها ومرجعيتها مرشد الثورة في إيران وهو رجل سياسة يمثل المنهج الاستعماري الفارسي الذي ورثوه من سابقيهم النظام الشاهنشاهي السابق، ولا علاقة لهم بالمذهب الجعفري العربي الذي كانت تمثله وتفتي فيه الحوزة في النجف ويتبعها كل المسلمين الشيعة في العالم، وظلت رافضة لما يجري في إيران بل مستهجنة له حتى الاحتلال والذي سبقه بفترة وجيزة تولي المرجع الإيراني علي السيستاني زعامة الحوزة، ومع ذلك ظل رافضا لبدعة ولاية الفقيه ومرجعية قم السياسية، لكن هذه التكتلات تتظاهر بارتباطها بالحوزة في النجف لإغراض وأهداف سياسية مصلحيه تتمثل بالاتي:

 

o       الإيحاء للعراقيين وإيهامهم بأنها أحزاب دينية.

 

o   التظاهر بأنها شيعية عراقية ولكن في حقيقة أمرها فان قياداتها على الأقل مرتبطة بحكومة إيران ولا علاقة لها بالمذهب الجعفري الذي يوظفه حكومة إيران توظيفا سياسيا قذرا بعيد عن التشريع والمبادئ العظيمة للإسلام ومنهج رسولنا وال بيته الطاهرين صلى الله عليه وعليهم وسلم.

 

o   استغلال التأثير الروحي وإمكانية الحوزة تحريك المجتمع دينيا لإغراض سياسية وانتخابية، وقد نفت المرجعية مرارا ذلك، وأكدت رفضها ادعائهم بدعمها وانحيازها لهم خاصة أيام الانتخابات.

 

o   إن هذه الكتل الإجرامية التي جندتها إيران وثم ارتبطت بالاحتلال والمخابرات الغربية المتعددة أمريكية وبريطانية وصهيونية ومن ثم إيرانية بعد توفر الدعم المالي والسياسي ألاستخباري عام 1991 من خلال اللص والعميل الدولي المشهور احمد ألجلبي والذي فتح مكتب لهم في طهران وتم من خلاله ربط كافة العصابات والمجندين من الأسرى العراقيين والهاربين نتيجة ارتكابهم جرائم جنائية في العراق أو الذين ارتكبوا جرائم خلال صفحة الغدر والخيانة والمسفرين الإيرانيين من العراق وخلق علاقة مباشرة بين اطلاعات الإيرانية والمخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني من خلال ذلك المكتب المخابراتي الذي سمي مكتب تنسيق المعارضة العراقية، وكذلك عن طريق الحزبين الكرديين المذكورين في (1) أعلاه كلها ارتبطت بتلك الشبكة الكبيرة من المؤسسات المخابراتية وادعت إنها تمثل الشيعة العراقيين ونحن العراقيين براء منهم لأنهم خرجوا بفعلهم ذلك من الملة أي من دين الإسلام كله فكيف هم جعفرية ،والإسلام يضم كل مذاهب المسلمين؟ فلا يحق لهم بعد إتباعهم أعداء الإسلام أن يسموا أنفسهم مسلمين من أي مذهب كانوا، بل حقيقة إنهم مرتزقة لا دين ولا مذهب ولا مرجعية لهم وليسوا عراقيين بل هم من مرتزقة دولة فرسان مالطا الماسونية، وقد استثمرت أمريكا والصهيونية استعدادهم للخيانة الوطنية والارتداد عن الدين لتوظيفهم توظيفا قذرا باسم الدين والمذهب وهذا كان من اخطر الأسلحة الاجتماعية الفاعلة في وحدة الشعب العراقي والعربي والإقليمي لأنه ذا تأثير يمتد إلى كل البلدان الإسلامية، ومن هذا اعتبر أمريكا اكبر مولد وراعي وممول للإرهاب تليها حكومة إيران.

 

·     أما تكتلات اللذين يدعوا إنهم ممثلي السنة والصحوة فلا يختلفوا بشيء عن هؤلاء إلا بجهة الارتباط ولكنهم نسخة مستنسخة لهم في كل تفاصيل العداء للعراق والإسلام والتحرير.

 

إن حقيقة هذه التكتلات إنها جمع بين عميل وخائن ومرتد عن الدين متباين التكوين الفكري والثقافي والعرقي وحتى القبلي وحتى إنهم متعددي المرجعيات فمنهم من يتابع ولاية الفقيه تلك البدعة المشبوهة في منهجها وأهدافها ومنهم من لا يتبعها، بل كثير منهم مضللين خصوصا الذين ارتبطوا بتلك الكيانات بعد الاحتلال، فهم ما زالوا يتبعوا الفقه الجعفري الصحيح الذي يرفض كثير من الضلالات التي أوجدها وادخلها ووضعها كهنة نار المجوس المتسترين بالدين وحب آل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، وكل التكتلات التي ولدت بعد الاحتلال ولم ترتبط بشكل مباشر بالمخابرات الأمريكية والإيرانية فهي مخترقة ويعمل فيها مجندون لتلك المخابرات إن كانت لا تدري بذلك، فليس مسلما من لا يؤمن ويعمل بان للعرب خصوصية متميزة في الإسلام وقد أكد القرآن عروبته وعروبة الرسول ولكن رفض التعصب والتمييز، فالعرب امة مكلفة من الله بحمل رسالته دون أي تميز وتعصب وهذا منهج القرآن والسنة وآل بيت النبوة والسابقون السابقون من الصحابة مهاجرين وأنصار، والقاسم المشترك لجمعهم هو مناوئة استقلال العراق وعروبته والارتباط الكامل بحكومة إيران ومرجعيته المبتدعة المتطرفة وتعميق المخطط المعادي للإسلام كدين وللعرب والمسلمين باتخاذ المذهبية بديلا عن الدين الحق تحت مسمى التشيع لآل بيت النبوة، أو إتباع سنة المصطفى عليه وعلى آل بيته وصحابته الغر الميامين الصلاة والسلام هدفهم الأول تدمير العراق ونهبه وتدمير الإسلام وشق المسلمين وتمزيقهم. فما من مسلم لا يتبع سنة المصطفى ولا من مسلم لا يحب آل بيته وإلا فهو خارج عن الإسلام، اللهم أنت الذي تعهدت بحفظ الدين فامسخ كل من يريد تخريبه.

 

هذه الأطراف في البرلمان كلها مرتبطة بالاحتلال وأمريكا وتخدم أجندات أخرى صهيونية وفارسية وغيرها من خدم الاستعمار ممن يوظفوا الدين للسياسة كآل سعود وآل صباح وكما يسميهم العرب يهود العرب، وهم بإمكان أسيادهم الأمريكان أن يجعلوهم تكتلا واحدا في اتخاذ القرارات بالبرلمان فلا بد أن يعمل الموجودين في البرلمان من العراقيين الشرفاء والذين تغيروا بعد أن تأكد لهم أن المحتل لا يأتي لمساعدة شعب وبناء وطن ولكن لتنفيذ أجندته وعلموا إنهم ارتكبوا خطيئة فتابوا وندموا، ومن خلال برنامج واضح يكشف للشعب الرؤيا ويعري كل المرتزقة، فتكون الانتخابات القادمة تعبيرا لرفض الشعب بكل أطيافه عربا وأكرادا وتركمانا وبكل أديانه مسلمين ومسيحيين وايزيدين وصابئة للاحتلال ومنهجه ومرتزقته ومخططاتهم ضد شعب العراق ووحدته ومقدساته.

 

إن ما يجري بالبرلمان يؤشر الصراع بين الشعب وخونته وهذا يؤشر التغيير الحقيقي بين قوى الشعب سواء أبنائه الذين تصوروا إن العملية السياسية حقيقة أو الذين ادر كتهم رحمة الله فعادوا لحضن شعبهم ولابد لإرادة الشعب أن تنتصر.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور