مقالات قصيرة عن مسائل خطيرة

( مناشدة علي سالم البيض للأمم المتحدة بشان تقرير المصير، ماذا تؤشر؟ )

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

بسم الله الرحمن الرحيم
( انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء )

 

إن من يسمع دعوات السياسي السابق والمقاوم ضمن صفوف ملايين اليمنيون في شمال الوطن وجنوبه يستغربها، فهو تارة يدعوا للانفصال وفك الارتباط كما يحلوا للمرتدين عن نضال شعب اليمن وخونة دماء ألاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل تحرر اليمن ووحدته، فهل حقا يمكن إن يتغير الإنسان إلى هذا الحد أن ينقلب من مناضل إلى داعي للردة؟


بحكم انتسابي الأسري لعائلة مؤمنة بالله وتحترم انتسابها للعرب ومن ثم انتمائي للتيار القومي العربي كنت منذ نعومة أظفاري أتابع حركات التحرر في وطننا الكبير، سواء في الجزائر أو اليمن أو غيرهما من أجزاء الوطن الممزق، واعرف إن واحدا من أساسيات ثورة اليمن شواء في جنوبه المحتل من بريطانيا أو شماله المرتهن عبر النظام الامامي المتخلف هو إعادة توحيد اليمن ورفض كل قوى الثورة في الشطرين التمزق والتشطير وتقسيم الأرض والشعب، وكان علي سالم البيض واحدا من مقاتلي الجبهة القومية لتحرير الجنوب، فكيف يكون اليوم داعيا لتشطير اليمن؟ هل تغيرت قناعاته بعد عمر طويل قضاه في صفوف المناضلين من اجل الوحدة والتحرير؟ أم هي سورة من تسلط الشيطان ونزغاته؟ أم هل كان منافقا طيلة عمره الذي قضاه بين صفوف الثوار من اجل الوحدة والتحرير وهذا غير واقعي كونه كان ممكن أن يموت في سوح النضال والمقاومة، وليته نال ذاك الشرف خير له مما وصل له الآن بتبنيه منهج العدو والخائن للوطن والشعب والتاريخ والشهداء والمبادئ؟


هنا أريد أن اسأله: ألم تكن وحدة اليمن أساسا من أسس الجبهة القومية والمقاومة في جنوب اليمن المحتل بل هي الهدف المركزي في نضال الشعب اليمني في شطريه؟ أنا اطلعت على كثير من أدبيات وبيانات الجبهة ومتابع لها منذ وعيت وأدركت المعنى الكبير لنضال الأمة كلها ومنها شعب باليمن، واشكر الأخ ثابت محمد احمد الذي أهداني نسخة من مؤلفه القيم ثورة 14 أكتوبر الذي يضم بين دفتيه كثيرا من تلك الوثائق والتي تؤكد خطأ منهج المدعين بأنهم ورثة الثورة وشهدائها الكرام وتؤكد بما لا مجال للتأويل والتحريف وحدة اليمن أرضا وشعبا ونضالا,فكيف تنتسب للثورة وقادتها وأرضها وشعبها وتدعوا لخلاف ذلك.


إن دعوة السياسي الاشتراكي علي سالم البيض لا تختلف عما فعله احمد الجلب ي وجلال طلباني ونوري المال كي ومسعود برزاني وأولئك الذين يدعوا إنهم عراقيين أمثال عزيز الأصفهاني وكريم شاه بوري وجلال الصغير  وإبراهيم الاشيقر من المجنسين ولكن ولائهم رغم معيشتهم لعقود وآبائهم في العراق. فماذا كسبوا عار وخزي في الدنيا وان عذاب الله لشديد.


إن الوطنية والقيادة لا تأتي بالارتماء في أحضان القوى الخارجية وطلب التدخل في شؤون البلد والعودة لاحتلاله بعد كل التضحيات السخية والعزيزة التي قدمها الشعب بقناعاتها المؤمنة بالحرية والوحدة والخلاص، وان كان هناك من يريد أن يعارض النظام السياسي فهناك سبل ووسائل معروفة سلمية وجهادية بالاحتكام إلى الشعب عبر وسائل متاحة في اليمن، وان كنت وأمثالك لا تؤمنوا بالعمل الشعبي عبر صناديق الانتخاب فالمعارضة بأشكال أخرى العصيان المدني والتظاهر والنقد وكشف الانحرافات وليس هذا طريق للمناضلين بل هو اسلوب الخونة وطالبي الزعامة بغير حق ولا تمثل نضال وطني وشعبي.

 

حسبنا الله في سقوط الكثير ممن كانوا مناضلين.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور