دعوة للبشرية

( بمناسبة يوم الأضحى المبارك ليصلي كل البشر من اجل السلام )

﴿ الحلقة الثانية

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد

زاد إرهاب الدول واستخدام القوة العسكرية جيوشا وتقنيات إلى حد لم تعد المواجهة متكافئة لكن ذلك يجب أن لا يكون مبررا للاستسلام والقنوط والتراجع عن الجهاد والمقاومة التي فرضها الله علينا وأقرتها واحترمتها قوانين البشرية عبر معاهداتها ومواثيقها، ويجب أن لا نتخلى عن إيماننا بنصر الله لعباده لمواجهة الطاغوت وقوى الكفر والجريمة، وكأحد وسائل المواجهة الإيمانية والتي يمكن أن يشترك فيها كل المؤمنين بالله وحرية الشعوب التي خلقها سبحانه لتتعارف وتتعاون على البر والتقوى وتعيش بأمن وسلام وأرسل الرسل ونزل الكتب وعلم الإنسان الخير والشر وحذره من الشيطان بأنه عدو مبين، وأمرنا بني ادم جميعا أن نتبع الخير ونعمل به وان نتجنب الشر ونقاومه، وفرض علينا عبادة الله وحده والعمل بالفضائل وتجنب الباطل والعمل المنكر واعتبر البغي والقتل والفساد في الأرض والعدوان من الكبائر.

 

فها هي أمريكا دولة العنصرية والتكوين الإجرامي والطمع والجشع تعلن الحرب على البشرية باسم مكافحة الإرهاب، وبدلا من مراجعة الأسباب التي أدت إلى ذلك تحشد الجيوش والمرتزقة وتوظف كل التقنيات التي توصلوا لها من أسلحة القتل والدمار الشامل، إضافة إلى حشد الأنظمة بالترهيب والتهديد بان من لا يكون معها فهو ضدها، أمريكا والكيان الصهيوني القائم أساسا على العدوان واغتصاب ارض الشعوب والعنصرية والقتل والجريمة يحاربا الإرهاب وتصطف معهم كل قوى الإرهاب والجريمة والبغي هم منقذو البشرية من الإرهاب!!! يالبؤس الزمن وغياب الحقيقة بل تزيف الحقائق.

 

البشرية يجب أن تعرف الحقيقة ولا تصدق التضليل والدعاية والفبركة الإعلامية من الإعلام المملوك و المستأجر للصهيونية والامبريالية، وتواجه بكل السبل والوسائل المشروعة هذا البغي والإرهاب والعنصرية ضد قيمها وارثها الحضاري ومقدساتها وجندت له كل مجرمي وإرهابي الكون وشياطين الإنس ممن باعوا أنفسهم للشيطان، والتوقف عن تقديم التنازلات والتخلي عن الوسائل التي لا يردعهم غيرها وهي المقاومة والصمود وتهديد مصالحهم حتى إن كانت مشتركة مثل بيع منتجاتنا خصوصا النفط لها أو استيراد منتجاتها، نعم قاطعوا منتجاتهم وأوقفوا منتجاتنا عنهم سيخضعوا صاغرين وان تطلب منا ذلك صبرا وتضحية عن بعض الضروريات، فكلما ازددتم مرونة وقدمتم تنازلات ازدادوا بغيا وعنجهية وتجبرا وصلفا، فتحركوا لوضع برنامج دولي لتنفيذ ذلك، وتأكدوا لو قدرتم إن تحققوا الحد الأدنى وبنسبة مقبولة من التضامن ولو سيرفض كثير من الدول المنتجة بحجة إن ذلك سيؤدى إلى تصعيد الموقف وزيادة الشحن العدائي، لان أنظمة تلك الدول مرتبطة بدول وقيادة الإرهاب ومتواطئة معها، فعند ذلك يصبح الأمر واجبا شرعيا وإنسانيا ووطنيا على شعوبها وقواه المكافحة من اجل التحرير والاستقلال أن تضع برامج لمواجهتها.

 

هنا وبمناسبة يوم الأضحى أوجه دعوة لعموم البشرية أن ترفع كل مآذن المسلمين آذان الصلاة وتقرع أجراس كل كنائس المسيحيين واليهود وكل معابد الايزيديين والصابئة والهندوس والبوذيين والزرادشت والمجوس وكل ديانات البشر تدعوا الناس للصلاة والدعاء للرب من اجل السلام للبشرية، ومناهضة للإرهاب والعنصرية الأمريكية والصهيونية ومن تحالف معهما ضد البشرية عموما. أ لا يمكننا أن نفعل ذلك؟ ليكن هذا اليوم الذي جعله الله يوم عيد ومغفرة ومحبة للمؤمنين فهو يوم ما من نبي ورسول من أنبياء الله ورسله وملائكته إلا جاء بيت الله العتيق حاجا من أبونا إبراهيم إلى النبي الخاتم محمد صلى الله عليهم وسلم جميعا، وليكن هذا مناسبة للاحتجاج على انتهاك معاهدات جنيف بقتل أسرى الحرب، حيث قامت أمريكا بقتل الرئيس العراقي الشرعي الشهيد صدام حسين الذي أعلنت الإدارة الأمريكية انه أسير حرب عند إلقاء القبض عليه وهو يقود المقاومة بوجه غزوها واحتلالها للعراق، وهذا الفعل اللاأخلاقي لا يمثل فقط استباحة للقانون الدولي ومعاهدات جنيف بل يشكل سابقة خطيرة بالتاريخ بإعدام أسرى الحرب مع الإصرار والتعمد من قبل إدارة سياسية لدولة حيث أن كل ما مسجل في التاريخ قيام جنود أو ضباط او قيادات عسكرية ميدانية بإعدام أسرى حرب وتتنصل القيادات السياسية، وقد تدين الفعل وتعتبره تصرف وحشي وخطأ يتحمله فاعله، إلا الإدارة الأمريكية فقد قامت بإعدام أسرى الحرب، ويمثل امتهانا للإنسان وعدوانا وحشيا ضد الإنسانية والمدنية والتحضر البشري الذي توصل لإنتاج هذه المعاهدات وتشريعها، وكذلك يمثل عملا عدائيا واستفزازيا يؤدي لتنمية الكراهية والحقد والبغضاء بين الشعوب وهو ما يعرض الأمن والسلم العالمي للمخاطر، حيث مثل إعدام قائد عربي مسلم دون أي محاكمة قانونية وبلا ذنب عملا عدائيا واستفزازيا وعنصريا تجلى بأعلى صور العداء والاستفزاز انه نفذ في فجر يوم المؤمنين في الأرض جميعا وليس المسلمين فقط .

 

أرجو أن تقبلوا دعوتي ولا تخشوا أمريكا وكل قوى الشر والأنظمة التي تحالفت معها من أن يعتبروا صلاتنا لله ودعائنا إياه إرهابا، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٤ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور