ذكرى القائد الشهيد ووقفة فجر العيد كان يناجي ربه ويودع أمته وشعبه

 
 
 

شبكة المنصور

عبد الله سعد
في ليلة المغفرة والرحمة والوقوف بين يدي الرحمن أمر أعداء الجنس البشري -بل أعداء الحياة لان ما من كائن حي لم تطاله جرائمهم- نعم أمروا مرتزقتهم بإعدام القائد صدام حسين رضي الله عنه، نعم قتلوا صدام حسين ليذلوا العرب والمسلمين وليزيدوا كرهنا لهم ويزيدوا البشرية تباعدا ويؤسسوا لعداء دائم، هم هكذا لا ينفع معهم أي شكل من أشكال التقارب لأنهم يريدوا أن لا تنمو قيم التسامح والخير والمحبة والتعاون والتكامل بين البشر، ويحقق الإنسان ما خلق لأجله، وهو تحقيق إنسانيته بالعبادة ألحقه لله فالعبادة ليست أداء الفرائض والمناسك فقط بل هي تجسيد قول الله السميع البصير (إني جاعل في الأرض خليفة)، كم في هذه الآية من معاني غزيرة ومقاصد جليلة وأبعاد عظيمة، فهل يتأمل البشر ما جاءهم من ربهم ويعقلوه؟


نعم قتلوا صدام حسين وكانوا يتصوروا إنهم سينالوا من الأمة ودينها ويذلوها لأنهم أغبياء، قتلوه عل المقاومة تخبوا ويتسرب اليأس إلى رجالها وماجداتها، يالبؤسهم قتلوه لأنهم يتصوروا إن الحياة هي الدنيا، نعم فهم بهدي الله مشركون وبالقيامة مكذبون وبالدين كافرون، إنهم الضالون، فهنيئا للقائد الشهادة والمغفرة ولنا الفخر انه رحل وهو يردد بعد الشهادتين عاش العراق عاشت فلسطين عاشت الأمة العربية.


غاب جسد الشهيد صدام حسين لكن كل مؤمن في الأرض يعلم انه حي عند ربه يرزق كما يرزقون، وان كان قائدا للمقاومة فهو الآن نموذجها ورمزها، إن كان قائدا للشعب العربي فقد صار رمزا للإنسانية والصمود والإيثار والبطولة، إن كان مجاهدا فرضت عليه الظروف أن يتخفى من عدو الله وعباده، ليلتقي في لحظات مجاميع المقاومة ووجوه القوم من أبناء الشعب وطلائع جهاده، فهو اليوم في قلب كل مسلم عربي شريف وكل إنسان حر مؤمن بقيم الإنسانية يلهمه المعنى الأخلاقي للحياة والشهادة. لقد كان في مكان واحد يتأمل الكل أن يراه وينصره، والآن هو في كل عربي شريف مؤمن بالله وبالعروبة وبإنسانية هذه الأمة، نعم كان قائدا فذا فصار إماما ورمزا.. كان مجاهدا عربيا قوميا فصار قدوة للعرب والإنسانية، كان مؤمنا يدعو الله أن يغفر له ويشمله برحمته ومغفرته فرزقه ربه مقاما عليا فجعله مع الأنبياء والشهداء والصديقين، كان يجاهد من اجل أن يهزم الغزاة وها هم الغزاة يبحثوا عن مبررات ليغطوا هزيمتهم ويجدوا طريقا لهروبهم، انه كان شخصا فغدا امة.


كان يريد أن يفهم العرب والبشرية معاني مبادئ البعث وبرنامجه، والآن حتى الخونة ومن جندوا أنفسهم للشيطان يرفعوا شعارات وعناوين البعث لأنهم أدركوا ومعهم أسيادهم أن لا بديل لفكر البعث وقيمه ومبادئه لأنها خيار الأمة وبرنامجها الناجع للخلاص.


فمن الذي انتصر صدام المؤمن وجمعه أم الشيطان (أمريكا والصهيونية) وجمعه؟؟ نعم انتصر صدام حسين وستنتصر المقاومة ويتحرر العراق بعون الواحد الأحد ناصر المؤمنين.


نعم لابد أن ينتصر صدام وجند الرحمن لأنهم يجاهدوا في سبيل الله الحق والقيم والمبادئ والإنسانية، كما أراد الله من الإنسان أن يفعلها، فتفسير قول الله (إنما خلقت الإنس والجن ليعبدون) ليس المقصود به التوحيد وتأدية الفرائض والمناسك فقط بل لها معنى عميق وكبير هو تحقيق الإنسانية التي تجعله خليفة في الأرض بحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويهزم جمعهم لأنهم البغي والرذيلة والعداء والحقد ووكل المنكرات.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور