هوليود الشيعة  في الناصرية ... برعاية دجاج الكفيل

 
 
 

شبكة المنصور

ابو خليل التميمي /  بغداد المسورة بكتل الاسمنت

كل مدن العراق تمتلك خاصية تسبغ على المدينة طابع عام يمكن ان يعطي للمدينة ميزة تتميز بها عن باقي مدن العراق الا الناصرية فهذه المدينة التي سميت تيمنا بناصر السعدون ومؤسسها الأول  واطلق عليها لقب ذي قار وهو اول يوم انتصف فيه العرب من العجم  ... فانها تميزت بكل شيء فمناخها المتطرف واراضيها المتطرفة فهي صحراء وهور وبساتين وريف جميل ومدينة حضارية كل هذا في مدينة واحدة ... ان هذا التنوع اكسب المدينة صفات جمالية وصفاة متطرفة ايضا ... ففي الناصرية تشكل اغلب القوى السياسية بالعراق فمن الحزب الشيوعي الذي انتجت الناصرية اهم واعظم قادته في العراق حينما كانت الشيوعية تكتسح المكان والزمان ..... ومن الناصرية بزغ فجر البعث في مقاهيها ودواينها الادبية لينشر نوره ودفئه في باقي العراق ففي الناصرية  ولد بعث الامة واغلب رجالاته  ومفكريه ولدوا بين الصحراء والهور والريف والحضارة .... ومن الناصرية بداءة الطرب ومن الناصرية بداء الغناء والشعر ومن الناصرية بداءة اللوحات ترسم ومن الناصرية وفيها  تصاعدت القومية العربية  .


ولكن كحال اغلب مدن العراق بعد الاحتلال بداءة يتفشى بها مرض الطائفية وخصوصا بمن يسمون بالسادة الذين كانوا يتربعون في دواويين شيوخها لعتاشوا على موائدهم . وهي علاقة مصلحية متبادلة ففي مقابل اعطاء الهالة الشرعية لشيخ القبيلة يستفاد السادة من الموائد واليرات وخمس جدك والنذور والثوابات كما انهم حال حال كل رجال الدين يسيسون الرعية للملك ويرهبونهم من غضب الله ان خرجوا عن عصا الطاعة فالشيوخ لاتقوم لهم قائمة بدون السيد والسركال وقد لاقى اجدادنا الهوان تحت هذا الثحالف الثلاثي المقيت .


وبعد الثورات المجيدة في العراق وتحجيم الاقطاع ورجال الدين بعد الثورة التنويرية التي حصلت بالعراق وتغلب الطابع العلمي والثقافي لم يعد  لرجال الدين والسركال والشيخ تحكم في الناس بتلك المناطق فعادوا يتقوقعون تحت ظل التقية وغيرها من المبررات السمجة التي كانت تسمح لهم باقامة فقاعة تحميهم كما تحمي الاحياء المجهرية بيوضها باقامة فقاعة حولها لحين ان تجد تربة ملائمة للنموا من جديد تلك البذور الخبيثة من الاسلام السياسي والاحزاب الطائفية وجدت تربتها الخصبة في ظل الاحتلال البغيض فبداءة تخرج من فقاعاتها لتبث سمومها من جديد .


وها نحن نشهد عصرا تسيد به السيد والسركال والشيخ من جديد تحت ظل الاحتلال وتحت ظل انهيار كامل للقيم والاخلاق والموازين السوية وتراجع كبير بالثقافة ...... فقد هاجر الناصرية مثقفوها وكتابها وفنانيها كما هجرها سياسيوها المحنكين اصحاب القيم العليا والازهدار العلمي والتنويري .... لتدخل الناصرية حالها حال مدن العراق بفترة من الظلام الدامس  ولتغادرها الكهرباء والعقول النيرة التي كانت تضيء فيها في زمان العز والثقافة ..


قبل ايام خرجت علينا شركة استثمارات ال البيت وموئسة الكفيل الخاصة بتحويل بطل كربلا وفارسها الى مجرد تاجر يتاجر بالدجاج ويستثمر الاموال في مشاريع ربحية .... العباس ( ع ) لم اسمع او اقراء عنه انه كان تاجرا او مستثمرا او حتى كان يقيم للمال حسابا ان ابن ام البنين زوجه علي ( ع ) تعلم من ابوه ان الدنيا لاتغره بشيء وان المال حطام الدنيا والاستثمار الحقيق للنفس في الجود بها امام اخوه الحسين ( ع ) ... هل قطعت يدا العباس ليصبح تاجرا هل ظرب العباس بمئات السهام ليصبح تاجرا مالكم كيف تحكمون ..


لقد خرجت علينا هذه المؤوسسة بمشروع تجاري استثماري ربحي كبير انه هوليود الشيعة او ربما سيسموه هوليود الكفيل او العباس هوليود لا اعرف التسميه بعد ولكن ارجوا ان لاتكون  ال البيت برذرز او الزهراء كولمبيا  ...... ولكن ماهوا المطلوب من اقامة مثل هكذا مشروع وفي منطقة مثل الناصرية وفي هذا الوقت بالذات  ... ان المطلوب هو ايجاد مؤوسسة تثقيفية اعلامية تثقف باتجاه الطائفية الشيعية وتقدم التاريخ حسب النظرة المتطرفة الشيعية للاسلام والتاريخ الاسلامي  فقد شاهدت الكثير من الاعممال التي انتجت في ايران ولبنان وهي اكثرها تخص توجه واحد ونظرة  احادية للاسلام والتاريخ الاسلامي وهنا اؤكد ان تركيزهم هو واضح جدا التاريخ الاسلامي ومحاولة اعادة رسم او كتابه هذا التاريخ حسب مفهومهم لهذا التاريخ بغض النظر عن المفاهيم او النظرة  الاخرى لمليارين مسلم ... وهنا تكمن خطورة الموضوع وهي اجاد عامل نفسي وثقافي ومفاهيم تاريخية تودي بالنهاية لوضع حاجز نفسي ثقافي بين من توجه لهم هذه الاعمال وبين العالم الاسلامي والعربي وهذه العملية خطرة جدا فبنظرة فاحصة للمسلسلات التي انتجت من غريب طوس الى النبراس الى مسلسل الامام علي ومسلسل مريم ومسلسل يوسف تتضح لنا ان هناك عملية مدروسة ومقصودة لتشويه رموز التاريخ العربي والتركيز على امور خلافية تنتج اجيال من المنحرفين فكريا وعقائديا .. وما زالوا يحاولون الاستفادة من الفسحة التي اوجدها الاحتلال والتي ادت الى انهيار الثقافة والفن بالعراق وخروج اكثر المثقفين والمفكرين العراقين  الى خارج العراق اضافة لمن قتل وشرد  منهم  وكذلك ضعف المؤسسات الاعلامية العربية التي اصبحت عاجزة بل مقعدة في ظل دول من الفساد المالي والاداري   ... نلاحظ تصاعد هذا المد المتطرف بكل اشكاله واخطرها الاشكال الثقافي .... ان ما تستخدم من اساليب في ما يسمى بالمنبر الحسيني وهنا ليس اعتراضنا على المنبر الحسيني بل اعتراضنا على الاشخاص الذين صعدوا في غفلة من الززمن على هذا المنبر مثل المهاجر والفالي الذين دسوا الخزعبلات التي اضحكت العالم على المذهب الشيعي  فمقولات الفالي والمهاجر المضحكة مثل فرس الحسين تقتل سبعين الف ومثل ان العباس وضع السيف في فمه وقتل الف فارس هذه كانت ممكن ان تنطلي على  جداتنا او على جهلاء القوم لكن اليوم اصبح هناك افق اعلامي ووسائل اتصال لايمكن ان يشكل فيها الفالي والمهاجر الا قرود يضحك عليهم من الاخرين ...


لذلك نلاحظ ان هناك اعادة للتقيم التجربة الاعلامية باضفاء اساليب اخرى تؤدي نفس الغرض لكن باسلوب اكثر حضارية ومن هنا تاسست مسرح الحسين ومؤوسسات الانتاج الفني لتوب تن من اللطامة مثل باسم الكربلائي وبشير النجفي ومن ها كانوا بحاجة الى بناء مدينة اعلامية كالتي موجودة في قم وفي جنوب لبنان  ... فالغزوا الفكري كما هو حال الغزو العسكري يحتاج الى ادوات وادوات الغزوا الفكري يجب ان تكون متوائمة مع العصر فقد اصبح المنبر الحسيني وهو القاعدة الاساسية التي استندوا عليها لقرون طويلة بنشر التشيع الصفوي اصبح من زمن قديم  وكذلك مواكب التشابيه والتطبير ايضا أصبحت من الزمن القديم او الاسود والابيض الان يحتاجون الى تقنية الال س يدي لبث سمومهم وحقدهم


اعود الى اختيارهم الناصرية لاقامة هليود الشيعة  .. السبب الرئيسي هو ان في ذي قار هزم الفرس ولاقت الدولة الساسانية او هزيمة منكرة على يد العرب الشجعان على يد المثنى بن حارث  الذي اكرمه الرسول  ومدح فعلته الشجاعة بهزيمة الفرس وقال هذا اول يوم انتصف فيه العرب من العجم .... وبما ان الدولة الساسانية  تريد ان تنهض من جديد على يد منتظري وقادة الحرس فقد كان اختيار الناصرية ليس اعتباطيا فهو الرد على العرب انكم هزمتمونا عسكريا وهنا نحنوا نبني قاعدة لهزيمتكم اعلاميا وفكريا وفي نفس المكان فهي رسالة موجهه الى كل العرب والمسلمين من دولة الساسانيين اننا قادمون للتغلغل من جديد فيكم لكن هذه المرة قادمون بأفلامنا وبموئساتنا .


ثانيا اختيار العراق لان في العراق مال سائب كثير ليس له صاحب وخير دليل هذه المؤسسات المليارية التي تاسست بعد الغزوا فان لم يكن المال سائب لم يكن لهذه المؤسسات ان تنموا بهذه السرعة الفلكية وباارقام فلكية ... وهذه نقطة اخرة فبأموالكم ايها العراقيين سوف ندمر  ثقافتكم وفنكم ..


ثالثا هي رسالة للعالم الاسلامي ان قاعدتنا المتقدمة لغزوا العالم الإسلامي هي هنا في العراق وتحديدا جنوب العراق  فهذه هي حدود إمبراطوريتنا الفارسية الجنوبية وها نحن نضع لكم ... سواترنا الأمامية وهي سواتر التغلغل الفكرية


رابعا من هذا المكان من الناصرية التي خرجت منه شمس البعث وخرجت منه كل الافكار العلمية والثقافية والمفكرين والقادة والفنانين سنخرج لكم الدجل والشعوذة والطرهات  وتسمسم الافكار من هنا سنبني الحواجز الثقافية بين ابناء العراق من هنا سنبني جيل كامل يسب عمر وعثمان وسعد والقعقاع والمثنى والخنساء وسلمى ويسب الرسول ان لزم الامر ... من هنا سنخرج لكم جيل يسب فؤاد الركابي ونعيم حداد و فهد وسلام عادل ويسب الحبوبي والسياب وليلى العطار وجواد سليم وحسين نعمه وداخل حسن


ان هذه هي رسالتهم باقامه هوليود الشيعة  ..
وللناصرية للناصرية وياك اخذني وياك للناصري .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور