الأنتخابات ... ياليتها كانت القاضية

 
 
 

شبكة المنصور

سعد الدغمان
كتل وبرامج ومناوشات بين هذا وذاك واستعدادات منقطعة النظير تجرى للتهيئة للأنتخابات المعهودة؛دسائس وخدع وأصوات تعلوا عن الوطنية تارة وخدمة الجماهير تارة أخرى تصدح بها حناجر المتاجرين بمعاناة العراقي؛ وكأن الناس تنقصهم الأقوال.


الناس في حيص بيص من حياتهم التي أمتزجت ومعانات لا حصر لها ؛أبدية لا خلاص منها وهم يراقبون منازلات سياسيو ما بعد التسعينات التي لاتغني ولا تسمن والتي أتت أفعالهم على كل ما هو سليم في البلد حتى أحالته الى أثرا بعد عين؛


المتابع لتلك المناكفات الدائرة في فلك المنطقة الخضراء وبرلمانها البنفسجي يجد كل شيء في برامجهم إلا ماهو جدير بالبحث عنه وقد خلا مكانه بين سطور بيانات تلك الأحزاب والكتل وهي فقرة طرد المحتل بشقيه ومقاومته الأمريكي والفارسي؛فهل جرى ذلك عن عمد أم أن لسان حال الحكومة العتيدة المعتبرة قد جاء بالصدق المفترى بشأن السيادة الموقرة.


الأهداف المبيتة والنوايا المستورة تفضحها الأعمال والأقوال وما يخفيه القلب تظهره فلتات اللسان ؛بالأمس فقط سماحة السيد الحكيم الصغير يتكلم على قناة العربية الفضائية عن خروج المحتل ولا يضمن سماحته هذا الكلام في بيانات الإئتلاف الذي ورثه عن وصية أبيه المرحوم والتي شكك فيها البعض (الوصية)؛فأن كان هذا من كلام سماحتك وأنت تقود أكبر إئتلاف في الحكومة مايعني أن السيادة المزعومة التي يتناولها دولة الرئيس ما هي إلا أكذوبة ترومون أن تنطلي على الشعب الذي تقولون أنه أنتخبكم بملايينه؛ وهو ما يعني أيضا أنكم إن صح هذا غير مؤتمنين على الشعب ؛وهو أيضا ما أثبتته الأيام والتجارب ؛وما كرسته أفعالكم خلال إدارتكم الفاشلة للبلاد طيلة السنوات الأربع الماضية مما يحملكم مسؤولية ما وقع للعراق ومواطنيه ومنشأته قبل مسؤولية الإحتلال الذي جاء بكم.


إني لا أعلم إن كان القانون الدولي يغض الطرف بأوامر أمريكية عن جرائمكم ؛أم أن هناك ما هو مستور (تحت العباية) كما يقول العراقيون من أمور تبعد عنكم مسؤولية ما حدث؛ ولماذا هذا السكوت المخزي من فطاحلة القانون وحقوق الإنسان حول ما يجري في العراق منذ 2003 والى يومنا هذا؛هل عدم الناس الوسيلة أم غيبت عقولهم إلا من منظري القانون الممجوجين الذين يطبلون للإحتلال وما أفرزه من نكرات سلطت على رقاب العراق وأهله.


الأنتخابات المرتقبة تنافس شديد على مواقع لاتليق إلا بخدم الإحتلال ؛فما بال الشرفاء يتراقصون على أنغام النشاز التي يعزفها غربان الشؤوم الأمريكي ؛وسمفونيات الفرس المشروخة المزعجة ومن تبعها؛أين الأحرار؛أين الأشراف؛ أين الأسوياء.


ونعود للبرلمان الذي يختلف على تمثيل المهجرين والمهاجرين ويركز جل أهتمامه على أنصار الشر والباطل ؛ولكم أن تقيسوا خوف الزمرة الحاكمة (والزمرة هنا تعني المجوعة)؛رغم أنها مجموعة بؤس وشر؛وهذه بتلك؛ خوفهم من أمور عدة تتعلق أولها: من القائمة المفتوحة وتعلمون ما دار حولها؛ وثانيها: أصوات الذين نجوا بأرواحهم من فعائل أحزاب السلطة النكرة التي أقترفتها مليشياتهم وعصاباتهم وما زالت الى يومنا هذا ؛وثالثها: من الشرفاء وهذه الفئة هي من تمارس حكومة المالكي اليوم تغيبهم بواسطة الإعتقالات العشوائية التي يستهجنها حتى المشاركين معهم في العملية السياسية العرجاء الجارية في عراق الحاضر ومنهم الزعيم السابق (علاوي).


الأنتخابات القادمة فرصة ربما وفق ما رسمتموه للخلاص منكم هذا إن صح ما تدعونه من ديمقراطية تستند الى صناديق فعلا؛وأن لا تكون لتلك الصناديق فتحات عدة لتعود وتصوركم وفق الطريقة الفارسية التي أعتمدت في مثيلتها السابقة بأنكم رجال دولة وسياسة؛وهي إن سألتمونا عنها نقول (ياليتها كانت القاضية).

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور