اقتصاد العراق في ظل الاحتلال

الغباء والفساد وما يريده الاحتلال من سيطرة على كل ثروات العراق المحتل

 
 
 

شبكة المنصور

محمد عبد الحياني

المقدمة

 

ان الحديث عن اقتصاد العراق في ظل الاحتلال يجرنا مرغمين الى ذكر ما كان عليه الامر قبل احتلاله وقبل فرض الحصارالجائر عليه , بعد عام ( 1991 ) , وبعد ان تكالب عليه الاعداء من كل صوب بسبب الثورة الاقتصادية التي فجرها نظام البعث , والتي تجاوز بها  الخطوط الحمراء التي وضعتها الدول الامبريالية للدول المتخلفة , لكي لا تتخطاها في نشاطها التنموي , لتبقي هذه الدول على ماهي عليه من التخلف , ولتبقى كل ثروات هذه الدول المعدنية , وما فيها من مصادر طاقة , احتكاراً لشركاتها العابرة للقارات , بغية استمرار هذه الدول المتقدمة صناعياً على تطورها الصناعي , ولتُبقي الدول الاخرى , والتي تسعى للنمو على ما هي عليه من التخلف ....  وكان هذا ما ارادته بالفعل للعراق , عندما احتلته ونصبت على سدة الحكم فيه اراذل البشر ممن خبرت فيهم ؛ الغباء والفساد والاجرام بكل انواعه , فماذا يتوقع المرأ ممن  يخون وطنه للحد الذي يأتي مع المحتل ممتطياً دبابته ومزهواً بأن يكون دليلا له , إلا ان يكون في اقصى حدود الدونية .....!!!؟؟؟.

 

اقتصاد العراق في ظل البعث

 

كتبت الكثير عن هذا الموضوع في كتاباتي السابقة وعلى هذا الرابط . وعلى من يريد الاستزادةعن ما سأكتبه في ادناه ان يرجع الى تلك الكتابات ...

 

تبدأ ثورة البعث الاقتصادية بعد تأميم الثروة النفطية التي كانت في دائرة احتكارات الشركات الاجنبية التابعة للدول الاستعمارية . فقد كان العراق لا يملك من نفطه اي سهم من ملايين الاسهم التي تمتلكها تلك الشركات . ورغم كل ذلك فقد كانت هذه الشركات تسعى وتتآمر (من خلال عملائها وجواسيسها الذين اعدمتهم الثورة وعلقتهم في ساحة التحرير ليكونوا عبرة لمن يخون العراق ) , لتحصل بوسطتهم على امتيازات تحتكر فيها استخراج وبيع معدني الكبريت والفوسفات  . ... ولم تستلم الحكومات المتعاقبة ؛ منذ قيام دولة العراق عام ( 1920 ) ولغاية قيام ثورة البعث في السابع عشر من تموز, عام ( 1968 ) ,  من هذه الشركات , إلا النزر القليل من عائداتها النفطية الضخمة . ولهذا فأن موازنات جميع تلك الحكومات كانت لا تلبي احتياجات اي نوع من انواع تنمية العراق او اشباع شعبه , وفي اغلب الاحيان كانت تلك الموازنات تبنى على العجز. وان اول موازنة لحكومة الثورة قد بُنيت على عجز يعادل ضعفي ما كان موجود في خزينة الدولة من اموال . علماً ان هذه الموازنة لم تكن تغطي الاّ رواتب الموظفين وقسم مما تقدمه الدولة من خدمات للشعب . وبعد ان اممت الثورة النفط في عام (1972 ) , ( انفتحت طاقة القَدَر ) كما يقول العراقيون , وانطلقت اضخم ثورة تنموية , لا في العراق فحسب , بل في جميع دول العالم الثالث . وكان هدف هذه الثورة ( حرق المراحل الزمنية الطويلة للحاق بركب الدول الصناعية المتقدمة باقصر وقت ممكن ) .

 

المعالم الاساسية للثورة التنموية

 

يتميز اقتصاد العراق في ظل ثورة ( 17 - 30 تموز 1968 ) بما يلي :-

 

1) ان الاطارالعام لهذا الاقتصاد هو الاطار الاشتراكي , وعندما نذكر الاشتراكية , فاننا لانعني بها الا شتراكية بمفهومها النظري العام , اوكما نقرأ عنها في اشكالها التي طبقت في العالم . فاشتراكية البعث تستمدت معالمها من خلال التطبيق العملي لبرامجها التنموية  و من خلال النظرة الى الانسان وحقه في التملك بالحدود التي لا تدفع بهذا الانسان الى استغلال اخيه الانسان الآخر كما هو الحال في الانظمة الرأسمالية التي تعتبر الجهد الانساني بالنسبة لمالك رأس المال مجرد سلعة يشتريها بالسعرالذي يفيده ويرغب فيه . ولتوضيح ما مارسته الثورة في هذا المجال نذكر ما يلي :

 

 أ ) ان رأس مال الدولة التي تمتلك كل عائدات النفط , كان يختص في بناء المشاريع العملاقة التي يتم بها الاسراع وحرق المراحل الزمنية التي مرت بها الدول المتقدمة صناعياً للوصول الى ما وصلت اليه تلك الدول عبر سنوات طويلة , في اقصر وقت ممكن , وبأ يدي عراقية , مع الاعتماد على خبرة وتجارب الشعوب التي سبقتنا في هذا المضمار .. ولذلك فقد كانت السنوات الاولى من عمر ثورة البعث مكرسة لخلق الانسان العراقي وبناء هرم العاملين الذين سيتولون مهمة هذه الثورة التنموية العملاقة ... وكان ما كان من تنفيذ اسرع واعظم حملة ( تربوية وتعليمية ) , حيث مُحيت الامية بشكل كامل وأُغلقت منابعها , وذلك بأصدار قانون الزامية التعليم ومجانيته , وتم بناء  جامعة واحدة في كل محافظة من محافظات العراق كحد ادنى , لتخريج العلماء والمهندسين ليقودوا ويبنوا العراق بايديهم من دون الاعتماد على الآخرين , وبهذا الصدد فقد وصل عدد الجامعات في العراق الى اكثرمن عشرين جامعة بعد ان كان عدد الجامعات ( جامعتين في بغداد وجامعة في كل من محافظتي البصرة نينوى ) , وقد تطورت الدراسات في هذه الجامعات  لتصل الى منح الشهادات العليا لمختلف العلوم والمعترف بها في ارقى جامعات العالم . وقد اخذت هذه الجامعات بنظر الاعتبار ان تكون بحوث اطروحاتها للشهادات العليا , لها علاق بما تحتاجه المصانع والمشاريع الخاص بالثورة التنموية للعراق ..... ولكي يكتمل هرم العاملين لثورة العراق , فقد انشئت الثورة المئات من المعاهد التكنولوجية والادارية والاقتصادية وبقدر هذه المعاهد اضعافها من الثانويات المهنية ... وكان كل ما بنته الثورة من مصانع ومعامل وجسور وسدود عملاقة قد تم بهذه القدرات العراقية البحتة . ولهذا السبب فقد كانت كل هذه المشاريع هدفاً للاحتلال وعملائه والغوغاء التي جائت معه من جارة السوء ايران الملالي والكويت فعاثوا بها هدماً وتخريباً وتفصيخاً وتهريباً لاجزائها الى ايران , كما اطلق الاحتلال لمليشيات القتل والجريمة التابعة لفيلق القدس الايراني وللأحزاب الصفوية التي جائت مع الاحتلال ولعصابات القتل الصهيونية , الحرية لتصفية علماء العراق وخبراته التي بنت العراق الحديث قبل احتلاله  ......

  ب) اما الجانب الذي يختص برأس المال الخاص ؛ فقد تناول الصناعات والمصالح ذات الحجم الذي تقتدر الرساميل الفردية على تغطيتها وتنفيذها , وهي مشاريع كثيرة ومتنوعة ولها صلة مباشر بحاجات الشعب ؛ مثل الصناعات الغذائية والملابس وبأذواقها المختلفة ,وكذلك الصناعات المعدنية والكهربائية والالكترونية والفنية بالحدود التي تستطيع بها القدرات الفردية , من حيث توفر الكفاءة والمال . وبجانب هذا النشاط الخاص للاقتصاد , فأن هناك النشاط التعاوني والمختلط ( حيث تدخل الدولة بمالها وخبرتها لتساعد القطاع الخاص في بعض المشاريع التي لا يقدر القطاع الخاص على تنفيذه لوحده ) ..... ان السماح للقطاع الخاص في إطار اشتراكية البعث بعد وضع القوانين التي تمنعه من الاحتكار والاستغلال جاء ليؤدي ثلاث اهداف أساسية ؛ الاول منها , ابراز الطاقات الكامنة في الانسان العراقي من كل جوانبها  المعرفية والفنية لكي يستطيع العيش في الجو التنافسي الذي يحتاجه مثل هذا النوع من النشاط الاقتصادي . والثاني , عدم انشغال الدولة بتفاصيل المشاريع الصغيرة لهذا القطاع للتفرغ للمشاريع العملاقة التي تحرق بها الفاصل الزمني ما بين التخلف وما وصلت اليه الدول الصناعية المتقدمة من تقدم . والثالث , تحقيق حرية الفرد العراقي في اختيار ما يريده من عمل ....اما الجانب التعاوني فقد مورس على نطاق واسع في توفير المساكن للمواطنين , والى حد محدود في الصناعة والتجارة .... ولا اغالي حينما اقول بان تعاونيات بيع الاراضي السكنية كان لها شأن كبير في توسع بغداد الى عشرة اضعاف مساحتها التي كانت عليه قبل ثورة البعث الاولى لعام ( 1963 ) فمدينة الثورة (مدينة صدام) ومدينة الشعب وكل ما بني من مساكن من الحارات على طرفي امتداد شارع فلسطين , في جانب الرصافة , و مدن ( العامرية والخضراء والجامعة والعدل والعامل والشعلة والقضاة والفرات والجهاد والغزالية وجانب كبير من مدينة الدورة و.....) في جانب الكرخ .....

 

و شرعت الثورة قانون العمال الذي حفظ للعمال حقوقهم التي يستحقونها وحدود معاملة الدولة وارباب العمل في القطاع الخاص معهم بما يضمن لهم كرامتهم وانسانيتهم ودورهم المهم في بناء المجتمع . وكان لنقابات العمال والمهنيين دور كبير ومتميز في هذا المجال .

 

2 ) اما في المجال الزراعي , فيمكن اجمال سماته والنشاط فيه كما يلي :

 

أ ) في الحديث عن الزراعة لابد من التطرق للحديث عن الري ؛ من حيث توفير المياه من مصادرها ,  وطرق ايصالها الى المزارع , واشكال وانواع الري ...... و لذلك فقد اهتمت الثورة ببناء السدود الضخمة لخزن مياه دجلة والفرات وروافدهما التي تفيض ايام ذوبان الثلوج في الربيع . كما حولت منطقة الصدور في محافظة ديالى الى حوض كبير لمياه الامطار التي تنحدر اليه من الاراضي المرتفعة التي تحيط به في مناطق سلسلة جبال حمرين وغيرها من المرتفعات , كما حولت الثورة الوديان العميقق التي تصب مياه الامطار الغزيرة في اعالي نهر الفرات الى خزانات مياه عملاقة للاستفادة منها في زراعة الصحراء الغربية , ومن هذه الوديان " حوران والسهيلية وابوعلي وغيرها .... ولم تترك الثورة تصريف مياه المبازل ؛ فقد شقت الثورة النهر الثالث (نهر صدام ) , الذي امتد من شمال العراق حتى جنوبه لتصب به مبازل الاراضي الزراعية المحيطة به " مابين نهري دجلة والفرات " وقد تم تعبير هذا النهر الى الجانب الشرقي من نهر الفرات , من شمال مدينة الناصرية , بواسطة سايفون عملاق بجهد وخبرات عراقية بحتة , ليصب بعد ذلك في خور عبدالله في الخليج العربي ,وبمناسبة ذكر هذا النهر الذي كانت مهمته الاساسية استصلاح الاراضي الزراعية في العراق, لابد ان نعرج على اهم انجاز زراعي يخرج سكان الاهوار من عزلتهم عن المحيط الحضاري للعالم و ييسر للثورة نقل مسببات التحضر اليهم , متمثلة ببناء التجمعات السكانية ,التي تسمح لابناءهم الدخول للمدارس بكل مستوياتها وإصال الماء الحلو والكهرباء الى هذه التجمعات , لينهلوا من العلم الذي حُرموا منه منذ فجر التأريخ , ذلك الحرمان الذي اوقعهم في حبائل عمائم الدجل , من امثال وكلاء السيستاني والحكيم والصغير والقبانجي وغيرهم الذين عاشوا على حساب الجهل الذي احاط بأبناء العراق في هذه المنطقة العزيزة منه ... هذا الانجاز الذي صرّف مياه الاهوار بطريقة السايفون الى نهر الفرات ومنه الى الخليج العربي وتحويل هذه الاهوار التي كانت موطناً ليرقات بعوض " الانوفلس " الناقل لمرض الملاريا الخطير لابناء جنوب العراق وملاذاً للمجرمين الهاربين من القانون , الى اراضي زراعية , وزعت على سكانها الاصليين , وبنيت لهم القرى والمدارس وزودوا بالاموال والتوجيهات والمعدات التي تساعدهم على استصلاح هذه الارض وزراعتها ...... ولذلك فقد اصاب الاحزاب الصفوية الجنون والهستيرية لهذا الانجاز العظيم الذي فوّت عليهم وعلى عمائم مراجعهم الشرهة للسحت والمال الحرام الذي تأخذه بتسميات ما أنزل الله بها من سلطان " مثل النذور واخماس الاجداد" والذي كانوا يمارسوه على بسطاء الناس الطيبين في هذه المنطقة , رغم ما هم عليه من الفقر وشضف العيش .

 

ب ) كانت الثورة قد اهتمت بالابحاث الزراعية , فتم انتاج البذور المحسنة وادخال طرق الارواء بالرش للمساحات الواسعة في زراعة الحبوب وبُشر بتجارب الري بالتنقيط في بعض البساتين توخياً لعدم التبذير في المياه وتلافي صبوخة الارض ( كثرة الملوحة فيها ) ... ورفعت الثورة ( شعار الزراعة نفط دائم ) لانها تعرف , وكما يعرف كل مواطن عراقي ان للنفط عمر محدود لابد من استثمار عائداته في بناء البنى التحتية للثورتين الصناعية والزراعية , وتبقى الزراعة , في ارض الرافدين , هي مصدر الحياة والثورة التنموية الدائمة , ما دام فيه رافديه ( دجلة والفرات )  .....

 

3 ) لم تنسى ثورة البعث الامر المهم الذي يتقدم كل المنجزات الاقتصادية , الا وهي الخدمات التي قدمتها لأ بناء الشعب ؛ وتتمثل بالضمانات الصحية والتربوية والتعليمية وبالمجان . ولعل الجميع يعرف بأن الدواء العراقي في قطاعيه العام والخاص الذي توسعت الثورة بأنتاجه اصبح من اجود انواع الادوية التي تباع في الصيدليات العراقية  لحد الآن ....... كما كان من الاهتمامات الاولى لها توفير العمل للمواطنين , فقد كان الخريج لا يبقى عاطلاً بدون عمل , حتى في وقت الحصار الجائر الذي فرضته دول العدوان عليه ( كما هو عليه الحال في ظل حكومات الاحتلال الغبية )  .....

 

اقتصاد المعممين ( والخمس ) من عائدات النفط

 شعار هذا الأقتصاد

قف..... فالقوة مخولة بالقتل ...!!!

 

قد يبدو العنوان الخاص باقتصاد حكومة العملاء القابعين في المنطقة الخضراء غريباً ,ولكنني لم اجد انسب منه لاذكره , فشعار ( تخويل القوة بالقتل ) يجده المواطن مرفوعاً في كل نقطة تفتيش " وما اكثرهذه النقاط في شوارع مدن العراق المحتل , كما لايوجد اساساً اي اقتصاد يمكن ان نعرّفه بعنوان ... فقد خرب العملاء الذين قدموا مع الاحتلال كل ما بنته ثورة البعث من بنى تحتية ومعامل ومصانع ضخمة انتجت فيها المعدات الكهربائية والالكترونية وصناعات الصلب والحديد , ولكي يُعَزّز استقلال العراق بقوة جيشنا الباسل , ومن دون استيراد سلاحه من الدول الطامعة بثرواتنا , والتي لا تبيعنا السلاح إلا بالشروط التي تجعلنا تابعين لسياساتها الاستعمارية , فقد اهتمت الثورة بالصناعات الحربية , وكان من ابرز هذه الصناعات " صناعة الدبابة العراقية والصواريخ التي دكت جحور الصهاينة في تل ابيب في العدوان الثلاثيني على العراق , في ام المعارك  ,عام ( 1991 ) , ولعل من اهم ما انجزته الثورة في هذا المجال دخول العراق مجال الفضاء ونجاحه في ارسال صاروخ الى الفضاء الخارجي , ولولا احتلال العراق , لكان الفضاءالخارجي يحتوي الآن قمراً عراقي من صنع العراق ........ ولعل من يقرأ هذه السطور سيسأل نفسه ؛ وأين إذاً اقتصاد و صناعات حكومات الاحتلال ...........!!!؟؟؟  , ولا اعتقد ان الجواب سيكون صعباً , فهم من جماعة من يقول , إذا دعى الداعي لحماية الذمار       (بارودنا عند العجم .. وطوابنة هسة تجي ...!!! ) .

 

لقد قررت امريكا ؛ بان لا يكون للعراق اي شكل من اشكال الاقتصاد , وقامت بتعويم اي نشاط قد يؤدي الى خلق اي نمو مهما كان بسيطاً في هذا المجال . ولكي يكون هذا الامر له سهلاً؛ فقداختار أردأ عينة من الحكام ( اجراماً ولصوصية وغباءً )  وممن لايهمهم من أمر الحكم الا سرقة المال العام وبناء السجون والمعتقلات لمن يقف ضدهم وضد الاحتلال . واما الشروط التي وضعتها امريكا لهؤلاء الحكام , ليستمروا في مواقعهم كخدم يسهّلون لها امربقاء الاحتلال , فيمكن تلخيصها بما يلي :

 

1 ) لما كان الهدف الذي تسعى له امريكا هو تمزيق اوصال الامة العربية لأضعافها ومنع اي  شكل من اشكال التكامل الاقتصادي عن طريق اي شكل من اشكال الوحدة اوالاتحاد بين اقطاره . فهي تعرف أكثرمما يعرفه العرب عن وطنهم الممتد ما بين المحيط الاطلسي والخليج العربي الذي جعله الاسلام دولة واحدة ومزقته بعد ذلك الاطماع والانانيات للحكام , والمعتدين من الطامعين فيه . نعم ... هي تعرف وكذلك كل الدول الاستعمارية " الاوربية بوجه خاص " , ان وحدة هذه المساحة الجغرافية الكبيرة لو اصبحت دولة واحدة , فأن قدرتها على الامتداد على العالم لاستعماره ستنهار لسببين , اولهما ؛ ان وحدة الاقطار العربيى ستشكل عازلاً لاطماع الدول الاستعمارية في نهب ثروات الدول الضعيفة , لامتداد هذه الدولة العربية ما بين آسيا وافريقيا . وثانيهما ؛ ان ثروات هذه الدولة تدوم الى ماشاء لها الله ان تدوم , فليس النفط هو الذي يعطي لاقتصادها القوة بل ان هناك المعادن من حديد والمنيوم قصدير ويورانيوم وسليكون وفوسفات وكبريت وغير ها الكثير من المعادن , ووجودها لا يقتصر على قطر واحد بل ان الاقطار العربية كلها تشترك في وجود هذه المعادن , هذا بالاضافة الى ان الاقطار التي ليس فيها النفط كطاقة فان الابحاث والتنقيبات اكدت بانه موجود فيها , بل ان قسم منها بدأ في انتاجه كما هوالامر في كل من اليمن والسودان وليس بعيداً ان يكون للقطر المصري شأنق مؤكدٌ في ذلك . وحينها ستكون هذه الاقطار مصدر الطاقة للدولة العربية الموحد بعد نضوبه في الاقطار المنتجة له حالياً . ولهذا السبب نجد ان الامبريالية قد حركت عملائها في كل من اليمن والسودان لاثارة المشاكل بوجه حكومتي هذين القطرين بغية استبدالهما بحكومتين طيعتين لهذه الامبريالية او الانفصال بالاجزاء التي فيها النفط ... إما فيما يتعلق الامر بالزراعة ؛ فان وقوع الوطن العربي في المنطقة الدافئة من العالم  ووقوع جنوبه بمنطقة الرياح الموسمية المحملة بالسحب الممطرة على مر السنين , وامتلاكه لاعظم اربعة انهار في العالم هي ؛ دجلة والفرات والنيل والنيل الازرق وانهار اخرى , يجعله من اغنى الدول الزراعية في العالم   .......

 

2 ) وبهدف تدمير الاقتصاد في العراق ونهب ثرواته ؛ فأن توجيه امريكا لهؤلاء الذين نصبتهم حكاماً على العراق المحتل , كان كما يلي :

 

أ ) منع اي استثمار وطني للاصناعات الاستخراجية ,حتى ولو كان ذلك الاستثمار موحوداًً من قبل الاحتلال . وتصفية ما هو موجود منذ الماضي كالشركة الوطنية لاستخراج النفط وشركات استخراج الفوسفات والكبريت وتصنيعهما الى غير ذلك من امتدادات لاقتصاديات ثورة البعث . واستبدال كل ذلك باحالته للمستثمرين الاجانب ليعود اخطبوط الشركات الاجنبية لسرقة كل ثروات العراق بعد ان طردته ثورة البعث بقرار التأميم العظيم . ولذلك نرى (رادود عَزَة طويريج ) رئيس حكومة الاحتلال نافخاََُ صدره ( كالفسيفس ) وهو يحضر مؤتمرات الاستثمارات الاجنبية في اوربا وامريكا , و يتباهى ببيع وطنه وثرواته ومقدراته لقاء ما يقدمونه له ولباقي الخونة من رشوات وسحت حرام .

 

ب ) نشر الرعب والخوف بين صفوف المواطنين عن طريق القتل والتفجيرات في المناطق المكتضة بالسكان ليعزف المواطنون عن التفكير بايجاد العمل في مثل هذه المحلات ,وفي الآونة الاخيرة كان الاستهداف بهذه التفجيرات لوزارت ودوائر ومصارف راح ضحيتها الكثير من المواطنين ما بين شهيد وجريح ..... وبعد كل هذا ؛ فهل سيكون بالامكان لرأس المال الخاص ان يجرأ بالاستثمار في بلده , او ان يفكر المواطن بالعمل او التعيين في دوائر الدولة وهي مستهدفة   وضمن خطة شاملة تقوم بها الحكومة وعصابات الجريمة للاحزاب الصفوية والصهيونية...!!؟؟

 

ج ) اما فيما يخص الجانب الزراعي ؛ فهناك خطة امريكية لتدمير الزراعة في العراق , لتبقيه متخلفاً من كل الجوانب وذلك بدفع عملائها من المسؤلين بتفريغ الاراضي الزراعية من فلاحيها بحجة كونهم , كما تسميهم ( بالارهابيين ) وذلك باعتقالهم وارهابهم بغية ان يتركوا الزراعة من الخوف . بالاضافة الى هذا , قيام قوات الاحتلال بقطع وحرق بساتين الفواكه بحجة ان هذه البساتين تشكل مخابيء للمقاومة التي يسمون رجالها ( بالارهابيين )

 

وقد قرر الامريكان ان يبدأوا بصتحير ( بلدالرافدين ) وذلك بأفراغ مياه سدي صدام وحديثة , منذ حوالي السنتين وبحجة انها تشكل خطراً على المدن القريبة منها وبالاخص مدينة الموصل .  فتسبب ذلك في شحة مياه دجلة والفرات , ذلك لان كمية المياه التي كانت تُخزن في هذين السدين في اوقات ذوبان الثلوج قد صممت لان تكفي كخزين لاكثر من اربع سنوات نقص في مياه الرافدين . وكان الحكام العملاء خيرعون للمحتلين في تنفيذ هذا المخطط الشيطاني , الذي لا يمكن ان يُوصف القائمين به الا اعداءً للانسانية . وكان لايران دوراً مماثلاً في الخبث والؤم بتحويل مجاري الانهار التي تروي شرق العراق واراضي عرب الاحواز , وذلك بهدف الضغط على العراق من جانب , واجبار عرب الاحواز لهجر اراضيهم بغية اسكان العنصر الفارسي مكانهم من جانب آخر..

 

الخاتمة

 

قبل ان ننهي هذ ا الموضوع لا بد ان نذكر للقاريء الكريم بعض الحقائق التي لا اعتقد انها ستخفى عنه لو رجع الى التأريخ القريب بموضوعية وتجرد , او قرأ فكر البعث وعقيدته الانسانية التي لاتنظر الى ما يسميه اصحاب الدعوات الاوربية للقومية ( الاقليات ) , قومية كانت او دينية , على انهم اقليات , بل تعتبرهم مواطنون , لهم كما جاء في دستور الحزب ؛ كل حقوق المواطنة وواجباتها في العمل وتبوّءالموقع القيادية , والترشيح للانتخابات البرلمانية وغير البرلمانية , من دون ان توضع لهم ( الكوتات ) كما هو معمول به اليوم في العراق , في ظل ( ديمقراطية دولة البطيخ ) . فالمرشح للبرلمان ولأي موقع من المواقع فانه ينزل بأسه مجرد. ولذلك فقد تبوّء الكثير من الاكراد والتركمان والمسيحيين وغيرهم مواقع مختلفة داخل الحزب والدولة ,حتى وصل قسم منهم للقيادات القطرية والقيادة القومية للحزب . وحينما استلم البعث السلطة في العراق تسلم قسم لايستهان بعددهم اعلى المواقع القيادية في الدولة ..... ان عقيدة البعث في ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) , هي عقيدة كل الشعب في الوطن العربي , ولذلك فان المرحوم احمد حسن البكر , امين سر القطر (رحمه الله ) , كان يوصي الجهاز الحزبي ؛ بأن لا يُجبروا المواطنين على الانتماء للحزب , فكل مواطن هو بعثي بطريقته الخاصة .

 

كما أن لشهيد الحج الاكبر صدام حسين ( رحمه الله ) , احاديث كثيرة في مقدمتها , إن إبرز ما في عقيدة البعث هو الايمان بوجود الله ( جلّ جلاله ) , ومن لا يؤمن بوجود الخالق , فهو غريب عن البعث . ومن اقوال الشهيد ( رحمه الله ) اننا مسلمون ولكننا لانسمح للطائفية بأي شكل من اشكالها ان تدخل لفكر الحزب وتنظيماته . ومما تحدث عنه رحمه الله في مجال عقيدة الحزب ؛ هو ان معالم اشتراكية الحزب لا يمكن لها ان تتوضح وتتكامل الا بعد قيام الوحدة بين الاقطار العربية ,ذلك لان اقتصادنا الاشتراكي هو ليس اقتباس للا فكار النظرية , بل انه يبنى على  ما يحتاجه الشعب في اطارالوحدة , من دون التعرض لما يملكه الفرد ( شرط  ان لا تكون هذه الملكية مستغلة لجهود الآخرين )  , وهذا الذي قلناه في اعلاه هو ما أمرنا به الله عزًوجل وما اوصانا به الرسول الكريم ..... ان اشتراكية البعث , لا تخرج عما دعى له الاسلام من اقتصاد , لا كما  نشاهده اليوم من سرقة لاموال الشعب ( والتي تقدر بمليارات الدولارات ) وتفريط لثروات الشعب واهدائها لمن احتل العراق وشركاته التي اسموا سرقتها لثروات العراق (استثماراً اجنبياً ) , ولم يكفي اصحاب عمائم الشيطان ذلك , بل سرقوا المساكن والاراضي الزراعية العائدة للمواطنين , فأين الاسلام من كل ذلك , ومن المؤكد ان ذلك هو من شريعة ( ولاية الفقيه )  التي يتبرأ منها الاسلام , والتي اثرت عما ئمهم على حساب اموال الشعوب الايرانية , فأصبح الخباز منهم في الكاظمية ( رفسنجاني ) على سبيل المثال لا الحصر , يمتلك الاراضي واجود مزارع اللوزيات ومصانع تعليبها وتصديرها الى خارج ايران . ولكي اكون منصفاً لابد ان اشير الى الغبن الاقتصادي والاجتماعي للمواطنين العرب , حينما يستحوذ نفر قليل من شيوخه وامرائه على حقه في امتلاك نفطه وتوظيفها كأسهم في المشاريع والمصانع الاوربية والامريكية ليزيدوا من تطور بلدان هذه المشاريع على حساب المال العام العربي , او يقوموا بأيداع المليارات من الدولارات فيفي بنوك اليهود في اوربا وامريكا . اما قسم من هؤلاء الامراء والشيوخ ؛ فقد اصبح نائباً لأعداء الاسلام في نشر الرذيلة والدعارة التي تبين حقيقة العولمة التي تريد الصهيونية العالمية والامبريالية الامريكية نشرها لافساد شباب العالم وفي مقدمتهم الشباب المسلم , من خلال الكثير من الفضائيات التي يمتلكها هذا النفر من الامراء والشيوخ الذين يدعون الاسلام , ولم تكتفي هذه الفضائيات بذلك بل ان قسم منها وظّفت لشيطنة البعث وتشويه المنجزات البطولية  لمقاومة ابطال الرافدين   ......  وبعد كل هذا نسأل ؛ من هو المسلم الحقيقي ... البعث ورجاله ام من يدعون الاسلام ممن ذكرناهم في اعلاه ......!!!؟؟؟

 

ان من يقرأ كتابات المرحوم احمد ميشيل عفلق مؤسس حزب البعث , الذي آمن بالاسلام ودرسه دراسة معمقة ومستفيضة , خرج بعدها باشهار اسلامه , والذي اكد في دستور الحزب ان روح عقيدة العث مستمدة من الاسلام ....وهو الذي دعى كل العرب ان يجعلوا الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه وسَلّم ( قدوة ) لهم حينما قال :- ( كان محمداً كل العرب , فليكن اليوم كل العرب محمداً )

 

لقد ذكرت عمق اسلام البعث في مجال الحديث عن الاقتصاد ,لأُعري دجل العمائم التي عاشت وتعيش اليوم على السحت والمال الحرام ,فقد كان الحرام يأتيهم ( قبل الاحتلال واستمرائهم نهب نفط العراق بلا وازع او ضمير) , مما فرضوه من ( إتاوات ) على البسطاء , بأسم خمس الاجداد والنذور التي كانوا يسرقونها من اضرحة الائمة الاطهار ليزيدوا ثرواتهم من هذا السحت الحرام وليقضي اكثرهم وابنائهم , ليالي العربدة والمجون " بعد نزع الجبة والعمامة " في مراقصة واحضان غواني اوربا وما ادراك منهن من غواني  .....!!!!   . لقد كان من اسباب كرههم للشهيد الخالد صدام حسين رحمه الله , هو انشاء ( وزارة الاوقاف ) التي حرمتهم هذه النعمة حيث اصبحت كل ايرادات اضرحة الائمة الاطهار تحت سيطرة الدولة وتجمع من قبل لجان اسبوعياً لتصرف على توسيع هذه المراقد و تزيينها بالنفائس والثريات ,وتقديم الخدمات للزوار ولغايات انسانية كثيرة . ولذلك فمن اولى المشورات التي قدموها للمحتل , هي الغاء وزارة الاوقاف ليعود الامر الى ما كانوا عليه ( ايام ربيع السحت الحرام ) ......

 

وفي الختام أسئل الله عزّ وجل ؛ أن يمد ابطال مقاومة العراق ,بكل فصائلهم ,من قوميين واسلاميين ووطنيين وبعثيين , بجند ومدد وقوة ونصر من عنده ليقضوا على طاغوت العصر ويحرروا العراق والامتين العربية والاسلامية  , وما النصر بعون الله ببعيد ...... والله اكبر .... والله اكبر... والموت لامريكا والكيان الصهيوني ومجوس ايران ولكل الخونة ... والرحمة لشهدائنا وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين ...  ومن الله التوفيق .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور