تأملات / تصادق مع الذئاب على أن يكون فأسك مستعداً !.

﴿ الجزء الخامس عشر ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

سمير الجزراوي

ولكن امام كل هذه المظاهر المعتمة في الواقع العربي الا أنه هنالك بعض المظاهرالايجابية  بعد أن أتضحت حجم المؤامرة على العرب في تفكيكهم بزوال مركزالاستقطاب العربي في العراق بعد احتلاله في عام 2003 ومحاولة تحويله لمصدر للتقسيم العربي وخلق النزاعات في المنطقة,وقد ظهر هذا في تحرك عربي في جمع ولملمة الصف والمواقف العربية بل محاولة خنق أي تنامي للنزاعات العربية وجمع الشمل وتوحيد الموقف العربي وأكثر الصور الايجابية هي اللقاء العربي الطيب بين العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس بشار الاسد في دمشق العروبة,ان هذا اللقاء المبارك أعطى قوة دفع لمسيرة العمل العربي المشترك وامل بوجود توجه عربي يحاول جمع الكيانات العربية ويبعد الاجانب وهم مشكورين من حل أي خلاف عربي وبذلك يعود العرب الى أنفسهم والى ذاتهم ومشاعرهم القومية,فشكرا لهذا الجهد العربي السوري السعودي والذي يحسب الخطوة الاولى بالاتجاه الصحيح. والظاهرة الايجابية العربية الاخرى هي في تنامي قوة المقاومة العراقية البطلة وتأثيراتها في المنطقة  وأمام تفكك وأنحلال للمقاومة الفلسطينية بسبب الصراع على المكاسب وتوزع ولاءات أطراف المقاومة الفلسطينية ومن ثم أرتباط مواقفها بالاجندات الغير الفلسطينية,وظهور نوع من المقاومة للايجاروهذه حملت الاساءة القصوى لروح المقاومة العربية بحيث لا تتعدى في كونها تغيرستراتيجيتها في المقاومة وحسب جهات الدعم الذي يقدم لها ,و في نفس أفرزت المرحلة تحول بعض الملشيات طائفية أو أثنية الى ما سمي بالمقاومة!..

 

وكان ظهور المفاومة العراقية البطلة في الظرف الزمني والنظالي المناسبين,أولا لفك هذا الخلط المتعمد لافعال المقاومة وتشويه سمعة الروح العربية المقاومة .وثانيها أحياء الامل العربي بوجود الفعل والتنظيم المقاوم الصحيحين. وأن المقاوة العراقية البطلة في أمس الحاجة الى المساندة والدعم الشامل لها من العرب أولا ومن الدول الاسلامية ثانيا, والذي سينعكس على قوة الموقف العربي التفاوضي تجاه قضاياه ,وأن هذا الدعم يعني أولا قوة للعرب في للجانب العربي في أي مناقشة أو لقضاياهم المصيرية ,وهذا يعني ان العرب يؤمنون بالحلول المزدوجة العسكرية و الدبلوماسية والمتفاعلة مع بعضها, والنموذج العراقي المقاوم يمثل نموذجا صحيحا  للحل العربي,وأمنيتي أن لايضيع النظام الرسمي العربي الفرصة الثانية في دعم الستراتيجية العربية باتجاه قضايا العرب المصيرية والتي تتمثل في الدعم الكامل للمقاومة العراقية البطلة.وأن الانظمة العربية لابد ان تدرك بأن التحركات السياسية في الاقليمية لدول المنطقة يصب في مخطط أعادة رسم المنطقة سياسيا في ظل المعطيات المتحققة التالية وصولا لما يسمى بالشرق الاوسط الجديد:


1-عراق محتل ومكبل تجاه أي تحرك سياسي أو أقتصادي مستقل وبغياب الارادة العراقية تماما في ظل تسلط الاحتلال.


2-أنقسم كلي للمقاومة الفلسطينية بل الاحتراب بين من يحكم غزة ومن يحكم الضفة الغربية وضعف للقوى الفلسطينية وتوزعها في الولاء للاجنبي القادم من الغرب او من الشرق أو من الشمال او من الجنوب.


3-تحرك أقليمي لرسم دورا مستقبلي لدول ولائها محسوم لحلف الاطلسي ويهدف الى تصدير ثقافات تهئ المنطقة لبقائها ضمن تبعية الغرب وأمام جائزة وثمن لها في هذا الدور,المطلوب الوعي لهذه الادوار ولكن ليس معاداتها, أي تحديد حجم الاستغلال العربي لهذه التحركات وتوضيفها لخدمة القضايا العربية.       


4-تراجع كبير لقوى الثورة العربية وخاصة بعد أن فقدت هذه القوى العربية القلعة العراقية,ولم يبقى سوى القطر السوري وهويناضل من أجل تفويت الفرصة على الامبريالية العالمية في محاصرته وتضييق حركته بالقاء جملة من الاتهامات الباطلة عليه.


5- تغيرا في بعض التكتيكات الايرانية في ستراتيجياتها في المنطقة بعد تنامي قوى المعارضة الايرانية وخاصة بعد الانتخابات الاخيرة و تظاهرة مسيرة القدس في يوم الجمعة وما ترتب على هذه المظاهرات وما ترشح عنها,وأيظا أبداء نوع من التساهل التكتيكي الغربي مع أيران في برنامجها النووي ضمن صفقة لها علاقة بالدور الايراني في العراق و افغانستان .أن كل هذه المتداخلات والمستجدات تتطلب مراجعة عربية  وعلى ضوء هذه المتغيرات في السياسات والعلاقات الدولية بالنسبة للنظام العربي الرسمي  الايجدر بنا كدول عربية أن نتسفيد من أسس وشكل هاتين المدرستين الامريكية في صياغة ورسم العلاقات لدولية, والقائمة بالأساس على عملية نقل لمفهوم السلطة السياسية والتي هي عبارة عن مركز القوة في المجتمع والذي يقع هذا المفهوم ضمن مفاهيم علم السياسة الى علوم العلاقات الدولية وتكون هنا السلطة ممثلة بالقوى الدولية وهذه هي الجوهرفي المدرسة الامريكية في صياغة هانزمورجانثو العالم الامريكي في العلاقات الدولية ومؤسس النظرية الواقعية في العلاقات الدولية ,وكذلك المدرسة الفرنسية في بناء العلاقات  الدولية فيحددها العالم الفرنسي ريمون ارون الذي حدد القوة كمفهوم أساسي في علم السياسة,وكلتا المدرستين سواء الامريكية أو الفرنسية والتي تهتمان بالتركيز على السلطة السياسية لاتستطيعان أن تستكملان مالم نطلع على بعض الاسس التي بنى عليها الاسلام علاقاته الدولية والانسانية لتكون المنطلق الاساس في البناء العربي لعلاقاته الدولية,والتي لا أريد أن أجزم بأن الكثير من المعايير والاسس الحديثة في سواء في بناء السياسة أو العلاقات الدولية قد استمدتا وأعتمدتا على أسس العقيدة الاسلامية, ولكن يمكن اعطاء الكثيرمن الفقرات التي تتضمن هذه الاسس الي بنت الدولة العربية الاسلامية سياساتها وعلاقاتها الدولية والمعززة ببعض الايات القرانية والتي هي فقرات دستورية وملزمة للقيادات الاسلامية أنذاك في التخطيط للحياة العربية والاسلامية ,واخيرا الم يحين الوقت لبناء علاقات عربية عربيةو كذلك عربية أجنبية قائمة على تكأفؤ وثقة ومحبة ولكن يبقى الفأس العربي قائما, الرب يحمي أمتنا ...أمين

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٩ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور