أيّها العراقيّون ... اذهبوا إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا العلاّق

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي
المبادئ الصحيحة والقيم السامية التي هي لب وفحوى جميع الرسالات السماويّة هي كل ما يملكه من أراد أنأن تكونلحياتهمعنىً , فهي الحصيلة الأسمى والخالدة التي لا تفنى ولا تبلى ولا تذهب ريحها إلى المراحيظ أو إلى التراب !.. وهذه القيَم العظيمة هي كل ثروة العراقيين عبر أكثر من ثمانية آلاف سنة !فالعراقييّون من وسطهم ظهر جميع الأنبياء والمرسلون ودعاة الحكمة والموعظة وخرجت من بين صلب عقولهم جميع الأسس الحضاريّة التي يتواصل معها اليوم جميع المنتج البشري , الفكري والحضاري والإنساني , وبما فيها التصنيعي ,وعلى رأسها القوانين الأولى التي صاغها ومتّنها الهاجس العراقي كأوّل منتج إنساني فكري نظم حياة الفرد ونظم متعلقاته اليوميّة والاعتباريّة وجعلها أكثر توازناً مع محيطه وأيسر تواصلاًمع مجتمعه وأنضج علاقة لما بينه وبين مرؤوسه أو بالعكس ونظّمرابطته العائليّة فالأوسع فالأوسع وجدول روابط تلك المنتظماتعلى شكل تراكيب قانونيّة تحذيريّة أو توصيات كانت أقرب ما تكون للأعراف العشائريّة وأقرب ما تكون بنفس الوقت لمشاريع شرائع حضاريّةأوسع تبلورت بعدهامتتاليات تشريعيّة توّجت في آخر الأمر بشريعة "جوديه" الموسّعة ثم توسّعت بشموليّة أكثر بشريعة حمورابي ... هكذا عاش العراقي وذلك هو ديدنه وتلك هي تربيته منذ القدم وإلى اليوم , فهو يعتبر نفسه سيّد التنظيمات الاجتماعيّة و سيّد الشرائع , منذ أوّل تجمّع بشري له على أرضه أرض العراق ولغاية الشهر الرابع من عام 2003 للميلاد !.. حيث انفرطبعدهذا التأريخ وإلى اليومكل شيءبناهبلمح البصر ! ...

 

"العلاّق" .... http://ekstrabladet.dk/112/article1210248.ece إضافةً لكونه معبر رخو لقوى الغزو , والعلاّق عنوان يمكن إطلاقه على جميع عوالق الغزوالأخرى .. هم رمز لسلطة غير شرعيّةمن رموز اللاعراقيّةبالمفهوم الأشمل للعراقي استقدمتها عالقة بحملتهقوى غازية احتلت العراق .. فالـ"علاّق"نموذج من كلّ غير عراقياصلاًرماه الاحتلال بكامل ثقله في وسط مركز القرار العراقي , ذلك أنّ العراقي , بالأصل , يشعر بقرارة نفسهأنّه سيّد ,ومنبع هذا الشعور متأتّي من كون العراقي , الأوّل ,في التنظيم البشري , فهو يعتبر ما بعده , ولغاية اليوم , تتابع متكرّر يتعقّد بالتراكم لا أكثر ولا أقلّ ! .. هي مكرّرات مكمّله لما بدأه هو .. أي لما بدأه العراقي , وهذايعتبر حقّ للعراقيين الأصليين لا ينازعهمعليه أحدما على وجه الأرض , هكذا تقول الآثار والحفريّات بما استنطقته من لقى وألواحوذلك ما اعترف به علماء الآثار بريطانيّون وألمان ونمساوييّون وفرنسيّون وطليان وأميركان ولا زالوا,فالعراقي وفق هذا الأساس الشامخ الذي لا يعلوه أساس , لا يقبل بسيّد يسود عليه ! , ومن يقبل بذلك فهو امتداد لجذر غير عراقي ! , وهم .. "العلاّق"مجرّد "ثقل" مستعدّ دوماًلأن يغيّر جلده "جنسيّته" في أيّة لحظة يجدها تخدم مصلحته الخاصّة , لذلك"فالعلاّق" والسوداني والمالكي و "الحكيم" وعادل عبد المهدي والآلوسي وصولاغ والدبّاغوالجعفري "الجعفري الذي سلّم سيف العرب وآل البيت والمسلمين للغزاة!"وغيرهم , همتجمعلمجموعة هواجسأقرب ما تكون لهواجس " كيولي" .. غجري يعني !تريد أن تتحكم ببلد الشرائع والتنظيمات بلد مجموعة القيم السامية التي انتشرت منه لسائر بلدان الدنيا ... مع احترامنا لصنف الغجر , هذا النوع من التجمع البشري , واحترامنالهذا التجمعمبني على حقيقة معروفة عنهم هي أنّهم لم يعترفوا يوماً بشيء اسمه"جنسيّة" رغم كثرة تنقلاتهم بين الدول ! , والسرقات التي ميّزتهمعن سائر التجمّعاتهي بالنسبة إليهم ليست أكثر منمهنةتأتيمن ضمن توازن بيئي تقيّم بالنسبة إليهمعلى أنّها غزوات كما تفعلتجمّعات عناصر البيئة الحيوانيّة التي يتعايشون معهابدون لف أو دوران ! ..

 

فيا أخواني ويا أخواتيويا أبناء عمومتي يا أيّها العراقيّون ...بذهابكم لصناديق الاقتراعستجدّدون عهد النهب والسرقات وستجدّدون بيعة من هم ليسوا بعراقيين ! ... فالمحتل لن يقبل عنهم بديلاً .. ستنتخبون من يرضى المحتل بهم أوّلاً وآخراً وإن صوّر لكم غير ذلك , لأن حيل والاعيب المحتل لا تنتهي .. فهو .. المحتل .. لا تهمّه الوجوه ما دامت آليّة النهب والتفجير والقتل وضياع الأمن مستمرّة.. وسيجددوماً وسيعثر على البدائل التي يستطيع سرقة أصواتكم الانتخابيّةبهاوإن بدت لكم تلك الوجوه الجديدةمكتنزة التعليم ومنتفخة الخدود بحب الوطن .. إذ يكفينا ما علّمنا إيّاه من نفاق ودجل من لطم على الحسينمنذ نعومة أظفاره وطبّر رأسه "من أجله" وركض ركضة طويريج تأسّياً بهوأكل هريسته ! ..

 

أنا وغيري.. وأنتم كذلك تعرفون.. نحن جميعاً نعرف أنّكم إن ذهبتم للصناديق فستذهبون مضطرّين !كمن يبحث عن الماء من بين أثير السراب .. ولكن الاضطرار يا أخوان هو نقطة البلوى والابتلاء في هذا الأمر وهو المفصل الحاسم بين الضياع وبين الخطوة الأولى نحو التحرّر والانعتاق .. هي صعبة جدّاً ولكن لا بديل عنها.. والمحتل يرمي لكم بالماء من جرّته على الرمل وأنتم عطشى ! .. وقتل معنويات المحتل هو الصبر على الاضطرار لحين ما يتعدّى يوم الانتخاب .. إذ ماذا سيفعل المحتل أكثر من الذي فعله بكم يا أخوان ! .. ماذا سيفعل السجّان بحلاقة شعرمسجونه الأقرع ! ..فماذا سيفعل الاحتلال أكثر من الاحتلال ! ...هو احتل البلد وعمل ما عمل وقد تأقلمتم معه وتأقلم هو معكم ! .. فماذا سيفعل بكم أكثرممّا فعل إن صارعتم الهوى وانتصرتم عليه ...

 

فالنسجّل موقف جماعي رافض يا أخوان .. لأنكم .. سواء انتخبتم أم لم تنتخبوا فسيّان عنده .. هو يريد النفط مجّاناً .. يريد القضاء على التأميم ..

 

والمحتل يا أخوان لا يريد عراق مزدهر يبنيه أبناءه بحرّ إرادتهم ..المحتل يريد بكم أن يفعل ما يريده هوبكم.. فأوقفوه ... أوقفوه على قدم واحدة على قير تمّوز بابلتحت شمس الرفض تلسعه سياط الغربة ! ..

 

المحتل يريد عراق متخلف .. هو ينصّب من ينهب لكي تبقى خزينة العراق خاوية فلا تستطيعون بعدها أن تحققوا أمانيّكم وأنتم مفلسون ! ... سرقة أربعمائة مليار دولار من خزينة العراق قرار صادر بأوامر احتلاليّة ... ! ... والسرّاق منفّذون لا أكثر .. !

 

فانتخابكم احتضان للغريب الغازي وتحقيق لأمانيه ..

انتخابكم استمرار للتفجيرات ولجريان الدماء ...

والذي سينتخب من العراقيين ثمّ يولول بعدها ويبكيويصرخ ويذرف الدموع دمّ جرّاء تفجيرأو اختطاف أو مداهمة فلا نقول لهحينها إلاّ"هذا ما جنته يداك فلا تلومنّإلاّ نفسك" ..... والبادي أظلم ! ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٥ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور