مــهــــــزلــــــة
إخــتار رئـيــس .. تحـصـل عـلــي الـثانـي هـديـــة

 

 

 

شبكة المنصور

الـــــــــوعـــي الـــعـــربــــي
أصُيبت الساحة السياسية والإعلامية في مصر في الفترة الأخيرة بحالة من السعارالفوضي والردح الفضائي والإعلامي ودخل الجميع في سباق بورصة أسماء مرشح رئاسة الدولة لعام 2011 ، وقد أفردت وسائل الإعلام من فضائيات عشوائية وصحف حكومية ومستقلة مساحات كبيرة لهذا الحدث ومنهم من بادر وأعلن عن أسماء لشخصيات بعينها لتدخل في سباق الرئاسة وقد دخل علي خط الأحداث أيضا طرح الأستاذ محمد حسنين هيكل بشأن تشكيل مجلس أمناء للدولة يتكون من شخصيات سياسية وعامة تكون من شأنها ترتيب إنتقال آمن للسلطة خلال ثلاث سنوات وكان هذا الطرح بمثابة القائه حجر في بركة من المياه الضحلة اوالراكدة، هذا الطرح الذي آثار جدلاً سياسياً حاداً علي الساحة بين مؤيد ومعارض منهم الموضوعي ومنهم الغير موضوعي ، ومهما أتفق البعض اوأختلف البعض إلا أنه لا يقلل من خطورة كل هذه الأطروحات ،

 

أما الأخطر من كل هذا اوذاك هو حقيقة ما آل إليه الوضع السياسي في مصر الذي رشح عنه أزمة حقيقة تداول السلطة ومنصب الرئيس في مصر، وما يحدث اليوم من طرح وجمع وضرب لاسماء شخصيات عامة وعلمية لها وزنها ليكون مرشح الرئاسة القادم هو عبث بمقدرات البلاد وإرادة الشعوب ، وأن تسابق وسائل الإعلام من فضائيات وصحافة بيضاء و صفراء، وسوداء وعلي كل لون لدخول بورصة الأسماء المطروحة لشغل منصب الرئيس القادم هو عاروعبث وذلك لانه لايمكن إختزال تاريخ مصر الحضاري والسياسي في سباق الأسماء المرشحة للرئاسة بهذه الطريقة الرخيصة عبروسائل الإعلام وجنبا الي جنب مع قضايا القمامة والخنازير والفساد والقتل والشذوذ الجنسي وعلي طريقة إعلاناتالسمنه والزيت و مساحيق الغسيل والصابون والشامبو ، فمن العبث والعيب أن تدار مصر ومؤسساتها علي طريقة بلاد الواق واق وليس عبر القنوات الشرعية والدستورية ، الي هذه الدرجة أصبحنا نختار رموزنا الوطنية علي طريقة برامج ستار آكاديمي ، وهزي يانواعم والتصويت علي "0900 "او عبر" رسائل SMS " الي هذا الحد أصبح منصب رئيس الدولة في مصر مأزق سياسي ودستوري ، من العار ياسادة ونحن نري شخصيات من النخب السياسية و مؤسسات وهيئات إعلامية وسياسية حكومية تدخل سوق ومزاد بورصة الأسماء والترشيحات وتتسابق في طرح أسماء بعينها وتسوق لهذا الطرح لتغييب الوعي الجماهيري وإختزال وإغراق المجتمع في جدل بيزنطي لا طائل منه ولافائدة من ورائه سوي حدوث حالة من الغليان والإحتقان الجماهيري الغير مبرر، أن مايجري ونشهده اليوم من تداعيات علي الساحة المصرية هو خطر يهدد أمن مصر القومي وإغراق البلاد في دوامة من الفوضي الخلاقة علي طريقة الغبي بوش والتي قضي بها الأخضرواليابس، يا حكماء هذه الأمة وياساسة هذا البلد لاتدار مثل هذه الأمور بهذه الطريقة فمصرهي من أرست الدعائم الدستورية والتشريعية في العالم من أفريقيا الي أمريكا اللاتنية ،

 

والأجدر لنا ومن كل هذا وذاك هو تحالف قوي الشعب مع النظام لإصدار ميثاق وطني جديد أو برنامج أو مشروع إصلاحي حقيقي تعبؤي يهدف الي إصلاح ما فسد او ما طرأ علي المجتمع من متغيرات سياسية وأقتصادية وأجتماعية علي أن تتولي هذا البرنامج نخبة او لجنة تأسيسية مستقلة تتشكل من السياسيين والعلماء والشخصيات العامة مع مؤسسة الرئاسة بدون غطاء حزبي او حكومي علي غرار ما حدث عقب هزيمة 5يونية 1967 وأصدار الرئيس عبد الناصر برنامج اوبيان 30 مارس لاصلاح ما أفسدته النكسة والحرب وجاء هذا البيان تاكيداً لإستمرار الثورة والتزامها بالسلوك الأشتراكي التي قامت من أجلها ثورة يوليو ، أذن نحن بحاجة أولاً وقبل كل شئ الي عقد أجتماعي أصلاحي جديد يعمل علي وصولنا الي الأهداف القومية لنضالنا عبر الأزمان ، نحن بحاجة الي برنامج عمل يعتبر واجباً علينا ونضعه في يد الشعب ونجسده بالعمل والولاء والإنتماء لهذه الأرض وهذا الوطن ، نحن بحاجة الي برنامج عمل يقضي علي الإنهزامية والسلبية والتبعية لاي قوي خارجية تفرض علينا شروطها ، نحن بحاجة الي برنامج يعمل علي تنشيط الحركة الفكرية والإنتاجية ونقضي به علي المتناقضات ونزيل به حالة الإحباط ونؤكد به علي المبادئ والأهداف ،

 

نحن بحاجة الي برنامج يكون هو خلاصة التطورات والتجارب السياسية التي مرت علينا عبر العصور، نحن بحاجة الي برنامج يستهدف إقامة أوضاع جديدة تتطلب بنياناً جديداً صلباً ثابت الأساس لكل نواحي حياتنا ، نحن بحاجة لنهضة فكرية وأخلاقية في كل مجالات الحياة من التعليم والزراعة والصناعة والصحة والمياه والمواصلات والأسكان والثقافة والاعلام وأحترام سيادة القانون ومحاربة الفساد والرشوة والإحتكاروخراب الذمم من المسئولين ضعاف النفوس والتمسك بالمبادئ وقدسية الأديان وأحترام أدمية الإنسان وعودة الوعي الي المجتمع الذي دخل مرحلة الغيبوبة السياسية واللا مبالاه والسلبية والأنتهازية ، فالتغييروالأصلاح المطلوب لايعني تغيير الوجوه ولكن المطلوب هوتنمية العقول ونمط التفكير الذي يتلائم مع ما يجري من حولنا مع تمسكنا بثوابتنا الوطنية والدينية ومكاسبنا الثورية ، نحن في حاجة الي فكراً أوضح ،وحشدًا أقوي ، وإنتماءاً أكثر، وتخطيطاً أعمق وأدق وإرادة حره قوية لا تلين ، وبذلك يكون للتغيير معني كماً وكيفاً ، وللإرادة الشعبية مقدرة علي إجتياح كل العوائق والسدود ، نحن في حاجة الي مشروع ميثاق جديد يصل ويتواصل مع جماهير الأمة بما لها من طاقات وأمكانيات حقيقية وذلك من أجل تاكيد الحياة الديموقراطية ،

 

لان الديموقراطية الحقيقية هي تلك التي تؤدي الي تحقيق مبدأ الوصول الأمن بالسلطة الي بر الأمان عن طريق الاقتراع الحر المباشر بلا بلطجة او نفوذ او مال او تزوير لارادة الشعب وبارادة شعبية حقيقية وأن اي حديث آخر عن ديمقراطية او حرية بغير ذلك المشروع الإصلاحي لا معني له وأخيراً أن الحديث عن ترشيحات لاسماء او أشخاص تخوض أنتخابات رئاسية علي طريقة أختار رئيس وأحصل علي الثاني هدية هو مهزلة المهازل ، ياسادة فلا بد لنا من برنامج وميثاق جديد وقدرة المبادرة لمن بيدهم القرارلان قيمة آي مشروع او برنامج إصلاحي بمدي شعبيتة وبمدي ما تعبر عنه الجماهير من قدرة علي فرض أرادتها علي الحياة السياسية نحن ياسادة بحاجة الي بناء دولـــــة وليس رئيس دولة .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١١ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور