المقاومة العراقية : تعليق على مقالة الاخ د. خالد المعيني الموسومة - الشرعية والمشروعة في خطاب المقاومة والمنشورة على بعض شبكات العنكبوتية

 
 
 

شبكة المنصور

الوليد العراقي

هنا لا اريد ان ادخل في حالة من السجال والحوار البيزنطي بدعوى القدرة على التنظير وغربلة الاعلام والرد على ما يدور من قناعات في العقل يبرهنها الواقع الميداني بكل تفاصيله التي تغيب في كثير من محاورها وابعادها غير المرئية عن الكثير من الكتاب والمحللين وهنا اقصد تفاصيل المقاومة العراقية بشتى مشاربها الوطنية والقومية والاسلامية.كما اتوقع من الاخ د.خالد وغيره من كتاب المقاومة ومهما كان اتجاههم ان يتفهموا الفكرة من هذا التعليق عندما تعيش كل تفاصيل الميدان  لتلمح له برمز الكتابة ومن ثم ترك الباقي لمن يريد ان يحلل وحسب مشاربه وبشكل حر وطليق كون ادب وفن الاعلام في مقاومة الاحتلال عند كل الشعوب هو اجتهاد حرب ومقاومة ايضا ومن نوع اخر لكنه لا يقل خطورة بل احيانا اشد تأثيرا على الرأي العام من المقاومة بالسلاح.

 
من هنا كان على الاعلامي المقاوم او الاعلامي المتعاطف مع المقاومة ان يمتلك عنق بعير قبل ان ينطق بما يراه وما يشتهي ان يقوله من افكار ورؤى تخص المقاومة وخاصة في الزمن الحرج زمن المواجهة مع المحتل البغيض.او قل يحسب الربح والخسارة الذي يرسمه قلمه بما يخص المقاومة  بعيدا عن هوى المصالح والعواطف تجاه هذا الفصيل او ذاك من تشكيلات المقاومة العراقية الباسلة.

 
هناك فرق كبير بين احتلال بلد تم حكمه  ولفترة طويلة من حزب (فكر)له منظريه وله قادته وله جمهوره الحي بذاكرته الدنبوسية الثاقبة  وكما كانت الحال قبل الاحتلال في العراق مقارنة مع دولة تم حكمها قبل الاحتلال من قبل انقلابيين ولفترة وجيزة ودون ان تترك رؤى وقناعات تقود الرأي العام باتجاه بوصلة  مجرجرة بحكم  ارث الماضي  السياسي النازل في اعماق النفس والعقل وكما حصل في حالة احتلال الصومال وغيرها من الدول.ان الحكم الوطني في العراقي قبل الاحتلال صاغ دولة بكل قوانينها وطبق نظرية البعث ولاكثر من ثلاثين عاما وبكل التفاصيل التي انجزتها الثورة وتركت بصماتها في الذاكرة العراقية  التي تعيش اسوأ حقبة  وهي فترة الاحتلال.ومن هنا فأن  فكر البعث وثورته لم تكونا مقحمتين على فصائل المقاومة الوطنية من جهة ولا على الرأي العام العراقي(الشعب) بل هو ارث حياة فترة وطنية معينة قد قهر الشعب على التظاهر بتركها وتناسيها من خلال سياسة الاجتثاث  لكل ما يمت لهوية العراق  لبا وقشرة قبل الاحتلال سواءا في مجال الغاء تنظيم البعث او حل القوات المسلحة والقوى الامنية الاخرى بل وكل المؤسسات التي كانت تشكل دولة عصرية في مبادئها ومن خلال العقول الجبارة والممتازة التي كان يحتويها العراق ومن كل الاختصاصات والتي اجتثت ايضا سواءا من خلال القتل او التهجير او التهميش.

 
اما في ما يخص الشرعية وهنا ربما المقصود بالمقال شرعية الفصائل المحسوبة على المقاومة الوطنية في قيادة الدولة على الارض بعد زوال الاحتلال.ترى ما هو الخطأ في هذه الرؤية ؟اليس البعث كان يقود دولة مستقلة تم احتلالها بالقوة والقهر وبدون تفويض عالمي بل وبالاعتماد على الاعلام الكاذب ونظرية  اكذب اكذب اكذب حتى يصدقك الاخرون ومن ثم نفذ ما تراه وتشتهيه بدافع المصالح المشفوعة بالقوة القاهرة للشعوب؟ان شرعية الحكم الوطني قبل الاحتلال وبعده في قيادة العراق ليست منة من احد بل هي حقوق للقيادة الشرعية من ناحية ومن ناحية اخرى لجمهور تلك القيادة وبالتالي هي شرعية للشعب العراقي المسلوب الهوية الوطنية وحتى الاسلامية بسبب الاحتلال.القيادة الشرعية المقاومة اليوم من حقها ان تطالب بعودة العراق الى ما كان عليه قبل الاحتلال اللاشرعي  وبسبب ان تلك القيادة لم تترك العراق وتهرب بل بقت تحكمه من خلال المقاومة والوجود من تحت الارض بل واعطت من كوادرها وحتى اليوم اكثر من 180 الف من الشهداء ما بعد الاحتلال فقط دفاعا عن الشرعية ودفاعا عن حياض الوطن العزيز العراق؟كما ان التغيير الذي حصل بالعراق لم يكن من خلال ثورة عراقية شعبية ووطنية ازالة حكم البعث بل جاء عن طريق احتلال اجنبي لبلد مستقل وعضو في الامم المتحدة يحكمه نظام وحزب وطني تحت قيادة وطنية عراقية ما زالت تقاوم فلول المحتل الى اليوم بل والى ان يرحل المحتل وبكل الخبرة والكادر القيادي الذي وزعته ليقود باقي فصائل المقاومة وبشتى مسمياته كون هذا الكادر هو نتاج ثورة كانت تقود العراق قبل الاحتلال ومن ثم قوضت بالقوة الاجنبية والتجني.

 
نقطة اخرى للمقارنة وللبرهان على شرعية الحكم الوطني واستمرار  ما بعد الاحتلال  كونها شرعية مقاومة  قائدة لا وافدة وهي  الم يكن كل من هوشي منه والجنرال جياب هم قادة الحكم او قل من رموز الحكم الوطني قبل احتلال فيتنام من قبل اميريكا؟لكنهم لم يخونوا ولم يتركوا البلاد يتفرجون عليها او يصيغوا نظريات المقاومة  وفكرة التحرير من على تل السلامة كما يقولون بل كانا قادة حكم وطني قبل الاحتلال ومن ثم قادا المقاومة هناك حتى تحرير فيتنام وبالتالي  اعادا تشكيل الحكم الوطني في بلادهم المحررة وتحت نفس القيادة الوطنية التي اجتثت قبل الاحتلال ونفس الافكار أي امتداد للماضي وترسيخا لشرعية الحكم الوطني قبل وبعد الاحتلال؟

 
اما في ما يخص مفهوم الاحتلال ومقاومته كونهما طارئين على الكثير من الشعب العراقي وعليه اهتزت رؤى وتغيرت مواقف واختفت جبال لتستبدل بسفوحها  وبنتوءات التلال من حولها فتلك مغالطة اخرى يا اخ خالد كون الاحتلال كان ممكنا ومتوقعا من قبل القيادة الشرعية وكان الحل والبديل عن الحرب النظامية اذا ما وقعت فهي الحرب الشعبية وهذا ما خططت له القيادة الشرعية وعليه نرى ويشهد الميدان بتفاصيله المعروفة وغير المعروفة  فأن المقاومة الاولى والوحيدة التي ظهرت في العراق بعيد الاحتلال مباشرة كانت بقيادة الحكم الوطني  وعلى رأسه شهيد المقاومة الاكبر المغتال من قبل اميريكا هو الرئيس الشرعي صدام حسين ومن يقول عكس ذلك فللتاريخ المقاوم برهانه  برجاله الذين قاوموا والذين ما زالوا احياءا وبشهادة الشهداء الابطال من البعثيين المدنيين والعسكريين وعلى لسان رفاقهم في السلاح وعوائلهم  وعشائرهم التي تعرف الذين عندهم التفاصيل التي سوف تنشر في الوقت المناسب أي بعد الاحتلال بكل اسرارها وتفاصيلها البطولية الفريدة من ناحية ومن ناحية اخرى المحزنة كونهم رفاق الطريق الصعب  الذين خسرناهم وخاصة الصحابة الاوائل  من عمر المقاومة البطلة التي لم تترك المحتل يتنفس الصعداء ويزهو بالنصر المزعوم.

 
نعم بعد الاحتلال وخاصة في عامي 2005 و2006 ظهرت فصائل اخرى مجاهدة اعلنت عن نفسها بعد ان تشكلت ومن ثم قارعت المحتل بكل بطولة  وبسالة الى جانب فصائل الحكم الوطني المدنية والعسكرية لكن كانت هذه الفصائل الاخرى وفي معظمها يقودها رجال مدنيين وعسكريين تابعين روحا وفكرا للنظام الوطني بكل الخبرة التي يمتلكون والتي صاغتها لهم مفاهيم ومدارس الثورة العسكرية والمدنية قبل الاحتلال لتخرج الاف الكادر المتمرس والقادر على القيادة في الميادين المختلفة ومنها العسكرية والفكرية التي تم استثمارها في مقاومة المحتل بسميات مختلفة  احتوتها دفة المقاومة العراقية.

 
اما وكما تقول انه لا يوجد مشروع  سياسي جامع مكافئ  من قبل المقاومة العراقية يكون بديلا للعملية السياسية الحالية (حكومة الاحتلال) فأقول أي عملية سياسية موجودة وهل فعلا هناك عملية سياسية بالعراق المحتل غير المقاومة حيث ان كل الذي جرى ويجري على ارض العراق المحتل هو تخريب بتخريب  وتشرذم وتقاسم مغانم  وتحت عناوين مختلفة من ااتلافات وتحالفات وجبهات ومكونات سياسة لها اول وليس لها اخر ولا يمكن حصرها  لخلوها من أي مشروع وطني بل جاءت من اجل تنفيذ احلام محتل بغيض غربي واجنبي وهي زائلة لا محال بزواله طالما انها بعيدة عن أي بديل وطني وطالما انها تعمل لصالح المحتلين الغربيين والشرقيين.اذن هم عملاء من الدرجة الرديئة واعمارهم لا تتجاوز عمر وجود المحتل.الموجود هو نظام حكم امريكي فارسي صهيوني مع بعض الموظفين مزدوجي الجنسية في المنطقة الخضراء ليس الا فكيف يمكن المقارنة بين مشروع المقاومة ومشروع هؤلاء مسلوبي الهوية والسائرين مع قطيع المحتل؟

 
المقاومة العراقية لها مشروعها السياسي المتكامل والذي هو نظامها الوطني بكل خبرته قبل الاحتلال وتجربته اثناء الاحتلال ومن خلال وجوده على ارض العراق وبين العراقيين.المشروع السياسي للمقاومة هو ذات المشروع الوطني العراقي قبل الاحتلال والذي انتج دولة قوية  تغادر العالم الثالث لولا الحروب .لكن هذا المشروع الوطني حصل له تطوير بما يلائم مجريات الزمن وخاصة زمن المقاومة ليتسع ويشمل كل الفصائل التي قاتلت المحتل واعوانه وجاهدت بالغالي والنفيس.الحكم الوطني ما بعد الاحتلال هو حكم تعددي لا وراثي كما يصور الاخ د.خالد المعيني وبعد التحرير ومرحلة الاستقرار بحكومة انتقالية مشكلة من كل قوى المقاومة ولفترة عامين فسوف تحصل انتخابات برلمانية  عامة  وكل من قاوم  وجاهد او دعم الموقف الوطني له الحق في الترشيح بغض النظر عن توجهه السياسي.اليس هذا مشروع وطني سياسي عريض يحتوي كل القوى الوطنية والقومية والاسلامية لتقود البلد الى شاطئ الامان.اذن اين التفرد  من حزب ما او اتجاه سياسي  مقاوم ما من اجل الاستحواذ على السلطة وبالوراثة ؟ان المشروع  السياسي للمقاومة العراقية مخطوط ومعروف ومعلن لمن يريد الانظام اليه فله كل الحق بالانضواء والمشاركة  بالحكم والقرار والرأي طالما انه اكتوى بنيران الميدان حاله حال الفصائل المقاومة الاخرى الوطنية والقومية والاسلامية السياسيين الميدانيين.

 
اذن اين نجد عامل التنفير بدل الطمأنة ورص الصفوف وكما تحلل اخي د.خالد؟فاليوم ما عاد عشق السلطة يعني كثيرا لرجال وهبوا انفسهم لخدمة العراق وتحريره من براثن الاحتلال والعبودية.الزعامة الحقيقية اخي هي في من يستطيع قيادة الجيوش المقاومة في ميدان النزال لا من يريد كرسيا وقيادة ما بعد التحرير  وهو ينعم بكل سبل العيش الرغيد  والامن  والنوم العميق خارج الحدود.ان محرقة ونار الحرب لا يجاريها كل انسان ولا يطاولها كل طامح بالسلطة او بنيشان المقاومة الاكبر.المقاومة الميدانية اصعب بكثير من ما يتصور البعض ويحلل او يرسم كما يريد وكما يحلو له.

 
الامر المهم الاخر الذي يفوت كثيرا على البعض من كتابنا هو الجريمة الكبرى في التجزئة الاعلامية  لوحدة الجهد المقاوم في الميدان حيث اختلاط وتداخل الفصائل موجود على ارض المعركة ومهما كانت رؤى قياداتهم العليا أي السياسية .عليك ان تعرف ايها الكاتب للمقاومة ان حقيقة الواقع الميداني تقول ان الكثير من العمليات البطولية التي تحصل ضد المحتل واذنابه قد تنفذ بشراكة عدة فصائل ذات قيادات او جبهات مختلفة لكن الميدان يجمعهم في هدف واحد واني احيانا او مخطط له لا فرق عندهم فهم رفاق جهاد وان كانوا ينتمون لجبهات مختلفة .ففي عملية جهادية واحدة ترى هذا الفصيل يهئ السلاح واخر المال والاخر رجال التنفيذ واخر تصوير العملية  أي تنفيذ الجهد الاعلامي ومن ثم  تقيد باسم فصيل معين ولا توجد حساسية من ذلك وهذا الواقع هو الموحد الحقيقي لفصائل المقاومة كونه واقع حال عكس ما يصرح به الكثير من الاعلاميين او القادة المحسوبين على المقاومة.

 
اما في ما يخص ان التفاوض مع المحتل هو مكون واحد حصريا  والذي يقول انه يشكل اكثر من 80% من  مجموع المجاهدين بالعراق وهنا اعتقد انت تقصد القيادة العليا للجهاد والتحرير(جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني اليوم) فأقول هذا افتراء واضح لان تلك القيادة هي الاول الذي دعى الى لملمة صفوف المقاومة بكل فصائلها  وبالتالي فكل من يلبي هذا النداء الوطني الغيور فهو شريك اساسي في أي جهد تقوم به قيادة المقاومة سواءا من ناحية التفاوض ان حصلت او قيادة البلد ما بعد التحرير الى غير ذلك من مسؤوليات قيادة المقاومة العليا التي تضطلع بها بكل حنكة وقوة وايمان.

 
اما في ما يخص اغلاق الدكاكين الوهمية والتي باتت اعدادها مخجلة كما تقول وتثير السخرية والالم في نفس الوقت بقصد التضخيم والتوهيم وادعاء تمثيل المقاومة حصرا..فهذا الكلام وعلى حد فهمي نوع من خلط الاوراق وتشويه صورة المقاومة من حيث تدري او لا تدري يا كاتبنا الكريم.ان عناوين الفصائل ليست دكاكين كون الدكاكين تتواجد فقط في المنطقة الخضراء وهي دكاكين السياسة كما يصورونها  وهي لا وجود لها على ارض الواقع.ان فصائل المقاومة المعلن عن اسمائها هي موجودة فعلا مع التباين في العدد والعدة والواجب المناط بها ولا لاحد ومهما كان الانتقاص من هذا الوجود.الفصائل المعلن عنها كل الفصائل ومهما كانت مشاربها قد قاتلت المحتل وكبدته اكبر الخسائر الفادحة ودحرته ايما اندحار.يبدو انك لا تعرف بتفاصيل الداخل  وتداخلات الجهد المقاوم على ارض الميدان فما هو ردك ان قلت لك ان أي دكان  كما وصفته  قد قاوم الاحتلال بعشرات العمليات ومهما كان صغيرا لكن الكثير من وسائل الاعلام التوثيقي غير متوفرة له وبحسب الامكانات التي يمتلكها فصيل ما لكنه قاتل ويقاتل عندما تتوفر الفرصة واسباب الاجهاز على المحتل البغيض.فلا يجوز لاحد ومهما كان عنوانه ان ينتقص من الجهد المقاوم لكل الفصائل  التي في تكاثر اسمائها فائدة سوقية وامنية لا يتحسسها الا من عاش التفاصيل ومنذ 9 نيسان 2003 لا كما يحلو لبعض الكتاب ان يجري وراء هواه بهدف تقزيم ما هو عظيم والله من وراء القصد ومنه النصر والتوفيق.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور