انحطاط وسقوط وقذارة القائمين عليها

 
 

شبكة المنصور

امير محمود المر

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ

صدق الله العظيم

 

تكشفت الكثير من الحقائق الدامغة، منذ ظهور صورعدد كبير من المعتقلين العراقيين داخل السجون العراقية المنتشرة في كل ارجاء العراق ، من النساء والرجال، وهم يعذبون على أيدي قوات جواد المملوكة للامريكان وقبله الجعفري الطائفي وكشفت التسريبات والتقارير الصحفية أن التعذيب والإذلال وجرائم اهانة الكرامة الإنسانية جرائم منظمة ومخطط لها مسبقا وهي  واسعة الانتشار في السجون العراقية وأنها ليست مجرد تجاوزات كما يصورها البعض ، بل سياسة رسمية،تتخذ قراراتها من اعلى الهرم الحكومي الفاسق  ..


القادة المجرمين والمسؤولين العسكريين والسياسيين من زبانية حزب الدعوة والحكيم المقبور  كانوا يعطون الاوامر المسبقة لما يجري في سجون العراق عامة. وقد تبين أن  رئيس حكومة المنطقة الحضراء ومستشاره للامن القومي كريم شاهبوري قد وقعا بانفسهم على قرارات تسمح بالتعذيب. وعلى شاكلتهم المجرم الصغير والاعرجي وما لفف لفهم من عناصر فيلق غدر  كما ثبت أن وزير الداخلية السابق صولاخ ابو دريل كان يحضر بنفسه في سجن سراديب الجادرية في وقت كانت فيه أعمال التعذيب تجري فيه على قدم وساق.


وتكشّف أيضا أن عمليات التعذيب بالغة البشاعة، والجرائم ضد الإنسانية، التي مورست في اغلب السجون العراقية والتي صورت ونشرت عبر وسائل الاعلام  بعد ان صورت لتحفظ  ولتتخذت مرجعا قذرا ودليلا لأعمال التعذيب في العراق. وأن الأوامر العليا كانت تصل للمحققين والملشيات المرتبطة بالحكومة بأن يمارسوا ما يحلو لهم مع المعتقلين ، والمهم ان تحقيق الهدف المطلوب، وهو انتزاع أكثر ما  يمكن من معلومات عن المقاومة .ومن الجدير بالذكر أن ما كشفت عنه الصور، التي نشرت على بعض الشبكات الاخبارية لمعتقل يعذب حتى الموت بصاعق كهربائي لمحقق مجرم في سجون الديوانية  في امتهان فاضح للكرامة الانسانية  ليثبت درجة التوحش والسقوط الذي يتميز به المحققون في حكومة الاحتلال.


فصار الناس تسال ومن حقها في ما إذا كان التعذيب أمرا معزولا أم سياسة منهجية منظمة، فجاءت شهادات كثيرة، ومعلومات مؤكدة من محللين وكتاب كبار ومراقبين من حقوق الانسان وحتى بات ابسط الناس يعلمون علم اليقين، أن ما حصل من تعذيب في السجون  كان سياسة مقررة، وعملا منظما، وليس معزولا، مهما ادعى وتحجج المسؤولون ............


بل وصل الامر لدى البعض إلى حد طرح كثير من التسائلات بشأن دوافع الحكومة لنشر صور التعذيب والجثث المرمية في الشوارع والمزابل، والأهداف المنشودة منها. في الوقت الذي  ذهب هؤلائك المجرمين إلى تأصيل الجرائم في الشوارع والازقة وفي السجون العراقية في قوائم طويلة تنشر بين الحين والاخر حتى جاءت الاجابات وبالاجماع انها وسيلة قذرة للترهيب والتخويف.


إذ يذهب بعض المحللين الشرفاء إلى الجزم بأن صورجثث القتلى المرمية في الشوارع وصور التعذيب  لم تتسرب للإعلام عن طريق الخطإ، أو بسبب اجتهاد مصورين، تحركت ضمائرهم لما رأوا، وإنما نشرت الصور بقرار رسمي حكومي، بحسب نصائح علماء النفس الايرانيين المرابطين في مكتب رئيس الحكومة الكارتونية، باعتبار نشرها جزء من أساليب وقذارة  الحرب النفسية الموجهة ضد ابناء المقاومة.. ويرى هؤلاء المحللون أن الهدف من وراء ذلك تدمير معنويات الشعب العراقي ، والضغط على إقناع العراقيين بعدم جدوى المقاومة، وأن ما ينتظر المقاومين هو ما حصل لنظرائهم، الذين سبقوهم للسجون،و قد خسيئوا وخاب ظنهم وراحت احلامهم ادراج الرياح .


ويورد هؤلاء أدلة كثيرة من التاريخ القريب  القذر للحكومة الاحتلالية هذه والتي قبلها  بشأن أعمال الإذلال المتعمدة للعراقيين. مثل قصف مدينة الفلوجة الباسلة وسامراء والثورة والبصرة واكثر مدن العراق إذ تم قصف المدن بالهاونات والمدافع وطائرات الامريكان من دون ضرورة عسكرية وكان الجنود الاوغاد تملأ وجوههم، الابتسامات العريضة وكانهم يشعرون بالنصر على عدوى احتل ارضهم  وأن الهدف كان إذلال المواطنين ودفعهم للاستسلام لمنطق القوة المفرطة.


فراسمو استراتيجيات التدمير النفسي للشعب العراقي والمقاومة البطلة ينطلقون من أن من لم تنفع معه القتل، ينفع معه الكثير من القتل والتمثيل بالجثث دون رحمة او انسانية ، وأن إظهار آثار تلك القوة القذرة، من شأنها أن تحقق حالة الصدمة والإستسلام والرضوخ.... والحمد لله الواحد الاحد لقد فشلت هذه الاستراتيجية القذرة واكتشف مخططوها أنهم كانوا على خطئ،ولم تحقق اهدافها بل زادت من عزم المقاومة وهي تمضي نحو اهدافها وهذه القوة المفرطة اعطت نتيجة عكسية غير متوقعة، إذ ذهبت إلى تغذية المقاومة وزادت من  صبرها وصمودها وثباتها بكل بطولة ورجولة وشرف حتى بات عدوها يترنح من هول الضربات التي تلقاها ، وهذا ما يحصل الآن في العراق ايها العراقيون الشرفاء، إذ لم يؤد نشر صور التعذيب في السجون العراقية وصور الجثث ، على بشاعتها وانحطاط وسقوط وقذارة القائمين عليها، إلى تراجع المقاومة قيد انمله عن عزمها لدحر الظلم والظالمين وقد شهد العالم كله على ذلك.


في المقابل يذهب محللون آخرون المراد من كل ذلك تأصيل جرائم التعذيب والقتل في الثقافة العراقية لتختزن الكثير من العنف والإجرام وطبعا الامريكان والصهاينةهم ما كانوا يخططون لوصول العراق لهذه الثقافة القذرة لا سامح الله.

 
وعلى العراقيين الشرفاء الذين استفزتهم وقهرتهم صور التعذيب أن يدركوا جيدا أن ما يحدث في زنزانات التعذيب وحلف الكواليس في كل سجون العراق التي تضم عشرات الآلاف من العراقيين، ليس شيئا غريبا.فالحكومة الاحتلالية التي تسمح للامريكان الاوباش ان تقصف المدنيين من الطائرات والمدافع ، ليس غريبا عنها أن تتورط في أعمال التعذيب والقتل. اخيرا اقول لاخواني واهلي من العراقيين لا تبالوا ولا تحزنوا والله انها نهاية المجرميين لا محال وستنتصرون باذن الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور