حوار الأستاذ المناضل الرفيق : علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان لصحيفة أخبار اليوم

﴿ الحلقة الأخيرة ﴾

 
 
 

شبكة المنصور

 

مؤتمر القضايا المصيرية فى اسمرا ادخل الحركة الشعبية والقوى الوطنية فى مأزق وورطة!!

هذا هو الطريق للخروج من الأزمة : على التشريعي في الجنوب تجاوز الاستفتاء .. أو..

الحركة الشعبية لتحرير السودان بتركيبتها وخطها المطروح هي حركة وحدوية

الأبعاد الحقيقية لإسلام مؤسس حزب البعث العربي الأشتراكي ميشيل عفلق

هذا البلد .. وهذا الشعب .. يستحقان من القوى الوطنية : التجرد والنضال والتضحية ..

 

ونصل في البوح الاستثنائي والصريح للمفكر على الريح السنهوري عضو القيادة القومية أمين سر حزب البعث العربي الإشتراكي قيادة قطر السودان  .. حيث استطحبناه طيلة هذه الحلقات في حوار الفكر والثقافة.. والتحليل والاستقراء للواقع السوداني.. واحداث التاريخ ..وتداعيات الساحة السياسية.. واليوم .. هي الحلقة الأخيرة في حوار العقلانية والتجرد .. ننهي به هذه الحلقات التي أضافت الكثير من حيث المعلومات والحقائق والقت كثيراً من الأضواء على خبايا المواقف .. وكواليس السياسة .

 

جوبا الحزينة .

إتيحت لكم زيارة مدينة جوبا في مؤتمرها الأخير فكيف رأيتم واقع جوبا.. ما شاهدتم داخلها .. وأطرافها .. كمدينة تمثل عاصمة للجنوب؟ـ!

 

الواقع في جوبا واقع محزن !! لأن هذه البلدة هي أكبر حواضر جنوب السودان وهي عاصمة الإقليم الجنوبي في فترة الحكم الذاتي.. بعد اتفاق أديس ابابا إلى عام 1983م قيام التمرد.. وكنا حاضرين في هذه المدن إلى حين توقيع اتفاقية نيفاشا 2005.. ففي كل الأحوال كانت القوات السودانية المسلحة تسيطر على المدن الرئيسية في جنوب السودان . لم تكن أي من هذه المدن تقع تحت سيطرة التمرد .. سواء انانيا واحد أو انيانيا اثنين أو الحركة الشعبية .. مع ذلك نلاحظ أننا لم ننجز شيئاًَ يذكر ! لا  بني تحتية ولا شوارع ولا مؤسسات حقيقية ..رغم الطبيعة الجميلة لجوبا ولكنها مدينة غالبية المباني فيها هي أكواخ ويسودها الفقر.. وتنعدم فيها كل الخدمات وهذا شيء مريع ومخجل في آن معاً.. ونحن نتحمل مسؤوليته

 

تلك صورة جوبا.. التي رسمتها .. فماذا عن جوبا بعد الاتفاقية اما كان يمكن أن تغير هذا الواقع الحزين؟!

بعد الإتفاقية لاحظنا أنهم بدأوا بعض العمران والطرق .. ولكن الطرق في بقية مدن الجنوب تحتاج إلى جهد كبير وكذلك لا يوجد طريق بين الجنوب والشمال طريق معبد أو مسفلت من كوستى وملكال وجوبا وغيرها .. بالعكس الجنوب مربوط بكينيا ويوغندا بالطرق.. وأي شخص يريد الإنتقال من جوبا للخرطوم عليه الإنتقال بالطائرة أو يقضي  عدة اسابيع عن طريق النقل النهري أو البري

اين تذهب الفوائض المالية المخصصة للجنوب.....

بالنسبة للفوائض المالية أو المخصصات المالية جراء أقتسام عوائد النفط التي تذهب إلى الجنوب فقد شاهدت لسلفاكير لقاءً مع قناة الجزيرة قبل أيام يقول فيه.. أن هذه الموارد المالية التي نستلمها من حكومة الخرطوم ,والتي لايجزم انها تمثل حقهم فعلاً المقرر في اتفاق نيفاشا من الموارد النفطية ,..يقول أنها تصرف على جهاز الدولة .. وقال أننا لم نقرر هذا الجهاز .. هذا الجهاز فرض علينا عشر ولايات بها ولاة ووزراء ..

 

مجالس تشريعية عدا حكومة الجنوب والمجلس التشريعي.

أمتصاص الموارد المالية:

 

أي أن الدستوريين يمتصون الموارد المالية المخصصة للجنوب إضافة إلى جيش الحركة وحرس الحدود وغيرها . هناك أعباء مالية كبيرة ملقاة على عاتقهم .. وهذا يلفت النظر إلى أهمية مراجعة تركيبة جهاز الدولة المتضخم . والجيوش الجرارة من الدستوريين في كل مكان .. والتي تشكل عبئاً ثقيلاً على موازنة البلد وعقبة كؤود أمام الخدمات والتنمية لأن كل الموارد تذهب إلى هذا الجهاز المتضخم . نحن في حزب البعث وقفنا ضد الفدرالية في شمال السودان وفي جنوبه إنطلاقاً من هذه المسلمة ومن أشياء أخر.. اذ أن الفدرالية هي خطة لوضع البلاد على طريق التفتيت وتداعياته ولكن على الصعيد الإقتصادي والاجتماعي فإن الجزء الأكبر من ثروة السودان يذهب إلى هذه النخب المسماة بالدستوريين وإلى جهاز دولة متضخم نحن لسنا بحاجة إليه.. نحن بحاجة  إلى تأسيس عقد اجتماعي يحقق الأمن والاستقرار وبالتالي نوفر هذه الأموال التي تصرف على الأجهزة .

 

المسئولية مشتركة :

كما أننا لا نستطع أن نتخلى عن مسئولينتا عن إعادة تعمير الجنوب ونلقي كل المسئولية على عاتق الحكومة المحلية في جنوب السودان .. نحن من واجبنا أن نهتم بالمناطق الأكثر تخلفاً وبشكل خاص المناطق التي تأثرت بالحروب .. ونرصد لها الأمكانيات الكبيرة حتى تلحق بركب التقدم النسبي في بقية مناطق السودان .. وبالتالي  نتمكن جميعناً من الأنطلاق من خط شروع واحد نحو بناء السودان الفاعل في محيطه العربي والأفريقي فالمسئولية مسؤوليتنا جميعاً.

 

مأزق الإستفتاء..كيف تنظرون للاتفاق بين الشريكين

أتفاق الشريكين على أن تكون نسبة التصويت ثلثي المسجلين وأن يقرر 50% زائد واحد  الوحدة أو الإنفصال يعني أن 7% من أبناء شعبنا الذين يحق لهم التصويت هم الذين سيقررون مصير السودان الواحد أو المتعدد لأنه إذا كانت نسبة سكان الجنوب لأغلبية سكان السودان هي 21% فإن نسبة الثلثين تعادل 14% وان النصف زائد واحد من الثلثين تعادل 7% !! ومع ذلك فقد ظهرت خلافات جديدة بعد اتفاق ريك مشار مع على عثمان بأن نسبة الثلثين في التصويت هي نسبة تعجيزية !! وأنا اعتقد أن مؤتمر القضايا المصيرية في اسمرا الذي أقر حق تقرير المصير قد أدخل الحركة والقوى الوطنية في السودان في مأزق وفي ورطة لأن ذلك قد تم استيعابه في اتفاق نيفاشا وأصبح جزءاً من دستور البلد. بينما تقرير المصير هو حق يكفل للدول او للشعوب التي تقع تحت الاحتلال أو الاستعمار !!

 

ولا يكفل لأبناء شعب في وطن واحد .. او لجزء من أبناء الشعب في وطن واحد..

على كل حال تم النص عليه في اتفاق نيفاشا وفي الدستور وأصبح قيداً على الحركة وعلى نظام الأنقاذ وعلى القوى الوطنية التي لعب بعضها الدور الأساس في التمهيد لهذا الامر من خلال مؤتمر اسمرا للقضايا المصيرية.:

كما أعتقد وقد اسلفت  أن الحركة الشعبية لتحرير شعب السودان بتركيبتها وخطها المطروح هي حركة وحدوية .. وبالتالي ينبغي الا تكون لها مصلحة في  الإنفصال . لذلك فإننا للخروج من هذا المأزق . فان هناك عدة سبل لذلك ..أما أن تقرر الحركة الشعبية داخل المجلس التشريعي للجنوب تجاوز الاستفتاء والإلتزام بوحدة السودان أو أن توافق على ما هو مطروح فإذا لم تتحصل على نسبة الثلثين يسقط الإنفصال وتتعزز الوحدة والخروج من هذه الورطة.. واعتقد أن كل العقلاء والوطنيين المخلصين عليهم أن يفكروا في تعزيز الاتجاه .الوحدوي لأن تداعيات الانفصال قد تحدثنا عنها .. ولأن تركيبة الجنوب القبلية وشيوع الأمية وردود الفعل ازاء مرارات الحرب قد تدفع الناس بحكم ذلك وبالعقلية الأنطوائية . إلى التصويت إلى جانب الإنفصال ولكن للإنفصال تداعياته على الجنوب ايضا وماثلة أمامنا تجربة جوزيف لاقو . وتجربة 83 عندما ضغط الأستوائيون لتقسيم الجنوب  إلى ثلاثة أقاليم نتيجة التناقضات القبلية . والصراع القائم الآن بين النوير والدينكا بصرف النظر عن من يمول أو يزود النوير بالسلاح ,لأنه نفس هذه التهم التي تساق ضد النوير كانت تساق في السابق ضد الحركة ..(فمن كان يزود الحركة بالسلاح ؟) فلذلك لتجاوز هذا المأزق أعتقد أن على الحركة الشعبية أن تبحث عن مخرج منطقي ومعقول يؤدي إلى اسقاط خيار الإنفصال والإلتزام بخيار الوحدة..

 

قصة اسلام ميشيل عفلق 

وفي نهاية هذه الحلقات لابد أن تضم هذه الحلقات جانباً مهماً في حياة مؤسس البعث.. قضية لها أبعاد كبرى وتداعيات في حياته فما هي قصة اسلام احمد ميشيل عفلق؟!

 

قصة إسلام احمد ميشيل عفلق هي قصة قديمة ..  عفلق في بواكير كتاباته إعتبر أن التدين مسألة صميمة وأن الإيمان شيء صميمي وأن الإلحاد موقف زائف في الحياة وليس موقفاً حقيقياً.. وقد ظل التدين قائماً منذ بدء الخليقة إلى يومنا هذا  .. وان البعث شعارات ومباديء وممارسة.. هو حزب الإيمان الذي أنكر الالحاد واعتبره موقفاً باطلاً وضاراً وكاذباً.. البعث هو حزب العروبة والإسلام .. هو حزب الرسالة الخالدة ..خاتمة الرسالات . وقد أكد على ذلك منذ بواكير نشأته في الثلاثينيات من القرن الماضي وطوال مسيرته .. نقرأ  للقائد المؤسس لفكر وحركة البعث أحمد ميشيل عفلق عليه رحمة الله ورضوانه وهو الرجل الذي لاحقه الأمريكان ميتا فجرفوا قبره ومقامة في بغداد بعد الاحتلال .. نقرأ للقائد المؤسس في عدة مواضع يقول : ( أن نظرتنا كانت عميقة إلى النفس الإنسانية إلى التاريخ البشري ونظرة أصيلة إلى تاريخنا نحن وإلى تكوين أمتنا فحركتنا قامت بشيئين في هذا المجال أعطت الدين بصورة عامة دورة المشروع في حياة البشر وتاريخهم وتطورهم واعطت الاسلام الدين العربي الدين الإسلامي اعطته المكانة الأساسية في تكوين قوميتنا).

 

ويستطرد بالقول : أن الإسلام هو تاريخنا . وهو لغتنا وفلسفتنا ونظرتنا إلى الكون كان هناك عند ظهور حزبنا مفهوم سائد للعلمانية اعتبرناه مفهوماً سطحياً غير متجاوب مع روح الأمة وطموحها الحضاري.. العلمانية في ادعائهم تعني التحرر من الدين . الأهمال لكل ما له علاقة بالدين والتراث.. نحن انطلقنا من تصور حي لواقع الأمة . الأمة العربية لها ماضٍ . لها تراث ضخم هو اثمن شيء في حياتها .. وهو داخل في حاضرها مؤثر إذا في تربيتها .. في تكوين شخصيتها .. في عواطفها وافكارها وآمالها وتطلعاتها وعندما نقول للعربي تجرد من كل ذلك كأنما حكمنا عليه بالموت.. هذا التراث الذي كما قلت هو شيء حي في حياتها وليس تاريخاً نقرأه وانما نمارسه ونحياه ..عقيدتها الدينية هي هذا التراث الضخم).

 

إسلام عفلق

ولذلك ولد الأستاذ أحمد ميشيل عفلق مؤمنا بالله سبحانه وتعالى ومنذ شبابه كان محباً لأمته وعروبته مما دفعه ذلك لدراسة تاريخ هذه الأمة وإلى دراسة الإسلام . ووجد فيه ضالة العرب.. الإسلام المتجدد وليس الإسلام النمطي الذي أشيع حوله الجمود أو لف بأربطة ثقيلة من الجمود جراء التسلط الذي مارسه المماليك والعثمانيون على المنطقة العربية.. بالتالي كان يعتقد  أن تجدد هذه الأمة وابنعاثها يحتاج إلى التعمق في فهم الإسلام وركز في البداية . إضافة إلى الجانب الإيماني . ركز على الإسلام الحضاري باعتبار أن الإسلام يشكل حضارة وثقافة العرب بصرف النظر عن أديانهم مسيحيين كانوا أو مسلمين او غير ذلك . وقال إن على المسيحيين أن يحبوا الإسلام حبهم لعروبتهم .. وأن يكونوا بشكل أو بآخر مسلمين .. فهو نظر نظرة عميقة للإسلام وموقع الإسلام في هذه الأمة التي تذوقت طعم الرسالة ولا يمكنها أن تقبل بأي شيء آخر اقل من الدور الرسالي ..ونظر إلى صراع هذه الأمة مع الغرب وركز على جانب الصراع الحضاري وتربص الغرب بالأمة العربية لأن اثمن ما تملكه هذه الأمة هو اسلامها وقال أن الأمة العربية إذا جردت من الإسلام فلن تكون شيئاً.

 

أنبهار الدكتور محمد عمارة :

وللأستاذ مقولات كثيرة حول الإسلام وحول رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم يمكن مراجعتها في كتابة ( في سبيل البعث) وقد قام الدكتور محمد عماره بإصدار كتاب باسم (التيار القومي الإسلامي ) وهوعبارة عن دراسة في فكر ميشيل عفلق  ورؤيته لموقع الدين والإسلام وعلاقة الإسلام بالعروبة وقد انبهر بهذه الأفكار العميقة وقال : ما مفاده أنه لم يستطع أي كاتب ناهيك عن قائد ان يكتب مثلما كتب هذا الرجل بعمق عن الإسلام من خلال نظرة معاصرة تربط الأصالة بالمعاصرة.. القائد المؤسس كان يعتقد أن مسألة إسلامه يجب أن لا تصير مسألة مزايدة سياسية.. أن يعلن أنني الآن قد أسلمت ولكنه عبر عن هذا الإيمان من خلال كتاباته ومن خلال تربيته لعائلته وأبنائه ورفاقه .. ودعوته  للعرب لتمثل وتجسيد قيم وصفات الرسول صلى الله عليه وسلم وأن يكونوا بالنسبة إليه ولو بنسبة الحصاة إلى الجبل او القطرة إلى البحر.. وترك وصيته التي اعلن فيها أنه قد أسلم منذ فترة طويلة وأن اسمه هو أحمد ميشيل عفلق .. وهو ولد في مدينة حلب من أسرة مسيحية..ولكنها كانت أسرة متعلقة بالعروبة وبالأمة العربية ومنفتحة على الإسلام وعلى التراث الإسلامي والحضارة الإسلامية والثقافة الإسلامية وهناك عدد من افراد هذه الأسرة في سوريا ولبنان ولهم دور مشهود في النضال من أجل تحرر هذه الأمة ومواجهة الأمبريالية والصهيونية .. ولعبوا دوراً في أحياء الثقافة العربية والتراث العربي والإسلامي .. وأنت تعلم أن المسيحيين العرب في منطقة المشرق العربي قد ساهموا مساهمة كبيرة في أحياء الثقافة الإسلامية والحضارة الإسلامية وتجددها وعبروا عن حبهم لهذه الحضارة العربية الإسلامية.

 

نبوءة عفلق

للأستاذ المؤسس أحمد عفلق نظرة عميقة للدين فهو أول من أشار إلى أنه سوف يأتي يوم تتخلى فيه الرجعية عن الدين وعن الدفاع عن الدين لأن الدين والإسلام بشكل خاص يفرض عليها الجهاد في سبيل الله في مواجهة من اغتصبوا ديارها وعرضها .. وثرواتها .. وأن القوميين سوف يكونون هم المدافع عن الإسلام الحق.. وحقيقة رأينا كيف ان هذا النمط من الأنظمة الرجعية التي كانت تتغطي بأغطية الدين قد نحت نحو المصالحة مع العدو الصهيوني وإجراء التسويات عوضاً عن الجهاد في سبيل تحرير فلسطين.

 

هل من كلمة في نهاية هذا الحوار:

في نهاية هذا الحوار الذي استغرق فترة طويلة.. لابد أن أشيد أولاً بدور الأستاذ الفوال.. الذي صبر وصابر طوال هذه الفترة.. في التسجيل والتفريغ .. ولابد من الأشادة . بالذين قاموا بجمع المادة والتصحيح والتصميم وبالطباعة ورئيس التحرير لجريدة أخبار اليوم الغراء .. الذين أرادوا بهذا الحوار أن يوثقوا لبعض مواقف حزب البعث العربي الأشتراكي ..  وأقول أن شعبنا في السودان يواجه تحديات خطيرة .. ترجع إلى الفشل والعجز في  انجاز مهام ما بعد الاستقلال ودوران الأنظمة المتعاقبة منذ عام 1956في الحلقة المفرغة مما يقتضي من قبل حزب البعث العربي الأشتراكي ومن كل القوى الوطنية في السودان أن تناضل لشق طريق جديد وفق برنامج حقيقي وليس وفق شعارات عامة وغامضة برنامج حقيقي توضع فيه اليد على الجرح حتى يلتئم نناقش فيه قضايا البلاد بموضوعية وبتجرد وبنزاهة لأن السودان ,..هذا البلد العظيم الذي حباه الله بخيرات في باطن أرضه وفوق أرضه وبشعب عميق الجذور تمتد حضارته إلى آلاف السنين بل في بعض الدراسات هو احد صناع الحضارة الإنسانية ...هذا البلد وهذا الشعب يستحقان من القوى الوطنية  التجرد والنضال والتضحية في سبيل الأرتقاء به.. السودان لا يحتاج إلى أن يتسول من الخارج او ان يعتمد على الخارج ..لا نقول  أن ينطوٍي على نفسه أو ان ينعزل عن غيره.. فنحن نناضل من أجل أن يلعب السودان دوره الفاعل في المحيطين العربي والأفريقي .. وان يسهم في الحضارة الإنسانية من خلال ذلك.. ولكن نقول أن في هذا البلد أمكانيات وقدرات مادية وبشرية هائلة تحتاج إلى إدارة وطنية مخلصة لتحشيد هذه الإمكانيات وتوظيفها بما يخدم كل أبناء شعبنا ..وأننا إذا وظفنا هذه الإمكانيات بالشكل الصحيح يستطيع السودان أن يتطور في فترة قياسية ويلحق بركب الأمم المتحضرة.. لذا علينا أن نشحذ ارادتنا وأن نقوي عزيمتنا وأن نناضل بلاهوادة .. وأن نقدم ما يتطلبه هذا النضال من تضحيات في مواجهة قوى التأخر والقوى المحافظة التي لا تريد تغيير هذا الواقع الراهن.

 

نناضل من أجل تعبئة شعبنا .. وتوعيته وثقيفه وتنظيمه في كل المجالات .. مجالات الطلاب وقطاع النساء والحركة النقابية وفي الأحياء والمدن والقرى وفي القطاعين الحديث والتقليدي من أجل خلق حركة قادرة لاخراج البلد من أزمتها الوطنية ووضعها في مسار الوحدة والتقدم.

 

إضاءة أخيرة:

وهكذا نأتي على آخر البوح الصريح للمفكر الأستاذ على الريح السنهوري عضو القيادة القومية  وامين سر حزب البعث العربي الإشتراكي قيادة قطر السودان .  

 

.. شكراً للأستاذ السنهوري على هذه الحلقات التاريخية الوثائقية والشكر لك القاريء العزيز

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ١٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور