حوار الأستاذ المناضل الرفيق : علي الريح الشيخ السنهوري عضو القيادة القومية لحزب البعث العربي الإشتراكي و أمين سر قيادة قطر السودان لصحيفة أخبار اليوم

﴿ الحلقة الثالثة عشر ﴾

 
 

شبكة المنصور

 

الدور الـخفى الذى لعبه العملاء  أطال بقاء الاحتلال الأمريكى للعراق

بريمر حاكم العراق السابق اعترف في قناة الحرة بتزوير الانتخابات في العراق إثناء حكمه

قصة شعار دولة القانون الذي طرحه المالكي في انتخابات مجالس المحافظات !

البعث الذي ينحاز إلي الكادحين لا يمكن أن يكون قوة قمع علي هؤلاء الكادحين

في السودان لم نكن مؤهلين لقيادة البلاد من موقع السلطة لهذا السبب

نحن لم ننف وجود مقابر جماعية ؟!!

 

س  الانفجارات الطائفية في العراق ظهرت واشتدت بعد الاحتلال  وأصبحت هي الوقود اليومي للاغتيالات والتهجير فما هي علة هذه القضية التي لم تكن علي السطح في ظل حكم الرئيس صدام حسين ؟!

 

العملاء ... من خلال إثارتهم للفتن الطائفية لعبوا دورا كبيرا جدا في المخطط الامريكي... لأن الفتن الطائفية شغلت العراقيين بحروب وصدامات طائفية وهذه استنزفت كثيرا من جهد الشعب في العراق وأدت إلي التهجير داخل وخارج العراق ... 5 ملايين عراقي هجروا داخل وخارج العراق ... وفي اطار ذلك تم اغتيال وقتل ( 120 ألف من كوادر الحزب ) وقرابة الاثنين مليون من العراقيين .  وكذلك في حرب المدن في النجف والفلوجه وأبو غريب اوبقية مدن العراق التي دمرت علي رؤوس ساكنيها تدميرا كاملا . إلي جانب ذلك تم تشكيل ما سمي ( بالصحوات ) كرد فعل لتنظيم القاعدة . أو تنظيمات القاعدة لان القاعدة لم تكن تنظيما واحدا ... كان هناك قسم من المجاهدين المخلصين ولكن كانت هناك أقسام بعضها يأتمر باوامر خارجية من {ايران وبعضها من قوى الاحتلال}... هؤلاء لعبوا دورا مع التنظيمات الطائفية الاخري في إثارة الفتن الطائفية وفي ارهاب المواطنين مما مهد الطريق لظهور ما يسمي بالصحوات التي سوقت  في البداية للمواطنين  بحجة الدفاع عن مدنهم وقراهم في مواجهة هذه العصابات وبعضها عصابات منفلتة من مجرمين أرهبوا الناس وهذا مهد الطريق امام قيام الصحوات التي استخدمها المحتل في مواجهة المقاومة ....

 

السيارات المفخخة :

كل هذه العوامل أدت إلي إضعاف المقاومة والي توطيد بقاء الاحتلال الأمريكي في العراق . أي لولا التدخلات الأجنبية والصهيونية لما قيض للأمريكان البقاء لمدة عام واحد ... لأن الأمريكان قد عانوا الأمرين من قبل المقاومة ... الآن الحمد لله تمكنت المقاومة أيضا من تكييف عملها وتنظيماتها في مواجهة هذه التشققات الطائفية والفتن والعصابات ...وقد تميزت المقاومة عن هذه الفئات التي ليست لها أية علاقة بالمقاومة .. هذه الفئات التي تنشر الذعر وتفجر السيارات في مواقع تجمعات المواطنين الأبرياء وتقتل المدنيين وترتكب الجرائم .

 

هذه كلها ليست لها أية علاقة بالمقاومة . بل تديرها قوي خارجية وقوي الاحتلال نفسها {وايران }والقوي الصهيونية . وأعطيك مثالا أو مثالين .في البصرة تم ضبط عدد من البريطانيين يلبسون ملابس عربية أوقفوا سيارة أمام ( حسينية ) مسجد للشيعة أوقفوا السيارة لتفجيرها ... تم ضبطهم واعتقالهم وأخذهم إلي مركز الشرطة ... جاءت القوات البريطانية إلي مركز الشرطة وأخلت سبيلهم ... أي أن الإنجليز في جنوب العراق كانوا هم اللذين يفجرون المفخخات إمام المساجد ووسط تجمعات المواطنين وفي بغداد ضبط أمريكان اوقفوا سيارة مفخخة أمام مدرسة وبمجرد القبض عليهم كانت القوات الأمريكية ترصدهم فجاءت وانتزعتهم من المواطنين . هذه أدلة حقيقية أن الأمريكان والإنجليز أي قوي الاحتلال كان لها ضلع في التفجيرات في المناطق الآمنة أو وسط المدنيين ومن ثم بعد أن انكشف دورهم بدأوا يعتمدون علي الأخرين والقوى العميلة الحاكمة ... الدمي كما يطلق عليها الأمريكان أنفسهم . المقاومة تمكنت في مواجهة كل هذه التحديات من الاستمرار ومن إعادة تنظيم صفوفها في مواجهة العدو ... وفي الآونة الأخيرة انسحبت قوات الاحتلال من المدن إلي معسكرات بعضها داخل المدن وبعضها خارج المدن ... حتى تصير المواجهة بين المقاومة والقوات التي قاموا ببنائها من شرطة وحرس وطني وغيره ولكن المقاومة أيضا قد غيرت أساليبها وهي الان تنتج صواريخ لقصف المعسكرات الأمريكية الي جانب قصفها بالهاونات ..الآن هناك صواريخ تصنع داخل العراق وهي امتداد للصواريخ العراقية التي كانت تصنع أبان فترة التصنيع العسكري في العراق  قبل الاحتلال. لان العراق به خبرات فنيه عالية وبدأت في قصف معسكرات الأمريكان بهذه الصواريخ فخروجهم من المدن لم يؤمن لهم الاستقرار ... ولن يأمن الأمريكان ولن تأمن قوي الاحتلال إلا بخروجهم من العراق .

 

الاعتراف بتزوير الانتخابات :

كيف كان خروجكم شخصيا من العراق والاحتلال يسيطر علي كل الأراضي العراقية بكل قواته وجنوده ... وعملائه ؟!

خروج عادي .

 

تتحدثون عن النصر ... بكل تفاؤل وثقة والأحداث في العراق تمضي إلي انتخابات غيرها فكيف سيكون شكل النصر الذي تتحدثون عنه ...؟

لن توجد انتخابات بمعني الكلمة ... الانتخابات التي جرت في السابق لو قيض لك أن تشاهد حلقة في قناة الحرة وهي قناة أمريكية ناطقة باللغة العربية استضافوا فيها ( بريمر ) الحاكم المدني في العراق سابقا في لجنة في الكونغرس وتمت مناقشته حول أداء  حكومته في العراق ومن بينها إجراء الانتخابات اعترف فيها في هذه الحلقة أن الانتخابات كانت مزورة ... وطلب عدم الخوض في التفاصيل لان هذا يضر  بمن سماهم بأصدقائنا في العراق ...وأعطيك مثالا : جرت أخيرا انتخابات بما يسمي مجالس المحافظات .

 

وبالرغم من هذه الانتخابات جري فيها تزوير كبير وبالرغم من أن حزب البعث محظور في العراق وانه يقاطع العملية السياسية باعتبارها عملية تجري تحت الاحتلال ... لاقيمة لها ولا مشروعية فقد نزل أحد البعثيين وكان في السابق نائب محافظ النجف نزل بقائمة مستقلة وبإمكانيات وجهود ذاتية . وتمكن بالرغم من كل ذلك من الفوز علي قائمة المالكي وقائمة المجلس الاعلي للثورة الإسلامية والصدريين وحزب الدعوة وكل الأحزاب الطائفية . وفي المركز الذي يفترض انه مركز للطائفية!

 

هذا مثال علي أن شعب العراق يرفض الأحزاب الطائفية القادمة من خارج العراق ...سواء كانت شيعية أو سنية وان شعب العراق يرفض الطائفية ويرفض كل التقسيمات المراد بها تفتيت العراق ... كما فازت أيضا قائمة وطنية قومية في الموصل مسنودة في مواجهة كل قوي العملاء بكل إمكانياتهم السلطوية وقدراتهم الأمنية ..الخ  فهذا يعني ان شعب العراق يتطلع للحزب وللقوي الوطنية . وفي جنوب العراق حاولوا أن يقسموا العراق الي أقاليم أو فدراليات ارادوا أن ينشأوا إقليما في جنوب العراق يكون إقليما طائفيا شيعيا كخطوة لتقسيم وتفتيت العراق بحيث يكون هذا الإقليم مستقبلا مرتبطا ( باحدي دول الجوار ){ايران} أجرو استفتاء وسط الشعب وإذا حصلوا علي 30 % من الأصوات كان يمكن لهذا المشروع أن يطرح امام ما يسمي المجلس الوطني عندهم . وبالتالي تكتمل العملية ولكنه فشلوا في هذا الاستفتاء فشلا ذريعا مما اضطر المالكي في انتخابات مجلس المحافظات أن يطرح شعار دولة القانون وليس دولة الطوائف هذه دلالات علي قوة شعب العراق رغم كل المعاناة والمآسي التي حلت به بعد الاحتلال ولكنه شعب متمسك بثوابته القومية والوطنية ...

 

الاعتراف بإسرائيل .

وإلي الآن رغم وجود علاقات بين كل القوي الحاكمة في العراق والعملاء والكيان الصهيوني ورغم وجود نشاط صهيوني امني وسياسي ومالي واقتصادي داخل العراق لم تتجرأ اي من الحكومات العميلة المتعاقبة من الاعتراف بإسرائيل أو أقامة علاقات مع إسرائيل خوفا من الشعب في العراق ... وهذه دلاله علي أن مباديء البعث في العراق ذات جذور عميقة ولن يستطيع هؤلاء أن يجتثوا البعث أو أن يقتلعوا هذه المبادئ من جذورها في تربة العراق الطاهرة ....

 

اتهامات للبعث :

بعد الاحتلال ... برزت صورة العراق تحت ظل حكم البعث العراقي بقيادة صدام حسين بشكل منفر سواء في ديكتاتورية النظام أو في دعاوى اضطهاده لشعبه ...مما جعل الصورة تبدوا قاتمة لهذا النظام فما هي حقائق هذه الدعاوى التي ظلت عالقة بفترة حكم البعث في العراق ؟ّ!

العلاقة بين الحزب والجماهير كان يحكمها توازن بمباديء إنسانية وقيم معروفه ... حزب البعث كان يقف في خندق الجماهير العربية وانحيازه للشعب ولقيم الأمة وتاريخها ... حزب البعث كان يدعو للاشتراكية ومحاربة الاستعمار وقوي التخلف في المنطقة وتلك هي أماني وأحلام  وطموحات جماهير العربية ... وحزب البعث كان ينظر للسلطة ليس كغاية في حد ذاتها إنما  باعتبارها وسيلة لتحقيق أماني الشعب العربي في الوحدة والاشتراكية والعدالة والانطلاق من قيمنا الروحية والحضارية وصولا الى تحقيق أهدافه في الانقلاب علي  الواقع الفاسد وبناء أمة قادرة علي الإسهام في الحضارة الإنسانية ... هذا هو الذي كان يحكم العلاقة بين الحزب وبين الجماهير ... بالتأكيد لابد أن تكون هناك تجاوزات هنا وهناك ... لابد أن تكون هناك أخطاء في الممارسة لان القائمين علي التجربة هم بشر ... والبشر يخطئ والبشر ينحرفون ... والبشر يميلون إلي إشباع شهواتهم الخ .... 

 

لابد أن تكون هناك أخطاء لابد أن يكون هناك قدر من الفساد وهذه الأشياء صاحبت كل التجارب الإنسانية حتى في التجربة الإسلامية وفي عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أتي إليه العامل محملا بالأموال وقال له : هذا لبيت المال وهذا مالي أهدي إلي ... فاخذه منه وقال له اذهب إلي بيتك وليهدي إليك هذا النوع من السلوك شيء طبيعي ويصاحب كل التجارب الإنسانية ولكنه يكون انحرافا عندما يشكل نهجا . وفي العراق لم يكن هذا نهجا كانت ظواهر محدودة وكانت هذه الظواهر تلاحق من قبل الحزب وقيادته وكذلك في كل التجارب الإنسانية العصرية . هذه الظواهر السلبية المصاحبة لم تكن تشكل نهجا في تلك التجارب .

 

القمع والإرهاب :

من هذا وغيره ... يمكنك أن تدرك أن هذا النمط من التجارب لا يمكن أن يعتمد علي القمع والإرهاب لأنه إذا اعتمد علي القمع والإرهاب . لابد أن يميل إلي الظلم والظلم السياسي يستصحب الظلم الاجتماعي . الظلم السياسي يستصحب الفساد فالبعث الذي ينحاز إلي أوسع الكادحين لا يمكن أن يكون قوة قمع علي هؤلاء الكادحين ولكن القوي التي تعتمد علي فئات ضيقة في المجتمع مثل الرأسمالية أو الإقطاع أو شبة الإقطاع هي التي لديها مصلحة في ممارسة القمع علي أوسع جماهير الشعب السيئ الآخر : أن حزب البعث لم ينتزع السلطة في العراق إلا بعد أن بني قاعدة شعبية عريضة . وأنا في حلقات سابقة ذكرت لك بأننا في السودان لم نكن مؤهلين لقيادة البلاد من موقع السلطة لأننا لم نمتلك هذه القاعدة الشعبية العريضة وبالتالي لوقمنا بالسيطرة علي السلطة معتمدين علي الوسائل الفنية فسوف نعتمد اضطرارا علي الأجهزة الأمنية والقمعية في مواجهة الشعب وبالتالي يصير التناقض بيننا وبين شعبنا الذي ندعي إننا نناضل من أجله .

 

المقابر الجماعية :

فحزب البعث في إي قطر من الأقطار لم يتطلع لانتزاع السلطة السياسية مالم تتوفر له قاعدة شعبية عريضة حزبنا في العراق كان لدية هذه القاعدة ولا تزال وهي السبب في استمرار وتصاعد المقاومة للاحتلال رغم كل الإرهاب والظلم الذي لحق بالعراق...

 

إما عن المقابر الجماعية فنحن لم ننف وجود مقابر جماعية وقلنا انه اثر العدوان علي العراق 91 وتدخل قوات الحرس الثوري في مدن الجنوب وما حدث من عمليات تصفية للبعثيين وعوائلهم في تلك المدن ثم سيطرة القوات العراقية وإعادة السيطرة علي تلك المدن كانت الجثث جثث من انهزموا مرمية في الشوارع وكانت متفسخة بما فيها جثث كثير من البعثيين ولعلمك بما فيهم بعثيين سودانيين الذين قتلوا في جسر ( التنومة )  في البصرة وهم منسحبون من الكويت كان لابد من جمعها ودفنها .

 

وهي مقابر محدودة بالطبع ولكنها ضخمت بفضل الدعاية الأمريكية وكل معتدي علي إي بلد من بلدان العالم لابد أن يطلق دعايات ضد حكام هذا البلد حتى يبرر عدوانه واحتلاله لهذا البلد وسبحان الله كل التهم التي كيلت للعراق ولحزب البعث وصدام حسين ونظام صدام حسين أصبحت مجرد نماذج شاحبة إمام ممارسات قوي الاحتلال وعملائهم ... المقابر الجماعية أصبحت جثثا ترمي في المزابل وعليها كل آثار التعذيب من قطع لأعضاء الجسم إلي قلع العيون والي غيرها وبدون سبب ... وفي كثير من الأحيان نتيجة للهوية الطائفية لمن يكون اسمه عمر أو أبو بكر أو عثمان !!

 

أو غيره من الأسماء المرصودة من قبل قوى الفتنه الطائفية في العراق ومن قبل عصابات الموساد وغيرها ...

 

سلاح الأعلام :

في حقيقة الأمر ... كان العراق بلدا مستقرا آمنا متقدما وكما قال الرئيس بشار الأسد أن احد الأسباب الرئيسية في العدوان علي العراق . هو ما احرزه هذا البلد من تقدم علي مختلف الاصعده وبشكل خاص علي الصعيد العلمي والتقني مما أشاع الخوف في الأوساط الإمبريالية والصهيونية .. أن هذا البلد العظيم وهذه التجربة العظيمة التي كانت تشكل نموذج النهضة وسط قوي التخلف في الوطن العربي كان لابد أن تحارب بمختلف الأسلحة وفي مقدمتها سلاح الأعلام باعتباره أمضي الأسلحة والهدف من هذه الحرب عدا عن تأثيرها علي الروح المعنوية للشعب في العراق والحمد لله الشعب في العراق يعرف الحقائق ولكن الهدف الأساسي هو أن يعزل الطرق عن عمقه الشعبي العربي ... لان الجماهير خارج العراق ليست ملمة بتفاصيل الأوضاع داخل العراق . وتستقي معلوماتها من أجهزة الأعلام . سواء الأمريكية أو المتأمركة وبالتالي عندما ( يشيطن ) إمامها نظام البعث ويصور بهذه الصورة القبيحة يضعف ذلك تعاطفها مع المقاومة التي يقودها البعثيون داخل العراق .... وتجد نفسها محايدة أمام العدوان أو الاحتلال علي العراق رغم رفضها للإمبريالية ولأمريكا ولعدوان أمريكا واحتلالها لبلد عربي ولكن عندما يصور هذا البلد انه كان يعيش في ظل هذا الواقع الرهيب فهذا يوفر بعض المبررات حتى ذهب البعض إلي تسمية الاحتلال بالاحتلال الحميد ... فهل هناك احتلال حميد لبلد من بلدان العالم ففي كل التاريخ لم يحدث احتلال حميد من قوي أجنبية لأي بلد من البلدان في العالم ولكنها الصورة التي جسمها الأعلام الغربي ... فإذا فهمنا دوافع هذا الأعلام فبالتالي نستطيع أن نعيد تقييم الحقائق بالصورة الصحيحة .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢١ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور