لمرور ست وأربعون عاماً ردة تشرين واحتلال العراق وجهان لعملة واحدة

 
 
 

شبكة المنصور

المجاهد اللواء الركن القائد الميداني جيش بلال الحبشي

إن ما حصل في 18 تشرين 1963 لم يكن عملا عفويا أو انقلابا على ثورة أو تمرد شخصي أو مجموعة أشخاص بل أن ردة تشرين إحدى فصول التأمر على حزب البعث العربي الاشتراكي منذ ولادته وخاصة بعد أن بدأت قاعدته الشعبية تزداد وتتوسع وان أعضاءه بدءوا بالنمو والازدهار وقيادته تزداد نضال وصلابة وخاصة بعد أن تمكن الحزب في العراق من استلام السلطة بثورة 8 شباط 1963 عروس الثورات المعروفة بثورة رمضان المبارك الثورة الشعبية التي تلاحمت بها فصائل البعث المدنية والعسكرية ولأول مرة في تاريخ العراق بل في تاريخ الثورات العربية وفي دول العالم الثالث لتسقط نظام الدكتاتور عبد الكريم قاسم الذي انحرف بثورة 14 تموز عن مسارها العربي الإسلامي الوحدوي التي جاءت به بعد أن أطاحت بنظام الملكية والمجرم نوري السعيد قامع الشعب العراقي وبعد أشهر قليلة من الثورة أطلق عبد الكريم قاسم العنان للشعوبيين والشيوعيين ليعبثوا بمقدرات العراق وشعب العراق ويحاربوا الأحزاب الوطنية والقومية ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان له وجود متميز في الساحة العراقية والعربية .فاعتقلت القيادات واضطهدوا الأعضاء والأنصار والمؤيدين والشعب حاضنة الحزب لإخماد وإسكات صوت البعث الخالد استأصل المناضلين من الجيش والقوات المسلحة وأجهزة الأمن ومن الوزارات ودوائر الدولة المهمة فملئت السجون والمعتقلات بالمناضلين البعثيين ومعهم القوى الوطنية والقومية والاسلامية المخلصة ومورست معهم اشد وأقسى أنواع التعذيب على يد الشعوبية وجلاوزة عبد الكريم قاسم ونصب المجرم المهداوي رئيس ما يسمى محكمة الشعب التي اعدم فيها خيرة رجالات العراق البعثية ومنهم فاضل الشكرة والطبقجلي وغيرهم من رفاقهم القوميين الوطنيين .


كان رد فعل الحزب عنيفا فكانت انتفاضة الشواف في الموصل كرد فعل على الأحداث التي تجري في العراق من عبد الكريم قاسم وجلاوزته إلا أن هذه الانتفاضة لم يكتب لها النجاح فأصبحت وبال على الحزب والشعب العراقي فكانت مجازر الموصل التي قام بها أنصار السلام استفزازا للاتجاه القومي والتي كانت انتفاضة الموصل رد فعل عليها , لقد سحلت جثث المواطنين وعلقت على أعمدة الكهرباء وكانت ( الدملاماجة) مسرحا لقتل الشهداء وكانت شوارع الموصل تعج بأجسام الشهداء ومنهم حفصة العمري وغيرها من المواطنين والمناضلين .


ورغم كل هذا العنف السياسي الغوغائي الذي مورس على الشعب العراقي وحزب البعث العربي الاشتراكي فان الحزب لم يزداد إلا صلابة وإصرارا وتمسكا بالمبادئ وبالقيادة فكان التصدي الرائع للمجرم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد من قبل نخبة من شباب البعث يقودهم المرحوم الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) في محاولة جريئة إلا أنها كانت غير مدروسة وغير مبرمجة فانعكست على الحزب وقيادته وأعضائه وجماهيره فاعدم من اعدم وسجن الآخرون وهرب البقية خارج القطر .


لقد كان الحزب يزداد قوة وشجاعا وإصرار وتتسع قاعدته الشعبية انه البعث يزداد قوة في الشدائد وقد كان الرفيق المناضل عزة إبراهيم الدوري احد هؤلاء المناضلين يقاتل السلطة آنذاك مع رفاقه ويناضل من اجل اسقاطها .


لقد كان إضراب الطلبة الذي قاده الحزب بواسطة رفاقه المناضلين في الاتحاد الوطني لطلبة العراق ومعهم أعضاء و جماهير الحزب كان مثالا رائعا للنضال والتضحية لم ينتهي إلاضراب إلا بثورة 8 شباط 1963 وإسقاط نظام عبد الكريم قاسم كانت ثورة شعبية جماهيرية بعثية خالصة ثورة رائعة خطط لها وقادها ونفذها البعث قيادة وكوادر وأعضاء وجماهير من عسكريين ومدنيين ومنهم قائد البعث الرفيق عزة الدوري , وعاد وجه العراق العظيم القومي العربي الإسلامي واندحرت الشعوبية والشيوعية إلى الأبد لقد كان من ثمار هذه الثورة إن فجرت ثورة في القطر السوري الحبيب ثورة بعثية وبعد شهر من ثورة البعث في العراق في يوم 8 آذار 1963.


كانت إرادة البعث الخلاقة المبدعة صانعة التاريخ العربي الحديث تتألق وتزدهر وكانت الخطوة الأولى للبعث في القطرين العراقي والسوري مع القطر المصري بمشروع وحدوي سمي بميثاق العمل الوحدوي الثلاثي هو مشروع وحدة بين الأقطار الثلاثة وهنا دق ناقوس الخطر وتحرك الاستعمار بالأسطول السادس في البحر الأبيض المتوسط وتواجد في الأردن . إن علامات انتهاء الوجود الاستعماري في المنطقة أصبح وشيكا وان الثورات البعثية سوف تتلاحق ويعني هذا إن الأمة ستتوحد على يد البعث فلا بد من إسقاط هذه الثورات وإنهاء هذه الأسطورة . لقد كانت قيادة البعث في العراق قليلة الخبرة في إدارة شوون الدولة لكونها لأول مرة تمر في هذه التجربة وتتحول من قيادة ميدانيةا نضالية إلى قيادة تمارس السلطة إضافة إلى وجود عناصر غير مرغوب فيها بالسلطة مشكوك بولائها للبعث وقد تكون عميلة ومنها عبد السلام عارف وطاهر يحيى وغيرهم كما إن بعض ممارسات الحرس القومي التي أثرت على شعبية حزب البعث تزامن مع التأمر الشديد من الداخل والخارج للعناصر الرجعية والتي تسمى القومية وغيرها من دول الجوار وبعض الدول العربية ومنها إيران الشاه ومصر عبد الناصر وغيرها خلقت حالة من التذمر تحول إلى استعداد لتغير إضافة إلى الخلاف الذي حصل في المؤتمر القطري واستغل من قبل عبد السلام عارف وطاهر يحيى وغيرهم فكان يوم 18 تشرين الأسود الحالك السواد كوجه منفذيه فأجهضت الثورة الفتية بالدبابات والمدرعات وجنود الردة فكان القتال في شوارع بغداد والموصل وبقية مدن العراق بين البعث دفاعا عن الثورة وبين عناصر الردة السوداء .


لقد كان للرفيق المناضل عزة الدوري دورا متميزا في هذا التصدي الرائع للردة مع رفاقه في العقيدة .ولا ننسى أبدا شجاعة وبسالة الرفيق الشهيد ممتاز قصيرة رحمه الله في الموصل وقد كنت معه قاتلنا الردة مع بقية الرفاق ومنهم من استشهد أو توفي في القادسية ومنهم أحياء رحم الله الشهداء ممتاز وعارف وعادل الجواري وبقية الشهداء وعمر طويل للقائد التاريخي المناضل عزة إبراهيم الدوري ورفاقه المناضلين وكل الإحياء ممن قارعوا الردة وتصدوا لها .


كان الرفاق يقاتلون بإيمان عميق وثقة بالحزب وبالقيادة وبالنفس إلا أن المؤامرة كانت كبيرة تمكن الاستعمار من إنهاء أسطورة حكم البعث في العراق , وتوجه إلى سوريا ليتمكن من أن يحرف الثورة عن مبادئها البعثية ويجعل من الخائن حافظ الأسد حاكما سموه ألبعثي لينقض على قيادة الحزب الشرعية ويصبح هو الحاكم المطلق ويحرف البعث عن مساره القومي الوحدوي الأصيل . هذه المؤامرة التي نفذها حاكم سوريا كانت خطيرة اخطر من ردة تشرين على البعث كان الهدف منها شق الحزب والقضاء على قيادته وكوادره . لقد كانت الاعتقالات والتصفيات الجسدية والممارسات آلا أخلاقية ضد البعثيين في العراق بعد الردة قاسية جدا , امتلأت السجون بالمناضلين وسيق الآخرين إلى المشانق ( لما سلكنا الدرب كنا نعلم إن المشانق للعقيدة سلم ) لم يتراجع المناضلين عن نضالهم على العكس ازداد إصرارا وشجاعة وتحدي للسلطة في السجون وخارجها وكان للتنظيم النسوي آنذاك دورا متميزا في استمرار البعث وديمومته وتألقه وكانت إرادة البعث اقوي من الردة رغم إن ما بقي خارج السجون من البعثيين القليل القليل إلا أن هؤلاء القلة كانوا النواة التي ازدهرت وتألقت وكبرت واتسعت فكان البعث من جديد يتجاوز محنة الردة ويتجاوز محنة الانشقاق . لقد ناضل البعثين من اجل وحدة الحزب الفكرية والتنظيمية وكان الرفيق المجاهد عزة الدوري دورا فعال في هذا الجانب مع رفاقه المناضلين حيث عاد للحزب وحدته الفكرية والتنظيمية واتسعت قاعدته وتوسع تأييد الشعب له بعد أن مارست الردة شتى أنواع القهر والجوع والاضطهاد للمواطن وعرف الشارع العراقي إن لا منقذ إلا البعث . إن الذي جرى للبعث ومناضليه وكوادره وأعضائه وجماهيريه وقيادته على يد الردة من ممارسات لا اخلاقية تفوق أو قد تزيد عن ما جرى بيد الاحتلال وجلاوزته الحكام الحاليين من الصفويين والأحزاب الكردو صهيونية .


1- إعدام بعض القيادات والكوادر ومناضلي الحزب
2- سجن أعداد كبيرة من المناضلين
3- الاعتداء الشخصي والجسدي والأخلاقي على البعثيين وعوائلهم
4- فصل البعثيين من وظائفهم
5- طرد البعثيين من الجيش والقوات المسلحة وأجهزة الأمن والدوائر المهمة
6- المطاردة المستمرة والمراقبة المشددة
7- المداهمات الليلية والنهارية لبيوت البعثيين


وهناك ممارسات كثيرة جدا يعجز القلم عن ذكرها .
رغم كل ما ورد في أعلاه فان البعث العظيم لم يستكين وازداد صلابة وتحدي كبيرين كبر مبادئه وبدأت تنظيماته العسكرية والمدنية تتوسع وتزدهر فكانت ثورة 17 -30 تموز العظيمة التي قادها البعث وخطط لها ونفذها الثورة البيضاء ثورة العراق والأمة العربية وما جاءت به من مبادئ وأهداف وطموحات وتجارب نضالية أذهل العالم كله .


لقد بدا التأمر على هذه الثورة كسابقتها منذ اليوم الأول لها وكان الصراع حاد ودام بين الخير الثورة وقيادتها وحزبها وبين الشر الاستعمار الأمريكي البريطاني الإيراني ألصفوي وكل عناصرهم الشريرة . لقد احتل العراق من اجل إسقاط ثورة البعث والقضاء على مبادئ البعث واستئصال هذا الحزب العظيم من كل مرافق الحياة العراقية فكان قانون الاجتثاث سيء الصيت كانت الممارسات غير أخلاقية من قتل وسحل وتشريد وتدمير والقضاء على حضارة وتاريخ الأمة بكاملها واعتقال وإعدام مناضلي وقيادات الحزب وفي مقدمتهم الشهيد الخالد صدام حسين رحمه الله والقيادات الأخرى وأعضاء الحزب ومجاهدي المقاومة العراقية الباسلة .


إلا أن إصرار البعث آقوى من كل هذه التحديات فكان قائد البعث الرفيق المناضل عزة إبراهيم الدوري المناضل المجاهد المؤمن الذي جمع شمل البعث وحطم أسطورة شق الحزب من جديد ليكشف عمالة محمد يونس الأحمد ويوحد الحزب وينطلق به إلى دروب الجهاد قائدا مجاهدا شجاعا قويا لقد عاد البعث اقوي مما كان عليه سلك طريق الجهاد وطرد الاحتلال وخلق روح جديدة لدى البعث في العراق والأمة العربية إن ما حدث بعد الاحتلال لا يقل عن ما حدث في ردة تشرين السوداء .


1- إسقاط ثورة
2- تدمير بلد
3- حل الجيش والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والدوائر المهمة
4- سرقة أموال الشعب
5- قتل وإعدام القيادة والكوادر والمناضلين
6- انتهاك الإعراض
7- تهجير قسري وقتل على الهوية
8- اجتثاث البعث من كل مرافق الحياة المدنية والعسكرية
9- تقسيم العراق
10-إطلاق يد العصابات المجرمة الصفوية وغيرها لتفتيت العراق .


لكن البعث اقوي منهم جميعا فقد كانت ردة تشرين والاحتلال وجهان لعملة واحدة هو الاستعمار من اجل إنهاء البعث وأسطورة الأمة الواحدة الخالدة , إلا إن ارداة الله وعزيمة القيادة وفي مقدمتهم قائد الأمة اكبر من هذا كله فوحد الحزب ونهضت الأمة من جديد فكانت فصائل الجهاد المتمثلة بالقيادة العليا للجهاد والتحرير التي حققت انتصارات رائعة على الساحة الجهادية والنضالية والتي توحدت مع جبهة الخلاص الوطني فكانت ولادة جديدة على طريق البعث الخالد من اجل خلاص الأمة من كل أشكال الاستعمار والاحتلال والتبعية بتوحيد فصائل المقاومة بالقيادة العليا للجهاد والتحرير والخلاص الوطني .


لقد خاب فال الاستعمارفالبعث عملة صعبة لا يمكن المساومة عليه انه صاحب مبادئ وقيم عظيمة وان تاريخ الحزب لم يغلب أو ينتهي أبدا لأنه حزب الأمة والرسالة الخالدة هي رسالة الله في الأرض رسالة العروبة والإسلام التي جاء بها الرسول الكريم محمد ( ص) وحملها من بعده الصحابة الكرام ومن تبعهم و البعث الخالد وقائده المهيب لركن عزة إبراهيم الدوري .



المجاهد اللواء الركن
القائد الميداني
جيش بلال الحبشي
٠٤ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور