المطلوب اثباته نظرياً وعملياً ... تدويل مشكلة الجفاف في العراق
لا تدويل جريمة الاربعاء الدامي

 

 

 

شبكة المنصور

د. يوسف اليوسفي

حكومة المالكي وحسب توجيه المحتل تتخبط في جميع قراراتها وسياساتها في الداخل , ومع محيطها العربي بشكل خاص والوضع الدولي بشكل عام .


وهي أي الحكومة تتربص لاية هفوة او ثغرة تحصل مع أي دولة عربية لتكيل التهم جزافا ولطالما تبجحت هذه الحكومة و( تملحت) باتهامها الدول العربية بأنها تركت العراق وحده مما سهل عملية التدخل المباشر من قبل بعض دول الجوار وتتحاشى هذه الحكومة ( الرشيدة) واحزابها الاشارة بصراحة بان ايران هي الجارة رقم (1) التي تتدخل بشؤون العراق وهي من تقوم بكل الافعال الاجرامية !!!


يوم الاربعاء الدامي حصد المئات من ارواح العراقيين الابرياء وقد ادينت هذه الجريمة النكراء عربيا ودوليا ورغم علم ويقين الجميع وعلى راسهم امريكا و(حكومتها) المالكية ان ايران وراء هذا الفعل المشين الا ان حكومة المحاصصة الطائفية غيرت وجهة التهمة لتلقي بها على سوريا ( لايوائها ارهابيين) حسب ادعائها ولم تذكر ايران باي شك او اتهام او باي سوء .


ولم تكتف حكومة المنطقة الخضراء بهذه الاتهامات بل طالبت بتدويل هذه القضية وقامت بسحب السفير العراقي في دمشق .


وبكل صلافة تتدخل ايران على الخط لتطرح نفسها مع تركيا بوساطة ( مزيفة) بين العراق وبين سوريا لتهدئة الموقف وايران بفعلها هذا تطبق المثل القائل ( تقتل القتيل وتسير بجنازته) .


ان الاتهامات الموجهة الى ايران بعد يوم الاربعاء الدامي لم يكن وليدة الصدفة بل جاءت نتيجة معطيات واضحة وحقيقية من ارض الواقع وخصوصا المصلحة الحقيقية وراء هذه التفجيرات وغيرها لحسابات بعيدة يقف في مقدمتها اعادة ( الفوضى الخلاقة) الى كافة محافظات العراق مثل الانتخابات وابقاء الحكومة الحالية الموالية لايران في الحكم ومن الذين كشفوا النقاب عن ابشع جريمة في هذا العصر هو وزير الخارجية ووزير الداخلية واللواء خلف الذي كلفة هذا الاعتراف وظيفته ومنصبه حيث احيل الى التقاعد ورغم تراجع بعض المسؤولين الحكوميين عن تصريحاتهم الا ان ذلك لم يغير شيئا فالاتهام واضح وثابت بكل تفاصيله وجاء الاتهام الاخطر من مدير جهاز المخابرات العراقي الشهواني الذي واجه رئيس الوزراء بكل ثقة وجدية ليكشف بالصوت والصورة والوثائق حقيقة هذه الجريمة ودور ايران في تخطيطها وتنفيذها مثل سابقاتها لابعاد العراق عن حاضنته العربية ولتكريس الجو الطائفي الذي يسود المجتمع العراقي لتنفيذ المفهوم (( تصدير الثورة الايرانية)) عبر العراق الى جميع دول المنطقة وبدأت التصريحات ( النارية) من المسؤولين العراقيين تجاه الدول العربية وتحديدا سوريا لذر الرماد في العيون وابعاد الانظار عن ( جارة السوء) ايران .


اتهام سوريا بهذه الصورة المخزية والسعي لتدويل جريمة الاربعاء المشؤوم كلف حكومة الاحتلال الكثير واضاع الكثير من فرص التعاون مع الدول العربية الاخرى من ايدي هذا النموذج السئ من الحكم ( القره قوشي) العراقي , وتقريب ايران على حساب مصلحة العراقيين والعرب . لقد بات واضحا للجميع ان جميع الجرائم التي ارتكبتها ايران وبمباركة واضحة من المحتل وحكومته العميلة ابتداءا من جريمة تفجير المرقدين العسكريين في سامراء الى جريمة جسر الائمة وجرائم القتل الطائفي والتهجير والتشريد واخيرا وليس اخرا جريمة سرقة مصرف الزوية تهدف الى تمزيق العراق وشعبه وتكريس الطائفية وبما يعزز مكانة حكومة المالكي العميلة .ان القاعدة التي تشرف عليها ايران تمويلا وتدريبا وتسليحا هي المسؤولة عن تنفيذ هذه الجرائم ... الا ان الحكومة العميلة تعلق مسؤوليتها على شماعة


(( البعثيين والتكفيريين الارهابيين)) حيث بات الامر لا يقبل التأويل بعد ان تغاضت الحكومة والامريكان عن جريمة العصر الاكبر التي ارتكبتها ايران هي مشكلة ( شحة المياه والجفاف في العراق) وتحويل 22 رافد تصب في شط العرب الى داخل ايران فا ايران هي وراء جعل مسار القتل والتدمير في العراق متزامنا مع ( حرب المياه) التي تشنها ايران في الوقت الحاضر على العراق مما ولد هجرة واسعة من الريف العراقي الى المدينة علما ان مشكلة


( مياه شط العرب) ودجلة والفرات سوف تتفاقم من خلال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية اضافة الى التغييرات البيئية التي بدأت اثارها تظهر وهي تنذر بكارثة حقيقية مما يجعلها تؤثر على المورد الرئيسي للعراق .. النفط , لان بعض دول الجوار ( تركيا وايران) وبتشجيع من حكومة الكويت تخطط لمساومة العراق بتطبيق نظرية ( برميل نفط مقابل برميل الماء ) ناهيك عن زيادة ملوحة مياه شط العرب من خلال تخفيض منسوبه من قبل ايران بتحويل مسار العديد من الروافد التي كانت تصب فيه كذلك المشاريع العملاقة التي اقامتها وتقيمها ايران وتركيا مما يؤثر بشكل سئ على كميات المياه المعطاة الى العراق اضافة الى ان ملوحة شط العرب اثرت بشكل سلبي على دخول الناقلات الكبيرة لنقل النفط من الموانئ العراقية وهذا يعني ان العراق سوف يحرم من موانئه البحرية ان هذه الخطة الايرانية المدروسة تتناغم مع ( رغبة) الكويت من خلال اضعاف حركة الملاحة البحرية في شط العرب مما يسبب خسارة كبيرة للاقتصاد العراقي المنهار اصلا بعد الاحتلال من خلال هذه المعطيات والادلة الدامغة التي تدين ايران نرى ان من حق المواطن العراقي والمواطن العربي ان يتساءل ويقول ( اليس من المهم والاهم ) تدويل قضية تجاوزات بعض دول الجوار ( المائية) على الحصص المائية للعراق بدل تدويل جريمة الاربعاء الدامي ؟ خصوصا بعد ان انيط اللثام عن المخططين والمنفذين لهذه الجريمة وبدلا من الصاق التهم بدول الجوار ؟ اليس الاجدر بالحكومة الطائفية ان تطالب مجلس الامن والامم المتحدة والجامعة العربية وكل المنظمات الدولية والانسانية بالعمل على حل مشكلة الجفاف في العراق ؟ لقد بات واضحا جدا ان ايران وبدافع من حقدها المتوارث على كل ما هو عربي وعراقي تتعمد جعل العراق ( ضيعة ايرانية) تابعة لها وهي تتبجح بعظمة ما كان يطلق على ايران بـ(( الامبراطورية الفارسية)) وتعمل على اعادة امجادها على حساب العرب بعد ان جعلت امريكا الطريق معبدا امامها لتدمير العراق .

 

ان زيارة الملوحة المتعمدة من قبل النظام الايراني في مياه شط العرب سيعكس تأثيرات سلبية على الثروة الحيوانية السمكية للعراق وعلى الاف الدونمات من الارض الزراعية ناهيك عن الاثارة المدمرة التي سوف تتركها هذه الجريمة المروعة المخطط لها على المجتمع العراقي بكل شرائحه حيث ان هذه المشكلة الاقتصادية سوف تفتح الباب امام مشاكل اجتماعية اكثر خطورة وهي النزوح الجماعي من القرى والريف العراقي وترك الاراضي الخصبة وخصوصا في مناطق الجنوب والفرات الاوسط وديالى فالعراق مقبل على كارثة حقيقية لا تنفع في حلها اجتماعات ثنائية او ثلاثية مع دول الجوار التي تعد دائما بزيادة حصة العراق المائية لكنها لا تنفذ وعودها اطلاقا كونها هي السبب الاول للمشكلة من خلال تفعيل بناء السدود والمشاريع العملاقة على الانهر والروافد مما قلص حصة العراق المائية ان الخطر القادم على العراق هو ليس فقط الارهاب المنظم من قبل ايران والمتعاونين معها من عرب الجنسية والحكومة ( المالكية) ولا يقتصر هذا الخطر على جرائم الميليشيات الايرانية الاجرامية والحرس ( الثوري) بل يتعدى ذلك الى ( حرب المياه) التي تخطط لها ايران وتنفذها بكل جديه وشراسة من خلال مشاكل المياه والجفاف التي يعاني منها العراق متزامنه مع ( اعصار) الارهاب الايراني والاحتلال الامريكي .

 

لقد بات من الضروري ان لا يعول العراق على الاجتماعات الروتينية مع دول الجوار وعليه الذهاب ابعد من ذلك الى (تدويل) هذه القضية من خلال المحافل الدولية عبر مجلس الامن والجامعة العربية والمنظمات الاسلامية والدولية والجامعات العالمية لتشخيص هذا الخطر على العراق والسعي لوضع الحلول الناجعة لها طالما ان حكومة المالكي الايرانية . اصلا لا تستطيع وربما لا تريد حلها بسبب علاقاتها الطائفية المتشابكة مع ايران وتبعيتها واذعانها لما ( تأمر) به ايران بكل ما يزيد مشاكل ومعاناه الشعب العراقي . لذا من الضروري ان تكون هنالك مواقف دولية ( ضاغطة) وقرارات حازمة وصارمة ضد ايران ومن يتسبب بهذه المشكلة الى حد مطالبتها بدفع تعويضات الى المتضررين من سكان المناطق المنكوبة .

 

وعلى حكومة الاحتلال ان لا تنتهج معايير مزدوجة وتخفي حقيقة ان ايران تريد بالعراق شرا وعلى كافة المنظمات الانسانية العراقية ( ان وجدت) والعربية والدولية القيام بفضح دور ايران في المشكلة وتستر حكومة المالكي الطائفية على هذا الدور وطرح هذه المشكلة في جميع المحافل الدولية مشددين على مسالة حيوية هي ان ما يحصل في شط العرب ونقص حصة العراق المائية يؤكد بما لا يقبل الشك ان ايران هي ( اداة تخريب وتدمير في العراق ) .

 

ان هذه ( الكارثة الوطنية) التي اصابت العراق اضافة الى ما اصابه من مأسي بعد الاحتلال لا يجوز تركها وعدم تدويلها حيث ان تركها وعدم تدويلها يعني ترك ايران وبمساعدة حكومة المالكي تشن الحروب المائية والنفطية والعسكرية على العراق دونما رادع يجعل هذه الجارة ( السيئة) تكف عن قتل العراقيين باساليب مبتكرة يوميا كما فعلت بالامس وتفعل اليوم ميليشياتها وحرسها الثوري في كل ساعة بل وفي كل دقيقة لتفرض ارادتها ( الطائفية) على شعب العراق الابي الذي ابتلى بايران وما تفعله ضده من حروب ونزاعات مدمرة اخذت ابعادا سياسية ودينية طائفية واجتماعية واقتصادية الغرض من ورائها هو تهميش العراق وربما محوه من على الخارطة ليكون ( بوابة) لتصدير ما يسمى ( الثورة الاسلامية) التي جاءت بالويلات للامة العربية والاسلامية حيث اخذ هذا المخطط المشبوه يتسع ليشمل دولا عربية خليجية ومغاربية واليمن لذا من الضروري ان يدق ناقوس الخطر عربيا ودوليا لوقف الزحف الفارسي عن البوابة الشرقية للامة العربية ( العراق) وكسر شوكة الفرس المجوس ان عملية اتهام الدول العربية والبعث والقوى الخيرة والوطنية في العراق وخارجه هي ليست الا تغطية لافعال ايران في العراق وفي الشرق الاوسط والدول الاسلامية ليترك الباب مفتوحا على مصراعيه امامها لتدمير الاسلام وقد ثبت بالملموس ودون ادنى شك ان ( الشماعة) التي تعلق عليها امريكا وايران والحكومة العميلة والكيان الصهيوني المسؤولية بعد كل عمل تدميري في العراق هما ( القاعدة والبعثيين) وهم يدركون ان هذه الورقة اصبحت باليه واسطوانة مشروخة والحقيقة تقول غير ذلك فالقاعدة لها اربعة اجنحة اولها يقوده بن لادن والثاني شكلته وتشرف عليه المخابرات الامريكية والثالث تشرف عليه الصهيونية والرابع شكلته وتشرف عليه وتموله وتسلحه وتدربه ايران وهذه الافعال المشينة التي تنفذ في العراق طولا وعرضا هي المسؤولة عن كل تدمير وتخريب سياسي اقتصادي اجتماعي ... الخ

 

بالدرجة الاساس ( القاعدة) الثلاثية التي شكلت من قبل امريكا والصهاينة وايران وبتنسيق منقطع النظير بينهما هدفه تدمير العراق والاسلام وهذه الامكانات المادية والعسكرية والبشرية والدعم اللوجستي لا يمكن ان توفره اية قوة معارضة عسكرية كانت ام مدنية او جهة واحدة مالم يكن لديها امكانات وخبرات عسكرية ومادية ودعم لا محدود لعناصر هذه الجماعات التخريبية ولا يفوت على القارئ الكريم بالاضافة الى هذا المحور الثلاثي المشؤوم السري بان هنالك اجنحة لهؤلاء وعملاء في المنطقة وخارجها لتسهيل عملية تنفيذ هذه الجرائم في العراق وهم من يسهل عملية اختراق الحدود ودفع المتسللين عبر الحدود الى الداخل ليتهموا الدول العربية بمساعدة ما يسمونهم ( الارهاب) متغاضين عن الارهاب المنظم الذي تمارسه الدوائر الصهيونية والامريكية والايرانية والمخابرات الكويتية في العراق من هدم وتدمير وقتل ارواح العراقيين بالجملة اضافة الى هؤلاء جميعا هنالك المليشيات الاحزاب والبيشمركة التي ساهمت ولا تزال تساهم بتقسيم البلاد و( سبي العباد) وقتل وتشريد كل انسان وطني رافض للاحتلال .

 

كذلك الدور التخريبي لهذه المليشيات المجرمة بالاضافة الى القتل والنهب والسلب هو دور تخريب الاقتصاد العراقي الذي هو اصلا يعاني من التدهور للاقتصاد العالمي ومن الحرب التي شنتها امريكا وعملاؤها عليه . من خلال هذا التحليل المبسط يمكن اثارة السؤال الوافي والشافي الذي يحد من لعبة خلط الاوراق من قبل المحتل وايران وعملائهم على العراقيين هو ... ما هو المطلوب لتدويل مشكلة الجفاف التي فرضتها دول الجوار على العراق ؟ وما هي السبل والطرق التي توصل صوت العراق الى كافة المنظمات الدولية والمحاكم الدولية لوقف الزحف الايراني باتجاه خنق العراق من البر والبحر والجو ؟ اليس الجدير بـ ( مجلس الامن) التصدي لايران وبقية دول الجوار التي تساهم في هذه المشكلة الكارثة ؟ اليس من الاجدر بالجامعة العربية ان تتخذ قرارات ( عربية) فورية لصالح العراق ؟ وتقول لايران وغيرها كفى قتلا بالعراقيين وتدمير بلدهم وتشريدهم ؟ الم يحن الوقت لان تكون هنالك ( وقفة عربية) و( اسلامية) لكبح جماح المعتدين؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٣ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور