خواطر في الحالة العراقية .. الدجيل عائدة لحضن العراق

 

 

 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

كان بوش رئيسا أمريكيا مريضا ومهووسا بالدم العراقي والفلسطيني والافغاني وهو وجوقته من المحافظين الجدد هم أصحاب نظرية من ليس معنا فهو ضدنا..

 

وهو الذي حوّل رغبة والده الشخصية بتحقيق نصر في العراق بعد أن غادر البيت الابيض وبقي الرئيس الخالد صدام حسين في القصر الجمهوري في بغداد الى عملية خارجة عن القانون وغير شرعية وغير مسبوقة بغزو وتدمير الدولة العراقية ومؤسساتها وإحتلال العراق..

 

وبوش هو الذي قام بإعتقال وإغتيال وملاحقة  قادة ومسؤولي وخبرات وعلماء وكوادر الحكم الوطني في العراق وهو الذي قام بتشكيل محكمة صورية لمحاكمة رئيس العراق الشرعي أمام أنظار كل العالم المتحضر والمتمدن والمتخلف الذي لم يحرك أي من حكامه ساكنا ولم يعترض على هذا الفعل الاجرامي ..وبما فيهم من بدأ اليوم يتحدث ويطالب بتشكيل محكمة لمحاسبة من قام بهذا العمل الإجرامي..

 

الولايات المتحدة الأمريكية بكل تأريخها و ( بطولاتها وإنتصاراتها! )  و ( وقوفها الى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها! )  هي التي عبرت البحار والمحيطات وخسرت آلاف الجنود في زمن بوش للقيام بهذا العمل الطائش خلافا للقانون الدولي وإحتلت العراق بعد ان دمّرت كل شيء فيه..

 

وشَكّلت الدولة المُحتلة محكمة غير شرعية لمحاكمة قادة العراق وأبطاله ومنهم رئيس العراق الشرعي وعلى تُهَم الإنتماء للعراق والدفاع عنه والمحافظة على إستقلاله ووحدة ترابه والتضحية من أجله ..

 

وكان من بين تلك التُهَم تهمة قيام رئيس العراق الشرعي  بالمصادقة من خلال منصبه الدستوري كرئيس للجمهورية على إعدام مجموعة من الخونة من عملاء ايران التي كانت في حالة حرب عدوانية علينا ..هؤلاء الخونة الذين تعرضوا لموكبه الرسمي عندما كان يقوم بزيارة أهالي الدجيل في محافظة صلاح الدين في محاولة إعترفوا بها بتلقي المال والسلاح والتدريب والتوجيه للقيام بهذه العملية لإغتياله وصرح بها رئيس جمهورية إيران قبل أن يتم التنفيذ بساعات وقبل ان تُنشر في وسائل الإعلام وقبل أن يعلم بها أحد! ..

 

لقد صوّرت أمريكا بوش والأحزاب الطائفية والمرتزقة التي كانت تدّعي المعارضة بأن سبب غزو العراق هو للإنتقام لأهالي الدجيل !..

 

وشتان بين عروبة وأصالة أهل الدجيل وبين خيانة هؤلاء المجرمين الذين إعترفوا بتلقيهم المال والسلاح والخطة من إيران في وقت كانت حرب القادسية على أشدها ..فماذا كان سيعمل أي رئيس او ملك اذا ما تعرض موكبه لنفس ماتعرض اليه الشهيد القائد الخالد ؟ ولكنه وبسبب حبه لشعبه ومعرفته بأهالي الدجيل طلب أن يؤخذ الموضوع بمهنية وبدون إنفعال وأن يحاسب الجناة وفق القانون .

 

ولو أن هنالك من شريف في جوقة المهللين للعدالة الامريكية والممثلين الصغار جدا الذين ظهروا في المحكمة لبين لنا كم فقدت الدجيل البطلة من شهداء من عام 2003 لحد الان وهي تتصدى للقوات المُحتلة ولزمر الأحزاب الطائفية وفيلق بدر ومغاوير الداخلية وميليشيات حزب الدعوة ؟..

 

وكم عدد أبطال الدجيل والقرى المحيطة بها من المعتقلين في سجون القوات الأمريكية وسجون الحكومة العميلة الذين إعتقلتهم  (  قوات التحرير وحزب الدعوة وفيلق بدر )  لأنهم يعارضون ويقاومون نهج المحتل والأحزاب العميلة التي تحتمي به..

 

وهل أن عشرات الآلاف من شهداء منطقتهم لحد الآن على يد القوات الامريكية وميليشيات الاحزاب التي عملوا لها بالسر طيلة الحكم الوطني أشفى صدورهم المريضة ليعترفوا أن الامريكان لم يحتلوا العراق من أجل الدجيل أو من أجل حلبجة أوالانفال أوغوغائية شعبان !..

 

الكل يعرف أن بوش قام بهذا العمل الجبان والإجرامي بدعم وتأييد المؤسسة الصهيونية العالمية وإسرائيل وبصكوك مادية مطلقة وتحفيز وتمني وترغيب وتوسل من الكويت ودعاء وصلاة من إيران وحلم من جوقة المتسولين والخونة والعملاء والجواسيس والسراق من المحسوبين على الجنسية العراقية ومن المسفرين الايرانيين الذين ساعدوا حزب الدعوة العميل على تفجير الاطفال والمدنيين عام 1980 في بغداد قبل أن تضع أمريكا تفسيرها لمعنى الارهاب. .

 

كان عملا يستهدف العروبة والوطنية والحرية والإستحقاق في السعي لحياة كريمة مستقلة كنموذج لكل الإنسانية..

 

لقد أرادها المجرم بوش تمرينا إستعراضيا ونزهة لقطعاته التي ستدخل العراق بعد أن إنطلقت صواريخ الكروز الجوالة والعابرة للقارات وطائرات الشبح والقاصفات العملاقة وكل أسراب الطائرات القادرة على حمل الصواريخ والقنابل الثقيلة وبمساعدة المدمرات التي تقذف القنابل فائقة الوزن والمدفعية لتدمير كل شيء عراقي قائم على سطح الارض أو متحرك عليها ..في وقت كانت مجموعة المتسولين والخونة والجواسيس من المحسوبي على تسمية المعارضة العراقية الغير مشرفة لأن تحمل إسم العراق تترقب بشوق ولهفة لحظة بدء العدوان التدميري الأمريكي الذي يعرفون جيدا أنه سوف لن يُبقي ولايَذر ولكن هم ماذا سيخسرون ؟ ..

 

فهم بل جذور في العراق وليس في قلوبهم أي محبة لأرضه ولشعبه..

 

ومن المخزي والعار أن الذين يحكمون العراق اليوم كانوا يقولون بعد إستثمارهم لنتائج هذا العدوان ووصولهم للسلطة أنهم كانوا  (  لا ينامون الليل ويقلقون جدا عندما كانوا يسمعون أن الضربة الأمريكية على العراق قد تأجلت ) !!..

 

فيا أهل الدجيل الأشراف والعرب الأقحاح..

ويامن عرفتكم ساحات الوغى ..

وخافت منكم المنايا..

وإنهزم أمامكم الموت في كل منازلة شريفة ..

هذا يومكم وهذه فرصتكم ليعود إسم مدينتكم كما كانت مثال الرجولة والمباديء وحب القائد والشعب..

وليخسأ دوما أعداء العراق..

والله أكبر..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٨ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور