خوف من الهزيمة وهلع من البقاء

 
 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

عندما هوى بوش كان أول المتخلين عنه هم أصدقاءه وحلفاءه الذين يدّعون أنهم عراقيون!!.. هؤلاء الخونة الأقل وفاءا حتى من كلبه !..

 

فالخائن لوطنه لايمكن أن يكون مخلصا للجهاز أو الجهة المرتبط بها ..وهذه الحقيقة تعرفها كل أجهزة المخابرات وتتعامل معها بطرق ووسائل مختلفة وجميعها تؤدي بالنهاية الى نتيجة واحدة!..

 

والكثير من الدخلاء الذين يوصفون بأنهم من (المفكرين الإسلاميين الإستراتيجيين !) وصاحبي (المعتقدات الإيديولوجية الدينية الراسخة!) والذين دخلوا العراق مع المحتل ليطبقوا منهج ديني عقائدي (إسلامي!) لإنقاذ العراق من كل مآسيه ومشاكله القومية والإقتصادية !..وفق نظرية تعتمد على الشعارات الرنانة التي تلاعب مشاعر وأماني الناس البسطاء من جانب وهم يؤمنون من جانب آخر بالقتل والإغتيال والسرقة وتكفير كل من يحمل منظومة قيم سياسية أو وطنية أو دينية مغايرة لما يروجون له !..

 

نقول هؤلاء هم الذين أسسوا كل نظرياتهم ومخططاتهم على الكذب الرخيص ليستميلوا الرأي العام ضد نظام العراق الوطني تحت مسميات حقوق الإنسان وإفتراءات ظلم وجور النظام الوطني الذي إقتص منهم لخيانتهم وتسييرهم من قبل الأجنبي..

وهم من أسس مبدأ المدح الثناء المبطن بالتهجم والقدح ..

وهم الذين يفعلون عكس ما يصرحون به..

 

ونتذكر جميعا تصريحات هذه الزمرة وماقالوه نصا يوم تم إعلان فوز أوباما بأن : ( المسؤولين الحكوميين في العراق مرتاحون جدا بفوز أوباما في الإنتخابات الأمريكية!) ..

وهذا ما فعله الطالباني ومسعود والمالكي والحكيم وهوشيار زيباري وآخرين ..

ومع أنهم جميعا كانت قد أصابتهم ( غصّة وخيبة أمل وخوف ) وهم كانوا يتمنون فوز ماكين ليبقى ظل بوش عليهم !..إلا أنهم عندما قالوا :

 

(بأنهم متحالفون مع الولايات المتحدة وليس مع نظام بوش!)..

فهم كانوا يكذبون ويكذبون بقولهم إنهم (لا يعنيهم!) من يفوز ومَن فاز!!..

 

وإذا كان المسؤولين الحكوميين مرتاحين جدا لفوز أوباما الذي كان يرفض فكرة ومبدأ شن الحرب على العراق وإحتلاله وإسقاط نظامه الشرعي وبقاء الجنود الأمريكيين ..وهم (مرتاحين جدا!) لخسارة ولي نعمتهم ومَن يحتمون به بوش!!..

فما هو موقف حليفهم الثاني ..إيران؟!..

 

وإذا كان كل ذلك الفرح والمحبة جدا التي شهدناها على وجوههم الكالحة الخائفة (للتغيير الأمريكي) المنشود على يد أوباما فلماذا كل هذا الخوف إذا؟..

 

ولماذا توسل البرزاني ببوش للقاءه قبل مغادرته للبيت الأبيض برسالة نشرتها وسائل الإعلام كافة وهو يقول بها بما معناه : (إننا أمانة في عنقك!)..

فمِن ماذا يخافون؟..

 

حيث يعرف العراقيون كافة أنهم عندما ينامون على جهة اليمين ليلا أو نهارا يتخيلون ماذا سيحدث لهم عندما تخرج القوات الأمريكية من العراق وتتركهم لوحدهم مع مصيرهم !!..

وهذا الأرق كان عندما لم يكن هنالك حديث عن (عودة البعث)!..وعودة البعثيين و(والخوف من تسللهم لمجلس النواب وللدولة)!..

 

ترى أي نوع من الأرق يعيشه هؤلاء اليوم ؟..وأي هيستيريا يعانون منها والتي جعلتهم يشككون في خيالهم؟!..

وعندما يقلقهم ذلك ويغير  (نومتهم !) من جهة اليمين الى جبهة اليسار وهم يرددون مع أنفسهم (وهم يعرفون الحقيقة !) :

 

(ولماذا نخاف من شعبنا ..كل شعبنا إنتخبنا!!..وإذا كنا (نشكك) في مصداقية إنتخابنا وإذا عاد البعث أو حاول ذلك فلدينا إيران وجيشنا ومغاويرنا !..القادرة على حمايتنا ومليء فراغ القوات الأمريكية في حالة إنسحابها وتركها لنا)!!..

 

ويقفز فورا الى ذهنهم ويجعلهم ينتفضون من نومهم حقيقة الإرادة الشعبية الرافضة لهم !..

وقوة ووجود المقاومة الوطنية العراقية البطلة التي أطاحت بعنجهية وصَلَف بوش وإمبراطوريته وهزمته ..       

وحقيقة جرائمهم وسرقاتهم وفضائحهم ..

وأنهار الدم التي شقوها في تربة العراق!..

وحقيقة وجود البعث وخلوده وقوته وتنامي تأثيره ..

وحقيقة ان البعث قادم !..

قادم ليس من المسلك الذي يفترضوه..

بل من طريق ووسيلة هو الذي يختارها !..

حينها سيتيقنون بشكل مطلق بأنه سوف لن يكون هنالك  من أمل أمامهم!..أو حل!..

إلا بالهزيمة والفرار ..والتي يخافون منها أيضا!..

والتي إن تيسرت سُبلها اليوم ..

فلن يتمكنوا منها غدا!!..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور