عودة غير حميدة

 

 
 

شبكة المنصور

الدكتور محمود عزام

يعود على مايبدو مسلسل تعاقب زيارات المسؤولين والشخصيات الأمريكية الى العراق لأغراض إعلامية ودعائية حيث يتم التركيز في زيارتهم لمقرات القوات الأمريكية التي تتخذ من قصور الشعب مقرات ونوادي ترفيهية لها أمام مرأى ومسمع علي الدباغ الناطق بإسم المالكي وصعودا (!) الى موظفي السلطة الفاسدة ووصولا الى مجالس الرئاسة وبضمنها مجاس (النواب)..

 

واليوم تناقلت وكالات الأنباء خبر زيارة حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية الممثل ارنولد شوارزنيجر بغداد  في زيارة (تفقدية) لجنود بلاده المحتلة  للعراق.

 

وكان شوارزنيجر قد وصل إلى العراق عبر دولة الكويت  قادما من اسرائيل حيث شارك في مؤتمر حول البيئة والامن في الشرق الاوسط .

 

وقال شوارزنيجر في حديثه لمئات من الجنودالمحتلين الاميركان كانو قد تجمعوا حوله في أحد المواقع الرئاسية العراقية التي أسموها قاعدة فيكتوري في بغداد المحتلة  :

 

(سبق ان جئت الى هنا في عام 2003 وعندما غادرت قلت سارجع يوما)!..

وهذه هي نفس العبارة التي يكررها في أفلامه الغير هادفة التي تستهوي الباحثين عن قتل وقت الفراغ!..

 

وقال هذا الممثل أيضا :

( قلت لنفسي بما انني قريب من العراق فيجب ان اقوم بتفقد الجنود، انتم تقومون بعمل مذهل. اتلقى العديد من الرسائل واستمع لاشخاص انهوا جولتهم مؤكدين كم هو صعب وشاق وخطر ان تكونوا هنا)..

 

هذه العودة غير الحميدة دليل على الخيبة والخذلان والهزيمة والبقاء في المستنقع ..فقد وعد بالعودة والجيش الأمريكي(قد حقق اهدافه!) والأمن (يعم بغداد!) والحرية الأمريكية (وصلت الى العراق!) ولكن الذي حصل أنه عاد والوضع أسوأ مما شاهده قبل ست سنوات..وهذه شهادة زملائه في فن التمثيل والسياسة الأمريكية!..

 

والعمل المذهل الذي قام ويقوم به الجنود الأمريكان في العراق هو المبالغة والإصرار والتفنن في قتل العراقيين ونهب ثرواتهم ..

 

وتكمن صعوبة مهمة هؤلاء الجنود في العراق بقدرتهم على البقاء على قيد الحياة لأطول فترة ممكنة !..

 

ومن أكثر القنوات الفضائية سعادة بهذه الزيارة كانت القنوات الكويتية والقنوات الفضائية التي تكرس ثلاث أرباع وقتها  (لنصرة آل البيت المحرومين!) ..

 

ولم تذكر القنوات والمحطات الفضائية هذه أي شيء عن لقاء شوارزنيجر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون في تل أبيب قبل سنوات في إطار زيارة كان يقوم بها أرنولد إلى إسرائيل حيث عبر أرنولد عن أمنياته أن ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في الفوز باقتراع الليكود  حيث شارك شوارزنيجر في مراسم وضع حجر الأساس لمتحف التسامح التابع لـ (معهد شمعون فيزنتال) لمكافحة 'اللاسامية' في العالم والذي عقد في القدس والذي كان قد تبرع له شوارزنيجر بمبلغ مليون دولار أمريكي!...

 

ولم تتطرق الى والد شوارزنيجر الذي كان عضوًا في الحزب النازي في النمسا والذي دائمًا ما كان آرنولد يتجنب ذكر تاريخه وتاريخ آبائه هناك!..

 

ولم تذكر المحطات الإعلامية هذه التي أسهبت في توضيح قدرة هذا الممثل وشعبيته شيئا عن تأريخ هذا الممثل الذي لايقل في سطحيته وقلة معلوماته عن رئيسه السابق بوش ..


ولم تشير وكالات الأنباء والقنوات الفضائية المذكورة الى الإحصائية التي أجرتها شركة (أفيفا) البريطانية للتأمين في أيلول 2009  لرصد أصحاب أكثر التصريحات غير المفهومة في العالم حيث تصدر الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش القائمة التي تضمنت 7 سياسيين آخرين بينهم وزير الدفاع الأمريكي السابق (دونالد رامسفيلد) ورئيس الوزراء البريطاني (جوردن براون)!..

 

حيث  قال بوش بتصريح يوم الخامس من أغسطس عام 2005 :

(أعداؤنا هم غزاة ولديهم مورادهم ونحن أيضا وهم لا ينفكون عن التفكير في إلحاق الضرر بنا وبشعوبنا ونحن أيضا)!..

 

وجاء في المركز الثاني (صاحبنا) الممثل أرنولد شوارزينجر وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي في حملتة الانتخابية لهذ المنصب عام  2003 عندما قال:

 

(أعتقد أن زواج المثليين يجب أن يكون بين رجل وأمرأة)!..

ولم تذكر هذه القنوات دعوة آرنولد عام 2006 لرئيس  الوزراء البريطاني توني بلير الذي تزعم حزب العمل البريطاني ثلاث فترات متتالية والذي أعلن في حينها وفي واقعة غير مسبوقة أنه( لن يرشح نفسه لفترة رابعة).. أن يشاركه في بطولة الجزء الجديد من سلسة أفلام الحركة "المدمر" terminator لدى تركه منصبه كرئيس للحكومة البريطانية!


وقال هذا الممثل خلال لقاءه بلير:

(ربما عليه أن يرأس الأمم المتحدة .. ربما عليه أن يخطو خطوة للأمام .. ولكن إذا اراد وظيفة ويريد أن يعمل في هوليوود سأجعله يشاركني في بطولة الجزء الجديد من المدمر أو ما سيكون متاح وقتها)..


وحينها ضحك بلير الذي كان يقوم بزيارة للولايات المتحدة قائلاً :

(هذا أفضل عرض طرح علي حتى الآن ، المؤسف حقا أنه العرض الوحيد)!..

 

ولم نعلم لحد الان هل أن هذا العرض لازال قائما خصوصا بعد شيوع أن هذا الممثل قد إمتلكته رغبة أن يصير أماً كما حصل في فيلم "جونيور" (الصغير)! ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور