عمار الحكيم أفعى إيران الخبيثة في العراق و البحرين والكويت واليمن

﴿ الحلقة الاولى ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

الدكتور ميثم البحراني
هكذا وبلا تعقيدات و من دون أدنى عناء ورث عمار الحكيم منصب أبيه كرئيس لأكبر الأحزاب الطائفية في العراق ولم يؤد "التوريث" الى إثارة مشكلات لا داخل المجلس ولا خارجه ، فالحركة التي تم تأسيسها في إيران للمشاركة في عمليات الجيش الإيراني ضد العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى ، نشأت في الأصل لتكون تحت قيادة أسرة الحكيم محسومة الولاء والتوجه والمعتقد لصالح إيران  ، وقد سلحها الإيرانيون ومدّوها بالأموال وساندوها بأقذر عناصر الحرس الثوري ممن يتقنون فن الدسائس والمؤامرات ، لتكون بمثابة حزبهم الرئيسي في العراق ومن ثم تتولى الحركة مسؤولية تجنيد عناصر أخرى في كل من البحرين والكويت واليمن كطريقة خارج نطاق المراقبة المباشرة للسلطات البحرينية والكويتية  ، فحزب الله مهمته تقع في لبنان وفلسطين ومصر ودول المغرب العربي بينما أوكلت لعائلة الحكيم مهمة العراق ودول الخليج العربي واليمن  وبما ان الحكيم الأب نفذ ما طلبه منه أسياده بحذافيره في العراق وأرسى دعائم الطائفية على أتم وجه فقد أوكلت للأب ومن ثم الابن القيام بدق آسفين الفرقة بين أبناء الشعب الواحد في كل من البحرين والكويت واليمن وشرق السعودية لتكتمل أركان نظرية تصدير الثورة على الطريقة الايرانية  ، ولان الولاء في هذه الأحزاب والكيانات هي ولاءات عائلية ، لا فكرية ولا نظرية ولا حتى سياسية ، وبما أن الولد هو " سر أبيه " فان توريثه السلطة ، بكل ما يتبعها من صلاحيات التدبير، لا يعد أمرا شاذا في قاموس العمالة لقوى خارجية ، في المقابل، فان التوريث، الطائفي والعائلي، سيؤسس لمسار  تحول الدولة إلى مؤسسة دينية أو تابعة لمؤسسة دينية هي بالتأكيد المؤسسة الدينية الإيرانية ، التصدير السياسية للثورة ذو صبغة دينية فالمعارضة البحرينية زارت العراق للنجف ولمؤسسة "شهيد المحراب" عشرة مرات وبوفود متفاوتة بالحجم والأهمية والحوثيين لهم مكتب يحتل الطابق العلوي من مؤسسة "شهيد المحراب " ، آخر ما وصلني من مصادر مطلعة ان المعارضة البحرينية استلمت من عمار الحكيم مبلغ وقدره مائة مليون دولار كدفعة أولى لإنشاء مركز ثقافي ظاهريا استخباراتي أيراني باطنيا كتعويض جغرافي بعد أن انكشفت خيوط المستشفى الإيراني في اليمن مؤخرا وتوقف أكمال مشروع المستشفى الإيراني في البحرين أيضا ، الحوثيون من جهتهم ينعمون بحماية ميلشيات بدر الضليعة  في الاغتيالات وأثارت الشغب ،ولان دوافع "التقية" (وهي سلاح لا غنى عنه في الثقافة الطائفية) دفعت بالحكيم الصغير الى القول ان "المجلس الإسلامي الاعلى "، سيعمل تحت قيادته على "الإنفتاح نحو المحيط العربي والاقليمي ودول الجوار العراقي وسيسعى الى تعزيز العلاقات مع المحيط الدولي"، لذا كان أول عمل قام به، في إطار هذا الانفتاح ، بعد توليه رئاسة المجلس ، هو زيارة السفير الإيراني فالأم الحنون (إيران) هي أول من يجدر "الإنفتاح" عليه ، وكان مجلس الشورى المركزي للحركة قال انه اختار الحكيم "نظرا لمواقفه الجهادية"  فالزعيم الشاب الذي عاد الى العراق على دبابات الحرس الثوري الإيراني عام 2003، وجد نفسه غارقا في أتون سلسلة مواجهات ومعارك طائفية، داخل الطائفة الشيعية (ضد عوائل أخرى)، وخارجها.

 

ويمكن القول ان المليشيات التابعة للمجلس (فيلق بدر) حققت الكثير من النجاحات في التخلص من مناهضيها، وفي إزاحتهم من الطريق. وساهمت الأعمال التي قام بها هذا الفيلق، فضلا عن المليشيات الطائفية الأخرى، في تثبت أركان النظام "الجديد" في العراق بالاستعانة بأفضل ما لدى الحرس الثوري من "خبرات" في "تحييد" الخصوم والأعداء ، لذا تعالوا نرى الصورة من زاوية أخرى بعيدة ، إيران تريد أرباك التيار العروبي المناهض لتوسعها في الوطن العربي من خلال فتح جبهات عدة في وقت واحد ، الجزء الأول انتهى ويتبع بالأسماء والأماكن والكواليس في الجزء الثاني  أن شاء الله .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٣٠ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور