مهزلة اسمها البرلمان العراقي

مع ان غالبية من انتخبتهم قوات الاحتلال الامريكي ليمثلوا دور شاهد الزور على تمثيل دور ممثلي الشعب العراقي ليسوا عراقيين او عرب ، ومع ذلك فانهم قد استحسنوا الدور ولعبوه ونسوا انهم مجرد لملمات لمها الاحتلال وانهم ومع اعتراف الاحتلال انهم من صنيعته فما زال دورهم التمثيلي مستمرا ،والغريب انهم جميعا يتكلم عن الدستور العراقي وهو دستور لا يقره الا أخرق ولايعترف به الا خائن وذلك لانه فرض عليهم من قبل الاحتلال ، وصارت قوانينه وتشريعاته الباطلة تناقش وكانها قدر العراق العظيم مع ماحواه من متناقضات ، وما احتواه من جراثيم التقسيم والتي لو فكر ان يطبقها المحتل على نفسه لعد في واشنطن انه من عتاة الخونة او راس الجنون .

اعضاء البرلمان العراقي العتيد والذين يحسبهم الظمآن برلمانيين يعملون كتلا اشبه بالكتل السرطانية الخبيثة ، وتصرفاتهم لاتدل ابدا على انهم عراقيون من ذوي الغيرة وانما هم مجرد عصابات تخطط ليل نهار لبيع العراق واهله وتدمير هذا البلد الذي نكب بابشع انواع الاستعمار والاحتلال، وليس ادل على ذلك من ان كبرى تلك الكتل السرطانية كانت الرائدة في الدعوة الى ان يدفع العراق تعويضات لجارته الحبيبة اكثر من مائة مليار دولار في الوقت الذي كانت فيه الدول تتنادى من اجل الغاء الديون والعقوبات ، وكانت غالبية تلك الكتل السرطانية تدعو الى اقلمة العراق الذي استكثروا عليه وحدة اراضيه وعمرها الاف السنين.

مهزلة التعديل الانتخابي وحكايا النقض التي يقودها نائب الرئيس تدل على مدى السخرية البالغة بهذا الشعب ومكوناته ، وتشرح المدى المخزي الذي تمشي عليه هذه الكتل السرطانية ، ومحاولة نزع الحق الانتخابي لاكثر من اربعة ملايين مشرد من اوطانهم بسبب مليشيات القتل الطائفي التي تديرها رؤوس ممثلة في هذا البرلمان وبرعاية امريكية واضحة وصريحة تدل على حجم المؤامرة التي يتفاعل فيها قادة القتل الطائفي في هذا البرلمان ، وآخر هذه المخازي هي ثورة اعضاء البرلمان على نقض الهاشمي لقانون الانتخاب، والذي طالب بموجبه بتعديل المادة الاولى من اجل تمثيل مشردي القتل الطائفي في تلك الانتخابات ، المخجل في الامر ان هذه الكتل تآمرت على حق المشردين بعد ان شردتهم وحرمتهم من مجرد ان ينالوا جزءا من مساعدات حكومية كان من المفروض بدولة تدعي انها منتخبة ديمقراطيا ويسوسها احزاب اسلامية ، ان تتق الله في اعراض ابناء العراق المشردين ، وان تمنحهم تلك العمائم الشيطانية بعض حقوقهم ، ولكن هيهات هيهات ، والاسوأ هو وقوف الاعرجي ممثل الكتلة الصدرية والذي يدعي مقاومة الاحتلال هو ومن ورائه قائدا لهذا التزوير المفجع من اجل حرمان مايقرب من خمس سكان العراق من ادنى حق من حقوقهم ، ودعواهم في ذلك ان غالبية المشردين هم من السنة او بقايا البعث ، بل وتحول مابقي من مقاعد تركها بريمر للسنة الى هدايا توزع هنا وهناك بواسطة التمثيل الديمقراطي في هذا البرلمان الاعور والمحكوم من قبل عصابات ادمنت الخيانة .

ان نقض الهاشمي والذي عومل في هذا البرلمان الاعور باستخفاف كبير لم يمر اطلاقا على مواد النقض ، وانما وزيادة وامعانا في الاذى فقد نزع هذا البرلمان نسبة كبيرة من المقاعد العربية ومنحت لقوى الاكراد الانفصالية ، وهو الامر الذي سر له قادة الاكراد الانفصالية والذين لم تملأ كروشهم بعد ثروات العراق المنهوبة والتي تحول من الخزانة العراقية الى حسابات البرزاني والطالباني الخاصة مباشرة ليحرم منها ابناء الاكراد انفسهم والذين لم يصلهم من نعم هذا الاستقلال شيء، وبرهن هذا البرلمان الاعور على ان من اكبر الاخطاء ان يشارك الشرفاء في العراق في هذه الانتخابات والتي خطط للتزوير فيها قبل ان تبدأ ، وحادثة النقض هذه وتبعاتها تدل وبلا شك على ان هذه الكتل ليست الا كتلا سرطانية وتمثل كتلة كبرى من خدم الاحتلال واعوانه ، وهذا يدل وبما لايدع مجالا للشك على فشل دعاة الدخول في تلك الانتخابات والتي ليست الا غطاء الاحتلال وفراشه، وماعلى الشرفاء في العراق الا رفض هذه الانتخابات واجبار المحتل على الانسحاب وتنظيم انتخابات حرة تعتمد وحدة العراق وعروبته وحرية المصير.

تحرير العراق وفلسطين والجولان واجب ديني ووطني وانساني فساهم في هذا الشرف الرفيع والذي لايدانيه شرف

globalrahhal@hotmail.com

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال