صحوة ضمير متأخرة

 
 

شبكة المنصور

د. يوسف اليوسفي
موفق الربيعي : (( هكذا هي حالنا ... لقد خرجت علينا ثعابين سامة من بين صفوفنا فأصبحنا مثل ( بلاع الموس) وهذا بالضبط اشبه بحالنا ))


مرة اخرى نتصدى لبث سموم صحيفة ( البينة الجديدة) من خلال ( حوار الطرشان) الذي اجراه رئيس تحريرها ستار جبار مع موفق الربيعي – مستشار الامن القومي السابق – في عددها 887 الصادر يوم الاربعاء 26/8 على الصفحتين 8,9 لكي يطلع القارئ الكريم على مدى خسة صحفيو الاحتلال الامريكي عندما يجعل من اللون الاسود القاتم والظلمة الحالكة لونا ابيضا .. ليغيروا قناعات الشعب العراقي بهولاء القتلة الذين هدروا دماء ابناء جلدتهم في سبيل المال الحرام والجاه الزائل والمواقع القيادية التي يلهثوا وراء الاجنبي للوصول اليها ( وهم صاغرون) وليعلم ابناء شعبنا العظيم ان ما ينطق به او يكتبه ( ستار جبار) او حواراته مع المسؤولين الحكوميين بعد حصوله على ( المكافئة المالية الكبيرة) فانما ينطلق من عقل ومخيله شخص غير سوي وغير مبدئي ولا يمتلك ذرة من الحرص على العراق الذي دمرته حفنه من المارقين الطائفيين الذين تسللوا في غفلة من الزمن وبدعم من المحتل الى كثير من المناصب والمسؤوليات التي لا يجيدون التعامل من خلالها مع الجماهير التي فقدت كل شئ من خلال هؤلاء العملاء واللصوص موفق الربيعي – طبيب فاشل – هرب من العراق وهو ينتمي الى حزب الدعوة الاسلامي التقدمي ولا توجد هنالك اية علاقة بين مهنته كطبيب وبين موقعه الذي اخرج منه قبل شهر وهو ( مستشار الامن القومي) وبعد خروجه من هذا المنصب فكر ان يفتتح عيادة ( سياسية) له بدل الطبية وهذه العيادة الحزبية ( الوسط) المتمثلة بتشكيل حزب ( الوسط) وهو يقول في معرض حديثه الانتهازي في هذه المقابلة : (( تعلمت من المرحلة الماضية دروس كثيرة حيث ان العراقيين يرفضون التطرف الفكري والسياسي والاجتماعي والتطرف المذهبي والطائفي وانا اعتقد ان العراقيين يفضلون الاعتدال والوسط ونحن لدينا رؤية خاصة هي الانحياز التام للمرأة والشباب والفقراء والمعدومين والمسحوقين )) ويضيف(( على هذا الاساس فقد عمدت الى نقل اموالي من احد مصارف لندن الى المصرف العراقي الاسلامي لكي لا احتاج لاحد ! انا كنت طبيبا استشاريا في كلية الطب الملكية البريطانية في لندن وتركتها عام 2003 وبعت مصانعي الثلاثة وقررت ان لا اعمل في التجارة والصناعة او كرجل اعمال باي شكل من الاشكال الفرص التي مرت علي في السنوات الست الماضية كانت فرص ذهبية كان يمكن ان اكون من خلالها ( ملياردير) وهو يؤكد ابتعاد الاحزاب التي جاءت بالمحتل الى العراق لتدميره وتمزيقه وفشلت في تقديم الخدمات للشعب وفي معالجة مشاكل الشعب العراقي ))


وفجأة يصحو ضمير ( كريم شهبوري) الايراني الاصل والجنسية ويحمل اكثر من جنسية عدا العراقية التي منحت له اخيرا يصحو ضمير هذا العميل ليحاسب نفسه ومن جاء معه على دبابة الامريكان لاحتلال العراق وهذه الصحوة ليست من باب ( الاعتراف بالخطأ فضيله) بل للارتماء في احضان الرذيلة اكثر وما كلاه هذا ومن معه الا للاستهلاك والدعاية الانتخابية السياسية القادمة بعد ان تمت تنحيته من المسؤولية ليؤسس حزب الوسط لذا نراه يبدأ حديثه المعسول حسب قوله الملمع ( اني ارى انهيار المنظومة الاخلاقية انا منحاز الى المتدينين واحب الذي يصلي واتمنى لو ان كل الناس يصلون ولكني ارى واتألم واطلع على كل التقارير التي تصلني والتي تشير الى ان عدد الناس الذين يشربون الخمر اكثر بعشرات المرات من الناس الذين كانوا يشربون قبل عام 2003 !؟ ( المايخانات الموجودة في بغداد تقريبا 11 و 12 مرة اكثر مما كان عددها في السابق ) هذا الحديث الانتهازي وهذه المسكنة وهذا التنصل من الافعال الشنيعة التي مارسها هذا العميل وغيره لا تنطلي على الشعب العراقي ومرة اخرى يتأسف هذا الدعي بان عدد المدمنين على المخدرات في العراق اصبح رقما مهولا وهو يناقض نفسه عندما يقول وهو اول مرة يصدق ( انه في السابق – يقصد الحكم الوطني ) من يتاجر او يتعاطى المخدرات في العراق فان عقوبته الاعدام ) !! وهو يقارن بين ما وصل اليه العراق تحت سيطرة الاحتلال والغزو الامريكي – الايراني دون ان يعلم ان تطبيق نظرية ( من فمك ادينك) !!! تدينه ويتحدث عن الرشاوي وعن المحسوبية والنهب والسرقة والقتل والتدمير الطائفي وكأنه غير مسؤول عما جرى وعندما يقول ويعترف بوقاحة ( نحن جميعا نتحمل مأساة شعبنا ولا بد من محاكمة عادلة لا نفسنا) !!


ويستمر هذا المشعوذ الشحاذ في الحديث عن ما وصلت اليه الامور من خراب شامل لكل البنى (التحتيه) و
( الفوقية) جراء ما دمرته امريكا وايران في العراق وهو يتحاشى في حديثه ذكر اسم ( ايران) وهو الحريص على سمعتها كونه ايراني الاصل اكثر من حرصه على العراق حيث يقول لمحاوره ستار جبار الذي اعتاد على الجلوس واكل الفتات على موائد المحتل والمسؤولين والغزاة من اين تريد ان ابدأ معك ؟ من الحصة التموينية التي كانت في الزمن السابق تضم اكثر من ( 10 ) مواد ويقارن ان الحصة الان تصل الى اقل من 60% من المستحقين وتصل بواقع مادتين او ثلاث !؟ ويعترف مرة اخرى ان (( وزير التجارة السابق محمد مهدي صالح كان يوزع الحصة التموينية الى اكثر من 95% من المستحقين وهذا دليل على ان وزير التجارة الحالي غير كفوء وغير قادر على توفير الحصة التموينية ) وهو بهذا يؤكد مسألة في غاية الاهمية حين يقول ( وهذا يعني اننا غير كفوئين ايضا لان ندير هذا البلد) !! ثم ينتقل الى التعليم ليقارن بين المستوى العالي الذي وصل اليه العراق في مجال التربية والتعليم العالي ابان دولة البعث حيث يوضح الفارق الكبير بين ما كان عليه التعليم ونظامه وبين ما وصلت اليه الامور الان من تزوير الشهادات الى تزوير الدرجات العلمية .. الى الرشاوي المقيتة في هذا المجال ويعرج على الوضعية المزرية التي يعيشها الطالب والتدريسي الان وهو يقارن في هذا القطاع حيث يعترف بعد زيارته لمحافظتي واسط وذي قار بانه ( هنالك مدارس مبينة من الطين والصفيح ويداوم فيها الطلاب على ثلاث وجبات الصبح – الظهر والعصر ويستمر ( شهريار) في حديثه ( المنمق) قبل ان يدركه الصباح ليقول ( اذا نظرنا الى الرعاية الصحية فهي بحد ذاتها كارثة وهو يشير الى رئيس التحرير ليعطي مثلا بقوله ( انا تدربت عام 1966 في مدينة الطب ببغداد عندما كنت طالبا في كلية الطب وكانت هذه المدينة الطبية افضل من الان بكثير !! ) وكانت الرعاية الصحية بالمجان والان الموظف المسؤول عن السونار يأخذ منك كذا مبلغ وكذلك قاطع التذاكر وغيرهما الكل يريد مالا .. ويقول مؤكدا : ( ما هذه الفوضى ؟ هل هذه دولة ؟) ونقول له انت كنت ولا زلت ابن هذه الحالة المأساوية التي اوصلتم العراق وشعبه اليها فهل تستطيع ان تلمع وجهك القبيح ووجه حكومة الاحتلال والعمالة يا شهبوري ) ؟ وكانه لا يدري انه يطبق المثل القائل ( ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم) وهنا وقبل ان يستدرك ( شهريار) الصباح يتذكر ان الاحتلال الامريكي في السنوات الست الماضية كان عرقلة لكل شئ ويقول ( انا مع الناس الذين يقولون ( ان الاحتلال كان عبئا على العراق والاضرار الجانبية التي كانوا يحدثونها في مداهماتهم كانت اضرارا رهيبة وهي التي الهبت الشعب العراقي ضدهم وهي التي اطالت عمر العنف في العراق ) وبأشارة بهلوانية درامية من التي اعتاد العراقيون على مشاهدتها عند المسؤولين العراقيين عندما يريدون ان يتنصلوا من مسؤولية العدوان على العراق يقومون بنشر الغسيل علينا منطلقين من مقولة ( علي وعلى اعدائي) حيث يكشف هنا سرا لم يعد يخفى على احد حين يقول ( حقيقة نحن لم بجلب الاحتلال الاحتلال هو الذي جاء وفرض نفسه علينا ( وانا اقول لك اننا صحيح اشتغلنا في اقناع الغرب ( الولايات المتحدة) على وجه الخصوص والمملكة المتحدة لدعم المعارضة العراقية لاسقاط النظام وبعد ذلك وبشكل غير مسبوق ينقله رئيس التحرير الطائفي ستار جبار بسؤال لا علاقة له بمحاور المناقشة حيث فاجأه بحشر هذا السؤال بقوله (( دكتور يقال انك الوحيد من ناشطي حزب الدعوة الاصلاء القدماء الذي بقيت علاقتك بالمرجعية هل انت مؤمن ايمان كامل بحكمه السيد السيستاني وتختلف عن حزب الدعوة بذلك ؟ ))


من الواضح ان ها السؤال جاء محشورا وان الاجابة عليه انتهازية بمعنى الكلمة حين يقول ( انا اتقاطع مع كل اولئك الذين يخالفون المرجعية ) ويضيف من خلال الدجل الواضح والنفاق السياسي ( ان السيستاني رحمة ونعمة من الله للعراقيين وهو لا يتدخل لا بالدولة ولا بالدين ولكنه يؤمن بان للدين دورا ارشاديا توجيهي اخلاقي ) وهنا يناقض نفسه حيث يعلم الجميع ان السيستاني رجل سياسة قبل ان يكون رجل دين ! وان جميع الاحزاب الدينية في الائتلاف وخارجه تدين له بالطاعة العمياء وسياسيا اكثر منها دينيا وهنالك امثلة كثيرة منها : الدستور , الانتخابات ودعايتها ... الخ وبعد جملة من التناقضات على لسان هذا الطائفي من خلال هذه المحاورة اليتيمة التي اراد من خلالها ذر الرماد في العيون حيث ان تركيبة الاسئلة وطريقة الاجابة عليها توحي ان الغاية الاساسية من هذه المحاورة هي ( المزيد من استغفال الشعب العراقي)


لقد صور ستار جبار موفق الربيعي بالحمل الوديع والمناضل الصنديد وهو ومن معه في العملية السياسية يعلم ان هذا الرجل هو فاشل الاول في حياته العملية والساسية والاجتماعية والسبب يعود لكون ان هذا العميل ليس له جذور في هذا الوطن وليس له مصلحة حقيقية في بناء العراق وهو رجل طائفي لحد الموت ولكن ظروف فشله منذ بداية تسلمه المسؤولية في زمن سئ الصيت (( بريمر)) ولحد الان هي التي ابعدته عن السياسة وخروجه من حزب الدعوة بسبب الصراعات القاتله بين قياداته وخصوصا بينه وبين الجعفري والمالكي وغيرهم من رهط السياسيين ( المنافقين)


هؤلاء امثال الالوسي واحمد الجلبي وكريم شهبوري وستار جبار واخرين وضعتهم المخابرات الامريكية في ( الجيب) وتطلق عليهم صفة ( الاحتياطي المضموم) لامريكا متى ما ارادت استخدامهم وهؤلاء وغيرهم ينتظرون ادوارهم لتلعب امريكا بهم كما تلعب ببيادق الشطرنج عند الحاجة) وهم لا يفقهون شيئا لا في السياسة ولا في الاقتصاد ولا الطب ولا في علم الاجتماع سوى انهم يجيدون ادوار العمالة والجاسوسية والاصطفاف مع الاجنبي في تخريب العراق


عودة اخرى الى ستار جبار واختياره لموضوع مقابلاته مع ( المسؤولين) وحتى مقالاته وافتتاحياته التي تقطر سم الطائفية لا يروم من خلالها الا توجيه السهام القاتلة الى صدور العراقيين


وربما سائل يسأل لماذا لم ينبري ستار جبار ويشمر عن ساعديه بعد ان اشارت اصابع الاتهام للجميع الى ايران ليسمي مرتكب الجرائم النكراء بالاسم ؟ لماذا يحاول دائما تقديم الامور العنصرية والطائفية في طرحه الصحفي اولا ثم يهمل قضايا الوطن من جرائم ترتكبها ايران نهارا جهارا بحق الشعب العراقي البطل ؟ كفى استهزاءا واستهتارا بمشاعر العراقيين ايها الصحفي القزم المتلون ... كفى ضحكا على ذقون العراقيين حين تقدم على ابواب صحيفتك الصفراء واحد من ابطال قاتلي الشعب العراقي ( كريم شهبوري) على انه ( بطل قومي) لا يضاهيه احد في الخيانه والعمالة والغدر كفى تشفيا بالم العراقيين المذبوحين .. كفى تغييرا للحقائق الثابتة على الارض ايها الصحفي ( الخردة) .... كفى اذلالا للعراقيين ... وكفى لعبا على الطائفية والمحاصصة المذهبية وكفى دجلا لان العراقي الصميمي ابن هذه الارض لا تنطلي عليه الا عيبكم يامن جئتوم على ظهر دبابة المحتل ... واخذتم تتبادلون ادوار الخيانه والتأمر وحسب الوصفة الطبية الامريكية الصهيونية الايرانية لكم ولا مقالكم في الخيانة والارتماء باحضان المحتل من اجل حفنه من الدولارات عودكم عليها اسيادكم ودفعوكم الى الهاوية والمنزلق الخطير عندما وضعوكم في مواقف لا تحسدون عليها الا وهي خيانه العراق العظيم واود ان اذكر القارئ الكريم في بداية هذه المقابلة عندما اعلنها كريم شهبوري حين يقول لمحاوره واصفا حال العملاء وما اوصلوا اليه العراق من دمار شامل فيقول :


( هكذا حالنا وحال العراق وكيف وصلنا الى ما هو عليه الان ويشبه هذا العميل حالهم يعترف وحال كل عميل خائن وهو يعترف انهم اصبحوا مثل (( بلاع الموس )) ونقول لهذا العميل (( من فمك ادينك )) واترك تفسير هذين المثلين للعراقيين


ولا يسعني في ختام هذا الرد الا ان اكرر قول الشاعر الذي اردده دائما فيقول:


حبلى السنابل ينحنين تواضعا    والفارغات رؤوسهن شوامخ

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور