متى يراجع '' قوميو  إيران العرب '' مواقفهم ؟؟

 

 

 

شبكة المنصور

إيمان السعدون

" المصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار"
مارتن لوثر كينج

 

مصيبة الأمة العربية لاتنحصرفي صمت الأخيار من أبنائها ،أو في خيانة بعضهم وتواطئهم مع اعداء الامة،ولا في مواقف الفئة التي ترى في القومية كفرا،والعروبة اثما ،او نهج تلك التي تسوق  الهزيمة وتدعو الى الخنوع لأوامر الإدارة الأمريكية كسبيل وحيد لنهضة الأمة  فحسب ! بل ان مصيبتنا الكبرى تكمن في الموقف المهزوز لبعض دعاة العروبة وتجارها، وسعيهم الى فرض "واقع"يتناقض مع موقف الغالبية المطلقة لابناء الامة العربية.
هذه المجموعة المتاجرة بالشعارت القومية ،وانطلاقا من حسابات ذاتية، وقراءة خاطئة للواقع العربي الراهن ،تضع جماهير الامة وقواها السياسية امام خيارين مصطنعين:


 اما الهزيمة والاستسلام ،والرضوخ لشروط المشروع الأمريكي – الصهيوني ،أو المقاومة والرفض ضمن تحالف سياسي تقوده ايران بكونها  "عمقا استراتيجيا للامة العربية" !؟ وحليفا "اسلاميا ثوريا" معاديا للمشروع الامريكي في المنطقة .

 
" قوميو إيران  العرب " يضعون ابناء الامة العربية  بشكل بعيد عن الواقع ازاء خندقين ،الخندق الامريكي – الصهيوني ،والخندق المقاوم بقيادة ايران ، وعليه فمن لا يصطف في الصف المناصر لإيران ويقبل في قيادتها، فانه يقف  بالضرورة في الخندق الامريكي -الصهيوني ؟!

 
هذا المنطق ليس خاطئا  فحسب ، بل منطق مرفوض ومنحرف لإهماله
جملة من الحقائق التاريحية  منها: الاعتداءات الإيرانية  المتكررة على العراق والامة العربية ،استمرار الاحتلال الايراني لجزرا واراضي عربية ، قمعها للشعب العربي في الاحواز ، ودورها القذر في تسهيل الاحتلال الامريكي للعراق.


هذا المنطق المنحرف يقفز على حقيقة ان للشعب العربي خيارا ثالثا اكثر فعالية وقوة من الخيارين المذكورين .هذا الخيار يتجسد في  المشروع القومي المقاوم المنطلق من رحم الامة العربية والمعبرعن مصالحها ، بعيدا عن تاثيرات مشاريع الهيمنة الأمريكية والإيرانية. فبوسع ابناء الامة وقواها السياسية ان يقفوا على نفس المسافة من رفض اطراف  المثلث الامريكي – الصهيوني – الايراني  المعادي لوجودالامة العربية ومصالحها،وبامكانهم  رفض قيادة ايران لحركة المقاومة العربية دون ان يصطفوا في الخندق الامريكي - الصهييوني .


على " قوميو إيران العرب " ان يدركوا بان تسويق ايران كزعيمة لمعسكر المقاومة العربية جهدا فاشلا وعقيم. واذا كان المشروع الأمريكي – الصهيوني في العراق والوطن العربي قد هزم عسكريا وسياسيا ،نتيجة لجهود ابطال المقاومة الوطنية العراقية ،ونتيجة لمقاومة الشعب العربي لثقافة الاستسلام والتطبيع ،وتمسكه بهويته القومية واصراره على  عروبة فلسطين ،فان مصير المشروع التوسعي الإيراني  في العراق والمنطقة لن يكون اوفر حظا من مستقبل المشروع الامريكي الصهيوني. فالمقاومة التي الحقت الهزيمة باكبر قوة عسكرية  واخطر مشروع استعماري قادرة على الحاق الهزيمة بمشروع تصدير الفوضى الطائفية الايرانية الى الوطن العربي.

 

لا نبالغ إذا قلنا إن الشعب العراقي اليوم أكثر اتحادا واكثر تمسكا بهويته الوطنية والقومية،وانه اكثر إصراراعلى مواجهة التغلغل الإيراني ودحره. واذا كان النظام الايراني قد نجح مؤقتا في تمرير المخطط التوسعي الايراني على شريحة بسيطة من ابناء شعب العراق، عن طريق عملائه ، ومن خلال رفع  الشعارات المناهضة للسياسة الأمريكية ،والمعاداة الشكلية "لا سرائيل" ،وعبر تمويل المؤتمرات وشراء الذمم واستثمار تطورات الساحة اللبنانية ، فان خفايا  المخطط الايراني التوسعي التخريبي في العراق ودوره في تسهيل الاحتلال الامريكي وتدمير البنية الاجتماعية باتت حقائق  واضحة لشعب العراق وابناء الامة العربية . هذا الدور التخريبي قد كشف حقيقة نوايا ملالي إيران وطبيعة مشروعهم الاستعماري الذي يتخطى حدود العراق ليشمل جميع اقطار الوطن العربي .لذلك ليس غريبا ان نلاحظ تراجعا في  الموقف المناصر لايران بعد إن كان الكثيرين  يفتخرون  في علاقاتهم المميزة بالنظام الإيراني، وكانوا لا يجدون حرجا في التطبيل لايران .  


ومع هذا التراجع الكبيرالا ان هنالك عددا من الأسماء المعروفة  ما زالت تصرعلى المراهنة على "إيران المقاومة"  ومازالت تناصر النظام الايراني بشكل مشبوه .

 
ان ابناء الشعب العربي ولا سيما نخبه الثقافية والسياسية مطالبين اليوم في الالتزام  بالخيارالنهضوي القومي المقاوم ، ورفض كل المشاريع الاجنبية بما فيها المشروع الايراني،وعليهم التمسك في خيار المقاومة كحق مشروع ،والتمسك في  حق شعب العراق بالحرية ،والتمسك في عروبة فلسطين ، كما وان عليهم رفض التقسيمات الطائفية والفدرالية ونبذ الفكر التكفيري  بكل اشكاله ومصادره ،والاهم من كل ذلك عليهم  رفض  كل اشكال التبعية لإيران ولأمريكا .


لقد إن الأوان للنخب السياسية والثقافية العربية المسوقة لايران كحليف استراتيجي  لان تراجع موقفها، وتعود لقواعدها والى محيطها العربي، وان تنضم الى الغالبية المطلقة من ابناء الشعب العربي الرافضة للدور الإيراني بقدر رفضها لمشروع الهيمنة الامريكي -الصهيوني،وان تدعم المشروع العربي بكل مقومات النجاح  بدلا من إن تبقى  خارجه لتسقط كما سقط من قبلهم اولئك اللذين راهنوا على نجاح المشروع الامريكي  .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور