اسرار غزو العراق كما رواها الكاتب الامريكى بوب وودورد 

ومادار فى اللقاات المغلقة وهكذا خسرنا الحرب

 
 
 

شبكة المنصور

فلاح ميرزا

دائما نحن بحاجة الى قراءة ماكتب ودون  وكشف عن الدوافع التى كانت وراء القرار الامريكى باحتلال العراق  و التخلص من نظام الحكم الذي كان يقوده ورئيسه وبعملية لم يسبق  لها مثيل  فى التاريخ  ورغم ماقيل من اسباب وحجج  كانت وراء ذلك فان كثير من العقلاء  واصحاب الضمائر الحية كشفت عن كثير من الاسرار التى كانت وراء ذلك والتى تهدف من خلال ذلك ليس تحقييق العدالة وحماية الانسانية والتخلص من الدكتاتورية بل كانت  نوازعهم تماما عكس ذلك فالكراهية والتعطش للقتل وحب المال وتحقيق المكاسب المادية وكرها بالمبادى العربية واصولها الدينية سببا مباشرا لهذا القرار السيى الصيت والكارثى ليس على الولايات المتحدة الامريكية فحسب بل على العالم كله  وتبقى القراآت السريعة وبالتالى نتائجها ذات تاثير كبير على الامم والشعوب وسيذكرها التاريخ بحروف سوداء كالتى زالت تتردد فى كل مناسبة  الحرب العالمية الاولى والثانية والقاء القنابل على هروشيما ونكازاكى واحداث  11 سبتمبر 2001 وحربى العراق وافغانستان  ومن هنا فان ماذكره الكتاب الذى كتبه الامريكى المعروف  بوب وودورد, حول الاسرار التى احتوتها  عملية غز و العراق  فى جلسات مغلقة بين الرئيس الامريكى  بوش وقيادته جاء فيه مازال هذا الكتاب يثير فى الدوائر السياسية والفكري فى اميركا عاصفة من الاهتمام والنقد والمتابعة تاتى على شكل لقاءات متلفزة وعروض تحليلية منشورة وتعليقات اذاعية ذات توجهات شتى ومعظمها يهتم بالمعلومات التى يكشف عنه  المؤلف من خلال المقابلات المسجلة التى  اجراها مع اهم الشخصيات التى ادت ادوار جوهرية على المسرح الاحداث فى العراق وفى مقدمتها الرئيس بوش شخصيا ويلاحظ ان دوائر البيت الابيض لم تشأ ان تشكك فى موثوقية المعلومات ولكنها اعلنت انها تختلف مع ماوصل اليه المؤلف من احكام واستنتاجات خاصة وان الكتاب يضم نصوصا لاحاديث وتعليقات واراء فضلا عن لقاءات محددة مع الرئيس الامريكى خص بها مؤلف الكتاب الذى لم يتردد فى ان يشفع هذا كله بتعليقات ناقدة  واحيانا سلبية . فى حين ظل يحرص منهجيا على متابعة مسار القنوات الخلفية التى كان البيت الابيض يستخدمها من وراء الستار لتشكيل مسار الاحداث او محاولة السيطرة عليها فى غمار ادارة جمهورية  حاكمة فى واشنطن ولكن تستبد  بها الصراعات بين القوى والاحتكاكات بين العناصر المؤثرة وكانها حرب داخلية على نحو مايقول  عنوان الكتاب يونيو من عام 2006.. وقف رجلان في شرفة السفارة الأميركية في بغداد..

جاء الأول من واشنطن استعداداً للقاء رئيس الوزراء العراقي، ولكنه آثر أن يصغي إلى أبعاد الموقف يشرحه الرجل الثاني الذي كان قد أمضى في بغداد سنتين حافلتين بالأحداث. كان الأول هو الرئيس الأميركي بوش..

وكان الثاني هو الجنرال جورج كيسي قائد القوات الأميركية في العراق. كان مشهد الشرفة.. وما دار على أرضها من
حوار بين الرئيس والقائد العسكري هو محور السطور الأولى التي افتتح بها الصحافي بوب وودوارد فصول أحدث كتاب ما زال موضعاً لحوارات وتحليلات وشغف عميق من جانب جماهير القارئين.

ولا تثريب علينا حين نستخدم مصطلحات المسرحية والستار والفصول ودراما الشخصيات: إن بوب ينشر مع الصفحات الأولى قائمة تحوي أسماء الشخصيات التي تناولتها فصول الكتاب على عادة ما يفعل مؤلفو المسرح ثم يشفع اسم كل شخصية ببيان الذي تلعبه « الدور » الوظيفة أو بالأدق في دراما الأحداث التي تدور وقائعها بين أميركا والعراق. أول عبارات الحوار - الدرامي وهو بداهة حوار موثق لأنه جاء على لسان الرئيس بوش مخاطباً
الجنرال كيسي قائلاً: يتعين علينا أن نكسب. وبعدها يعلق المؤلف فيقول: إن هذا التأكيد على ضرورة الفوز في حرب العراق سمعه الناس متكرراً في أكثر من مناسبة.

بل سمعه الجنرال كيسي شخصياً عشرات المرات. المهم أن الجنرال رد على الفور مخاطباً رئيس الجمهورية: أنا معك.. ولكن لكي نكسب علينا أن نخفض حجم قواتنا إلى الحد الذي تستطيع أن تتحمل وطأته ويتحملونه يقصد « هم » هم أيضاً.

يوضح المؤلف أن بها العراقيون، مضيفاً في هذا السياق ما يلي (ص 4): كان الجنرال كيسي يشعر أن العراقيين وهم شعب معتز بنفسه ومقاوم ضد الاحتلال الأجنبي.. لا بد أن يتسلموا مقاليد الأمور في نهاية المطاف. ومن ثم فإن وجود قوات أميركية بحجم كبير كان يعني عدم الاحترام. والأسوأ من هذا أيضاً أنه يجعل العراقيين في حال اعتمادعلى الغير يواصل المؤلف قراءته في أفكار القائد العسكري الأميركي في العراق فيقول أيضاً: كان العراقيون بحاجة إلى استرجاع بلدهم واحترامهم لأنفسهم، وتلك أمور جوهرية بالنسبة لثقافة العرب. كانوا بحاجة إلى أن يخوضوا حربهم الخاصة بهم وأن يديروا حكومتهم النابعة منهم.. والمشكلة إن لم يتح لهم لا هذا ولا ذاك.

بوش.. مشكلة الحرب ويعرض المؤلف لمشكلات كثيرة خلال الفقرات الاستهلالية من الكتاب.. ومشكلات أكثر كانت تشغل بال الجنرال كيسي وهو يقود قوات الولايات المتحدة في بلاد الرافدين.. وبغير مقدمات يمضي المؤلف قائلاً: خلص الجنرال إلى أن ثمة مشكلة رئيسية تكتنف سير الحرب في العراق.. وهذه المشكلة هي... الرئيس بوش شخصياً.

ولقد أسرّ الجنرال المخضرم إلى زميل له موضحاً كيف أن بوش كان يعكس آراء وموقف الجناح المتطرف من الحزب الجمهوري في أميركا حيث ظل هذا الجناح يردد الشعار التالي: اقتلوا أبناء السفلة.. تحققوا ما تنشدونه من نجاح.

ومنذ البداية ظل الرئيس بوش يتابع تطورات هذه الحرب من المنظور التقليدي فلا يكف عن السؤال عن عدد أفراد العدو الذين وقعوا أسرى أو سقطوا قتلى. كان للجنرال كيسي رؤية مغايرة على نحو ما يضيف بوب ودوارد قائلاً: الجنرال كان يرى أن المعركة الحقيقية تتمثل في أمر جوهري هو: إعداد العراقيين لحماية وحكم أنفسهم بأنفسهم.

بل كان كيسي لا يفتأ يحيل إلى آراء الكولونيل البريطاني لورنس، الشهير تاريخياً باسم لورانس العرب والذي أعمدة الحكمة » سجل في كتابه بعنوان آراءه عن العرب في العبارات « السبعة التالية: دعهم ينجزوا الأمر بأيديهم ولو جاء منقوصاً، وهذا أفضل من أن نعمله كاملاً ولكن بأيدينا نحن.. إنها حربهم.. وبلادهم وأما وجودك على أرضهم فهو موقوت ومحدود.

كان القائد العسكري يعتنق هذه الأفكار.. بل ويعمل على ترجمتها إلى أوامر تصدر إلى سائر أركان حربه وأفراد قواته.. ومن ناحيته - يضيف مؤلف الكتاب - كان الرئيس بوش يبدي موافقته على طرف لسانه إزاء أهمية هذه الأفكار وفي مقدمتها أهمية .« أهل العراق » كسب الناس ومع ذلك كان بوش لا يلبث ينحني ليسأل باهتمام أشد عن الغارات التي يشنونها والعمليات العسكرية التي ينفذونها وما أكثر ما كان يمطر كيسي بأسئلة غاية في الإلحاح عن عدد من قتل ومن وقع في الأسر.

يصل المؤلف من هذا العرض إلى خلاصة في عبارات تقول: كانت مشاعر الجنرال كيسي تغلي وتفور.. وجاءت أسئلة الرئيس المتواصلة لتؤكد له أن القائد الأعلى يؤمن باستراتيجية قائمة على الاستنزاف لا تتورع عن استئصال شأفة الأشرار.. هذا رغم أن حرب فيتنام سبق أن أكدت أن مثل هذه الاستراتيجية لن تصادف النجاح.

ومهما قتلوا أو اعتقلوا من أعداد المتمردين أو المعارضين أو الرافضين فلسوف يأتي من بعدهم الكثير. وفي السياق نفسه يلاحظ مؤلف الكتاب أن من قبيل التناقض صدور موافقة الرئيس بوش ومعاونيه الأقربين في مجلس وزراء الحرب بالبيت الأبيض على الخطة التي اقترحها الجنرال كيسي في العراق.

الخطة السرية
ومن عجب أن تصدر هذه الموافقة عشية سفر الرئيس إلى العراق ولقائه الذي عرضناه مع مؤلفنا على شرفة السفارة في بغداد، حملت الخطة اسم تأكيداً لارتفاع مستوى « سيكريت » سريتها وانطلقت من مبدأ أساسي هو المثابرة والتحمل لأن النجاح الاستراتيجي في العراق هو الذي ينجزه العراقيون أنفسهم. وهكذا انقسمت الخطة إلى 3 مراحل هي: الاستقرار في أوائل عام 2007 ، استعادة السلطة المدنية حتى منتصف عام 2008 ، دعم الاعتماد على النفس لغاية عام 2009 . ورغم هذه الموافقة.. فقد استمر جدار من عدم الارتياح يرتفع ليفصل بين توجهات الرئيس والجنرال إلى حيث أفضى إلى النتيجة التالية بعبارات مؤلف الكتاب: مع مرور الزمن فقد كل من الطرفين في صمت ثقته في الطرف الآخر.

في هذا السياق تدخل إلى مسرح الأحداث الذي يصوره هذا الكتاب شخصية أخرى لها أبعاد فريدة كما نتصورها هي شخصية الكولونيل ديريك هارفي. كان القوم في واشنطن يطمحون إلى فهم أعمق لأبعاد الموقف في العراق.. كانت تطورات الموقف تكاد تفضي إلى ورطة سبق أن وقعت فيها الولايات المتحدة في أدغال جنوب « فيتنام » الشرق الآسيوي وتحمل اسم التي ما برحت ندوبها وجراحاتها ماثلة في الذاكرة الأميركية المعاصرة.

لهذا نصحوا كلاً من الجنرال كيسي والرئيس بوش بأن يسمع من الكولونيل هارفي ويفيد - إن استطاع - من خبرته التي تشكلت في ربوع منطقة العراق وجيرانه على مدى 20 عاماً. هنا يوضح لنا المؤلف كيف أن هذا العسكري الأميركي الذي جمع بين شخصيتي الجندي ورجل الاستخبارات المحترف أتيح له منذ أواخر الثمانينات أن يجوب كل أنحاء العراق في سيارة أجرة يقطع فيها 500 ميل ويزور قرية من بعد قرية ويلتقي سكانها المحليين وينام على طين الأرض ويعيش أبسط الأساليب وأشدها تقشفاً.

ومن الطريف أن يصف المؤلف شخصية هارفي المذكور بأنها كانت أقرب إلى شخصية المفتش كولومبو - رجل التحقيقات في المسلسل التلفزيوني الشهير بمعطفه الرث وشعره غير المشذب وأسئلته التي لا تنقطع. لماذا كان هارفي - كولومبو المذكور مهتماً بأمر العراق إلى هذا الحد من التفاصيل والزيارات الميدانية؟ يورد المؤلف إجابة موجزة عن السؤال تقول: بعد حرب الخليج عام 1991 ، كانت المخابرات المركزية الأميركية تتنبأ بسقوط محتوم لصدام حسين في العراق.. في حين أن هارفي كان مصراً على أن صدام مستمر لأن أبناء طائفة السنة في العراق كانوا يعرفون أن مصائرهم مرتبطة بمصيره.

إذن.. نحن في أزمة! المهم أن الجنرال كيسي التقى مع هارفي وأمعن الرجلان في تأمل تطورات المؤلف في العراق. كان ذلك « أبو غريب » في أعقاب فضيحة سجن الشهيرة.. وبين وسط سحائب دخان السجائر أطلق الجنرال جملة صارت معروفة من بعد في دوائر البنتاغون والبيت الأبيض وهي: إذن فنحن في أزمة.

يوضح المؤلف أيضاً كيف أن مثل هذه الآراء كانت تجد صداها عند وزير خارجية تلك الفترة - الجنرال كولن باول الذي كان يؤمن بأن أهم ما ينبغي تحقيقه في العراق هو السيطرة على الأوضاع بهدف تحقيق هدف أساسي كان باول يلخصه في كلمة واحدة: الأمن.

تأتي تساؤلات وضغوط من مجلس الأمن القومي في البيت وكانت ترأسه وقتها كوندوليزا رايس لتؤكد التركيز على إنتاج بترول العراق، وإصلاح إمدادات الكهرباء اللازمة لاستمرار حياة السكان. ينضم الرئيس بوش إلى هذه الضغوط فما كان من الوزير باول إلا أن واجه جورج بوش (ص 21 ) قائلاً:

سيادة الرئيس: البترول له أهميته.. والكهرباء مهمة بدورها. ولكن لا شيء من هذا كله يغير الموقف.. بدون توافر الأمن.. إن الأمن هو العنصر الذي ينبغي أن يسبق كل شيء. في كل حال ظل الرئيس بوش يحاول استكشاف أبعاد الموقف ومشكلاته من مصادر وشخصيات شتى. وفيما كانت هذه الأبعاد تزداد سوءاً بدأ الكونغرس يمارس ضغوطه بهدف استعراض الموقف ومراجعة ما استجد عليه من تطورات.

ويحسب لأسلوب التناول الأميركي اهتمامه بأن تتم هذه المراجعات - لا من خلال أوامر رئاسية واجبة التنفيذ، ولكن من خلال تشكيل مجموعات عمل تتولى أمر الدراسة والتمحيص ويقوم على أمرها شخصيات ذات وزن تنتمي إلى كل من حزبي الحكم والمعارضة.

لجنة الأمل المستحيل هكذا تشكلت لجنة دراسة أحوال العراق برئاسة اثنين من مخضرمي السياسة الأميركية: الأول هو الجمهوري جيمس بيكر وزير خارجية بوش الأب، والثاني هو الديمقراطي رئيس لجنة العلاقات « لي هاملتون » الخارجية في مجلس النواب.

أجرت المجموعة مقابلات ميدانية ضمت العديد من المسؤولين المدنيين والعسكريين المتعاملين مع الشأن العراقي.. آخر تلك المقابلات كانت مع جنرال يبلغ من العمر 53 سنة. له ملامح شاب في مقتبل العمر وسبقته شهرته كضابط على قدر كبير من الكفاءة وقد بادره واحد من أعضاء مجموعة الدراسة قائلاً: سمعنا أن الأمر يقتضي انقضاء مرحلة زمنية ما بين عامي 2009 و 2013 قبل أن يصبح العراقيون مسؤولين عن أمن بلادهم.. فما رأيك؟ رد الجنرال بترايوس قائلاً: هذا هو السيناريو الأكثر تشاؤماً.. ومع ذلك لا بد من القول ان بيئة الأمن في العراق هي أصعب ما رأيت خلال 31 عاماً أمضيتها في السلك العسكري.

في المقابلة نفسها - يضيف كتابنا - أكد الجنرال بترايوس على أهمية المصالحة الوطنية بين أطراف المشهد العراقي وقال: علينا أن نكفل للسُنّة سبباً يحفزهم على دعم (قيام) العراق الجديد. إن العراق يجسد تحدياً مدنياً وعسكرياً في آن معاً.

وعلى نحو ما ظل يردد الجنرال ديفيد بترايوس (ص 45 ) فإن قضية العراق لا يمكن أن تحل عسكرياً بل ينبغي التماس حل سياسي لها. والمشكلة أنه كان هناك في دوائر السلطة العليا في العاصمة واشنطن من كان يرى خلاف ذلك بمعنى أن في يد الحل العسكري حسم الأمور في العراق.

وهنا يعرض كتابنا أيضاً إلى آراء الجنرال كولن باول وكان وزيراً للخارجية خلال شن الحملة على العراق وقد طرح باول معظم هذه الآراء في لقاءاته مع مجموعة بيكر - هاملتون المكلفة بالدراسة.. وتكشف هذه الآراء عن مدى التخبط والخلافات بين بنتاغون - وزير الدفاع رامسفيلد وبين دبلوماسية - باول وبين تخبط البيت الأبيض.

ويواصل المؤلف في إطار استعراضه لأسرار وخبايا عملية إدارة البيت الأبيض للأوضاع في العراق إبراز تفاصيل تكشف عن قدر من التخبط، حسبما يذهب، في التعاطي مع الأوضاع هناك، فيشير إلى كيف لقي قرار بوش التصعيد العسكري الأمريكي بالعراق معارضة من أكبر قائدين مسؤولين عن الميدان في أرض الرافدين وهما الجنرال كيسي والجنرال أبي زيد.

التجسس على حكومة المالكي كما يفصح عن عمليات التجسس على حكومة المالكي قائلا إن وكالات الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة كانت تمارس تغطية واسعة النطاق بمعنى نشاطا تجسسيا على رئيس الوزراء المالكي وأعضاء آخرين ضمن حكومته وأن مسؤولين مطلعين على عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية يعتقدون أن هذه العمليات وفرت تصورا نافذا وشفافا بشأن تصرفات نوري المالكي. كما يعرض لرؤية بوش للحرب والتي تعبر عن عقلية حاصرْهم أو اقتلْهم وهو ما شعر الجنرال كيسي قائد القوات السابق في العراق أنها تمثل تعبيرا عن سوء الفهم الأساسي من جانب الرئيس بوش للحرب الراهنة.

وينقل لنا جانبا من ملامح القلق لدى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس إزاء تطورات الأوضاع حيث كانت تتصور أن بالإمكان التوصل إلى صفقة سياسية من نوع ما، صفقة تتيح لكل من الأكراد والشيعة والسنّة أن يرتضوا جميعا مكانا تحت الشمس لكن العنف الطائفي كان مسيطرا على كل شيء.

« الورطة » بترايوس يقود .. يوم الثلاثاء 20 يناير عام 2007 وسط زمهرير الشتاء كان الجنرال بترايوس يقود سيارته على الطريق السريع بمدينة لوس انجليس في طريقه إلى دار للمسنين كانت تستضيف والده البالغ من العمر 90 عاما.. وصل إلى مشارف المكان حين دق هاتفه النقال ليأتيه صوت مألوف عميق النبرات.. كان المتكلم هو وزير دفاع الولايات المتحدة « جيتس » بادره قائلا: ديفيد: أردت فقط أن أتأكد بأنك مستعد لتسلم مقاليد الأمور في العراق. من ناحيتي أنا أرغب في ذلك.

هل أنت مستعد؟ يعلق بوب وودوارد مؤلف الكتاب قائلا: كان بترايوس على يقين بأن هذا العرض في الطريق إليه، لكنه ظل يسأل نفسه عما إذا كان من المناسب أن يطرح شرطا واحدا يطلب فيه من وزير الدفاع أن يستدعي من الخدمة أستاذه السابق الجنرال جاك كين ليكون بصفة مستشار عسكري مخضرم في العراق.. وبعد لحظة تفكير أقلع بترايوس عن الفكرة ليقبل العرض الجديد.

ويواصل المؤلف تعليقه (ص 309 ): هكذا قبل الجنرال هذه الدعوة التاريخية.. كان يدرك أنه يتقبل مسؤولية العمر ليصبح القائد العام في حرب كبرى كان معظم مواطنيه قد فقدوا ثقتهم فيها. « في أمريكا » في نفس السياق يوضح لنا المؤلف كيف جاء اختيار بترايوس مرتبطا بخطاب الرئيس بوش الذي أعلن فيه قراره بالتصعيد في الجهد العسكري الأمريكي بالعراق.

ويؤكد المؤلف أن هذا القرار لاقى معارضة من أكبر قائدين مسؤولين عن الميدان في أرض الرافدين وهما الجنرال كيسي والجنرال أبي زيد.. ورغم إصرار بوش على التصعيد فقد كان الجنرال كيسي يرى أن هذا التصعيد أقرب إلى مناورة سياسية منه إلى خطوة تمليها الاعتبارات العسكرية.

المهم أن جاء يوم 26 يناير فاستدعوه إلى لقاء الرئيس في المكتب البيضاوي الشهير بالبيت الأبيض. والتقى الرجلان على انفراد حيث استعرض الرئيس بإيجاز - كما يضيف كتابنا - قراره بتصعيد العمل العسكري وزيادة حجم القوات فيما أكد القائد الميداني المستجد على خطورة الأمر قائلا (ص :(327 سيادة الرئيس.. المسألة ليست هينة.. إن الأمر يحتاج إلى أن تشارك فيه حكومة الولايات المتحدة بأسرها وجيش الولايات المتحدة بأكمله. سافر بترايوس قائدا جديدا إلى العراق.

وانتقل سلفه الجنرال كيسي ليصبح رئيسا لأركان القوات المسلحة في واشنطن.. وتلك ترقية فنية - تقنية كما يعبر المؤلف بمعنى نظامية أو روتينية.

ولم تمض أيام إلا واستدعى بعدها أستاذه السابق الجنرال كين ليزور العراق الذي تفقّد أبعاد الموقف في كل من بغداد والأنبار وديالي، واجتمع إلى السفير خليل زاده وسائر أعضاء السفارة وأسدى مشورته إلى مستويات القادة ابتداء من مستوى اللواء والكتيبة إلى مستوى الفصائل بل والسرايا ولم يكن في مثل هذه الأمور مشكلة.. لولا أنها جسدت في تطورها أمرا غريبا يفسره المؤلف على النحو التالي: في 6 مارس 2007 .. عاد الجنرال كين ليضع نائب الرئيس، تشيني في صورة الأوضاع، وينشئ بهذا خطا سريا خلفيا للاتصالات يبدأ من بترايوس إلى تشيني ثم إلى بوش.. وهو ما كان يشكل التفافا من خلف ظهر التسلسل القيادي المتعارف عليه في الدوائر العسكرية الأمريكية.

الحصار الاستخباراتي ويحرص مؤلف الكتاب (ص 381 وما بعدها) على استعراض تطورات الأمور بين عامي 2006 و 2007 .. يقول بوب ودوارد: خلال هذه الفترة كانت وكالات الاستخبارات التابعة للولايات المتحدة تمارس تغطية واسعة النطاق (بمعنى نشاطا تجسسيا) على رئيس الوزراء المالكي وأعضاء آخرين ضمن حكومته
ويعتقد مسؤولون مطلعون على عمليات جمع المعلومات الاستخباراتية أن هذه العمليات وفرت تصورا نافذا وشفافا بشأن تصرفات نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي.

وفي هذا يقول أحد المصادر ذات الصلة: نحن نعرف كل ما يقوله ويقول مصدر ثان: إن المالكي ورجاله كانوا يشكّون وربما كانوا يعرفون بأمر هذه المراقبة وكانوا حريصين في محادثاتهم فضلا عن اتخاذهم تدابير وقائية أخرى في هذا المضمار.

يقول هذا المصدر - حسب ما يستطرد مؤلف هذا الكتاب - إن ثمة مصادر بشرية كانت تزود كبار المسؤولين الأمريكان بكل ما يكفل أن يظلوا مطلعين باستمرار على مستجدات المواقف والخطط والمناورات والإجراءات السرية التي كان يتخذها وأعضاء « العراقي » رئيس الوزراء حكومته وأفراد آخرون في الحكومة العراقية.

وبشأن هذا التجسس على المالكي من باب » يضيف نفس المصدر قائلا مع ذلك فلن يتسنى قط .« الاحتراز الحصول على صورة شفافة ذات وضوح مطلق.. ذلك أنك لن تستطيع النفاذ إلى ما يدور في دماغ إنسان وحين يتكلم فمن ذا الذي لا يشك في أنه لا يتلاعب بك.. لقد توافر لدينا كميات بغير حصر من اختراقات المعلومات.. لكن لا سبيل إلى حصرها.

ومصدر ثالث يحيل إليه مؤلف الكتاب يقول: إن التجسس على المالكي كان أكثر من عملية روتينية (بمعنى أن كان عملية أكثر من متواصلة وخاضعة للتمحيص والتحليل). بل هناك مصدر رابع يوصف بأنه أدرك حساسية المسألة فتساءل قائلا: هل كان من الأفضل ألا نفعل ذلك؟ مؤلف الكتاب طرح المسألة على هذا النحو.. وأحال إلى تلك المصادر الأربعة التي كان طبيعيا ألا يحدد أسماءها ثم اختتم هذا العرض بالسطور التالية:

إن جمع المعلومات الاستخباراتية عمن يعرف بأنهم أعداء أو من يُشك في أنهم أعداء أمر له منطقه تماما. لكن التجسس على الأصدقاء والحلفاء، وخاصة في ظل ديمقراطية شابة آلت أمريكا على نفسها أن تساعدها أمر غير مسبوق بقدر ما أنه يثير كل أنواع التساؤلات.

إن وكالات المخابرات شغوفة بالنفاذ إلى دواخل الأمور ولكن مسؤولين كبارا عديدين تساءلوا عما يمكن أن يفيدوه من ذلك؟ وهل كان الأمر جديرا بالمخاطرة ولم يتضح ما إذا كان هذا الأمر قد أفاد الرئيس بوش.

وبقدر ما قال الجنرال بترايوس أن من المستحيل على أمريكا أن تصل إلى النصر في العراق عن طريق القتل، فربما كان مستحيلا بنفس القدر على أمريكا أن تصل إلى الاستقرار السياسي عن طريق التجسس.

وبمناسبة رئيس الوزراء العراقي.. يسجل لنا المؤلف في افتتاحية الفصل الحادي عشر من الكتاب وقائع اللقاء بين المسؤول العراقي وبين مجموعة دراسة العراق التي حملت - كما أسلفنا - اسم مجموعة بيكر - هاملتون. أعضاء المجموعة السبعة من كبار الساسة الأمريكيين هبطوا إلى مطار . بغداد يوم 31 أغسطس 2007 وسرعان ما وضعوهم على متن هليوكوبتر طارت بهم 5 دقائق إلى المنطقة الخضراء إتباعا لإجراءات الأمن يقول المؤلف: حلقوا خلال هذه الدقائق فوق مساحات من المنازل الواطئة المغبرة والبنايات المحترقة.. بينما كانت طائرات الهليوكوبتر تطلق كشافات يقصد بها اتقاء الصواريخ المحمولة على الكتف.. وفي المنطقة الخضراء.. ساقوهم إلى داخل أسطول منتظر من العربات المدرعة. التي كان يقبع في مؤخرة كل منها مسؤول طبي: هنالك راع القادمين الجدد هذه الإجراءات الأمنية.. رغم أنها كانت مجرد روتين اعتيادي بالنسبة لمعظم مسؤولي الاحتلال الأمريكي في العراق.

التقت المجموعة الأمريكية أولا مع رئيس الوزراء المالكي. دار الاجتماع في قاعة فارهة في أحد القصور السابقة
لصدام حسين جلسوا إلى مقاعدهم الخشبية يحتسون الشاي. كان المالكي محاطا بعدد كبير من مساعديه وبدأ يخاطبهم عن طريق المترجم قائلا: سيكون مفيدا بالنسبة لكم أن تعلموا أن الشعب العراقي يعيش في حرية.. ذلك كنز لن يفرط فيه العراقيون في يوم من الأيام.. لقد حققنا نجاحا.. صحيح أن هناك مشاكل لكن هذا أمر طبيعي.. وهو يحدث في كل ديمقراطية.. أضاف رئيس الوزراء المالكي قائلا: هناك تقدم.. وهذا أمر يتضح بجلاء في انخفاض عدد التفجيرات.

هنا.. نظر الضيوف الأمريكان إلى بعضهم البعض فيما واصل رئيس الوزراء الحديث: أصبح لدينا استقرار سياسي.. وبرغم مشاهد الدماء فالتقدم متواصل.. والإرهابيون اعتادوا أن يكونوا البادئ بالهجوم ولكن تغير الوضع فأصبحنا نحن من يبادر بالهجوم.

هذه العبارات - يقول المؤلف - أنتجت صريرا صدر عن المقاعد الخشبية. سألوه عن الموقف الأمني فأجاب السيد المالكي قائلا: المشكلة الحقيقية هي البعثيون - ونحن لدينا خطوات سوف نتبعها لمزيد من إضعافهم.

زادت حركة القلق فوق مقاعد الخشب. ويعلق المؤلف في نفس السياق (ص 111 ) يقول إن هاملتون كان مأخوذا بما يتابعه.. لقد بدا المالكي وكأنه بعيد بشكل خطير عن ملامسة ما يجري وإلا فهو ببساطة لا يريد الاعتراف بما يجري بالفعل.. بدا وكأنه مبرمج كي يقول ما يظن أن الأمريكيين يريدون أن يسمعوه.

طبيعة الحرب وأخيرا طرح رئيس الوزراء سؤاله الوحيد: هل اقترب الأمريكيون - جمهوريين أو ديمقراطيين من قرار الانسحاب من العراق؟ أجاب جيمس بيكر قائلا: سوف تحصلون على السؤال يوم 7 نوفمبر. كان يقصد يوم
الانتخابات الرئاسية في أمريكا.

ثم بدأت الحملة الانتخابية الرئاسية .. صحيح أن هذا السياق الرئاسي بين الجمهوريين الحاكمين والديمقراطيين المعارضين، وتحديدا بين السناتور ماكين والسناتور أوباما.. سوف يحسم في ذلك اليوم، الرابع من نوفمبر من العام الحالي، إلا أن الرئيس بوش آثر أن يبدأ هذا السياق، شرع الرئيس الأمريكي في جولة عبر الولايات المختلفة يشرح فيه إنجازات إدارته ويندد في الوقت نفسه بخصومه من الحزب الديمقراطي.

في مدينة رينو - ولاية نيفادا أعلن الرئيس قائلا: إذا ما أصغيتم مليا إلى زعماء الحزب الديمقراطي لبدوا وكأنهم يتصورون أن أفضل سبيل لحماية الشعب الأمريكي هو أن ننتظر إلى أن نتعرض للهجوم مرة أخرى.

يومها أضاف بوش قائلا على نحو ما يسجل الكتاب: إن ما تشاهدونه ما هو سوى بداية النصر على عقيدة يتبناها
المتطرفون.

في ولاية أريزونا تناول الرئيس طبيعة الحرب التي تغيرت في رأيه عما كان عليه الحال أثناء الحرب العالمية الثانية أو الحرب الكورية في أوائل الخمسينات قال: إن هذه نوعية مختلفة من الحرب (يقصد في العراق أو أفغانستان). إنها حرب تتوقف على قدرتنا أن نعثر على الأفراد (الجناة) ونسوقهم إلى ساحة العدالة قبل أن يضربوا مرة أخرى.

:( هنا يعلق المؤلف قائلا (ص 162 كان هذا تعبيرا عن عقلية حاصرْهم أو اقتلْهم - وهو ما شعر الجنرال كيسي
(قائد القوات السابق في العراق) أنها تمثل تعبيرا عن سوء الفهم الأساسي من جانب الرئيس بوش للحرب الراهنة.

من ناحيتها كانت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تشعر بالقلق إزاء تطورات الأوضاع. يعلق المؤلف قائلا (ص 164 ) : كانت تتصور أن بالإمكان التوصل إلى صفقة سياسية من نوع ما، صفقة تتيح لكل من الأكراد والشيعة والسنّة أن يرتضوا جميعا مكانا تحت الشمس ويتراضوا على أساس تقسيم للسلطة وللبترول والأموال.

لكن العنف الطائفي كان مسيطرا على كل شيء... عادت إلى واشنطون واجتمعت إلى الرئيس في مكتبه.. وفي حضور كل من تشيني نائب الرئيس وهادلي مستشار الأمن القومي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية رأيها قائلة:
سيادة الرئيس إن ما تقوم به ليس مجديا.

غلاف الكتاب
أي وجه لعالم ما بعد أمريكا؟
يحرص المؤلف منذ السطور الاستهلالية من كتابه على تصدير مقولاته بسطور كاشفة من المؤرخ البريطاني ارنولد توينبي يقول فيها: إن التطور يتم عندما يتجلى التحدي الذي يستثير الاستجابة وإذا نجحت الاستجابة فهي جديرة بأن تولد بدورها تحديات جديدة. وفي ضوء هذه السطور أمريكا، بل يكتب « نهاية » يطرح المؤلف أولى مقولات كتابه موضحاً أنه لايكتب عن ناقد « متشيكو كاكوتاني » القوى الأخرى في العالم أو على حد قول « بداية » عن النيويورك تايمز: فقد طال العهد بأمريكا وهي في موقع القوة الأعظم.. وربما حان الوقت لكي تجابه هذه القوة السوبر تحديات من نوع جديد تلخصها عبارة تقول: - إن الشمس تشرق على روابي الشرق. ونبادر لنقول إن الشرق المعني هنا يمتد من شبه القارة الهندية إلى الصين في أقصى مساحة القارة الآسيوية. إن كتاب فريد زكريا يوجه انتقاداته إلى سلوك أمريكا وتوجهاتها وينبه إلى أن الأفق العالمي واعد بصعود قوى جديدة تتخذ لنفسها مكاناً ومكانة في ساحة العالم - لكنه لا يتنبأ - كما فعل البروفيسور كينيدي - بسقوط المكانة الأمريكية.. وحسبه أن يدلل في هذا الكتاب على أن الساحة الكوكبية ما زالت تتسع لأكثر من منافس.

« التحول العظيم » .. يستهل فريد زكريا كتابه قائلاً إنه يكتب عما يصفه بأنه الذي يحدث في طول عالمنا وعرضه.. وهو تحوّل يحتاج منا أن ندرك أبعاده لأنه يتجاوز حتى أبعاد عالمنا الراهن.. وبالتحديد لأن التحول بدأ مبكراً وئيداً، ولكنه أطلّت على حياة « ثورية » كان جذرياً بقدر ما جاء بتغييرات يمكن وصفها بأنها الناس منذ القرن ال 15 وتسارعت خطاها مع القرن ال 18 وتلخصت بصورة درامية كما يقول المؤلف في معنى جوهري واحد هو: الحداثة وهذه الحداثة تجسدت بدورها في المتغير الأخطر الذي تناهى إلى زماننا الراهن، ويلخصه المؤلف أيضاً في العبارات التالية من الفصل الأول بالكتاب.

- العلم والتكنولوجيا + التجارة والرأسمالية + الثورتان الزراعية والصناعية.. وقد أفضى هذا كله إلى الهيمنة السياسية الطويلة زمنياً لدول الغرب. بعد هذه التحولات التي يراها المؤلف أقرب إلى تغيرات الأزمنة الجيولوجية، جاءت السنوات الختامية من القرن ال 19 لتشهد ظاهرة ما برحت مؤثرة حتى اللحظة الراهنة وهذه الظاهرة السياسية هي صعود الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي معرض التفسير يقول فريد زكريا: بعد أن أنجزت أمريكا تحولاتها الصناعية، سرعان ما أصبحت أقوى دولة
في العالم منذ إمبراطورية روما.. ولهذا ظلت أمريكا، على مدار معظم سنوات القرن العشرين - تمارس دور الهيمنة بصورة أو بأخرى على مجالات الاقتصاد والسياسة والعلوم والثقافة. ورغم ما قد ننقده من جانبنا إزاء هذا الطرح مذكّرين بالمنافسة السوفييتية خلال سنوات الحرب الباردة إلا أن مؤلفنا لا يلبث أن ينتهي إلى النتيجة التالية التي نراها صحيحة في مجملها وهي:

ان أمريكا على مدى السنوات العشرين الماضية (ربما يقصد بعد سقوط جدار برلين) ظلت تمارس دور الهيمنة بلا منافس أو منازع.. وكانت تلك ظاهرة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.

ولأن التاريخ حلقات متكاملة، فما زالت عجلة هذا التطور ممعنة في دورانها كي تصل في الفترة الراهنة إلى تحولات مستجدة يتغير معها وضع الصعود والهيمنة الأمريكية إلى حيث يمكن القول مع المؤلف بصعود قوى جديدة فى القارتين الافريقية والاسيوية لايستهان بها وسيكون لها النمو وبمعدلات متصاعدة يحسب له  علمت الادارة الامريكية بجسام الاخطاء التى ارتكبتها من جراء احتلالها كل من العراق وافغانستان ومحاولة تمييع  موضوع قيام دولة فلسطين والتهديد لكل من كوريا الشمالية وايران مما دفع بها الى تسخير وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وخصصت لها مئات الملايين لغرض الدفاع عن المشروع الاميريكى بالعالم والشرق الاوسط خاصة وتحسين صورتها بعد الفضائح التى اتى بها فى احتلالها العراق وكذلك لتشوية عمليات المقاومة ونعتها بالارهاب ودعت الى كثير من المؤتمرات والندوات لكى تدافع عن نفسها بعد الانتكاسات التى لحقت بها والخسائر البشرية والمادية فى العراق وافغانستان وبفعل مقاومة العراقيين واندفاعهم نحو التحرير لجئت مؤخرا الى مغازلة القوى الوطنية فى العراق  وكذلك ايران لاجل ايجاد مخرج للازمة الواقعة فيها وباعتراف قادتها العسكريين  ولاباس من ذلك فان الادارة الجديدة وهى تدعو الى تهدئة الاوضاع الدولية فانها قد تضع قدمها فى الطريق الصحيح والمقبول لدى الجميع ولكنها عليه ان تكون صادقة وصريحة بذلك وان تلجأ الى  الحواروالاعتراف بخطئها تجاه العراقيين وان تعتذر لهم  ورحم الله امرء عمل عملا صالحا فاتقنه .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور