دولــــة الــرعـــــاع

 
 
 

شبكة المنصور

حديد العربي

كان التاسع من نيسان عام 2003م إيذانا بتأسيس أول دولة للرعاع يقودها الجواسيس وشذاذ الآفاق على أرض العراق، هذه الدويلة التي ستسجل حضورها على صفحات التاريخ السوداء كأول تجربة رائدة وفريدة من نوعها على مدى عمر البشرية السابق، وقد يكون اللاحق أيضا.


فمن هم هؤلاء الرعاع الذين يجمعهم الطبل والمزمار ويفرقهم الصارم والعصا، ولِمَ أراد لهم الشيطان أن يتمكنوا من رقاب العراقيين، ثم ليكونوا نواة يبذر بذورها هنا وهناك على كل أرض العرب؟ ومن أين جاء بهم، وكيف جاء بهم؟ وما فعلوا ويفعلون وسيفعلون؟


هم جواسيس الغزاة الذين تحولوا بقدرة المحتل وحاجته لنمط من البشر كشاكلته ليتقمصوا أدوار رجال الحكومة العراقية إعلامياً، لكنهم لن يكونوا كذلك مهما مرتّ فرشاة الحذاء الأمريكي على وجوههم الكالحة لتلمعها، فهم لن يزيدوا على أن يكونوا أبد الدهر عبارة عن مجاميع من الرعاع والسفلة وعناوين الانحطاط والضحالة والخلق الوضيع والشرف المفقود، تجمعهم عصابات وهياكل وهمية خادعة تتخفى تحت ألمع الشعارات الدينية وخلف أجمل العناوين والمسميات القديم منها والجديد ولن يزيدوا عن هذا قيراطاً واحدا.


هذه القطعان البهيمية منهمكة ليل نهار، لا دأب لها ولا همّ إلا السرقة، فهم بكل مكوناتهم ومسمياتهم لا يقوون، بل ولا يملكون أدنى قدرة على أن يكونوا مجرد مواطنين، لا قدرة لهم إلا على السلب والنهب وأكل السحت الحرام الذي أدمنته نفوسهم وباتت لا تستمرئ سواه.


لهم أيدٍ ماهرة بارعة الحركة، شديدة الإمساك، قوية العضلات، لكنها لا تعرف البناء ولم تعتاده ولا تحسن التقية فيه، ولو أُرغمت عليه فهي مشلولة الحركة عن أيٍّ من فعل الخيرات، أما لو خُيرت فلن تختار إلا الإتيان بكل ما يغوي به الشيطان، وما أبدعها في ذلك.


ولهم أفواه لا تجيد النطق إلا بلسان أعجميّ، ولا تُحسن إلا الأكاذيب وتزوير الحقائق وقلبها، أيديهم تسرق وألسنتهم تلعلع  بالأمانة، وأفئدتهم وأيديهم تخون وتغدر، أفواههم تلهج بالقيم والمبادئ والثبات على الموقف وصدق الوعد والعهد، فيما أيديهم تنكث بكل عهد ووعد، لا يردعها قسم ولا ميثاق، أقدامهم تخوض بالأَسن حتى الركب وأفواههم تصرخ؛ إنا طاهرون مطهرون معصومون، أيديهم ملطخة بدماء الأبرياء وألسنتهم تصورهم حملانا وديعة، يدٌ تذبح ولسانٌ يهتف؛ بريءٌ أنا من دم الضحايا، هذا دم كذب.


فكم هم جواسيس الغزاة وكلاب الفرس، أو لنقل كم هي أعداد الزمر الجاسوسية،ولن نربط بهم القواعد، فقواعدهم علمنا وصف حالها منذ زمن بعيد، بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصفهم كأروع وأبلغ ما قيل:( همج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ) ( الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، ج6).


قليل هم والله أذناب المحتلين الغزاة بكل أصنافهم وميولهم ووجهة كل منهم في مسار عمالته، فما في كرد العراق كثير منهم، ولا في عربه أكثر من حثالة الجواسيس الأكراد، فأبناء العراق الشرفاء المخلصين لربهم وأمتهم ووطنهم أكثر منهم بكثير، أما الرعاع فميلهم ما كان سيكون لولا جيوب الجواسيس التي ملأها أسيادهم الغزاة السراق مما ترك لهم من ثروات العراق المنهوبة، الرعاع الذين تسمرت أقدامهم و علقت أيديهم بفتات النهب وسِقطه مما أراد الغزاة أن يكون بعض ثمن العمالة، كما أرادوه أداة المسخ والتشويه لقيم المجتمع العراقي وثوابته الدينية وأعرافه الاجتماعية، فإفشاء السرقة واستباحة الحرمات اخطر معاول الهدم والتخريب.


فأي نتائج هذه التي ستتمخض عنها انتخابات في دولة يقودها الجواسيس والمدنسين يدلي لهم فيها الرعاع والسفلة بفروض الطاعة والولاء، وإن كانت نتائجها موزعة قبل تشريع قانونها المسخ بحصص متوازنة بين عبيد الصليبية والصهيونية والمجوسية وحفنة من اللاهثين خلف السحت الحرام.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور