تحية إلى الافتة الانتفاضة

فها قد انطلق صوتٌ يستحوذ على الإسماع والأبصار لحظة بلحظة، وقبلها يستحوذ على الأفئدة والأرواح، يلبي لهفة الانتظار الطويل.

لافته هي عنوان لسجل من البطولات والتضحيات والألق سطرها وما زال رجال وماجدات التحدي والصمود والصبر الجميل، تتلقفها الآذان والأبصار مفعمة بالأمل والشوق واللهفة ليومٍ ينقضُّ فيه أسود العراق وفخر العرب على جمع الكفر والضلال بصولة الحسم المباركة، فتتحطم اكبر موجة همجية في التاريخ اجتاحت امتنا العربية في عقر دارها منذ أعلن الشيطان حربه عليها يوم جاءت بشائر الرحمن بآخر رسالاته وخاتم رسله صلى الله عليه وسلم لتطيح بممالك الكفر والشرك وتبدد ظلامها بنور عدلها وتطارد جحافل الشيطان من صليبيين ويهود ومجوس وأعراب جاهلية وتُذهِب ريحهم وتمزق إمبراطورياتهم وتسفه أحلامهم الخبيثة.

الصوت الذي أعاد الأمل كبيرا ببيان يطوي صفحة من التاريخ ويعلن بدأ صفحة أخرى، راية لا تليق بساريتها إلا سواعد الطهر والنقاء والرجولة، صوت فريد تندحر أمامه كل الأصوات على كثرتها وتآزرها، يطاردها في عقر دارها فحتى أعين العملاء باتت متسمرة أمامها مرعوبة خائفة ذليلة، ذلك لأنها صوت الإيمان الصادق والحق والصدق والقيم العالية التي لا تليق إلا بأهلها.

وسيحدِّث التاريخ ان الغزاة قد مروا من هنا ونُحِرت أعناقهم ها هنا وستبقى بغداد عصية على الطغاة والغزاة وستطهر رداءها في الاشواك والدنس، وستواصل مسيرة مجدها كما فعلت من قبل حين تطهرت من دنس المجوس والمغول وكما فعلت بابل قبلها حين دنسها الفرس واليهود.

صوت يصدح في الأجواء بصوت أهل الحق والايمان والشهادة: أفيقوا أبناء أمتي فقد استجمع لكم الشيطان خلائف اليرموك وخيبر والنظير والقادسية وفتح الفتوح وحطين في غزوه للعراق، وإنكم لناحروا أعناقهم جميعاً على أسوار بغداد بإذن الله وعونه ومدده مهما طال الزمن.

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال