احذروا السموم يا شيوخ العموم

 

 

 

شبكة المنصور

حديد العربي

كثيراً ما صادفتنا عقول شاذة أمرضها الهوس بالسياسة وهي لا تملك من أسبابها إلا البدعة الفارسية المجوسية المعتمدة على مفهوم المعارضة بقصد الهدم تأثراً بمفهوم الإفساد تمهيداً للتعجيل بظهور المهدي، لكن الذي يزعجنا فيها أن بعضها يتخذ من العسل المصفى وسيلة ليدس فيه سماً قاتلاً، والذي يثير الاستغراب أن بعض هذه السموم تمر علينا من خلال مواقع ليس من أهدافها تسميم الناس وتلويث وعيهم بالتشويش على حقائق لا تحتاج لمن يثبتها أو يدافع عنها، وما يثير استغرابنا أكثر أن هذه المواقع تُدرج كمواقع صديقة، فأي صداقةٍ هذه؟ وإن كان هذا الصديق غافلاً أو ينقصه الوعي الكافي ليستوعب خطورة ما يروج له، فما هو دورنا إذن كأصدقاء إن لم نرشده إلى ما يكتمل به نقص وعيه؟


في زاوية مواقع صديقة على الصفحة الرئيسة لموقع مقاوم شريف يصدح بالحق، يعدُّ موقعاً للبعث وقائده الشهيد صدام حسين رحمه الله، وكذلك هي شبكة المنصور، والموقع الصديق يحمل اسم واضح متخصص اسمه "هيئة عشائر العراق" ومساحة تمثيله على أنه هيئة عشائرية تمثل جميع أطياف الشعب العراقي، وتُضمن شعارها راية العراق الحقيقية بخط يد الشهيد صدام حسين، كما تضمنه أيضا إحدى قبضتيه وهي تمسك سيفاً من سيفي قوس النصر في ساحة الاحتفالات، بجانبها ثلاث نخلات قد ترمز لأهداف حزب البعث العربي الاشتراكي وقد لا ترمز بعلمها عند مصمم الموقع وإرادة أهله.


وكل هذا ليس مثار عجبنا واستغرابنا، خاصة وأن شيوخ العشائر العراقية ورؤساء أفخاذها كانوا جميعاً ممن يحضى برعاية خاصة من الشهيد صدام حسين رحمه الله ومبالغ مالية كبيرة كانت تُصرف إليهم خلال المناسبات التي كانت تزيد على أشهر السنة بعدد واحد، وهدايا عينية مختلفة ليست السيارات كل مفرداتها، وإن كان بعضهم يُغدق عليه من باب تأليف القلوب اقتداءً بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح، وهيئة كهذه لا تكتسب مشروعيتها إن لم يكن الشيوخ أو بعضهم أركانها.


أما ما يثير العجب والاستغراب أن تعتلي متن الموقع جرعة سامة تحت عنوان لطيف يثير الفضول"اغتيال وزير دفاع العراق السابق عدنان خير الله و دور الموساد الإسرائيلي و المخابرات الأمريكية في ذلك" لمؤلف اسمه واسم أبيه ولقبه وعنوانه "المؤلف" وهذا أول الوهن.


يبدأ المقال بعبارات تُطري على الشهيد عدنان خير الله وتُبين موقعه من الشهيد صدام حسين رحمها الله، ثم يبدأ السم يأخذ مفعوله بعجالة، وإن كان هذا السمُّ واضحاً لا يخفى من مذاقه ولونه وشكله، يسرد حوادث على لسان شخص خدم بلده جندياً بامتياز لكنه لا يصلح للشهادة لأن لسانه لا يجيد إلا سفساف القول والبذاءات والسب الشتم حتى وهو شيخ كبير السن، والعاملين في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية خلال سني العهد الوطني الأخيرة شاهد بالإجماع على على الشاهد حينما كان وزراً لهم الأمر الذي أجبر الشهيد صدام حسين على عزله من موقعه، وإن كنت أشك في مصداقية ما نقل عنه " المؤلف" فهو يسميه باسمه أولا سعدي طعمه عباس ثم يُخطئ حينما ينسبه إلى عشيرة السعدي بعد بضعة سطور وهو من عشيرة الجبور، ثم يستغل حقيقة كانت معروفة عن نزاهة الشهيد عدنان خير الله وعدم رضاه عن سلوك حسين كامل وحاشيته في التصنيع العسكري رغم تفهمه لدوره، فهو ليس عالما أو من أصحاب الخبرة إنما عنصر تذليل صعوبات وحماية للخبراء والعاملين في هذا المجال ممن بدأ إعدادهم وتشكيلهم قبل أن يكون حسين كامل حتى نائب عريف شرطة ممتازة، لكن هذا لا يعني أن الشهيد عدنان كان على خلاف مع الشهيد صدام حسين، فلكلٍّ آراءه وقناعاته واختياراته بما لا يُخل بالأهداف العامة، والشهيد صدام حسين كان يُسعد دائما بكثرة الأفكار كي تتلاقح وينتج عنها رأيا أصوب من أي رأي فردي، ولو خمن هذا المؤلف أن حسين كامل هو الذي دبَّر عملية اغتيال الشهيد عدنان لكان الأمر أهون ويمكن تقبله، لكن مرض عقله يصور الشهيد صدام حسين رحمه الله على أنه كان عميلاً للمخابرات الأمريكية والشهيد عدنان رحمه الله كان هو الآخر عميلا للمخابرات الإسرائيلية، وإنهم افهموه بالحقيقة التي دعته للقيام بانقلاب فقلب به صدام حسين الطائرة، فهل يمكن لأحد أن يستهتر بعقول الناس بهذه الطريقة القذرة؟


أشك كثيراً أن هذا المؤلف المسخ ليس إلا أحد الرعاع الجُهال الذين انطلقوا من التنقيب في المزابل إلى الفقه السياسي كما فعل أذناب الغزاة تماماً.


فلو كان الشهيد صدام حسين رحمه الله عميلاً للمخابرات الأمريكية لكان فيه سعدها ونجاحها ولأطبقت عليه أجفانها لأنها تعلم أن الجاسوس مريض نفسياً وجبان ولا يفتأ يخون حتى يلفه التراب، فالشهيد رجل شجاع أرهب المتجبرين والرعاع على حدٍّ سواء، ويملك من الشعبية على مستوى الأمة والعالم أجمع ما كان سيحقق لهم الكثير من أهدافهم التي لم ولن تتحقق.


ونحن لا نتطير من النقد الموضوعي الهادف، فلم نعترض على من انتقد تأميننا للنفط واحترمنا رأيه الذي تحكمه متطلبات وعيه وإدراكه والتزاماته الفكرية، ولم نعترض على من ينتقد تحريرنا للكويت، لكنا لا نرتضي لمحب أن يطعن في أعز ما نملك بعد الإيمان بالله، فذلك مسار لا يسلكه إلا صاحب غرض دنئ وضال يريد بقوله إضلال الآخرين.


والمؤلف هذا لا يقدر على تزييف شخصه طويلا حينما يطالب بمحاكمة الفترة بين عامي 1979و2003م لأنها البداية للتصدي للخمينية المجوسية الحاقدة، وحقد هذا المؤلف الموتور مستمد أصلاً من نكبة العراق والبعث وصدام حسين لمشروعهم خلال القادسية الثانية المجيدة.


ولقد شهِد العالم أجمع كيف أن المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني وكل مخابرات الغرب ووسائل إعلامه عجزت عن أن تزور كذبة واحدة تمس وطنية ومبدئية وشجاعة ونزاهة الشهيد صدام حسين، ولم يتبق أمامها إلا مضلومية شيعة الفرس وصهاينة الأكراد وأسلحة الدمار الشامل وتسويق فرية الفرس المجوس "المقابر الجماعية".


فالكل عرف شخصية صدام حسين، الأعداء قبل الأصدقاء، أنه رجل إذا قال فعل، والشجاع لا يتقي، وقد شهد العالم أجمع على شجاعته الفريدة يوم وقفته في عرس استشهاده، فحين أراد تأديب حكام الكويت على مسهم ماجدات العراق بقولٍ بذئ لم يفعل كما يفعل كل قادة الجيوش والحكام، بل رفع سماعة الهاتف وأبلغ أمير الكويت أن الشباب قادمون إليكم، وقد فعل، وكل تاريخه لا يخرج عن هذا.


وعتبنا على الشيوخ الذين ما اقشعرت جلودهم من هذه التلفيقات والأكاذيب على رجلٍ كانوا يغذون أجسامهم وأولادهم من فيض عطائه وكرمه عليهم.


وأي شذوذٍ هذا الذي يدفع بهذا الموتور ليمدح ويذم في سطرٍ واحد؟ لا حول ولا قوة إلا بالله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور