للتاريخ ما هي حقيقة أحداث ١٩٩١ ؟؟

( هل هي أنتفاضة أم مؤامرة حقيرة دفع ثمنها ألاف العراقيين ؟؟ )

 
 
 

شبكة المنصور

هاني الحاج عمران

من البديهي أن تقوم الثورات والانتفاضات الشعبية بدافع وطني وأساس أنساني غايته تحرير وإنقاذ المجتمع ورفع الظلم والقهر عنه، وعادة ما تكون واجهات وقادة تلك الثورات والانتفاضات كادر معروف ومتميز في المجتمع معظمهم من المثقفين، المفكرين، أصحاب الاقلام أو غيرهم من أصحاب الشأن، لكن ما حدث عام 1991 لم يكن يحمل أي دافع وطني أو طابع أنساني، ولا يخدم أي قضية داخلية في العراق، ويفتقر لوجود الواجهات والقيادات المتميزة من الثقفين وأصحاب المبادئ، بل أن أغلب المشتركين بهذه المؤامرة كانوا عبارة عن ناس بسطاء لا يمتلك أفضلهم شيء من الثقافة، كما أن نتائج هذا العمل (الاجرامي) عادت بالمنفعة لصالح أمريكا و إيران كحليفين يعملان من أجل هدف واحد وهو العراق، فكانت تلك الاحداث أو (الانتفاضة كما يسميها بعض المتبجحون) قمة التعاون المثمر بين العمامة الصفوية والبسطال الأمريكي والذي استمر حتى توج ذلك التعاون بأحتلال العراق عام 2003 وما بعده.    

 

تمركزت القوات العراقية عام 1991 داخل الكويت، وقد كانت تترقب الدخول في معركة برية مع القوات الامريكية المتواجدة على الحدود السعودية، وقد حاولت القوات العراقية جر الأمريكان إلى معركة برية  في منطقة "الخفجي" التي تركت أنطباع لدى الجيش الأمريكي بأنه يواجه جيش متمرس ومحترف في معارك الدروع، فابتعدت القوات الامريكة عن فكرة المواجة والدخول في الحرب البرية التي قد توقع خسائر فادحة بقواتها، وهذا ما جعل دخول القوات الامريكية للكويت أمراً مستحيلاً بسبب أنتشار القوات العراقية داخل المدينة، واستحالة الألتفاف من الجانب كون ذلك سيجعلها بمواجهة قوات الحرس الجمهوري المرابطة على الحدود السعودية العراقية، ومعالجة القوات العراقية المتمركزة داخل المدينة بالمدفعية والطائرات أمر لا يمكن فعله، أذن كيف سيتم أخراج القوات العراقية من الكويت؟

  

بدأت تلوح في الافق ملامح عمل اجرامي تقف وراءه إيران، حيث تسربت معلومات عن تسلل بعض المجموعات إلى داخل البصرة عبر الحدود الايرانية، كانت مهمة هذه المجموعات إشاعة الفوضى في المدينة وتجريدها من السلطة الحكومية، فيما تقوم مجموعات آخرى بتحشيد العنصر البشري عن طريق تشحيذ الهمم بنعرة طائفية متخذين شعار "ماكو ولي إلا علي نريد حاكم جعفري" لتأجيج المجتمع الشيعي في محافظة البصرة ثم المحافظات الآخرى، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا البصرة أولاً ؟؟.

 

إيران وعملاءها يعلمون علم اليقين أن الجيش العراقي قوة كبيرة لا يستهان بها، وأن أي تحرك في العراق مصيره الفشل بوجود هذه المؤسسة، وحتى يحقق أعداء العراق مآربهم عليهم القضاء على هذا الجيش وأبعاده عن الصورة بأي شكل من الاشكال، وقد حانت الساعة المناسبة لهذا العمل، فجاء التحرك الايراني بارسال الاف من العملاء ومخابرات العمائم وعناصر من الحرس الثوري وبعض المرتزقة، حيث سبقتهم بعض المجموعات التي تسللت إلى داخل البصرة عبر الحدود الايرانية، للتحضير والتجهيز للعمليات الاجرامية التي خطط لها بدقة، كانت المهمة المسندة إلى تلك العناصر الاجرامية هي اشاعة الفوضى في المدينة وأسقاطها وذلك لقطع الامدادات التي تصل إلى القوات العراقية داخل الكويت، الأمر الذي يؤدي إلى محاصرة الجيش الموجود خارج الحدود، لكن المعلومات التي تسربت بهذا الخصوص وأخبار المتسللين سرعت بأعطاء أمر أنسحاب عاجل غير منظم من الكويت لتحاصر نيران الطائرات الامريكية وقواتها التي قطعت بدورها طريق (الناصرية – البصرة) السريع أفراد الجيش المنسحب، ومن نجح بالوصول سالماً إلى مدينة البصرة يعدم على يد المجرمين الذين يدعون انفسهم بالمنتفضين بفتاوي صدرت لهم من قم وطهران، وحتى لا يطبل أصحاب المظلوميات المزعومة  لانفسهم ويبررون فعلهم الأجرامي فأن تلك (الانتفاضة) لم تكن سوى مؤامرة حقيرة على الوطن وأبناءه من الجيش، فأي أنتفاضة هذه التي يخدم بها المنتفضون القوات الاجنبية وعدوة العرب والمسلمين إيران الشر؟؟، أي أنتفاضة هذه التي تحرق بها دوائر ومؤسسات الدولة ؟؟، أي أنتفاضة هذه التي تهتك بها الاعراض ؟؟، هل أنتفضت قبلهم فئة لتحاصر جيشها وتقتل أبناءها ؟؟، لكن لماذا الاستغراب وهم نفس الفئة التي حاصرت الحسين وقتلته من قبل!!.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور