العراق الجديد ..  لا يطل على الخليج  .. الحلم الفارسي الكويتي القديم

 
 
 

شبكة المنصور

هاني الحاج عمران

ليس غريباً على إيران أن تطالب بضم ميناء خور العمّية النفطي، وليس غريباً أن يبرر عراقيو الجنسية هذا المطلب ويدعون أنه من ضمن اتفاق الجزائر لعام 1975، وليس غريباً ان يتهجم رئيس حكومة المنطقة الخضراء "نوري المملوكي" على السعودية ويستغرب مواقفها، بينما يدخل في سبات وصمت أمام المطلب الأيراني الخاص بخور العمّية ولا يستغربه، لكن العجيب والغريب في رد فعل "كريم شاهبوري" الذي طالب بزيادة عدد الزوار الايرانيين للعراق كرد على المطلب إلايراني بشأن خور العمّية!!، مبرراً ذلك بأن الزورار سيشكلون ضغط على حكومتهم بعد أن يلمسوا الديمقراطية في العراق الجديد، وأعتبر "شاهبوري" أن الديمقراطية تهدد الحكومة الإيرانية !!!.

 

لم يتوقع أحداً ما أن يكون العراق ضعيفاً إلى الدرجة التي يقبل التفاوض فيها على كركوك أمام التحدي الكردي، ولا أن يكون العراق عاجزاً عن حماية مواطنيه من "أنصاف الرجال" في الكويت وهم يدخلون المياه الأقليمية العراقية ويعتدوا على الصيادين، وليس من السهل رؤية العراق عاجزاً عن الرد على إيران بعد تحديها الأخير بضم ميناء خور العمية، لكن كل هذا يحدث طالما أن من يحكم العراق اليوم ثلة من العملاء والخونة لا يهمهم سوى المحسوبيات وشراء الفنادق وضمان مستقبلهم ومستقبل أولادهم، فلأول مرة تحدث في وسط سياسي أن يقابل مطلب ساذج كضم ميناء خور العمّية لإيران، بسكوت من قبل رئيس ما تسمى بالحكومة، ولم نشهد له موقفاً متعصباً مماثلا لموقفه من السعودية الذي وصف مواقفها بالسلبية من العراق، رغم أن السعودية لم تطالب بإراضي عراقية، ولم تدعم ميليشيات طائفية وتزودها بالـ "C4"، ولم تحتل جزيرة أم الرصاص، ولم تسيطر بالقوة على خمسة عشر بئر نفطي من حقول مجنون، ولم تغتال الطيارين والقادة العسكريين، وليس لها نفوذ بالعراق كما لإيران التي لها الغالبية في ما يسمى مجلس النواب العراق وحكومة المنطقة الخضراء، ومع هذا لم نسع "المملوكي" يصف مواقف إيران بالسلبية !!، ولا أستغرب هذه المواقف المتباينة من ثلة العملاء في حكومة المنطقة الخضراء، فالعراق الجديد ممنوع على العربي دخوله لكن مرحب بالفارسي الذي قاتلنا ثمان سنوات، ورغم أطماع الفارسي بالعراق لكن "شاهبوري" يطالب بزيادة عدد الزوار بدلاً من التهديد بقطع العلاقات الدبلوماسية، والمسألة ليست فقط بالمواقف بل غض النظر عن النوايا التي تضمرها كل من إيران والكويت من قبل عملاء المنطقة الخضراء، فهناك مؤامرة لجعل العراق مخنوقاً من جهة الخليج، وهذا حلم فارسي كويتي قديم، فعندما تأسس مجلس التعاون الخليجي عام 1981 في أبو ظبي، لم يتم دعوة العراق رغم أنه يطل على الخليج العربي، وحتى اشتراك العراق في دورة الخليج الرياضية لم تكن بالسهولة بل دخلها العراق عنوة، ومن جانب إيرن فأن "الشاه" كانت له مواقف كبيرة من الممر المائي وحدود المياه الاقليمية، ولهذا أستخدمت حكومة "الشاه" المتمردين الكرد كوسيلة ضغط ليحصلوا بعد ذلك على تقسيم الممر المائي عام 1975، الحلم الفارسي الكويتي القديم كان بعيد المنال، لكن اليوم أصبح بالامكان تحقيق كل الاحلام، ليس بدعكة المصباح السحري، بل بلبس العمامة السوداء، فهل يا ترى سيلبس "السيستاني" عمامته السوداء ليحل مسألة خور العمّية أم سيكمل السبات لأن المسألة لصالح إيران !!!. 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٢٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور