النوم في العسل الناخب العراقي وحلم الديمقراطية الوردي

 

 

 

شبكة المنصور

هاني الحاج عمران

بات حرياً على الناخب العراقي "المتفائل خيراً" أن يراجع حساباته ويدققها، قبل أن تغمره نشوة الأنتخابات ويضع أصبعه في علبة الحبر البنفسجي متوهماً بوجود الديمقراطية، وقبل أن يحاول أقناع الآخرين بأن صوت الناخب هو السيف الفاصل بين المرشحين، عليه أن يقنع نفسه أولاً بنزاهة الانتخابات، فمن غير المعقول أن تقود أمريكا حملتان عسكريتان خلال ثلاثة عشرة عاماً، حاصرت العراق أقتصادياً، جندت "السي آي أي" ألاف العملاء ودعمت مؤامرات أنقلابية لطالب السهيل وعبد الله الشهواني، حشدت الراي العام ضد العراق وفتعلت الأحداث، دفعت مبالغ طائلة من خزينة البيت الابيض، خسرت ألاف الجنود في العراق ... ألخ، من أجل أن تمنح الديمقراطية!!، ومن أجل أن يأتي بشخص وطني يحكم العراق!!، فهل أصبحت أمريكا ملاكاً بعد أن كان "الخميني" يصفها بالشيطان الأكبر، ويشكك بأسلام كل من ترضى عنهم أمريكا، رغم أن الخميني واحداً من الذين رضت عنهم أمريكا ومدت له يد العون في حربه ضد العراق، وهنا نقف عند الناخب العراقي ونسأله، هل تنتظر أن يقدم لك الشيطان شيئاً فيه خير وصلاح لك، خاصة وأن المرشحين مشكوك بأسلامهم بسبب رضا البيت الأبيض عنهم ؟؟!!، أم أن ما قاله الخميني أصبح منتهي الصلاحية بعدما قدمت أمريكا العراق على طبق من ذهب لإيران وعملاءها ؟؟!!، أما المصالح المشتركة التي ببرر البعض به خيانته، فهي نفس المصالح التي أدعى بها أبن العلقمي وجماعته عند أحتلال بغداد عام 1258م من قبل هولاكو، والعجيب في الأمر أن المصالح المشتركة لاتنتهي بحقبة من الزمن أو تقتصر على جيل واحد، بل هي مستمرة ومورثة من الاجداد للاحفاد، مرة مع هولاكو وآخرى مع الصفويون وأخيراً مع بوش، ولو ظهر أن هناك عوالم ومجرات في الكون مأهولة، فمن المؤكد أنهم سينتظرون الأطباق الطائرة لعقد صفقة مصالح مشتركة، فأي مصلحة هذه التي يكون ثمنها الوطن!!، أنها ليست سوى كراسي الحكم والسلطة التي يطالب بها دعاة النهب، السلب، الطائفية والمحسوبية، والسؤال الذي يطرح نفسه على المتشدق بالديمقراطية، لقد كنت تتظلم من كل شيء قبل 2003، رغم وجود الحصار الاقتصادي، وبعد 2003 لم تحصل على شيء، بل أن الظروف الانسانية أنعدمت، وأصبحت سنوات الحصار جنة ودلال بالنسبة لسنوات الديمقراطية، ومع هذا لا أرى تظلمك، فهل كانت مشكلتك فقط هي الانتخابات ؟؟، عجبي انك لا تطالب المرجعية بالتخلي عن سياسة النص والتعيين في أختيار المرجع الأعلى واستبدالها بالانتخابات!!، أم أن الديمقراطية لا تعمل في براني المرجعية؟؟.

 

مهما حاول العميل أن يتقنع الوطنية لن يستطيع خداع سوى نفسه، فالتاريخ لم  يذكر من قبل شخص تحلى بالوطنية رضي بأحتلال بلده ؟؟!!، لان الوطنية ترفض أي مصلحة يكون ثمنها الوطن، والمجتمع لا يحترم من يستعين بالاجنبي على أبناء جلدته، ويرفض من يستغل الظروف ويحقق المكاسب على حساب وطنه، فهل سيفكر الناخب العراقي بهذا الجانب وهو يستعد للذهاب لينتخب، أم أن العاطفة ستغلب فيه طابع الوطنية ويتخلى عن الوطن!!. 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور