الانتخابات الديمقراطية على الطريقة الاسلا امريكية ؟

 

 

 

شبكة المنصور

عراق المطيري
لم يكن العراق في يوم من الأيام ولاية من الولايات المتحدة الأمريكية ولم يكن خاضعا لقوانينها بأي صيغة كانت أو بأي شكل كما لا يوجد سبب واحد يجعلها تأتي بعديدها وعدتها القتالية لتقيم في بلدنا الديمقراطية المثالية التي تتظاهر بها عنوة ورغم انف من يعارض ولم تأتي إلينا حبا في شعبنا ولا كرها لحكامنا لعداء شخصي معلن وقد تذرعت بشتى الحجج التي سقطت تباعا وفرخت حجج أخرى كان من بيتها إقامة نظام فريد من نوعه في الحكم ومثالي يحقق الرفاهية والتقدم وينتقل بنا إلى مصاف الدول المتقدمة في مختلف الصعد وتسخير ثرواتنا لخدمة مواطننا وقد مررنا بسلسلة من الحكومات التي ترعاها بل تديرها الولايات المتحدة الأمريكية كان أخرها حكومة المالكي التي توشك دورتها الانتخابية على النهاية مع بداية السنة الميلادية القادمة وها نحن نشهد سباقا محموما لإظهار الولاء للاحتلال بلباس الوطنية وهذا السباق يأخذ صيغا عديدة وله تداعيات ونتائج خطيرة , ولموضوع الانتخابات تشعبات عدة تتسع دائرتها بناءا على تسارع الأحداث وما حصل ويحصل خلال الفترة الماضية وبشكل خاص منذ شهر حزيران من هذا العام إلى هذه اللحظة حيث الموعد المعلن لانسحاب قوات الاحتلال الأمريكية مرغمة من مراكز المدن العراقية بفعل ضربات المقاومة العراقية الباسلة وهذا طبعا وقطعا ليس افتراءا أو أن ننسب الفعل إلى غير أهله لا سامح الله , بمعنى إننا لن نسلب حق حكومة الاحتلال أو رغبة المحتل في الانسحاب بان ما حصل بخصوص الانسحاب طوعا أو بنية إعادة الملف الأمني كما يسمى إلى موظفي الاحتلال في حكومة القذارة وترك أمور العراق لهم للتصرف بها وفق ما تمليه مصلحة القطر بل وهذا عين الحقيقة وفق ما تمليه عليهم رغبة السلطة الأمريكية المبنية على مصالحها كدولة غازية لها أهدافها ومصالحها التي تبغي تحقيقها من خلال هكذا فعل أوصلها إلى حافات الانهيار الاقتصادي والى أزمات داخلية ستنهي بإذن الله أسطورتها في التفرد بالقرار العالمي ما لم تنهي عدوانها في العراق عاجلا .


إذا اتفقنا على هذا الجانب فإننا نعتبره أساسا لبناء يترتب عليه ما يتضح إذا أدركنا دقة الجواب لسؤال يدور في أروقة الإدارة الأمريكية مفاده من يقود العراق في المرحلة المقبلة وما الذي جنته أمريكا من عدوانها ؟ أي إن أمريكا قد قررت الانسحاب من العراق على لسان رئيسها السابق سيء الذكر بوش الصغير الذي وقع اتفاقية بهذا المعنى وعلي لسان رئيسها الجديد باراك أوباما خلال حملته الانتخابية الذي غير موقفه من سحب قوات بلاده خلال ستة عشر شهرا وأصبح يلتزم بالاتفاقية المفروضة على الشعب العراقي لأنه تذوق طعم نتائجها بالإضافة إلى نتيجة مؤداها انه ليس صاحب القرار الأول في رسم سياسة إدارة بلاده على المدى البعيد والمتوسط فيكون السؤال لمن سيسلمون العراق؟


وللجواب على هذا السؤال يتوجب علينا أن نتفحص القوى المؤثرة في مسرح الأحداث والعاملة في العراق وفق المنظور الأمريكي على أن لا نهمل رأي الشارع العراقي وطبعا هذا ليس بالخافي على أي متتبع ونذكرها هنا كضرورة لتتوضح وجهة النظر التي نراها ونحاول جهد الإمكان الابتعاد عن التسميات والاكتفاء بالتلميح الواضح تلافيا للاصطدام مع هذا الطرف أو ذاك.


فهناك أولا عملاء الإدارة الأمريكية السابقة وهؤلاء إذا تجاوزنا الأعراف والتقاليد الدبلوماسية لا يحظون باحترام الإدارة الجديدة وهم أوراق احترقت في اللعبة العراقية واستنفذت أدوارها وأغراض وجودها وهذا ما أعلنه باراك أوباما مع بداية حكمه وهم يتوزعون على أماكن عدة في حكومة الاحتلال أو يديرون العمل بشكل غير مباشر ونكتفي بالإشارة إلى احمد ألجلبي ومثال الالوسي كنموذج .


هناك من العملاء من يظهر ولائه لأمريكا ويعمل حقيقة لصالح إيران ويخدم طموحاتها التوسعية في العراق والمنطقة وهؤلاء مكشوفين أصبح الشارع العراقي لا يطيقهم ومنهم من حافظ على مظهره كأتباع آل طباطبائي الحكيم ومجلسه وإبراهيم اشيقر الجعفري ومنهم من خلع جلده ولبس ثوبا جديدا ولكنه صناعة إيرانية أيضا يحاول التوفيق بين مصالح إيران ومصالح أمريكا وكأنه مجدد في الفكر الطائفي ألصفوي أمثال القذر نوري المالكي الذي يسعى إلى الإمساك بالمستقبل العراقي من خلال صياغة تيار ظاهره علماني ينبطح تحت الجناح الأمريكي وباطنه صفوي طائفي ، وهذه الشريحة يتناحر خطيها على التمسك بالسلطة رغم العصا الفارسية وهذا ما أظهرته نتائج انتخابات مجالس المحافظات .


على النقيض من هذا هناك شريحة من العملاء تدين بالولاء إلى دول إقليمية مؤثرة في القرار الأمريكي بحدود معينة تختلف مع تطلعات إيران وهذه الدول تحاول جعل أبناء الشعب العراقي مصدات لمنع التغلغل الإيراني من الوصول إلى داخل أقطارها ولها في العراق من ترعاهم وهم اقل تأثيرا بكل الأحوال على مسرح الأحداث في الساحة العراقية .


طبعا هناك الحزبين الكرديين وان حاولا الظهور بالاتفاق والتوحد إزاء كل قوميات العراق إلا أنهم يختلفان فيما بينهما وهما يحاولان التأسيس لدولة كردية نواتها شمال القطر تعلن بعد إتمام انجاز مقوماتها ولهذا دلائل واضحة ومؤشرات لا تحتاج إلى الخوض فيها وان دعمهما الكيان الصهيوني إلا إن هذا الدعم يضعف أمام القوى الإقليمية الأخرى كإيران وتركيا ومجموعة الدول العربية .


طبعا كل هذه الشرائح الأربعة بتفرعاتها لها مليشيات وعصابات تعمل بكل قوة لتسليحها وتدريبها وتقويتها وزرعها في أجهزة حكومة الاحتلال لتأخذ الصفة الرسمية وان اختلفت تسمياتها ابتداءا من تنظيمات القاعدة وانتهاءا بمليشيات بدر مرورا بمليشيات مقتدى والبيشمركة .


إذا اعتبرنا ما تقدم طرف فان في الطرف الآخر فصائل المقاومة العراقية وهي أيضا متعددة تبدأ من الفصائل الوطنية المناضلة لطرد المحتل خالصة لوجه الله والوطن ولها مشروعها الجهادي التحرري وبين من هو مزروع في وسط المقاومة كأداة اختراق أجنبية لها .


وبالعودة إلى سؤالنا الذي يدور في أروقة الإدارة الأمريكية من سيستلم العراق وكيف؟ أو بصيغة أدق من سيفوز في الانتخابات الديمقراطية على الطريقة الاسلاامريكية ؟


وهل ستشارك فصائل المقاومة في الانتخابات وتفرض نفسها كجزء مؤثر من الشعب العراقي ؟


للخوض في هذا الموضوع لابد أن نضع أمامنا إن المشاركة في الانتخابات معناه بلا جدال الاعتراف بالاحتلال وما نتج عنه من دستور وما تلاه من تشريعات تخدم المصالح الأمريكية وحلفائها وخصوصا إيران وبالتالي التنازل عن حقوق كل العراقيين وما لحق بهم خلال السنوات السبع من عمر الاحتلال , كما إن الابتعاد عن الانتخابات ومقاطعتها معناه السماح بفوز العملاء وتكرار تجربة الأربع سنوات الماضية ولازلنا نتعايش مع حمامات الدم العراقي وقرارات إبعاد القوى الوطنية ناهيك عن سرقات المال العام ونهب الثروات الوطنية .


في أكثر من مرة أكدنا إن الرئيس الأمريكي الحالي براك أوباما اخطر بكثير من سابقه سيء الذكر الصغير بوش لأنه الوجه الاخر لادارة المصالح الامريكية ويستخدم الحيلة والمكر والمخادعة في سياسته مع الحفاظ على النهج الأمريكي في انتهاك سيادة الشعوب وامتصاص خيراتها والسيطرة على مقدراتها وكان لابد منه بعد أن دخلت أمريكا في نفق الانهيار المظلم جراء الضربات الماحقة للمقاومة العراقية الباسلة لذلك فان التسريبات تؤكد رغبة الإدارة الأمريكية بالتعاون مع حكومات إقليمية تتبادل المنفعة معها بالسعي إلى إشراك اكبر عدد ممكن من فصائل المقاومة في الانتخابات المقبلة بصفتها المعروفة والمعلنة أو باستخدام واجهات أخرى أو من خلال الانخراط مع العناوين المشاركة في لعبة العملية السياسية وإعطائها الفرصة بالفوز بنسبة معينة ومؤثرة من كراسي البرلمان مع عرض كل المغريات أمامها لضمان مشاركتها في الحكومة وبذلك تضمن أضعافها وصولا بها إلى النهاية بعد إفراغها من محتواها والاستيلاء على بندقيتها وتسقطيها في نظر الشارع العراقي الذي يعلق آماله عليها , وعليه فان خيار التمسك بالسلاح وزيادة الطرق على رأس المحتل كما ونوعا هو الطريق الأوحد الذي لا بديل عنه في إنهاء الاحتلال الأمريكي ومشروعه والتعجيل من استسلامه وبارك الله باليد التي تقبض على السلاح وتجاهد المحتل وأعوانه .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٦ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٥ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور