يوم الاحد الدامي في بغداد (٢٥/١٠/٢٠٠٩ )

 

 

 

شبكة المنصور

الطيار العراقي

يوم دامي آخر في بغداد توّجه تفجير ارهابي في وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد راح ضحيته مئات الضحايا من شهداء وجرحى ابرياء حصيلته حتى مساء امس 140 شهيدا و400 جريحا كلهم ابرياء لاذنب لهم سوى انهم ارادوا ان يكونوا جزء من هذا البلد العربي الاسلامي ، انه يوم جديد من ايام الاحتلال يحمل بطياته مأساة شعب بكامله بدأت منذ الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي الطائفي للعراق ، نحن كل يوم في هذا السبيل و منطقيا وقانونيا وعرفيا لا فرق في مفهوم الامن الوطني والقانون الوضعي عندما يقتل انسان واحد او اكثر وعليه يكون كل يوم عراقي هو دامي لانه لايخلو يوم في العراق دون قتل او جرح وانا اتحدى من يقول غير ذلك واسبابه معروفه وواضحه دون ان يكون هناك ولا رد فعل واحد مقنع من السلطه في كافة مستوياتها التشريعيه والتنفيذيه والقضائيه ... نعم أصبح للعراق دستور نحن معترفين بذلك ، لكن الجميع يعرف كيف كتب وكيف استورد وكيف خدع وفرض على الشعب العراقي لتحقيق أغراض دنيئه فاسده غرضها واحد هو عزل العراق عن محيطه العربي وجعله ولايه من الولايات الامريكيه وتابع ذليل لايران ومرتع خصب للصهاينه ...

 

نعم اصبح في العراق انتخابات تحت غطاء الديمقراطيه المستورده ولكن ياريت ما كانت ومرحبا بالدكتاتوريه السابقه اذا كانت الانتخابات هي هكذا تفرض فرضا على العراقيين دون ارادتهم ، غش ، تزوير ، اكراه ، قلب الحقائق ، شراء الاصوات بمال الشعب وليس من الجيوب الممتلئه بالاموال القذره ... ثم تعدديه حزبيه ما انزل الله بها من سلطان فبعد ان كان العراق يعاني من نظام الحزب القائد ( الواحد ) أصبح يعاني الان من تسلط مئات الاحزاب كل حزب له أجندته الخاصه به , وكل من لم يقتنع بفكره او ايدلوجيه او هدف لم يحقق مصلحته يسارع الى تشكيل حزب او تجمع او تكتل او تحالف والغريب تدعمه السلطه فورا باسم الديمقراطيه حتى أخرجوها من واقعها الانساني واصبحت البلاد مرتع للذباب والاراء الشوفينيه المقيته , كلها تخلو من هدف واحد مهم هو بناء الوطن العراق ومن الغريب ان معظم هذه الاحزاب والتحالفات لاتحاول سوى ارضاء أطراف تدعمها من اجل افراغ العراق من محيطه العربي بل اصبح همهم الشاغل من يكسب اكثر اي اصبح الموضوع بمثابة تجاره او مزاد علني عام وطبيعي انعكس هذا على الواقع الحكومي ومجلس النواب الذين من يمثلوهم جلهم من هذه الاحزاب ، ينطبق عليهم قول الشاعر معروف الرصافي ( علم ودستور ومجلس امة وكل عن المعنى الصحيح محرف ).


تجاذبات وسجالات واقتراحات ومعارك سياسيه ومنح الرتب العسكريه العاليه والمناصب دون حدود لم لايستحقها كلها لم تفلح ولم توصل العراق الا الى الهاويه ، قتل ، تهجير فقدان الامن ، تقسيم العراق سني شيعي كردي ...الخ ، المهم ارضاء الولايات المتحده وايران والاخيره أصبح لها حضوه مميزه لدى مجلس النواب وحكومته العميله فمن يتفوه باسم ايران تقوم الدنيا ولا تقعد ...لقد مللناكم بوجوهكم الكالحه القذره فانتم لاتفلح معكم النصائح ولا النقد لافعالكم المشينه ...نطلب اشراكنا في الحكومه لرئب الصدع فيها لكنكم لاتستجيبون الا لمن به مرض رغم علمكم لما وصل اليه العراق من تردي في كل شيىء سياسيا ،اقتصاديا ،اجتماعيا ،عسكريا ....ما ذنب الملايين من قتلهم الامريكي القذر والطائفي عديم الوجدان والفارسي الحاقد على كل عربي اصيل .


حتى التماثيل والمتاحف والشخوص الوطنيه وكل ذكرى عزيزه على العراقيين لم تسلم من اذاكم ايها الغرباء ، حطمتموها لانكم تخشوها تخشون معانيها الرمزيه المغروسه في ضمائر العراقيين الشرفاء لكونها تمثل رمز انتصار العراق على اعدائه من فرس وصهاينه وحركات تمرد معاديه للعراق ... اذن كيف لنا نحن كعراقيين نثق بهؤلاء القتله انكم تقتلون بدم بارد العراقي العربي والمسلم السني والشيعي والمسيحي وكل من لديه حس وطني وغيره على بلده حتى اصبحت مهنتكم القتل تتفننون به بوسائلا مختلفه منها شخصيه وأخرى جماعيه تساندكم دول ومنظمات أرهابيه ايران على راسها وقوة القدس الايرانيه وفيلق بدر الايراني ايضا المتخفين في كل زاويه من زوايا العراق للاجهاز على كل شريف ووطني .


سوف لااتعجل الامور كثيرا و لم اسمع تصريح مسئول عراقي يعمل في الحكومه الحاليه لبيان رايها فيما جرى في يوم الاحد الدامي لكني على يقين ان بيان السلطه جاهز ويجري التداول به مع ايران عبر مرجعياتها ووسائل مخابراتها المنتشره هنا وهناك ليكون الرد موحد ومنسجم مع برنامجها في العراق واغلب الظن سيكون التصريح ( ان من فعل هذا هم البعثيون والصداميون والتكفيريون ) وهي كليشه جاهزه ومعده سلفا ...


وهكذا كل يوم دماء ودماء وتخريب للبنى التحتيه و للانسان العراقي ، نريد ان نسمع او نرى خبر يسعدنا ويجعلنا نقول بدون تردد ان السلطه بدأت تعي مسؤوليتها الوطنيه ولكن لااعتقد ان يكون ذلك ما لم تصلح النفوس والضمائر حقيقتا ...أقول لهؤلاء أرحلو عن بلادنا ايها العملاء قبل ان ياتي اليوم الموعود فلم تجدوا لكم مكان ياويكم .. وتذكروا قول الشاعر ( اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر ) .

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور