مصير الاحتلال الأمريكي .. سيحدد مصير المنطقة

 

 

 

شبكة المنصور

جابر خضر الغزي

سأتناول في هذه الورقة على المحاور الرئيسة الآتية :-

أوضاع المنطقة العربية.

المشاريع الدولية _الإقليمية قيد التنفيذ.

المقاومة الوطنية العراقية والممانعة العربية.

  أسس ومنطلقات لبرنامج عمل العلاقات الخارجية المقترحة.

 

أولاً:أوضاع المنطقة العربية.

 

ليس من المبالغة في شيء تشبه أوضاع المنطقة العربية بالأيام الأخيرة للدولة العثمانية, عندما انتهى عصر النظام الإقليمي للدولة العثمانية يختزن مجالات عدة فعلى الصعيد الدولي سقط الاتحاد السوفيتي وصعد نجم الإمبراطورية الرأسمالية الأمريكية, كما كان يحدث في كل التاريخ غداة التحولات الدرامية وهكذا انتهى عصر النظام الإقليمي العثماني في الشرق الأوسط وأقيم مكانه النظام الإقليمي البريطاني_الفرنسي في أطار اتفاقية سايكس_بيكو .

 

وألان يجري التمهيد لإقامة نظام إقليمي جديد في المنطقة متطابق مع مصالح الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم (الشرق الأوسط الجديد) والسؤال الذي يطرحه كل أبناء الأمة بقلق ألان هو: هل تنوي أمريكا قتل رجل العالم المريض؟ وهناك تشابه مع الدولة العثمانية التي أُطلق عليها منذ القرن التاسع عشر رجل أوربا المريض, وهل هذه التسمية تطلق على الأنظمة العربية التسمية نفسها؟ لان كل الدلائل تشير أن اليد العليا هي لمشروع القتل أو ما يسمى بإستراتيجية الفوضى الخلاقة، وهذه بعضها:

 

1. التمهيد لإعلان الوفاة السريرية لجامعة الدول العربية.

 

فلم يكن احتلال العراق الأزمة الأولى التي واجهت الجامعة العربية, إنما سجلها حافل بالأزمات, فتذكيراً سريعاً منذ تأسيسها عام 1945الرسمية, يتمثل في هزيمة 1948 وهزيمة 1967 وانقسام العرب في زيارة السادات للكيان الصهيوني واتفاقية معاهدة السلام إسرائيلية _عربية 1979 وأخيراً تداعيات قضية الكويت في العام 1990 وقصة مؤتمر قمة القاهرة معروفة للجميع. أذن النظام العربي مأزوم منذ نشأته.

 

2.  تقسيم المنطقة العربية إلى ثنائيات جديدة متصارعة فهناك الدول الصغيرة التي تتبنى ورقة الإصلاحات الأمريكية وتقف في وجه الدول الكبيرة العربية المقاومة لها, وسيكون هناك قريباً الدول العربية الإفريقية والدول العربية الأسيوية.

 

3.  يبدو أن التقسيمات لن تتوقف عند هذا المنحى الأفقي ثم احتمال كبير بأن تكون عمودية أيضاً وهذا يعني تقسيم بعض الدول العربية إلى دويلات في الغالب وفق أسس طائفية وقبلية أو حتى أثنية.

 

4.      نسف الوحدة الثقافية _ الاجتماعية للأمة عبر تفجير الحرب الأهلية.

 

هذا التشريح الشامل لجثمان رجل العالم المريض لن يتم بين ليلة وضحاها, كما حدث مع رجل أوربا المريض, فهذا الأخير كان دولة واحدة كان يكفي بسقوط عاصمتها كي ينهار بنيانها برمته بينما الأول كتلة من 22 دولة, تتباين بحدة ظروف التغير المحتمل في كل منها فبعضها كمصر توجد أغلبية سنية مسلمة مقابل أقلية كبيرة من المسيحيين الذين يشكلون حوالي 8مليون نسمة، وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات قد أعرب بخطابه أيار 1980عن خشيته من إن تطالب هذه الأقلية بقيام دولتها الخاصة أي دولة (لبنانية) مسيحية جديدة في مصر.

 

إن ما يجري في لبنان وما يجري في العراق وفلسطين هو نتيجة المخطط الأمريكي الصهيوني الإيراني في هذه الأقطار المذكورة أعلاه.

 

  حملة في فلسطين دولية شاملة ومنسقة لنزع السلاح المقاوم ويربط مصيرها في هدنة دائمة في الوقت تواصل (إسرائيل) وقيادتها السياسية من عدوانها الوحشي ضد شعبنا العربي الفلسطيني مع تصاعد حملة مدعومة من قوى دولية وإقليمية لانجاز هذا الهدف.

 

  لبنان: تجري مناورات محمومة لا يستبعد أن تتطور بعد حين إلى مواجهات أمنية وعسكرية, إذا ما تبين فشل الجهود السياسية الحالية.

 

  الأردن: مخابرتها هي جزء من الموساد الإسرائيلي وبدعم أمريكي إلا إن المخطط الأمريكي الصهيوني بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على حساب الأردن واحتمال اشتعال الصراعات المسلحة بين الأردنيين والفلسطينيين وهناك احتمالات اختراقات  إيرانية في فلسطين والأردن وتحويل الصراع الإقليمي من صراع تحرري بين طرفين هما حركة التحرر الوطنية العربية بقيادة المقاومة العراقية والفلسطينية وقوى الاستعمار ممثلة بأمريكا والكيان الصهيوني وأيضا تحويل إلى صراع بين معسكر "السنة العرب" بقيادة السعودية ومعسكر "التشيع الصفوي" وداعميه من بعض العرب بقيادة إيران.

 

  العراق: الغزو العسكري المباشر للعراق ارتبط بخدمة المصالح الإستراتيجية الأمريكية للسيطرة على منافذ النفط في الشرق الأوسط لإحكام السيطرة على إمدادات النفط للعالم وتجريد العراق كبلد محوري من سلاحه وإخراجه نهائياً من ساحة الصراع مع العدو الصهيوني.

 

ويمكن القول إن المخطط الأمريكي للاحتلال لم يتمكن من أنجاح مشروعه بفعل المقاومة الصلبة للشعب العربي في العراق. ولكن العراق الجديد الذي يجري بناءه أمريكياً وبمساندة عدد من القوى العميلة. وأيضاً علينا إن لا نحجب النجاحات التي حققها المشروع الأمريكي في العراق, وما حجم الفضائح والصعوبات التي تواجه السياسة الأمريكية في العراق إلا دليل على تزايد الخسائر اليومية للاحتلال بشرياً ومادياً وتعاظم تأثيرها على توجهات الرأي العام الأمريكي وصورة أمريكا البشع.

 

     ليبيا: نجحت حملة التخويف الدولية في نزع السلاح الليبي غير التقليدي "قبل صياح الديك".

 

     سوريا: العمل جار على قدم وساق لمحاولة تجريد هذه الدولة من سلاحها, عبر ضغوط دولية ضخمة ومعقدة.

 

     الخليج العربي: تحاصرهم الديموغرافية الغير عربية.

 

     المغرب العربي: ربما ينقلب إلى مغرب أوربي.

 

خلاصة ذلك الحديث عن لا عروبة العراق جدي للغاية ويستند إلى رغبة بعض الأكراد في إقامة أمتهم الكردية والطائفيين الصفويين  فوضعوا لافتة الإسلام مكان لافتة العروبة وهذا ما تجلى في دستورهم المسخ, والعمل يجري على قدم وساق في الهلال الخصيب لإحلال الوطنيات المذهبية والطائفية مكان الرابطة العربية. إذن هناك مؤامرة على الهوية العربية اخطر بكثير من مؤامرة سايكس_بيكو.

 

فهل هناك مخرج من هذه المذبحة التاريخية-الحضارية ؟ فالمخرج هو: بالمقاومات العربية وفي مقدمتها المقاومة الوطنية العراقية التي ستقرر مصير المنطقة.

 

باعتقادنا سيكون هناك نهوض قومي إسلامي رسالي أنساني لان الوضع في المنطقة يشبه ذلك الذي ساد بين الحربين العالميتين الأولى والثانية بانبثاق حركات مقاومة قومية عربية( البعث, القوميون العرب) وإسلامية (إخوان المسلمين) ويسارية (التيارات الماركسية) ورفعت كلها راية رفض الاستسلام للأمر الواقع. وهذه لا يعني إن نتوقع بروز العينة ذاتها فالظروف الدولية تغيرت وثمة أيديولوجيات تلاشت. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا اغلب الحركات السياسية في الوطن العربي قد تدحرجت وبقى البعث صامداً بالرغم من حجم المؤامرات التي استهدفته عقيدة وفكراً ومنهجاً وأخرها قانون اجتثاث البعث أي اجتثاث الوطنية الصادقة والقومية المؤمنة.

 

ثانياً:- المشاريع الدولية – الإقليمية قيد التنفيذ.

 

قبل الغزو الأمريكي للعراق كان واضحا إن واشنطن تسعى إلى إقامة نظام إقليمي جديد يستند برمته إلى طرفين حصريين اثنين:

 

-       الإمبراطورية العالمية الأمريكية.

-       الإمبراطورية الإقليمية الإسرائيلية. 

 

بعد تعثر مشروع الاحتلال الأمريكي في العراق دفع واشنطن إلى توسيع هذا النظام لجذب أوربا إليه بهدف مساعدته على تحمل الاكلاف الاقتصادية والسياسية والأمنية لمشروعه الإقليمي.

 

ومنذ مطلع 2004 بدأ يتضح رويداً رويداً إن الأمور تتجه إلى صفقة سايكس_بيكو جديدة لتقاسم النفوذ والمسؤوليات في الشرق الأوسط بين أوربا وأمريكا. وأول الغيث هذا الوفاق الودي الغربي الجديد, الدخول الكثيف لأوربا وحلف الأطلسي إلى أفغانستان. وهذا يذكرنا بالوفاقات الودية الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

 

الصفقة الكبرى بين جاك شيراك وجورج بوش في صيف 2004 لتقاسم النفوذ في لبنان و سوريا التي ترعرع في رحمها قرار مجلس الأمن المرقم 1559.

 

الانقلاب الأوربي على إيران لصالح الموقف الأمريكي.

 

الجهود الحثيثة لوقف التنافس الأمريكي الأوربي في المغرب العربي وتحويله إلى وفاق ودي أخر.

 

الإدماج الكامل للمشروع  المتوسطي الأوربي الشرق الأوسط الكبير (التي عدلت لاحقاً بطلب من الأوربيين لتصبح مبادرة الشرق الأوسط الموسع.

 

شهدت بعض خطوات التقارب بين المبادرات الأمريكية الأوربية حيال المنطقة وجاءت الخطة التي اقترحها (جوشكا فيشر) وزير خارجية الألماني بمثابة البواكير الأولى لهذا التقارب ومنها:

 

  تشجيع الإصلاحات الديمقراطية في الشرق الأوسط وإقامة التبادل الثقافي ، وإقامة منطقة تجارة حرة حتى عام 2020، ولم يكتفي الوزير الألماني بهذا الإطار بل تجاوزه بصراحة بقوله (أن الفشل الأميركي في العراق ستكون له مضاعفات علينا).

 

  بدأتا أمريكا وأوربا تسيران في خطين لا يلتقيان, أوربا عملاق اقتصادي يبحث عن دور سياسي امني  فيما أمريكا عملاق سياسي-عسكري-اقتصادي, يرفض أية ادوار غير اقتصادية لأوربا.

 

  وبعد الهزة الكبرى التي تعرضت لها الزعامة الفرنسية – الألمانية لأوربا على يد واشنطن ثم تعثر المشروع الأمريكي في العراق بدأت الصورة تنقلب رأساً على عقب من الصراع من الشرق الأوسط وحوله كمدخل للصراع على السلطة العالمية. وأوربا بدأت تعي بان عليها أن تقبل ما تمليه أمريكا كشرط لمشاركته في الوليمة الشرقية الجديدة.

 

كما أعلنت مراكز وبحوث ودراسات من رجال الكونكرس (ديمقراطيين وجمهوريين) ثم رجال السياسة والعسكر والاقتصاد والمعنيين بالشأن الأمريكي, أعلنوا جميعا (أن الإدارة الأمريكية قد ارتكبت خطأ استراتيجياً باحتلالها للعراق.

 

واليوم يؤكد مفكرو أمريكان وأوربيون منهم:_

 

1.  بانارين يقول:(هناك وجود قلق حقيقي في أوساط النخبة الأمريكية من أمكانية حدوث شي في أوربا ومخاطر حقيقية تهدد الكيان السياسي الحالي للولايات المتحدة الأمريكية).

 

2.  صموئيل: صاحب نظرية صدام الحضارات تشير كتبه إلى (الخوف على اللحمة القومية الأمريكية البروتستانتية البيضاء).

 

3.  جويل غار مؤلفة أمريكية أصدرت كتاب تحت عنوان (الأمم التسع لأمريكا الشمالية) فتحدثت عن تفكك أمريكا إلى تسع دول.

 

4.  تنبأ الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي (ايانويل تود) بسقوط الولايات المتحدة علما انه الأول من تنبأ بسقوط الاتحاد السوفيتي واصدر كتابه بعنوان (ما بعد الإمبراطورية انهيار النظام الأمريكي).

 

ويقول سيتم انهيار أمريكا عبر طريقين هما:

 

‌أ-     تشكيل تحالف مستقل عن واشنطن بين (فرنسا-ألمانيا-اليابان-الصين-روسيا) وهي القوى الرئيسية في أوربا وأسيا.

 

‌ب-  عن طريق الكساد الاقتصادي في البورصة المالية وهذه المرة أضخم بكثير من كساد عام 1929.

 

5.  بول كيندي الاقتصادي الاستراتيجي البريطاني الذي تنبأ بانهيار أمريكا حيث جاء في كتابه "صعود وسقوط الدول العظمى" (بأن مسيرة الانحدار للولايات قد بدأت على غرار تفكك الإمبراطورية البريطانية وبقية الإمبراطوريات في التاريخ بعد إن وصلت كل منها إلى مرحلة الذروة) وما اسماه (التمدد الاستراتيجي الزائد).

وعلى ضوء ذلك فقد سارع اوباما لمعالجة الاقتصاد العالمي من خلال:_

 

‌أ-  طبق سياسات نقدية تدخليه تنقذ الاقتصاد الأمريكي من محنته من خلال (ضخ أموال طائلة في شرايين الاقتصاد الأمريكي كما فعل روزفلت عام 1929.

 

‌ب-  إعادة بعض التوازن للقانون الدولي (معتقل غوانتنامو).

 

‌ج- الإفراج السريع بالعلاقات الدولية (خطر انتشار الأسلحة النووية-الاحتباس الحراري-بناء الهيئات الدولية-هيكلة مؤسسات النقد والاقتصاد العالمي).

 

وعلى ضوء ذلك استلم اوباما (مكتب التنسيق لإعادة البناء والاستقرار) الذي أنشأه بوش وهذا المكتب وضع الخطط الإستراتيجية لحالات النزاع لـ25 دولة تعيش حالات نزاع، وتتبع لهذا المكتب الذي يعمل في إطار مكاتب وزارة الخارجية وفرق عمل مكونة من عسكريين وباحثين وشركات مهمتها العمل على وضع الخطط لتغير النسيج الاجتماعي للدول  المعنية.

 

هذه التطورات الدولية والإقليمية الخطيرة اثبت بما لا يقبل الجدل إن المشاريع الدولية للشرق الأوسط الجديد تبدأ وتنهي بنقطة وحيدة: إقامة شرق لا عروبة فيه وعروبة لا شروق لها.

 

ثالثاً:_ المقاومة الوطنية العراقية والممانعة العربية.

 

قدم الشعب العراقي العظيم  وبعثه الرسالي من تضحيات مادية ومعنوية لا يحده حد ولا يعده عد ولا يستوعبه تاريخ ولولا منة الله القوي العزيز على شعب العراق بالمقاومة الوطنية والقومية والإسلامية لحصل للأمة وشعبها مالا تحمد عقباه وقد حققت المقاومة النتائج التالية:_

 

1.  حققت المقاومة للأقطار العربية ما لم تستطيع هذه العواصم تحقيقه , حيث أراد العدو تحويل  العراق إلى منصة انطلاق لتكرار التجربة الكارثية ضد العواصم العربية.

 

2.      أوقعت المقاومة بالمحتل ما لم يتخيله عقلة العسكري والاستخباري الخسائر بالأرواح والمعدات.

 

3.      لم يحصل بالتاريخ الإنساني الطويل صراع أو حرب دامية كما حصل للمقاومة العراقية من حيث:_

 

‌أ-     الإمكانات الاقتصادية تتعامل دول العدوان بالترليونات.

‌ب-  الإمكانات البشرية سخر معها مليارات البشر مشترك بالعدوان وبين داعم ماديا وسياسيا وإعلامياً ولوجستياً ومخابراتياً.

‌ج-   التكنولوجيا العملاقة التي تتقدم على التطور الحضاري العالمي بمدى بعيد.

‌د-    الإعلام الواسع والفاعل والمؤثر والمهيمن على الأعلام العالمي.

‌ه-    الهيمنة السياسية المطلقة على العالم وخاصة مجلس الأمن ومنظماته.

 

4.  تأسيساً على هذا فقد نجحت المقاومة على إعادة الثقة للمجتمع الدولي (ولقد رأيتم كيف تنفست الدنيا الصعداء عندما بدأت تباشير النصر تلوح في الأفق على ارض العراق, فشمخت فنزويلا وتتحدى  كوبا  ونيكاراغوا كل القوى الامبريالية. وتململ روسيا واستفاقتها وكيف تحركت على جورجيا, والمقاومة اللبنانية المؤمنة والمقاومة الفلسطينية الباسلة وانتباهه سوريا وثباتها, وتنمر إيران غير المعهود على أمريكا وحلفاءها ولا تستطيع أمريكا تحريك ساكن تجاهها).

 

5.  لقد حققت المقاومة كشف شعارات الاحتلال من الديمقراطية وحقوق الإنسان, وكشف حقيقة العملاء الذين يستقون بالأجنبي, وقتلوا ودمروا وشردوا النخب من أبناء العراق.

 

6.  وضعت المقاومة أمريكا أمام السؤال المصيري مفاده: هل أن وجود الاحتلال جزء من الحل آم هو المشكلة؟ وأجاب العالم وأجابت أوساط أمريكية وبريطانية فان استمرار الاحتلال هو الفوضى وهو المشكلة, وان امن العراق يبدأ من لحظة الانسحاب.

 

7.  نجحت المقاومة في وضع القضاء الجنائي الدولي والإنساني أمام محك أخلاقي وقانوني خطير وفتحت باب المقاضاة جنائيا وإنسانياً إما العراق وشعبه للمقاضاة دول الاحتلال وكل من ارتكب مجازر القتل الجماعي ضد شعبنا.

 

8.  المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية (القيادة العليا للجهاد والتحرير) وجودها من كل ارض العراق: من مدينة العز والكرامة أم قصر الحبيبة في أقصى الجنوب, إلى زاخو وتلعفر في أقصى الشمال ومن القائم وهيت وحديثة من أقصى الغرب إلى خانقين والمقدادية مدينة التحدي والصمود في أقصى الشرق, وعلى كل شبر من ارض العراق الطاهرة.

 

خلاصة على ما تقدم أن المقاومة كشفت عورة أمريكا والنظام الرأسمالي فانهيار الشامل الذي يعصف اليوم باقتصاديات العالم نتيجة طبيعية لسياسات أمريكا كما رسمها (فوكوياما) نهاية التاريخ وصراع الحضارات. هكذا حصل التحول الهائل في مسار الصراع التاريخي نتيجة صمود البعث ومقاومته ومطاولته وبضربات مقاتليه وحلفاءه من أبناء شعبنا وامتنا. فان العراق لن يتحرر ولن يخرج الغزاة إلا بالجهاد المسلح الدائم والمتصاعد يردفه الجهاد السياسي.

 

يالها من معجزة العصر, معجزة التاريخ, إن ينتصر العراق في هذه الملحمة الجهادية القتالية الملحمية وسيتقرر مصير المنطقة لا بل مصير العالم من العراق المعمد بدماء الشهداء يتقدمهم شهيد الحج الأكبر الذي تنبأ (رحمه الله) عندما قال: (أمريكا ستتدحرج من القمة إلى السفح، وسيحدث بها أبشع ما حدث في الاتحاد السوفيتي)، وذلك بفضل أرادة الله الحي القيوم وبفضل وسيلته في الأرض المجاهدين الإبطال في عراق المجد والفضيلة والنضال والجهاد كما قال أيضاً طيب الذكر ماوتيسي تونغ قد يقهقه في قبره لان نبوءته قد تحققت في قوله (إن أمريكا نمر من ورق).

  

رابعاً:_ أسس ومنطلقات لبرنامج عمل العلاقات الخارجية المقترحة.

 

1.  التخلي عن عقلية ردود الفعل والانتقال إلى الفعل الشجاع المستند إلى الثقة بالنفس للإمساك بمقاليد التطورات في المنطقة عبر:

 

‌أ- التمسك بالبرنامج الاستراتيجي والسياسي للحزب والمقاومة المعلن في أيلول 2003 والمنهاج الاستراتيجي للقيادة العليا للجهاد والتحرير عام 2007، دفع المقاومة الوطنية القومية والإسلامية ومساعدتها ماديا ومعنويا ولوجستياً والالتفاف حولها من خلال جبهة وطنية عريضة تضم كل الأحزاب والتيارات والشخصيات الوطنية الرافضة للاحتلال.

 

‌ب- وضع المقاومة اللبنانية المؤمنة وتشجيعها على التحول إلى مقاومة وطنية شاملة تضم كل القطاعات والفئات والمساعدة على إيجاد صيغة تكامل الدولة والمقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني.

 

‌ج- رفد المقاومة الفلسطيني بالعمق الشعبي العربي الضروري لمواجهة مخططات الكيان الصهيوني.

 

2.  إجراء اتصالات مع القيادة السورية على أعلى المستويات لبلورة تسوية وطنية-قومية تاريخية بينه وبين القوى الرافضة للاحتلال وتفعيل دعوة الرئيس الدكتور بشار الأسد بتوحيد كل القوى العربية المناهضة للاحتلال من اجل قيام جبهة قومية عربية اخذين    بالاعتبار العلاقة السورية الإيرانية والتعامل معها بحكمة وعقلانية التي تبدو متعارضة للوهلة الأولى مع مصلحة الوطنية العربية طالما سوريا هي (عمقنا السوقي والاستراتيجي والحضاري والبشري ونفتح أيدينا وعقولنا وقلوبنا وضمائرنا للشقيقة سوريا, ونكن لها بالمحبة والاحترام والتقدير للشعب العربي السوري وشخصيا للدكتور بشار الأسد).فضرورة التعامل معها وفق الممكن مراعين الظروف التي تمر بها عربيا وعالميا وإقليميا بالتعاون والتنسيق والاتفاق على نقاط  التلاقي القومي المصيري وتأجيل كل نقطة خلاف للزمن والمتغيرات والتأسيس على ما هو ايجابي وهي معاونة لخدمة اللقاء الناجح الذي يخدم المقاومة الوطنية ويعزز الجهاد المعلوم الواضح للقائد عزة الدوري القابض على جمر المبادئ وطهر السلاح والكاظم الغيظ من غدر الفرس ونذالة بعض الأنظمة العربية.

 

3.  ضرورة أن نتعامل مع الحالة الجديدة بإدارة اوباما بايجابية على ضوء خطاب الرفيق خادم الجهاد والمجاهدين في 6 كانون الثاني 2009 وعلينا أن نهتم بالواقع طالما هناك أولويات للتغيير وعلينا أن لا نهتم بالصورة قبل الاهتمام بالواقع (ونحن نريد واقعا جيدا وصورة جيدة)، إما الصورة الجيدة بلا واقع جيد فلا قيمة لها.

 

4.  فان دحر النفوذ الإيراني الخطير في العراق سيفتح باب واسع للمقاومة واستعادة العراق مكانته عربيا ودوليا وهذا لا يعني (أن ما يريد بأسم محاربة إيران الانضواء تحت المضلة الأمريكية لا يختلف أطلاقا عما يريد الانضواء تحت الجبة الإيرانية, لآن خيارنا هو ليس بين الشر الأمريكي الأخطر والشر الإيراني الأقل خطرا بل هو بين التحرر من أي شكل من أشكال الهيمنة الأجنبية سواء كانت دولية أو إقليمية , فالهيمنة الأجنبية هي واحدة ولا تقاس باللون والتسمية).

 

5.  ضرورة فتح اتصال مع القيادة الروسية وفنزويلا وحركات التحرر في العالم والأحزاب والمنظمات المناضلة في أسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوربا الغربية.

 

6.  العمل بكل الوسائل المشروعة من اجل انتزاع الاعتراف القانوني بأعتبار المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية (المسلحة وغير والمسلحة) هي الممثل الشرعي للشعب العراقي.

 

7.  بلورة مشاريع محددة وملموسة لتمكين مكتب العلاقات الخارجية والجبهة الوطنية القومية والإسلامية من الوصول إلى الشباب والتواصل معهم وذلك في كل مجالات كافة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.

 

8.  الضرورة القصوى لوجود منابر إعلامية للمقاومة أو للحزب لعرض كل وجهات نظرها والبحث الجدي في ضخ الإمكانات الإعلامية للإطراف المشاركة بالجبهة في الجهد الإعلامي.

 

9.  اتخاذ موقف واضح من مسألة الإسلام, إذ لا يعقل أن تترك هذه المسالة في يد أصوليات تحتكر النطق بالإسلام, فان الحركة القومية العربية المؤمنة هي الوحيدة القادرة على تمكين الإسلام الرسالي من العبودية إلى الحداثة بدون المخاطر بخسارة هويته كما أثبتت ذلك بوضوح أن حركة البعث العربي الاشتراكي التي تؤكد على العلاقة العضوية بين العروبة والإسلام وعلى التراث والأصالة والمعاصرة (انفتحوا على العالم من أول نقطة مضيئة في تاريخكم, كونوا معاصرين شرط أن تكونوا أصيلين, لان المعاصرة لا تعني الانقطاع عن الجذور) ويقول القائد المؤسس (رحمه الله) (الإسلام هذب القومية العربية وأعطاها الأبعاد الإنسانية والحضارية).

 

أخيراً وليس أخراً أن هذه الرؤى باب مفتوح إلى ما هو أعمق من خلال ملاحظات وأراء الرفاق ليتسنى لنا من أغناء هذه الورقة بالحذف أو الإضافة أو التعديل، والله ما وراء القصد. 

 
* تم الاعتماد على المصادر الآتية في إعداد هذه الدراسة ومنها:
1. الحرب على العراق، مركز دراسات الوحدة العربية.
2. احتلال العراق وتداعياته، مركز دراسات الوحدة العربية.
3. نجاح اوكيم، ورقة للمؤتمر العام لحركة التحرر العربي الديمقراطي.
4. بحوث الندوة الفكرية بيروت 2004.
5. خطب ورسائل الرفيق المجاهد عزة الدوري.
6. الملامح الأساسية للإستراتيجية الإعلامية للبعث.
7. احمد يوسف احمد / مدير معهد البحوث والدراسات العربية القاهرة
8. شبكة المعلومات العالمية (الانترنيت).
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الثلاثاء / ٠٨ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور