ملاحظات حول مقالة السيد نجيب هدايا الموسومه ( بغديدى وتسمياتها العديده ) فى موقع عينكاوا فى الثانى من تشرين الاول / ٢٠٠٩

 
 
 

شبكة المنصور

ججو متى موميكا - كندا

قرأت مقالتك بدقه وراجعتها عدة مرات اخى الكاتب بخصوص مدينتنا التاريخيه الجميله ( قره قوش ) وتعدد تسمياتها وعناوينها والقابها على مرّ العصور والحقبات التاريخيه التى مرّت عليها منذ نشأتها وحتى يومنا هذا .
اخى نجيب البحوث التاريخيه والمقالات فى هذا الشأن تحتاج الى خصوصيه وتعمق والاشاره الى وثائق ومراجع ومصادر تاريخيه تعزّز ثقة الكاتب ببحثه وانت تتعمق فى هذا الموضوع تحتاج الى تبحّر وتمحص وتنقيب جيد وموثوق لتؤكد للقارىء مصداقية مقالتك والدخول فى هذه المضامير ليس سهلا .


والقارىء يستفسر عن اشياء كثيره ويتسائل عن امور لم يتضمنها مقالك او اغضضت الطرف عنها .
فقرات مقالتك حتى رقم 10 لابأس بها وتتحدث عن تاريخ بلدتى ولغتهم ونشاة المدينه وعراقتها واصالتها والظروف التى مرّت بها قبل مئات السنين وحتى يومنا هذا… وهذا جهد شخصى بذلته لاطلاع القراء على مدينتنا ولكن :


اخى العزيز الم تظلم مدينتك عندما تجاهلت عشائرها العربيه الاصيله والمنحدره من قبائل بنى تغلب واياد والحمدانيين الذين انكرت فضلهم على مدينتنا وسميتهم ( البو حمدان ) وتدعى بانهم نغّصوا عيش سكان هذه البلده وانتشرت هذه التسميه ( قضاء الحمدانيه ) بسرعه فائقه ...هذا مربط الفرس سيدى نجيب واحب ان اناقشك فيه وماعداه كلام تاريخى منشور مئات المرات على صفحات الكتب والوثائق ومواقع الانترنيت ولابأس من الدخول فى هذا المضمار… كونها حقائق تاريخيه لامجال لنقضها او الاجتهاد فيها :


الفقره رقم 11 من مقالتك تهميش واقصاء قبائل وعشائر قره قوشيه عربيه اصيله نزحت من تكريت ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( عشيرة آل عيسو وآل حبش وموميكا ونعمت وحنونا ) واضرب لك مثلا مدعوما بحقائق تاريخيه بان آل حنونا التى استوطنت قره قوش عام 1743 وهى كرمليسيه المنشأ استقر فرع منها قره قوش بعد ان ارسل ( حسين باشا الجليلى ) والى الموصل يطلب حنونا الاول وعشيرته عام 1743 للاحتماء والمساهمه فى الدفاع عن مدينة الموصل اثناء غزوة نادرشاه طهماسب ملك العجم بعدها تشتت وسكن فرع منها فى قره قوش والقوش وتلكيف وكرمليس والموصل بعد ان دمرت بيوتها وقتل ابنائها وتشردوا وهكذا كان حال معظم العشائر التى نزحت الى بلدتنا لكنها حافظت على كل مقوماتها . اذا قبائل وعشائر كثيره سكنت قره قوش واستوطنت فيها وكانت تتكلم العربيه والسريانيه يا سيدى اقصد( الآراميه )جنبا الى جنب مع لغة الآباء والاجداد من قبائل بنى تغلب وبنى اياد والنمر والحمدانيين الذين سميت مدينتنا باسمهم تيمنا بهم ..لان الحمدانيين اصلهم يرجع الى قبيلة تغلب بن وائل بن وهب بن افص بن دعمى بن جديله بن اسد بن ربيعه بن نزار بن كعد بن عدنان وتغلب اخوة بكر بن وائل وعنتره من بنى ربيعه بن نزار راجع كتب التاريخ ... حيث استقل الحمدانيون فى الموصل عام 229 م بعد تنازع الاتراك السلطه فيما بينهم .


ولم تنته الدوله الحمدانيه حتى وفاة سيف الدوله الحمدانى وقدوم الفاطميين عام 976 م
البحوث التاريخيه والمقالات التى تحمل طابعا حضاريا وتراثيا تحتاج الى دقّه متناهيه وتعزيزها بالوثائق والمستمسكات الموثقه فى امهات الكتب العربيه العريقه والمحفوظه فى خزانات مكتباتنا الزاخره بها وفى ارشيفات الوثائق والكنوز فى مراكز التوثيق العلمى الاجدر ان نعود اليها ليشرأب القارىء من مناهلها ونبعها الصافى والغزير هذه الثروه الغنيه بامهات الكتب والمجلدات التى مضى عليها قرونا من الزمن لتحفظ تراث بلدنا ومدنه وآثاره كما تحفظ تاريخ عراقنا الحضارى منذ الاف السنين فالاجدر التبحّر في هكذا مواضيع لنقل الحقائق كما انزلت .


السيد نجيب هدايا هناك حقائق لانختلف عليها كونها واقعيه ومدونه فى سجلات التاريخ ومنها ان بلدتنا اعتنقت المسيحيه منذ اجيالها الاولى وبضمنهم القبائل التى نزحت من تكريت بعد الحروب والنزاعات التى حدثت آنذاك حيث هاجرت قبائل كثيره مدينة تكريت وهى نصرانيه اصيله محافظه على دينها واستوطنت قره قوش بعد ان اثبتت التنقيبات والآثار والكنوز التى اكتشفت فى هذه المدينه حيث الاديره والكنائس والفن المعمارى وما كشف عنه غنى عن التعريف ...اليست كنيسة الخضراء فى تكريت والتى اكتشفت مؤخرا من بناة حضارة آبائنا واجدادنا فى هذه المدينه ...هل من ينكر هذه الحقائق وما يعزز هذا القول … كما ارجوك ان تقرأ ماورد بكتاب الأب د. بهنام سونى عن قره قوش (قومية ولغة سكان بغديدا ) وانقله نصا :


((هناك من يقول انها عربيه الاصل : اذ تنتسب الى قبائل بنى تغلب والحمدانيين واياد والنمر. هناك قبائل عربيه مسلمه لها صلات القربى الدمويه مع نفس العوائل المسيحيه الساكنه فى بغديدا او تلكيف او الموصل مثلا توينى وعيساوى ودهش .)) انتهى النص ارجو العوده الى المؤلف لزيادة فى التنوير والدقّه .


سيد نجيب التاريخ اصدق انباءا فى مثل هذه المقالات ويجب ان نرحم مدينتنا وابنائها ولا نظلمهم بسبب كثرة التسميات والالقاب بمجرد تغيير الاوضاع السياسيه او محاولات البعض دق اسفين التفرقه والتغيير الديمغرافى فى بلدتنا لان تاريخها مشهود بفضائل العادات من كرم وشيمه عربيه اصيله وتضحيه وحب الوطن والتفانى من اجله والحفاظ على تراثنا وديننا ومبادئنا دون ان ندع الرياح تعصف فيها او تهزّها ذات اليمين وذات الشمال فاذا كانت الاوضاع السياسيه تريد ان تتحكم فى جغرافية مدينتنا او تاريخها فلا خير ولا مستقبل نرجوه فى ظل التسيب الامنى والفلتان وضياع الحقائق وتسلط القوى على المستضعف ونصبح كالسمك الكبير يأكل الصغير والعياذ بالله .


يجب ان لاننكر اصالة مدينتنا وحضارتها وتراثها وتاريخها منذ تأسيسها يجب ان نفتخر بأننا عرب مسيحيون واقحاح عربا اصلاء ولسنا مستعربين لاننا اصحاب هذه الارض وفيها نشأ آبائنا واجدادنا نتكلم لغتهم العربيه والسريانيه دون خوف او خجل من أحد ولا نجامل كائنا من كان لان هذا جزء من كياننا وماضينا وسيبقى حاضرنا ومستقبلنا مهما تغيرت الظروف ...يجب ان لاننسى بان آباءنا واجدادنا كانوا ولا زالو يلبسون العقال العربى واليشماغ وهم مفتخرون بملبسهم هذا وكذالك النساء لازلن يلبسن الشال المرقط من الصوف او القطن والزنار والازار العربى المشهور ….هل ننكر كل ذلك ياسيدى ؟


اخيرا اريد ان احاججك ياسيد نجيب فى ماتفضلت به بخصوص تبديل اسم قره قوش فى مستهل القرن العشرين كما تدعى واعتبرته اجحافا وظلما لمدينتنا بتسميتها ( الحمدانيه ) وانتسابها الى قبيلة بني حمدان واصلهم وقادتهم وامرائهم ومنهم سيف الدوله الحمدانى الذى كان يكرم ويعز النصارى فى بلاطه حتى نبغ وظهر منهم فى عصره اباطره ومطارنه ووزراء وكتاب ومشهورين فى ذلك العصر واسمائهم محفوره فى بطون الكتب ... فلماذا حجج التعريب ياسيدى والتى تنغّص حياتنا بعد الهجمه الشرسه على بلدتنا لتغيير اصالتها وجغرافيتها وحتى حضارتها وقوميتها ...اليس من الاجدر ان نفتخر ونتباهى بهذا الاسم العريق والاصيل بدلا من تسمية بلدتنا بالطير الاسود ولاندرى هل هو غراب ام نسر ام بومه ابعدنا الله من شرور الحيوانات القبيحه خاصة والتسميه بلغه تركيه دخيله ؟


هل تبرر هذه التسميه بأنها غبن او تشويه للتاريخ كما ادعيت وفرض علينا هذا الاسم فرضا؟ ولو كانت هناك اية نوايا طائفيه او عنصريه خبيثه من اجل تهميش تاريخ هذه المدينه لما سموّ الموصل ب( نينوى ) مدينة آبائنا واجدادنا انه التاريخ يتكلم وينطق ويقول الحقيقه وليس سواه ...ولو سمحت الظروف الاستثنائيه الدخيله والغريبه على مجتمعنا بتغيير طبيعته وجنسه وحسب الاهواء ...فما هذا الا ضغثا واحلاما مريضه وغيوما اجتاحت بلدنا وعاصفه هوجاء هبّت على كل العراق ياسيدى وليس مدينتنا وحدها ولك ان تنظر مالذى حصل ويحصل من تشويه التاريخ وطمسها وتبديل اسماء والقاب ما انزل الله من سلطان و على حساب هذا البلد المستباح بعد ان غيّروا كل شىء فيه الاّ:


كرامة الانسان العراقى وارادته
فلا يستطيعون ان يغيروها ابدا
وليكن الله فى عون الانسان مادام العبد فى عون اخيه .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور