ذكريات من القدّاس الاحتفالى فى كاتدرائية القديس مار يوسف فى حى الكراده ببغداد فى آذار عام ٢٠٠٣ قبل الهجوم البربرى على العراق بأيام

 
 

شبكة المنصور

ججو متى موميكا - كندا
قبل ان اتناول فى مقالتى الحديث عن هجوم بوش البربرى على العراق فى 2003 لابد ان نتطرق الى مناشدات دول العالم ورؤوسائها والخيرين من الشخصيات الدينيه والسياسيه والزعماء بما فيهم دعاة السلام وحقوق الانسان والمنظمات الانسانيه فى الامم المتحده والمؤتمر الاسلامى وهيئات وجماعات انصار السلام من شيوخ ورجال دين واحزاب فى شتى انحاء المعموره تلك المناشدات التى دعت بوش الى التروّى والحكمه واستعمال العقل والمشوره وضبط النفس و عدم اللجوء الى التشنّج والعنجهيه والتسرع فى اصدار القرار الظالم بشن حرب ظالمه على العراق.دون التفكير بنتائجها الوخيمه على العراق وامريكا والعالم كله قاطبة دون استثناء لأنه قرار اعلان الحرب على بلد آمن دون مسوّغ او مبررات لشنّه... ليس سهلا فهو مغامره وجنون يتخذه رئيس دوله عظمى يمتلك اضخم ترسانه واسلحه تدميريه...


من القاده والرؤوساء سينجم عنه كوارث ومآسى وويلات للشعب العراقى وشعوب المنطقه لاتحمد عواقبه ونتائجه لما ستخلفه هذه الحرب الظالمه وغير المتكافئه لتحالف محور ظالم من البلدان التى ورطها بوش فى حلفه المشبوه هذا تحرك العالم على كل المستويات الرسميه والشعبيه تحاول تهدئة الوضع بضرورة استخدام فلسفة العقل لان اعلان حرب على دوله ذات سياده كامله وحكومه وطنيه ودولة بكامل مؤسساتها وسيادتها عضوة فى الامم المتحده والجامعه العربيه ومنظمة المؤتمر الاسلامى ودول عدم الانحياز وكل المنظمات والهيئات الدوليه والتى ترعى حقوق الانسان واحترام المواثيق الدوليه كل هؤلاء دعوبوش ومن اصطف معه التروّى والصبر وعدم الانجرار الى تقارير الكذبه والدجالين ونفاق العملاء ومن لفظهم شعبهم ونبذهم فباعو ضمائرهم وكرامتهم للمحتل الغازى ليلفقوا حزمة من التخرصات لا اساس لها من الصحه الدافع من وراءها تدمير العراق والانقضاض عليه كونه اصبح قوة تهدد اسرائيل والصهيونيه وكل اعداء الامه العربيه...فالجريمه التى اقترفها هؤلاء الجناة بشهاداتهم امام زعماء المافيا فى اروقة الامم المتحده وامام الكونغرس الامريكى والمجرم الذيل تونى بلير والعصابات التى تحالفت معهم كانت كافيه لاقناع بوش الارعن لشن حربه القذره دون الاستناد الى اية وثيقه تدين العراق او تثبت تعاونه مع القاعده وكل الادعاءات الباطله بحيازته الاسلحه المحرمه دوليا والتى ثبت بطلانها جميعا.


ناشد رسل السلام والمبعوثين وسفراء الدول العظمى فى كل دول العالم قاطبة بمن فيهم قداسة البابا الراحل يوحنا بولص الثانى محذرا بوش من خطورة اتخاذ القرار وتنفيذه وما سيخلفه من ضحايا ودمار وقتل للابرياء...ناشده بعدم اتخاذ القرار الباطل بانتهاك حرمة بلد آمن مستقل ذو سياده... وشعبه موحد محب لقيادته ولحكومته...الا ان بوش لم يرعوى ولم ينصاع لمبادرات الرؤوساء وقادة دول العالم حيث اصرّ على ارتكاب حماقته وتهوره وانتهاكه لكل الاعراف والمواثيق الدوليه... واستمرت الوفود واصحاب النوايا الحسنه بزيارة العراق مطالبة بايقاف تنفيذ تهديدات بوش الغبيه ورغم الزيارات التى قام بها مسؤولون عراقيون على اعلى المستويات كان آخرها زيارة نائب رئيس الوزراء البطل الاسير والمناضل طارق عزيز الى حاضرة الفاتيكان ولقاءه الحبر الاعظم والتى فنّد فيه هذا اللقاء كل الافتراءات والادعاءات البعيده عن الحقائق  حيث طلب البابا الصلاة من اجل السلام وضم صوته الى كل الاصوات التى نادت الى التحكم للعقل وضبط النفس وعدم التسرع فى شن هذه الهجمه البربريه التى احرقت العراق واعادته الى القرون المظلمه بتدمير بنيته التحتيه وتهجير ابنائه وقتل وحرق كل ماهو حى...كل المحاولات لم تنفع ولم تثن بوش عن مغامرته الشيطانيه لانه اساسا كان يحمل حقدا دفينا على العراق وقيادته وشعبه وصمّم على الانتقام من هذا البلد ويسلمه الى لصوص ومرتزقه وقطاع الطرق وفاسدين عاد البطل طارق عزيز من مهمته بعد ان عجز العالم كله من ان يثنى بوش ورهطه عن تنفيذ جريمته فى الحرب الظالمه لقناعته بعدم وجود اى مبررات او مسوغ لشن هذا الهجوم ومايترتب عليه من آثار تدميريه على كل المنطقه وعلى العالم دون استثناء...بوش ركب رأسه واستمر فى رعونته متحديا قرارات الامم المتحد وكل المنظمات الدوليه ولم ينصاع لارادة الخير ودعوات السلام ورفض كل المبادرات الانسانيه وأصر على الانتقام من هذا البلد المسالم اتخذ قراره الهمجى احادى الجانب دون الرضوخ الى الدعوات من كل بلدان العالم.
 

نعود الى عنوان مقالتى...
 وقبل بدء العدوان على العراق الآمن بليالى ووسط اكتظاظ بغداد بالوفود الزائره من اجل وقف تنفيذ بوش لقراره توالت الوفود والمراسلين ووكالات الانباء القادمه للعراق من كل حدب وصوب...أقيم قدّاس احتفالى فى كاتدرائية القديس يوسف للكلدان فى حى الكراده ببغداد برعاية الراعى الكبير للكلدان فى العالم والعراق غبطة البطريرك مار عمانوئيل دلى حيث اكتظّت قاعة الكنيسه وساحاتها بالمؤمنين اسلاما ومسيحيين عراقيين وعربا واجانب دعاة السلام ورجال الدين ومؤمنين من شتى ارجاء المعموره جاءوا ليتضامنوا مع العراق الصامد والمسالم والمحب للحرية وللشعوب ومراسلين لوكالات الانباء الاجنبيه والعربيه والعراقيه...تضرع المصلون للرب وابتهلوا مرتلين اناشيد المجد والسلام وسط جو مفعم بالايمان والابتهال لله الواحد الاحد ان يحفظ العراق ويحمى شعبه رافعين اكفهم الى السماء لحماية العراق من شرور الاشرار الكل يصلى ويدعو ويتأمل بطريقته الخاصه من اجل اطفال العراق شيوخ العراق شباب العراق نساءه...الكل يدعو ان لايتهور بوش فى قراره ويحتكم للعقل والضمير...لان العراق والعراقيين ابرياء لاذنب لهم سوى محبتهم للعراق ولشعبه وقيادته...الكل يدعو بان لاتصيب نيران الاعداء هدفا لابيتا ولاشجرة ولاتسفك دما طاهرا...الكل يدعو ويقول ((يارب اجعله بردا وسلاما على العراقيين)) ونيرانهم تحرقهم وتحرق ديارهم لانهم اعتدوا علينا وهاجمونا فى عقر دارنا...الكل صلّى ورفع رأسه الى العلى طلبا للرحمه ومحبة الغير...بعدها قرأ فضيلة البطريرك عمانوئيل دلى نصوصا من الكتاب المقدس تدعو الى السلام والمحبه سلام رسول المحبه السيد المسيح تلاها على الحاضرين بعدها تشرف غبطته بعظة قيّمه ليضم صوته بأسم المسيحيين فى العراق والعالم بان تزول هذه الغّمه عنهم وتنفرج...دعا البطريرك بوش ان يركن للحق ولاصوات العقلاء والى ضبط النفس وعدم التسرع..فالهجوم على شعب آمن يعنى الكارثه ولهيب وكبريت حارق تتشظى نيرانه بعيدا لتحرق كل شىء...بعدها توالت الكلمات والمناشدات من قبل الشخصيات العالميه ومحبى السلام ورافضى الحرب توالت كلماتهم تباعا تتضرع الى الله بأن لايصيب العراقيين اى مكروه. وهى تهتف وصدى صوتها يقول لا للحرب ونعم للسلام تهتف لاطفال العراق بان تبقى البسمه فى وجوههم والامل فى عيونهم كلها تهتف للعراقيين...بردا وسلاما كأبراهيم عليه السلام
تهتف للعراق الآمن وعدم المساس بأمنه...الكل يصلى ويرتل وينشد للمجد للحريه للسلام للمحبه وهويقول فى صوت واحد.


((المجد لله فى العلا وفى الناس المسرّه وعلى الارض السلام))
لكن حدث مالم يكن فى الحسبان وامطرت السماء نيرانها على الشعب الآمن صباح يوم العدوان فأمتزجت اصوات المؤذنين فى المساجد مع اجراس الكنائس معلنة بدء العدوان الغاشم على العراق الصامد .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور