رسالة محبه مفتوحه الى غبطة البطريرك عمانوئيل دلى بطريرك العالم والعراق على الكلدان جزيل الاحترام على ضوء المقابله التى اجراها مع وكالة الانباء الالمانيه منتقدا فرار المسيحيين من العراق

 

 

 

شبكة المنصور

ججو متى موميكا - كندا
سيدى الجليل:


استوقفتنى كلماتك وانت تصرّح فى اسطنبول لوكالة الانباء الالمانيه ( د.ب.أ ) مساء الاربعاء 14 تشرين اول بخصوص فرار المسيحيين من العراق وتلقيك شخصيا ثلاث خطابات تهديد تمّ دسّها من تحت مدخل بوابة البطريركيه فى بغداد ولكنك لازلت هنا .. وانت تتحدى الارهاب وتكافح حتى النهايه لامن اجل المسيحيين فى العراق فحسب وانما لكل العراقيين فلقد احببتهم اسلاما ومسيحيين وكل الطوائف والاديان الاخرى دون تمييز ولقد سمعنا وقرأنا وشاهدنا اقوالك وافعالك بهذا الخصوص...


سيدى البطريرك اول سؤال يتبادر الى الذهن ويطرح نفسه وببساطه يجيب عليه كل عراقى غيور على بلده ووحدة شعبه :


لماذا لم يقتل المسيحيون ويغتالونهم او تتم تصفيتهم قبل آذار 2003 وهل شاهدنا او سمعنا بحوادث عن اغتيال كاهن او رجل دينى او شماس وشخص مؤمن ايام عز العراق وسلطة الحكومه الوطنيه وسيادة البلاد تحت ظل القانون وحقوق المواطنه والحريه الدينيه وفى الوقت الذى كان العراق خاليا من اى جندى امريكى او ميليشيات مسلحه فكان محميا مصانا محترما يؤدى طقوسه الدينيه بامتياز وشرف دون اللجوء الى حماية او حراسة حتى شرطى واحد وحتى فى خضم الاعياد والمناسبات التى كانت كنائسنا تكتظ بالمصلين والمحتفلين وبمشاركة اخواننا المسلمين فى اكثر مناسباتنا ...هل من جواب مقنع لهذا التباين فى الموقفين ؟


لماذا يصفى المسيحيون فى المحافظات الساخنه والتى اشتد تناحر القوى والميليشيات المسلحه فيها وكثر المسلحون المجهلو الهوية من اجل القتل على الهويه بتصفية كل روح او نفس وطنى يشكل خطرا على السلطه فى تصريحاته او حتى فى فعالياته الدينيه داخل الكنائس والاديره خفية وخوفا من المتربصين واصحاب النوايا الخبيثه ؟


لماذا تصفى العقول والدرجات العلميه المتطوره فى البلد بما فيهم الكهنه ورجال الدين والعناصر الوطنيه ويختار القاتل نبذا ونماذج اعلنت ولائها وحبها للوطن ونبذت الطائفيه .


هل كان يجرأ كائنا من كان ان يتجاوز على حقوق المواطنين عامة والمسيحيين بشكل خاص وان يهدد او يقتل او يدس رسالة تهديد لرجل دينى ...وما حادثة قتل وسرقة الراهبه ((سيسيليا )) فى دير الكلدان بالزعفرانيه وكيف كان رد السلطه والحكومه الوطنيه آنذاك بحق القتله والسراق وكيف نالو جزاء ما اقترفت ايديهم بحق هذه الام الراهبه البتول ومصير القتله وكلنل نعرف تفاصيلها دون شك .


نعم لقد صمد المسيحيون فى ارض آبائهم واجدادهم بعد العدوان على بلدنا لكن اين يكمن الحل بعد ان استنفذت كل الحلول والمحاولات لحمايتهم وغلق كنائسهم وتهجير ابنائهم مرغمين لا طائعين ومن يريد ان يترك وطنه وبيته واهله ...نحن نعلم ان وراء كل مهجر الف تهديد وتهديد ولاتميّز من هو عدوك ومن صديقك بعد ان كثرت وحوش الغاب ومتعطشى دماء ليس المسيحيين فقط لكن كل الرموز الوطنيه وكل من احب العراق بصدق وكان ولائه وحبه لهذا التراب الغالى فهم يقتلوننا بالجمله من اجل تغيير هويتنا وتاريخنا ومعتقداتنا ثم تهميشنا فى دساتيرهم وبرلماناتهم وحكوماتهم التى صنعها الغازى المحتل وفصّلها على مقاسهم ...


سيدى الجليل انتم السلطه العليا فى كنيستنا ومرشدنا وهادينا الى طريق الصلاح والنجاة لنكون قرابين امام سيدنا ونبيّنا ولكن الا ترى بان العراق قد حوّله القادمون من خلف الحدود الى ساحة لتصفية حسابات ضيقه واهداف تخدم اجنده مستوده فكيف يروق لهم ان يعيش المسيحيون جنبا الى جنب مع اخوانهم المسلمين ومتكاتفين يدا بيد .


سيدى البطريرك الجليل :
نؤمن بسيدنا المسيح (ع) حين قال انتصبوا قائمين وارفعوا رؤوسكم لأن افتداءكم يقترب واثبتوا لانهم بسطوا ايديهم علينا من اجله واتيحت لنا الشهاده وهاهم ابناء وطنى يذبحون كالخراف الوديعه من اجله وهكذا نكسب انفسنا ولن نفقد شعره من رؤوسنا


انه الطوفان بدأ من بلادى فالويل كل الويل من عهد الوثنيين وعبدة النار من جاء شرقا وغربا بلباس الدين معمما مسرّحا لحيته خداعا للناس وحقيقته شيطان يخفى شررا تحت كل شعرة من لحيته .


نعم قال المسيح فى كتابه عندما ظهرت علامات فى الشمس والقمر ونال الامم كربا فى الارض وقلق فى عجيج البحر وتزهق


نفوس الناس من الخوف وتقوم امة على امة ومملكه على مملكه ...وهل حان موعد القيامه من جديد ...أبتاه انهم يقتلون كل شىء وليس ابناءك المسيحيين فقط ابناء شعبى وكل الوطنيين مهددين بالتصفيه ...هل قرأت سيدى الجليل خلاصة القتلى فى 4 سنوات بالعراق بلغ 85 الفا والجرحى اكثر من 140 الف مصاب ومعوق عدا المفقودين وجثث المجهولين وملايين المهجرين ...اين يكمن السر ابانا الجليل رحمتكم اسعفونا واسعفو ابناءكم لان مصير البلد اصبح مجهولا وعلى حافة الانهيار فهل من مستغيث او منقذ لهذا الشعب المسكين ...اسلاما ومسيحيين وكافة المكونات الاخرى كلها مستهدفه ...


لماذا والى متى ؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٧ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٦ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور