بمنــاسبة ذكرى استشهــاد الرئيس صدام حسين المجيد .. فيا مالكي اليوم خمر غدا أمر

 
 
 

شبكة المنصور

ميثم مهـــدي

في هذا اليوم الذي يمر علينا حاملا معاناة شعب اجتاحه المغول الجدد القادمين من الغرب والشرق يشعر كل مواطن شريف بمرارة الذكرى تزداد مراره وهو يرى وطنه المبتلى مسحوقا مهانا تحت وطأة احتلالين امريكي وفارسي ...في مثل هذا اليوم توارى قمر بغداد خلف سحب دخان الحرائق التي اشعلها الاحتلال واعوانه حينما كانت عصابات الاوغاد تدخل الوزارات وتخرج منها وقد صارت لهيبا يتلظى وجنود الاحتلال يبتسمون شماته ...

 

فقد وجدوا الايادي الآثمة التي تنفذ اجندتهم في تدمير هذا البلد الذي طالما نطحت في صموده خراف السياسة الامريكيه حتى تكسرت قرونها وجاءوا وحملوا معهم الموت والدمار والخراب ... كانت عصابات شذاذ الافاق تجتاح عاصمة الرشيد وجوه عراقيه وقلوب سوداء سواء العمائم التي جاءت على ظهور دبابات الاحتلال وناقلات حرس خميني .. وشاهد العالم بأسره مايندى له جبين كل عراقي وعربي حينما عرضوا صور جنود الاحتلال في ساحة الفردوس حيث تسلق احدهم تمثال الرئيس الراحل صدام حسين ليعلق فوق رأسه العلم الامريكي قبل ان تسقطه عربات المحتل ..

 

ثم يتبارى الشراذم بأظهار غبطتهم بضرب صور صدام بالاحذيه وجر رأس التمثال بصورة حقد دفين وغاب عن اذهان هولاء ان التمثال واسقاطه لايمثل سقوط النظام فحسب بل السقوط الاخلاقي لكل من يدعي بعراقيته لأن مشاهدة ملامح جنود الاحتلال وهم ينظرون الى هذه المسرحية الهزيله بكل احتقار واشمئزاز وكأنهم في حديقة حيوان تتقافز قرودها .. وان غاب عن اذهان البعض رؤية اجتياح بغداد وكيف خرجت الشراذم مثل النمل الابيض تنهب الوزارات والدوائر الرسميه وبيوت المسئولين والمستشفيات وكل المرافق الحيويه فلن يغيب منظر جنود الاحتلال الذين يرقبون الموقف ساخرين من شعب يسرق نفسه ... كانت عدسات مصوري القنوات الاجنبيه تمارس عملها وتسلط الاضواء على عصابات النهب والسلب لتعلن للعالم أجمع بأنهم يشاهدون عمليات سلب الكرامة والانتماء ... مواطنين يسرقون وطنهم حتى طاولات المستشفيات واجهزته لم تسلم من النهب .. اطفال صغار يحملون مزهريات مسروقه وآخرين يحملون فوق اكتافهم قنفة يتيمه سرق الاوغاد ماتبقى منها من اثاث .. لقد شبهت احدى الفضائيات الاجنبيه مايجري في العراق بماجرى في الصومال وهايتي وغرينادا ... تخلف مابعده تخلف وجريمة اشد وطأ من جرائم الاحتلال ... هولاء الذين نفذوا اجندة المحتل هم اليوم حكومة الاحتلال المسيره من قبله والمستمره في تخبطها وانحدارها الاخلاقي تحت شعار المصالحه .. بغداد استبيحت لامن قبل الاحتلال وحده بل من هم اشد خطرا المحتل نفسه ... تلك الشراذم المبرمجه المعده سلفا لأحداث هذه الفوضى العارمه والتي كانت اشد تدميرا وخطرا ... وجدنا بعد بضعة ايام من الاحتلال ان ايادي الغدر بدأت تستهدف تصفية كل العناصر الوطنيه التي رصدت اسمائها في قوائم فيلق بدر الذراع الممتده لملالي ايران عن طريق العملاء الذين تسللوا تحت شعار المعارضة وهم في الواقع طابورا خامسا لأعداء العراق ... قاد فيلق بدر بقيادة جلاوزة اعماهم الحقد وعلى رأسهم هادي العامري

 

حملات اجراميه قامت بتصفية كل العناصر التي دافعت عن حرمة الوطن وأمنه من ضباط وطيارين وعلماء ومفكرين ليخلو الجو للجهله والمنحرفين اخلاقيا من المنحطين والسفله خريجوا سراديب قم .

 

لقد استبيحت عاصمة الرشيد من علوج ريشارد قلب الاسد واسماعيل الصفوي على حد سواء .. كلاهما يمثل عدو تقليدي متربص ... وشارك في جريمة استباحة العراق احفاد ابن العلقمي الذين اظهروا ان هذا البلد العريق ذو الشعب الحضاري ليس الااكذوبة حينما شاهد العالم كيف تم نهب الوطن وحمل اللصوص كل مافي طريقهم مثل اسراب النمل أمام سمع وبصر قوات الاحتلال الذين يرقبون الموقف بعين الرضى والتشفي وكأنهم يقولون : نارهم تاكل حطبهم ... وأكلت النار الحطب ... أكلت اكثر من مليون مغدور واربعة ملايين مهجر وافرزت الاف الحواسم واللغافه وسراق المال العام والقتله وقطاع الطرق وعملاء الاجنبي ... افرزت طامعين بخيرات البلاد الحالمين بالانفراد بالشمال مستغلين تخبط وضعف حكومة هجينة خرجت من رحم المحتل .. والذي يستمع ويشاهد تصريحات قادة الخونة الكرد يتصور ان الدهر قد صفى لهم وانهم يتصرفون على أمل تحقيق تطلعاتهم الخبيثه التي لم يكتب لها النجاح منذ تأسيس الدولة العراقيه فهم لايدركون ان صفى لهم الدهر اليوم فلن يصفو غدا وسيعاني الشعب الكردي الويلات نتيجة متاجرة زعماءه بأرواح ابناء الشعب الكردي لعقود طويله ... مانراه اليوم من تجاذبات وهدم وتدمير ليس نتيجة الاحتلال وحده بل ممن جاءوا معه وساندوه ونفذوا كل مخططاته الاجراميه وسفكوا دماء اخوانهم قرابين للأجنبي وكأنهم لايدركون ان الضحايا الذين سقطوا بمئات الالاف بفعل صواريخ المحتل واسلحته المحرمه ودفنوا في ركام منازلهم واستبيحت اعراض نساء العراق هم اهلهم واخوانهم ... لقد دمر الاحتلال واعوانه العراق وجعلوه خرائبا وأطلالا تنعب فوقها البوم والغربان وصار العراقي سجينا في بلده اومنفيا يغاني شظف العيش وسكان المضبعة الخضراء يعيشون في رخاء ونعيم وكم حز في نفسي وساءني ان اصادف في احدى زياراتي لبغداد موكبا لعشرات سيارات الحمايه تنعق في الشوارع لتخلي السيارات العابره الطريق لكي يمر سيادة الوزير ... ومن هو الوزير ؟ بيان جبر صولاغ .. أليس هذا المنظر يدل على ان العراق مستباح ومهان وقارنت بين هولاء الشذاذ وبين مفارقة اثارت عجبي واعجابي وانا اشاهد ذلك الفارسي بموكب مهيب وسط حماية مشدده حينما كنت في الماضي القريب ان كنت برفقة صديق بالمنصور وشاهدت سياره يقودها شخص ومعه عائلته لم ادقق في ركابها لكن الوجه كان مألوفا وهو يقوم بشراء الموطا من محل مشهور بالمنصور وسألت صديقي عن هوية هذ الشخص الذي كان يحمل معه الموطا الى سيارته فقال : هذا طه ياسين رمضان ..اليوم هل يجسر ارنب من ارانب المضبعة الخضراء ان يسير حرا  طليقا خارج مضبعته ؟

 

اليوم هو الذكرى السادسه للأجتياح الهمجي الذي لم يترك في نفوس العراقيين سوى الحزن والاسى على بلد كان حارس البوابة الشرقيه حيث تكالبت قوى الشر والغدر وامعنت فيه ذبحا وقتلا وتفجيرا ..

 

انه حفلة عرس للشراذم التي جاءت في ركاب المحتل ومأتم وعزاء نندب فيه احبائنا الذين فقدناهم على يد قوات الاحتلال وعصابات الغدر الاسود القادم من خلف الحدود ... لننكس الاعلام التي رفعوها خالية من نجومها ولنترحم على ارواح شهدائنا ونرفع اكفنا الى خالقنا طالبين منه العون والمدد بأن يهيئ لنا سبل الخلاص من هذا الكابوس اللعين كي نثأر لدماء شهدائنا التي سفكت ظلما وعدوانا ... ومن اعتز بغير الله ذل ... لقد طال ظلام الليل في عاصمة الرشيد ولم نعد نسمع سوى نباح الكلاب المسعوره تجوب احياء بغداد تحت مسميات اوجدها صولاغ كلواء العقرب والذئب وفرق الموت والمغاوير لكن ليعلم هولاء العملاء بأن ساعة الحسم وان طال انتظارها آتية لاريب فيها بعون الله وهمة الرجال الغيارى.

 

وسيرى الذين ظلموا اي منقلب ينقلبـــــون

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٩ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور