بعد ان تمكنت الولايات المتحده من
تفكيك الاتحاد السوفيتي وبسط
نفوذها او على الاقل انهاء قوه
النفوذ للاتحاد السوفيتي على
الجزيره العالميه بدئت تجد السبل
والحجج لاحتلال العراق فعليا
والسيطره عليه لانشاء قواعد
عسكريه لها فيه ومن ثم ايجاد منفذ
لادخال الحلف الاطلسي بقوته
المشتركه الى العراق لجعل العراق
جزءا من الخطه الدفاعيه فيكون في
مقدمتها المرسومه لسد أي خطر
عالمي يواجه امريكا في المنطقه.
ولكن كان هناك عقبه كبيره اتبعت
الامريكان منذ اواسط السبعينات
لانها كانت تشكل خطرا كبير على
ابنتها المدلله اسرائيل انه وجود
صدام حسين على السلطه في العراق
ولعل الامر الذي ارعبها هو
الاعلان القومي اذي اريد منه ان
يكون وثقيقه وحده دفاعيه للدول
العربيه والتي طرحها ارئيس اراحل
صدام حسين وقبت به معظم الدول
العربيه ومن ثم البدء بانشاء قوه
نوويه عربيه في العراق ناهيك الى
بدء تعزيز الترسانه العسكريه
العراقيه واعتماد التنوع التسليحي
بها هاملين تواجد السلاح الامريكي
..اضافه الى قوه الاجهزه الامنيه
التي جعلت صعوبه في اختراقها من
قبل الامريكان او فرض نمط من
السلطه على السلطه الوطنيه
العراقيه ..اما اخطر الامور
واكثرها رعبا هو انشاء الجيش
العراقي العقائدي والذي اعتبر
جيشا دفاعيا عربيا ولحد ما اسلامي
مع الاحتفاظ بطابعه العراقي
الوطني وقد كان هذا الجيش احد
اخطر العوامل على اسرائي وعلى
الولايات المتحده التي تهدد
مصالحها في المنطقه .فكان لابد من
انهاء هذا الجيش الذي خرج من حرب
1991 برغم هجوم 33 جيوش العالم بل
اعظمها ناهيك الى دعم امكانيات
حلف الاطلسي الذي كان مهيئا لتصدي
للسوفيت ولحرب النجوم ورغم هذا
فقد تمكنت الاداره العراقيه
بقيادره الراحل ارئيس صدام حسين
من اعاده ترتيب جيشها بسرعه فائقه
واعاده ترتيب كيان الدوله باق من
اربعون يوم ويعد هذا في الحسابات
السياسيه معجزه حقيقيه (حيث ان
برغم تواجد الاف الاضعاف من
الامكانيات والخطط الا انه مر سبع
سنون ومازالوا لحد الان من اعاده
بناء دوله مستقله او جيش عقائدي
بمعناه الوطني )
كل هذه الامور حتمت على وجوب
انهاء العراق والقضاء على الرعب
الصدامي الذي جعل امريكا واسرائيل
غير قادرين على النوم وكان بصدام
حسين ذلك المارد الجبار الذي حيث
يخطوا بخطوه الى الامام يهز
السياسه الامريكيه ويجعلها غير
مستقره .... وبالفعل تم تحشيد
مئات الالف من المقاتلين المرتزقه
من جنود الحلف الاطلسي والامريكان
ولكن هذه المره تراجعت الكثير من
الدول العربيه من قبولها مهاجمه
العراق لانهم ادركوا اهميه الخطر
الذي سيصيبهم في حال انهيار
العراق وكان لتركيا موقفا مشرفا
يوم منعت الهجوم على العراق من
اراضيها ولكن الذي حصل انه تم
تعبئه المعارضيين نظام صدام
واستخدامهم كطابور خامس ضد وطنهم
العراق وكان من ابرزهم احمد
الجلبي والاخرين قاموا باتعبئه
الاعلاميه والتعبئه الجماهيريه
للقضاء على نظام صدام الذي كانوا
يعارضوه غير مبالين فيما اذا تدمر
العراق او انهار.
وفعلا بعد معارك ضروس وحرب غير
متكافئه لا في العده العسكريه ولا
في العدد البشري ولا في الاعلام
تمكن الامريكان من احتلال العراق
واسقاط النظام وكان اول عمل يجب
ان يقوموا به هو اسقاط وحل الجيش
العراقي لانه كان يشكل الخطر
الاكبر على اسرائيل وعليهم حتى
بعد خسارته لحرب لانهم يعرفون
امكانيه التعبئه واعاده البناء
السريعه للعراقيين وحاولوا جاهدين
انهاء الروح الوطنيه في ابناء هذا
الجيش وتوزيع طاقاته بين الاحزاب
الجديده في العراق ليكوةن تحت
السيطره السياسيه ولكن برغم كل
الامكانيات فانهم لم يتمكنوا من
تجنيد 20 % من هذا الجيش خدمه
مصالحهم لا بل انهم استعانوا
بالاحزاب المواليه لايران من اجل
هذا الامر .
ولكن الخطط التي وضعت قبل سقوط
النظام من قبل قيادات اجيش هي
كيفيه المواجهه والمقاومه
لامريكان وقد كانت هذه المعارك
التي قامت بها المقاومه العراقيه
قاسيه وكنوع من حرب الشوارع وكحرب
اشباح وحيث فشلت القوات الامريكيه
في مجابهتها بارغم من استعانتها
بالاجهزه الاستخباريه والجيش
والشرطه المشكلين بامرها
والعاملين تحت سيطرتها فانها
حاولت تشويه صوره هذه المقاومه
ومحاوه ربطها بالارهاب باي شكل من
الاشكال ورغم هذا فان الشعب
العراقي بل العالم اجمع ادرك
حقيقه هذا التغالط الاعلامي
الامريكي والحكومي العراقي فقامت
القوات الامريكيه بعده محاولات
للاتصال بقاده عراقيين من الجيش
الوطني السابق محاوتا في تهدئه
الامور واعطائهم بعضا من حقوقهم
ولكنهم فشلوا في أن ينالوا امر
وبدء الجيش السابق وفصائله
المقاومه باستعاده حقوقهم
وانتزاعها وبدئوا يكبرون
والامريكان يصغرون وكان لزاما على
امريكا ان تنسحب بشك يحفظ ماء
وجهها لاكونها سخرت ثلاث اساطيل
بحريه وقوات الحلف الاطلسي
واحتياط جيشها لخروج من المازق
العراقي ولكنها فشلت وهذا ما
يجعلها فاقده للوحده قطبيتها
الدوليه .
وبدئت تتناسى لحد ما امر الخطر
على اسرائيل وبدئت تتنازل عن فكره
السيطره عى ايران لانه جيشها بفعل
المقاومه العراقيه اصبح منهكا
وغير قادر على مقاومه ايران او
حتى الجيش العربي السوري الذي كان
مخططا له من لسان بوش مجرم الحرب
ان تكون سوريا هي التاليه بعد
العراق.
لقد تحافت اقوات الامريكيه مع
الحكومه الخطا والتي نصبتها لتخدم
مصالحها القوميه في المنطقه
هاملتا اراده الشعب ورجال
المقاومه كما انها سمحت للتيارات
الاسلاميه في البروز وانهاء
ماتبقى من معالم الديمقراطيه في
اعراق كما انها سمحت لجعل العراق
منطقه نزاع وتصفيه حسابات بل انها
تعمدت الىخلق الارهاب وتصنيعه
بالخارج واستخدامه في العراق
لتحقييق احد نقاط مشاريعها والذي
سنتطرق له في الفصل السابع من
بحثنا هذا .
انتهت حرب عام 2003 وبدءت حربا
مقاومه شرسه جعلت من امريكا تسير
في طريق انهيارها اذ انها وصلت اى
قمه نجوميتها عام 2004 وبدء كيرف
التقدم لها بالتنازل عن نقطه اعلى
مستوى وبحد تحليلاتي الفكريه
واستقراء الاحداث السياسيه فانه
حاله عدم انسحاب الامريكان من
العراق قبل 2012 وتسليم امور
الدوله العراقيه للرجال الوطنيين
قبل نهايه عام 2010 فان كيرف
تنازلها سيمثل انحدارا بارزا وسوف
تسقط دوليا امام بروز ثلاث قوى
سياسيه عملاقه هي الاتحاد الاوربي
والصين والقوى الشيعيه الاسلاميه
للثوره الاسلاميه في ايران والتي
ستشكل الاولى والثانيه خطرا على
امريكا من الناحيه الميثولوجيه
مستقبلا ومن ناحيه الاقتصاد
وانهاء هيمنتها السياسيه
والاقتصاديه واما ايران فستكون
الخطر العسكري المرعب الذي سوف
يزيل الاحلام الامريكيه معتمدين
على ما تمتلكه من خزين استراتيجي
للاسلحه اضافه اى الغواصات
السوفيتيه ناهيك ان امريكا انكشفت
امام العالم في فشلها في حرب
المدن والشوارع والتذ عرتها
المقاومه العراقيه وبالتالي يمكن
استخدام هذا السلاح من قبل ايران
اذا ما حدثت حرب محتمله بين
امريكا وايران ستكون دول الخليج
ولبنان وفلسطيين وسوريا واعراق
ساحه لسحق القوات الامريكيه لان
لهذه الدول من يوالي ايران ومنها
من هو ضعيف غير قادر على منع
ايران وهناك من تظرر من امريكا
مثل العراق وسوريا فيمكن ان يقف
ضد امريكا في حربها ضد ايران.
ولربما فان ردع الانظمه العربيه
وارهابها امريكا حين اسقطت اقوى
نظام عربي بل اقوى نظام سياسي في
الشرق الاوسط جعل هذه الحكومات
تاخذ جانب الحذر اممزوج بالرعب
وانهاء الحالات القوميه وهذه
الحاله قد استفزت اشعوب العربيه
وجعلتها في كتمان قابل للانفجار
فجائيا وعندها ستكون نهايه امريكا
في حدود المحيط العربي اذاما م
تتمكن من اعاده خططها السياسيه
وخلق اداره جديده لحكم اعراق بشكل
يقلل من الخطر الدولي عليها بسبب
ما قدمته من كوارث بحق الانسانيه
بسبب فشل سياساتها الدوليه .
وكانت النتائج احتلال العراق هو
تراجع في المواقف الفسطينيه عربيا
وعالميا وتقديم الخضوع الشبه كامل
من السلطه الفلسطينيه لامريكا
التي باتت تتلاعب بمقدراتها وفي
ليبيا سلم المفاعل الليبي بطبق من
فضه لامريكا اما دول الخليج التي
غدت مرعوبه من الهيجان الايراني
فتراها تطالب بزياده تواجد القوات
الامريكيه لحفظ امنها وامن
حكوماتها رغم مابها من نازع عربي
قوي بينما مصر التي خنست عربيا
وعالميا تريد ان تعبر العبره
متمنيه لو م يحص كل ماحصل في
العراق واما باقي الدول فقد
تمالكها السكوت والسكون الاجنوب
السودان الذي امتدت له يد العون
الامريكي ليثور على حكومته
المركزيه واخير ما يحص في السودان
من قتل واقتال...ولا اخفيكم ان
العرب لايمكنهم ان يسكنو ويخلدوا
راحه الا باستقرار العراق والعراق
لايمكنه الاستقرار الا يوم تمثله
حكومه عراقيه حقيقيه منتخبه اهم
ما بها النازع الوطني وان تكون
السلطه فيها مكونه من افراد
اكاديميون ومن مختلف فئات الشعب
على شرط ابعاد الاحزاب عن السلطه
او عن قياداتها.
في الحلقه التاليه سيكون حديثنا
عن الهيمنه الاقتصاديه والابعاد |